بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 5 مايو 2018

انقلاب الصورة

انقلاب الصورة
فاخته اليوسف

أعجبتنا بجمالها وجذبتنا بألوانها شدّتنا لعمقها ،  تأثّرنا بما حوته من مزايا وصفات أملنا أن نسير خلفها ( اتباع الفصيل أثر أمه )

تطلب منا الكثير من  تضحياتٍ وتفانٍ وإيثار ،  قدّمنا القليل وطلبنا على ذلك الأجر الجزيل ، حتى وصلنا إلى منتصف الطريق ، أنهكنا السير لقلة الزاد وبعد السفر وطول الطريق .

أردنا أن نستريح قليلًا لنتزوّد منها ونتحرر من بعض القيود والأغلال ،  كما رأيناها بنظرنا القاصر ، وزعمنا أنّنا بذلك نرى الحياة بمنظورٍ آخر وصورةٍ مغايرة .
اغتررنا بملذاتها وشهواتها , حينها تراجعنا إلى الوراء قليلًا لنرى ما الذي يحدث أمامنا أرعبتنا المواجهة حيث كانت أسلحتنا ضعيفةً بل تكاد أن تكون معدومة .
فضّلنا الوقوف في الصفوف الخلفية ( فمن يقف في الخلف يسلم ).

اكتفينا بأن نكون محبين ..

تردّدت في مسامعنا كلماتٌ جميلة برّاقة( فطمت محبّيها من النار )..( إنّها لتلتقط محبّيها كما يلتقط الطير الحب الجيّد من الحب الردئ) ..وهذا تكليفّ وليس تشريف ؛ لذلك لم يكن مطلبًا للحبيب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم  بل طلب المودة لأهل بيته ( قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودة في القربى). لما تحويه هذه المفردة  من  الحب والمشايعه لهم في القول والعمل . عوّلنا على ذلك  الحب مجردًا عن العمل فكان التناقض جليًا بين التنظير والتطبيق في حياتنا  ، ابتعدنا شيئًا فشيئًا ، تأثّرنا بما نشاهد ومانسمع . حينها انقلبت الصورة !!

١/ أخطأنا كيفية الإقتداء ، أصبحنا نردّد   أين نحن منها؟. وأنّى  لنا الوصول؟ وكيف يمكننا الإقتراب؟.
أحطناها بهالةٍ نورانية ، قدسية وكأنّها في برجٍ عاجي لا طريق للوصول إليها ولا الإقتداء بها ..

٢/ تخلّينا عن مسؤولياتنا الكبرى ، واهتممنا بالقشور ، اختارت أنفسنا طقوسًا ومظاهر لاتكلّفنا شيئًا .ولاتحمّلنا مسؤولية..

٣/ رفعنا شعارات رنّانة لإثبات شخصية المرأة ومكانتها تارة ، ولتحقيق أحلامها وطموحاتها تارة أخرى .
أصبحت حواء حبيسة الدار لاتفكر في شيء سوى واجباتها وتكاليفها الشرعية، لايعنيها مايحدث خارج مملكتها ولايهمّها .فهي مشغولة الذهن تفكّر كيف ترضي آدمها وتتقرّب إليه ، وماالذي يريده أبناؤها وماينقصهم  ، فهي بلا شك وكما تعتقد أنّها خلقت لأجل ذلك لا لغيره،  فمسؤوليّتها إدارة هذه المملكة وبجدارة .وليس عليها ذمامٌ لمايحدث في العالم أجمع فكما سمعت عن سيدة النساء فاطمة ع أنّها كانت لا تبرح دارها تقوم بواجباتها كفردٍ وتناست مسؤوليتها كفردٍ وسط المجتمع .
فكما نحن مسوؤلون عن دورنا الفردي كذلك نسأل عن دورنا وسط المجتمع ،
ولكنّها بتسطيح مسؤولياتها  تظن أنّها  ك فاطمة . ..!؟
وكأنّ السيدة الزهراء ع كانت قصرًا على الرحى و المطبخ والدار وماكانت تغادرهما إلّا لتعود لهما.

وهناك حوّاء أخرى قرّرت أن تعمل لا يهمّها المكان ولا الزمان ولا الماهية .. فهي ليست من العصر القديم ( كما تردّد ) لكي تضع حدودٌا تقيّد تعاملها مع آخر .
المهم أن تثبت وجودها وتحقّق مركزًا اجتماعيًا مرموقًا .
ولا تكن من أولئك  الذين يقبعون خلف الأسوار بين جدرانٍ أربعة .لا يجيدون سوى عناية الآباء ورعاية الأبناء .
وتناست بأنهم يعملون في أضخم الشركات  وأكبر المؤسسات البشرية لبناء جيلٍ واعد، وأعني بذلك الواعيات العارفات من بنات حواء حتى من كانت منهن في وظيفتها ..
فلا ضير في ذلك  إن استطاعت أن تحقّق التوازن المطلوب بين الأمرين وإلا فالخاسر الأكبر هو نحن .

لأننا بذلك نخسر جيلًا بأكمله وليس صفقةً عابرة في تاريخ المؤسسة أو الشركة التي تنتمي إليها .. .ورغم ماتعانيه المرأة اليوم من معوّقات وضغوطات في الحياة ، إلا أنّ ثمة نماذجٍ ممن نهلن من معين فاطمة عليها السلام ، وحقّقنا معنى المودة لأهل بيت العصمة بماتقتضيه هذه المفردة العظيمة ، فكانوا شمسًا تنير ظلمات التائهين وترشدهم على الطريق .
توكل كرمان. أكثر نساء التاريخ ثورية .(١)موقع رموز نسائية عربية
اعتبرت مجلة التايم الأمريكية الناشطة والكاتبة الصحفية اليمنية توكل كرمان  - أكثر نساء التاريخ ثورية كما تم اختيارها كإحدى سبع نساء أحدثن تغيرًا في العالم من قبل منظمة  مراسلون بلا حدود .
وكرمان هي رئيسة منظمة صحفيات بلا قيود وهي إحدى أهم الشخصيات المدافعة عن حقوق الإنسان وحرية  الصحافة في العالم .
أما فاطمة الجزار الشهيرة باسم خنساء رفح فقد كان لسان حالها حينما زارتها إسلام أون لاين.نت يوم الجمعة في2005 /30/9. في منزل العائلة وسط مخيم يبنا للاجئين بمدينة رفح جنوب قطاع غزة هو : لا حل إلا بالجهاد والمقاومة وسأستمر في تقديم الشهداء حتى يأذن الله بالنصر (٢)منتديات أتباع سيد المرسلين.
وغيرهم الكثير ممن غيّروا معنى الحياة بمواقفهن الخالدة ، فكانت عندهم السيدة الزهراء عليها السلام صورةً واضحة ، و أسوةً حسنة ، وكيف لا تكون كذلك
من سادت نساء العالمين من الأولين و الآخرين لا لمالٍ ولا جاه ،بل عملت ،ربّت ،أعطت ،وتحمّلت هموم الأمة وثقل الرسالة  بعد أبيها صلوات الله عليه واله حين خرجت تقوم ويقعدها الألم بعد حديث الدار وماجرى عليها مدافعةً عن إمام زمانها.
ومطالبةً بحقوقها لتذود عن حياض الرسالة وتشاطر بعلها المسؤولية الملقاة على عاتقه .
فهل رسمنا فاطمة صورةً مشرقة. نستلهم من كمالاتها القدسية جمالا يضفي على ذواتنا لونًا آخر من نورها ؟ ، علّنا نقترب لنرى فاطمة كما هي. ، وتعود الصورة ، فإنما فاطمةٌ هي فاطمة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق