تحدي القراءة ||العاطفة كالماء|| لجاسم حسين المشرف،162ص، تلخيص منى المسلم.
مقاربة اسلامية بمسحة فنية أدبية،وأمثلة واقعية..
تعتبر العاطفة من أشد وأوضح مافي الشخصية الانسانية ظهوراً وحضوراً..
ومجتمعاتنا موغلة في العاطفة لحد الاغراق..
فماهي العاطفة؟
مم تتشكل؟
ماأهميتها،ومادورها في حياة الإنسان؟
ماعلاقة العقل بها؟
ماهو جدير بالتأمل والاهتمام :كيف يمكن التعامل مع عواطفنا ،ومشاعرنا بما يحقق لنا السكينة والاستقرار،وبما ينسجم مع فطرة الله التي فطر الناس عليها؟
هل يدعو الاسلام لكبتها ، أو إطلاقها؟
الكبت والاطلاق الغير مقننين يمثلان اعتلالاً عاطفياً ،يُحدث حالة من الصراع النفسي والتوتر،وعدم الاستقرار ،وفقدان التوازن، وقد يمتد ذلك ليطال علاقتنا بالله تعالى.
-لا يمكن تصور أخلاق نبيلة عظيمة خالية من العاطفة، إذ أنّ العاطفة والأخلاق صنوان متلازمان.
وكلما تدرج الانسان في مدارج الكمال رقّ طبعه ،ورهف حسه،ولانت عريكته،وتسامت عاطفته،وتجلت محبته لله تعالى في حب الخير لسائر الخلق.
_ (أبكي لأجل جيشٍ يدخل النار بسببي) كلمات اختزلت أسمى معاني الانسانية،في أرقى سمات الكمال.
_ الماء هو الحياة،به قوامها ودوامها واستمراريتها...وأي طعم لحياة لا عاطفة فيها؟
أينما وُجِدَ الماء وجِدَت الحياة بكلّ لوازمها... وأينما وجدت العاطفة أُحيطت الحياة بالحب، والتواصل،والتراحم،وازدحمت فيها عوامل الصلة،وتوهجت الحياة بالحياة.
_ أقدس العواطف الحب في الله والبغض في الله..
_ في العاطفة الصادقة غنى عن كل ماسواها ،وليس في سواها غنىً عنها.
_أكبر مايهدد كيان الأسرة ويجعلها عرضة للتضعضع والانهيار العاطفي ،أن يكون الفرد في الأسرة وليس فيها..ومامن خلاف أو نزاع أو حرب واضطراب إلا ومن ورائه غياب الحب والعاطفة الصادقة.
فالحب أعذب العواطف الانسانية.
_ قد يكون الحب قاسياً على المحب والمحبوب ومن حولهما..فعندما يكون هناك إيغالاً في الحب إلى درجة تجاهل عيوب المحبوب وإخفاء سيئاته،فتنأى الموضوعية والعقلانية في الحكم والتقدير،فإذا كان بعض الحب كذلك أفلا يكون قاسياً؟
قد يصل ببعضهم أن ينسلخ من عقيدته ودينه الذي به قوامه وقيمته ،لا لقناعة سوى عاطفة الحُبَّ الطاغية التي أعمت صاحبها عن قصد السبيل.
_ الحب الحقيقي كمال وسعادة ،لاشقاء وتعاسة.
_ لا يمكن عزل العاطفة عن العقل أو العقل عن العاطفة،بل ينبغي العمل على احداث حالة من التوازن والتناغم المنسجم،بحيث لا يطغى أحدهم على الآخر في غير مجاله...
_ عندما تُسيطر العواطف والإنفعالات على التفكير والسلوك يغيب العقل،ويحجب الانسان عن ندائه.
_ التفكير السليم يعمل على اعاقة العاطفة الجامحة، كما أن العاطفة الجامحةتعمل على اعاقة التفكير.
_ ضبط العاطفة يعني أن نخضع الميل والرغبات النفسية لحكم العقل والدين ،وأن نتحرر من سلطانها.
_ لاتجعل عواطفك حبيسة،اجعلها تتنفس،فالعاطفة الحبيسة كالماء الراكد..فأصعب مايشعب الفؤاد البرود العاطفي.
_ كما أننا نختلف في شخصياتنا ،وفقاً للمؤثرات الوراثية،والتربوية،والثقافية،التي تلقيناها ..كذلك نختلف في درجات ظهور عواطفنا ،وانفعالاتنا،وطريقة ضبطها،والتحكم بها.
وكما يجب علينا أن نكون اسلاميين في عقيدتنا فنحن مطالبون بأن نكون اسلاميين في أفكارنا، وعواطفنا،والتي تقودنا إلى السلوك الاسلامي الصحيح.
_ لو غاص كل منا في أعماق نفسه متجاوزاً تلك الشهوات والرغبات السطحية السريعة ،ولم يُعرها التفاتاً فإنه سيلتقي بالمنابع الصافية حيث الحب الخالص،والجمال الحقيقي،وملامسة الفطرة الطاهرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق