بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 25 ديسمبر 2019

كتاب (العرفان) للسيد مرتضى المطهري

كتاب (العرفان )للسيد مرتضى المطهري، ١٢٠ ص،تلخيص فاطمه العيسى.

الكتاب عبارة عن ١٠ دروس

#الدرس الأول (العرفان والتصوف)
تناول هذين المفهومين باعتبارهما معنى واحد وطريق واحد من حيث أن كل (عرفان هو تصوف) وليس (كل تصوف هو عرفان). 
-قسّم العرفان  لقسمين :
١-عملي: ويسمى ب(السير والسلوك) وهو عبارة عن طي المنازل والوصول لمرحلة لايرى فيها الا الله 
٢-القسم النظري :يبحث في معرفة الله والعالم والإنسان.

#الدرس الثاني (العرفان النظري) 
تحدّث عن الفارق بين رؤية العارف والفيلسوف 
-شغل الفيلسوف هو الفهم وأدواته (العقل والمنطق والإستدلال) 
-شغل العارف  إزالة أي حجاب بينه وبين ذات الحق، وأدواته (القلب، التصفية، التهذيب، الحركة الباطنية). 
-العرفاء والفقهاء متفقين على ان الشريعة سلسلة من المصالح والحقائق إلا أنهم اختلفوا في الرؤية وهي :
الفقهاء يرون المصالح بمنزلة الروح للشريعة التي توصل للسعادة. 
العرفاء يرونها بمنزلة المراحل التي تسوق إلى مقام القرب 
*رؤية الفقهاء للإسلام على ٣ أقسام (اصول العقيدة، قسم الأخلاق، الأحكام ) بينما رؤية العرفاء له  ( الشريعة، الطريقة، الحقيقة).

#الدرس الثالث :(جذور العرفان الإسلامي) 
-أكدّ من خلال تساؤل أن العرفان أخذ أصوله من الإسلام ( القرآن والسنة) فقط. 
-أظهر ضعف آراء الذين يدّعون أن الإسلام بلا مضمون من ناحية المعنويات، بذكر أحوال بعض شخصيات مرحلة صدور الإسلام تحكي عن الحالات المعنوية والمكاشفات ومنها شخصية (حارثة بن مالك).

#الدرس الرابع :( تاريخ موجز للعرفان والتصوف) 
أول من عرف بهذا الإسم هو أبو هاشم الصوفي الكوفي الذي عاش في القرن ال٢ إلا أن زمن تسمية هذه الطائفة بالعرفاء ليس معروف بدقة إلا أنه راج في القرن الثالث. 

#الدرس الخامس والسادس ( تاريخ موجز) 
*عرض في هذا الدرس أسماء العرفاء من البداية وحتى نهاية القرن التاسع ومنهم (أبو بكر الشبلي، أبو نصر سراج الطوسي..) 
*ومنذ القرن ال١٠ وحتى اليوم نشاهد أفرادا حازوا على المقامات العرفانية.

#الدرس السابع إلى التاسع
*يؤمن العرفاء بضرورة طي المنازل والمقامات لأجل الوصول لمعرفة الله لأنه يراها كل شئ. 
* بين الفارق بين العارف والحكيم :
-معرفة الحكيم فكرية وذهنية ومعرفة العارف حضورية شهودية. 
*هدف العارف أنه يرى العبادة استحقاق ذاتي للمعبود والهدف الثاني هو اللياقة الذاتية للعبادة، ومن جهة الهدف يريد الله فقط. 
تحدث عن أول المنازل التي يمر بها السالك وهو الإرادة وعرّفها بأنها الإستجابة لدواعي الحقيقة ، ثم التمرين والرياضة وهي بداية العروج.

#الدرس العاشر 
أشار إلى مجموعة من المصطلحات العرفانية وهي : 
الإنقباض والبسط:الحالة  التي تعتري السالك
مقام الفرق : وهو التوفيق للعبودية. 
ومقام الجمع :وهو شمول عناية الرب. 
مقام الغيبة والظهور :أي الذهول عن النفس لإستشعار حضور الله. 
مقام المحو : اي محو الأنا، والمحق : لايبقى اي أثر للأنا
مقام الصحو: البقاء بالله بعد فناء الأنا. 
الخواطر : الشعور كأن أحدا يكلمه من أعماقه وتسمى الواردات.

||انحراف الطفل|| لعادل علي عجيان

||انحراف الطفل|| لعادل علي عجيان، ٥٤ صفحة، تلخيص :فاطمة ال جعفر

لأننا أمام تحديات خطرة متمثلة في تراكمات ثقافية وعره وأنماط سلوكية منحرفة يطمح الكاتب ان يقف عند مفترق تلك الثقافات والسلوكيات ليهدينا الى التربية الصحيحة.
*التربية في التصور الاسلامي:
التربية الصالحة هي من الحقوق الأساسية الي يكفلها الاسلام للاطفال حيث أنها الطريق السليم نحو الكمالات الرفيعة والمثل العليا.
يرتكز التصور الاسلامي على جانبين اساسيين :
1/الجانب الروحي
2/الجانب المادي

*في التصور الاسلامي لقضايا التربية يحدد الاسلام ثمة حقوق للطفل على أبويه من الناحية النفسية؛ العقلية؛ الجسدية:-
وهي :
ا/احترام الطفل :لا تقتصر مسألة احترام الطفل بمرحلة معينه في حياتة بل تتاكد في جميع المراحل وكافة الظروف. 
٢/رعاية الطفل:هي مسئولية دينية واجتماعية تقع على عاتق الابوين بالدرجة الأولى وأن أي تقصير سيؤدي الى شقائه في للحياة. 
٣/تربية الطفل:من أدق المراحل واخطرها لذلك جميع الأديان أولو التربية اهتماما كبيرا. 
٤/أمن الطفل :تقع علي الاباء والامهات مسئولية أمن الطفل والحفاظ عليه من المخاطر وذلك بالتوجية الدؤوب والمراقبة الكاملة.

*الاسرة والإنحراف؛ 
ان اهمية الأسرة تنبثق من كونها هي المصنع الذي ينتج الفرد بمواصفاتة الحسنة ويحافظ عليه من الانزلاق في مهاوي الردى ومستنقعات المعاصي. 
*"انحراف الأبوين وأثره علي الأبناء:أن الأبوين لهما لدور المؤثر في نفسية الطفل وعقليته سَواء كان ذلك عبر التلقين أو التقليد أو الموروث 
*انحراف الأبناء وخطره علي المجتمع:إن الأسره هي التي تحدد مسار الطفل في الحياة وهي الي ترسم له خارطة السعادة أو للشقاء.

*مشكلات في التربية:
١/عدم الالمام بأصول التربية:أن الاباء والأمهات الذين يجهلون الاساليب التربوية هم الذين يساهمون في انحراف أطفالهم. 
٢/وقَوع الأبوين مع الابناء في نفس الخطأ:ان اشتراك الاباء والامهات مع اطفالهم في خطأ واحد فانه لا يمنع من تأدية التربية على الوجة السليم فقط وانما يضع الطفل في بداية مشوار الانحراف. 
٣/تعددالزوجات واهمال التربية.
٤/أبناء المطلقات وخطر الانحراف :ان خطر الطلاق ليس مقصورا على المطلقة. ان الخطر الحقيقي يتوجة صوب الاطفال الأبرياء الذين تولدوا من تلك العلاقة الزوجية الفاشلة
٥/الخادمة ليست أمآ:أن حدود الخادمة يجب ان لا يتعدي دور الأم في تربية الاطفال.

||بر الوالدين||،لعبدالله العقيل

||بر الوالدين||،لعبدالله العقيل، ٧٨ صفحة،تلخيص زاده الشرفا.

 تناول المؤلف موضوع بر الوالدين   وابان فيه ان برالوالدين من اعظم القربات واستدل بالقران الكريم و روايات  اهل السنة والجماعة تشيد بفضل الوالدين  
كما انه تطرق الى الاسباب التي جعلت الانسان بارا بهما  منها:
 ١-انهماسببا لوجوده
٢-عنايتهما به منذ ولادته الى ان يصل الى حد الكبر،
واشاد الى ان فضل الام يعلو فضل الاب لما لاقته من الام ومشقة في حمله وولادته وتربيته، 
وجاء بالدليل من القران محذرا من ادنى العقوق  لهما وهو قول(اف)  (ولاتقل لهما اف) وما فوقه اشد حرمة(ولا تنهرهما)
وبين ان السنة المطهرة اكدت على حق تقديم برهما على الجهاد،وقال ان الوالدين منشا كل رحم واولى بالصلة  وان من وصل اباه وقطع صلة اخواله واعمامه او احد قرابته كان كمن صام ولم يصل،
كما ان صلة الرحم  خصوصا الاقرب فالاقرب من الاسس الهامة لبناء المجتمع ،وموجب لدخول الجنة وسبب لطول العمروحصول البركة وعقوق الوالدين من اكبر الكبائر واعظم الذنوب
وختم كتابه بمجموعةمقترحة من النماذج لبرهما تراوحت بين يومي كزيارتهما والقيام بمتطلباتهما 
واسبوعي كالخروج معهما
وشهري كاصطحابهما لاداء العمرة
تميز كتابه بعرضه للكثير من روايات  صحيح البخاري ومسلم

||على طريق الأسرة المسلمة||،للسيد فضل الله

||على طريق الأسرة المسلمة||،للسيد فضل الله 47 ص، تلخيص: ليلى الصادق.

الكتيب عبارة عن محاضرة ألقاها السيد في أحد الزواجات
والتي أطلق عليها مسمى
(ولادة أسرة مسلمة)

 حمل هذا الكتاب أفكار جديدة.
حيث دعا السيد خلاله الى أن يفسح المجال لوقفة تأمل هادئةيقف فيهما العروسان ويشاركهما المجتمع من أجل أن يتأملوا هذه الخطوة الجديدة.
وكان خطابه هذا أسلوب جديد من أساليب الاحتفاء.

بعدها دخل الى صلب الموضوع وذلك بالحديث عن الاتحاد الروحي الجسدي مع إنسان آخر.
وهذا مادلت عليه الآيات والروايات
والتي سطر فيها تأملات  غاية في الجمال.
ثم تحدث عن الأسرة من خلال التشريع الإسلامي بأوجه مختلفة.
حيث أشار الى نقطة التدريب العملي على التدرج في حمل المسؤولية .
وأن يضع الفرد يديه على طبيعة الزيادة والنقصان في حقوقه وحقوق الآخرين.
كماأشار الى الالتزامات والتي تتخذ مسار قانوني ينفذها الشرع. 
والآخر أخلاقي جعلها الإسلام لنا مساحات لتفسح المجال لكل زوج ان يحقق إنسانيته داخل الحياة الزوجية.

ثم وجه السيد الانظار الى المشاكل التي تعمل على تعقيد الزواج.
وصحح بعض الاتجاهات التي نجدها تحكم طريقة اختيار الزوجة...
ومن هناعمق النظرة الى العناصر الاساسية في العلاقةالزوجية  .
واستبعد الأمور الطارئة التي تعيش في إطار  زمن معين (مال.جمال)

ثم توجه السيد لعرض مسألة حساسة وهي مطالبة الفتاة بالزواج وأدرج بعض الأدلة التي تفصح عن افساح المجال للتعبير عن رغبتها في الزواج.

في الختام أوجز واقول/
ناقش السيد في هذه الصفحات مسألة ضرورية بفكر متجددوأسلوب سهل .
أفكار قيمه لو طبقت لضمنا التأسيس المحكم للمجتمعات عبرأفرادها .

||بصائر النور|| لآية الله محمد صادق الكرباسي

||بصائر النور||  لآية الله محمد صادق الكرباسي، ١٦٦ص، تلخيص:سلمى آل أحمد.

تحدث الكتاب اولا عن حقيقة الدعاء على انه حالة روحية واتصال حقيقي بالله ،وان الدعاء له فوائد عديدة على النفس والجسد وانه يورث الاطمئنان ويحصن النفس من الوقوع في البلاء،
وللدعاء آداب وشرائط يمارسها الداعي حتى يستجاب دعاؤه،
وهناك دعوات مستجابة لأشخاص معينين بحد ذاتهم،
وذكر ان هناك عوامل كثيرة لعدم استجابة الدعاء. 
واخيرا ذكر عدة آداب تعقب الدعاء حتى يستجاب،
وذكر مجموعة من الأدعية المأثورة للنبي الاكرم محمد وآله ولأهل بيته وانه يستحب الدعاء بالمأثور عنهم،
فعلينا الالتزام بشرائط الدعاء وشروطه والابتعاد عن ما يمنع استجابة الدعاء .

بين عين العقل وعين العاطفة

بين عين العقل وعين العاطفة 
بقلم: مريم فريد.

العقل هو المنظومة التي تجعل الانسان يميز بين الصواب والخطأ ،وهو المتحكم الواعي في كل تصرفاته، و السائس لغرائزه وشهواته ، فأي عمل أو تصرف يقدم عليه لابد له أن يمر بالعقل فيقوم بمراجعته وتقييمه والتأكد من تقبل المجتمع له من خلال المعلومات والخبرات المختزنة في العقل اللاواعي ليوافق عليها أو يرفضها ، وقد تبدو هذه العملية معقدة جدًا وتحتاج وقتا طويلا لكنها قد لا تستغرق  أغلب الأحيان ثوانٍ معدودة.

العقل قد يراد به العقل النظري ، وهي قوة الإدراك الفكري ، وقد يراد به العقل العملي وهو قوة العقل العمّال المحرّك المسيطر على قوة التحريك في النفس من قوى الغضب والشهوة ، وقد سئل الكاظم عليه السلام عن العقل فقال عليه السلام :  « ما عُبد به الرحمن واكتسب به الجنان » ، وهو ينطبق على العقل العملي ، لأنه مصنع الإرادة في النفس، ولا يكفي لهداية وكمال وصلاح الإنسان أن يدرك الحق والحقيقة الصادقة بعقله النظري دون أن يصدق و يذعن ويسلّم ، فيقيم عزمه على ذلك ، وبالتالي تنطلق قواه العمّالة على مقتضى ذلك.

الدين بجميع شرائعه السماوية حضّ على إعمال العقل في كل نواحي الحياة ، وجعله هو المائز للإنسان عن جميع المخلوقات على وجه البسيطة ، به استحق أن يكون خليفة الله في أرضه ، واكتسب به حق التمتع بكل مافي الكون ، بل سخر له الأرض بما عليها . لكن هناك في النفس الإنسانية جزء لا يتجزأ من منظومة الإنسان ألا وهي العاطفة ، وهي حالة ذهنية كثيفة تظهر بشكل آلي في الجهاز العصبي وليس من خلال بذل جهد مُدرَك، وتستدعي إما حالة نفسية إيجابية أو سلبية ،وهي في صراع شبه دائم مع العقل تحاول أن تغلبه فتسيطر عليه وتتحكم في سلوكه ، فقد تظهر على شكل مشاعر مجردة منحازة الى طرف دون اخر، او فعل يرفضه العقل بحكم الدين او الأعراف التي تتحكم به ، ولعل هذا الصراع من أكثر الصراعات التي يمر بها الإنسان وأكثرها شراسة.

وهذا لايعني أن نلغي العاطفة تماما ونتجاهلها ، فالعاطفة هي التي تهذب في كثير من الأحيان العقل وتضطره إلى إظهار المودة والرحمة في تعامل البشر مع بعضهم البعض ، فبالعقل وحده يكون الإنسان كالآلة الصماء ينفذ الأوامر  الصادرة اليه بدون أية مشاعر او أحاسيس، فنجد الرجل الذي قلما يبتسم او يتحدث خارج إطار منزله أباً حنوناً عطوفًا رقيق القلب مع ابنائه. والعاطفة موجودة في الخلقة كما العقل والتفكر والتدبير ،وهي الركن الثاني في بناء الشخصية ،فإذا لم يبن الانسان على اساس عقلي وعاطفي معاً تراه سرعان ما يضعف.

ومع أنها تمثل جانب الضعف والرقة لكنها قد تجعل من بعض من تسيطر عليه قائداً ينقاد له كل من يقترب منه. فالأم بعاطفتها الجياشة ورقتها الحانية تمثل العاطفة بأبهى صورها ومعانيها ، ولولا عاطفة الأم لما تحملت وهن الحمل ومشقة الولادة وعناء التربية ، بل انها تستلذ تلك المعاناة وذلك الوهن والشقاء فتُكرر التجربة مراراً دون كلل أو ملل ، وبالعاطفة تتحمل زلاتهم وإخفاقاتهم المتتالية وبها تزرع فيهم الخُلق السوي والمنهج السليم ، وبها تصبر على ما لا يطيقه اعتى الرجال وأشدهم قوة . 

فالله عز وجل هو المدبر الحكيم لهذا الخلق والأعلم بمكنونات خلقه لهذا طغت العاطفة على العقل في تكوين المرأة وفطرتها ، فكانت تعاليم الشريعة السمحاء متناسبة مع خلقتها ، ففي الشهادة مثلا لا تُقبل شهادة امرأة واحدة لأن عاطفتها قد تسيطر عليها فتتأثر بنظرتها العاطفية ، لترى الأحداث بصورة مختلفة عن التي يراها العقل فتأتي شهادة الأخرى لتذكرها بإحكام العقل لترى الواقع كما هو .
 
لكننا نجد الأمر مختلفاً في قضية الإمام الحسين عليه السلام، ، نرى عين العاطفة غلبت عين العقل ، ولايعني ذلك انها ألغته تمامًا بل طوعته لصالح العاطفة ، وهنا يكمن الاختلاف بل التميز في قضيته سلام الله عليه فبالعاطفة بقت قضيته حية  متوهجة بل أحيت النفوس والأرواح وأنارت العقول ، فمن لايعرف الحسين عليه السلام يستغرب كيف تبكي الأمم كل هذا الزمن إنسانا مر على قتله ما يزيد عن ألف وأربعمائة سنة وكأنما قُتل بالأمس ، وكيف تبقى تلك الحرارة او الحرقة في النفوس متأججة لهذا اليوم بل لآخر الزمان ، لكنه اذا اقترب واستمع شيئا قليلا من جوانب تلك المأساة اندفع من دون ان يشعر بالصراخ أحيانا كثيرة . 
وإذا اعمل العقل وجد أن هذه القضية العاطفية قد أحيت النفوس وأزاحت الظلمة عن العقول بل هي من قادت المسيرة ضد الظلم والطغيان بل هي المحرك الرئيسي لكل وقفة ضده ، بها تحررت النفس من دائرة الأنا ، وسمت الروح فانقاد العقل إلى أن الحسين عليه السلام هو طريق الحق ، طريق الإنسان نحو التكامل ، إنّ قضية الإمام الحسين عليه السلام قضية مفتوحة لم يُحاكم القتلة فيها إلى أن يظهر صاحب الدم ليقتص منهم ، لأنهم لايزالون بيننا بصور آدمية مختلفة لكنها نفس الدماء ونفس الحقد يظهر بصور شتى ووجوه أشد وحشية ، فالأمة التي بايعت وشايعت على قتل الإمام الحسين عليه السلام مازلت متابعة على قتله باللسان واليد والقلب. فهي وإن لم تشارك في المعركة ، شاركت في محاولات لطمس تلك الحقيقة المتمثلة في يوم عاشوراء ، بإعطاء المسوغات الواهية للقتلة او لإلقاء اللوم عليه سلام الله عليه و وإسقاط الجريمة على المرتزقة متناسين أن الطواغيت هم المحركين والمدافعين الحقيقين وراء تلك الجريمة التي لم ولن تتكرر ، أو بقمع كل من يقوم بإحياء هذه القضية التي هي من أفضل شعائر الإسلام ، وتقييد نشر تلك القضية التي بها تهتدي البشرية.

عاشوراء معركة إذا قيست بالعقل المجرد معركة صغيرة قادتها ثلة مؤمنة في مقابل جيش جرار ، هدفها الإصلاح وقائدها حفيد نبي الأمة التي تظاهرت ضده وقتلته وأهل بيته وصحبه ، لم تكتفي بالقتال العادي بين فريقين بعد ان انتصرت ظاهريا باستخدام أبشع طرق القتل من إعطاش الجيش المقابل او الثلة بعبارة اصح ..ثم القتل الذي لم يسلم منه حتى المرأة والطفل الرضيع ثم قطعت الرؤوس وتقاسمتها أيدي الظلم  و اقتادت من بقي أسارى من بلد إلى بلدٍ إظهارا لقوة سيدها وتحذيرا لمن تسول له نفسه القيام.

خلال المعركة لم يكن ثمة اعجاز او استغلال للولاية التكوينية لثلاثة من المعصومين ، لكن الأثر التكويني لهذه القضية لازال باقيا وسيبقى مابقي الدهر ، فكل ما يتعلق بالإمام الحسين عليه السلام يبقى خالدًا ، واقصد بذلك العلقة الواعية المدركة لمظلوميته عليه السلام ، تملكتها بداية العاطفة تجاه قضيته ، عاطفة متأججة لا تخمد ربما تختبئ احيانا بسبب الانشغال بأمور الحياة لكنها كالجمر تحت الرماد ، ما أن تهب ريح حتى ازدادت تأججًا واشتعالا ، وارتقت بمن يحملها فغذت روحه بأرقى معاني الحب والتضحية والفداء ، ليدرك العقل أن أحياء قضية  الإمام الحسين عليه السلام إنما إحياء لأمر الله وكلمته  وبذلك يتحقق المطلب الحقيقي لخروجه عليه السلام {إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد صلى الله عليه واله }.
 
والعاطفة ضمنت استمرار هذا الإصلاح ، بكل صورها وتجلياتها على أرض الواقع ، فالإنسان بطبيعته يبتعد عن كل مايكدر صفو عيشه ويجلب له الأسى والحزن ، لكن ثمة حزن تبحث عنه الثلة التي عشقت الحسين عليه السلام وتستلذ به ، تشتاق مواسمه (محرم وصفر ) وتستعد لها ، ليشارك كل حسب قدراته ببذل الغالي والنفيس لاحياء تلك الأيام بالحزن والدموع يأنسون بأصوات مراثي العزاء و يرددونها ويتسابقون في حفظها عن ظهر قلب ، يطغى اللون الأسود على كل شئ الملابس الجدران بل حتى الهواء فلا مكان للفرح وألوانه ، فالحزن هو الحالة العامة للجميع بل استثناء.

بهلال محرم تُرفع راية الثأر الحمراء لتستبدل بالراية السوداء ، ونعود لنستمع القصة من جديد في ليالٍ عشر ، منذ خرج الإمام الحسين عليه السلام من مدينة جده إلى مكة المكرمة وصولاً الى أرض كرب وبلاء الى يوم العاشر ومع أننا سمعنا الحادثة منذ كنا أجنة في بطون امهاتنا وكبرنا عليها حتى حفظنا أغلب تفاصيلها ، لكن في يوم العاشر نعيش الحدث وكأننا نسمع به لأول مرة ونفجع بالنهاية في كل مرة ، لعلها الفطرة التي خلقنا بها أم تلك الطينة التي عجنت بها طينتنا تأمل أن تتغير النهاية ، لكن لعل  السر في خــلود قضية الإمام الحسين عليه السلام هو تلك القطرة التي لا تكاد تجتمع في العين لصغرها ،الى الدماء الحمراء التي أقرحت الجفون {ولأبكين عليك بدل الدموع دمًا }.

الإمام الحسين ألم الدّهر

الإمام الحسين ألم الدّهر
بقلم: زهراء المرهون.


رغم الألم الذّي يحزّ في النفوس ، واللوّعه المُحرقه في القلوب قبل العيون .إلاّ إنه لابد من إعادة العهد السّنوي مع الذكرى المفجعة ليبقى يوم عاشوراء السّهم الدّامي لكل المنصفين والمحبين وسيبقى مصابه لوّعه محرقه كل أرض وفي كل يوم لما استبيح فيه من الدماء الزكيه والتضحيات العظيمة  بالشخصيات الربانية والنفوس الأبيه بإستشهاد الصفوة المختاره التي إغتالتها سهام العداوة والخديعة والموت 

 لقد واجه الامام الحسين في كربلاء معركة ضد المبادئ والاهداف الرسالية وبقي وحيداً مدافعًا عن عقيدته ورسالته بإيمان راسخ لحماية الدِّين الحنيف  ومواجهة الأعداء الذين انتهكوا حرمة سيّد المرسلين وهدم قواعد العدل والإيمان .. إنه إعلان فاضح على أهل البيت الأطهار .الذي ستبقى ذكراه الحزينه الداميّه حية وشاهدة في كل مكان وزمان رمزاً وأيقونة يتغنى بها العاشقون للحسين  وترنيمة ولاء وعشق للأحرار وعنوان لافت وسرمدي لكل فضيلة عرفتها البشرية

لأن الحسين ومعركته الخالدة  عنوان للنفوس الشريفه وبقاء للمثل والفضائل وذكره كريحة عطره على نفوس الأخيار ، وبقائه يجدد اللّعنه على شرذمة ظالمة وجائرة تكاتفت مع الشيطان وأصبحت قرينة له في مخططاته ومارست الشرّ والظلم والتسّلط بعدائها وجورها على حرمات أهل البيت عليهم السّلام ، ترمي بذلك انتهاك الإسلام ووجوده ، وتجاوزت حدّها وضغائنها على الحسين وأصحابه عليهم السلام . محاولة إلغاء الدِّين ومحو شريعة الرسول محمد صلوات الله عليه واله تلهث وراء الدنيا ونعيمها الزائل حيث عمت أبصارها عن ابن السّادات وابن الغزوات والفتوحات  فسعت نحو زرع فاسد في أرض بور يرويها حقد هؤلاء المنافقين والمخالفين والباغضين أبيه حيّدره علي عليه السلام فجنت بذلك عار الدنيا والآخره وبئس المصير
ففي يوم الحسين عليه السلام .. يوم العاشر من المحرم كان صراع بين أهل الجنة وأهل النّار وأهل البغي وأهل الحق .وإن كان نصر أهل البغاء هو المتحقق حينها بنصر ونشوة مؤقته وهيمنة سلطان جائر وغدرٍ لئيم إلا أنّ الإمام الحسين عليه السلام فتح بابًا للثورة والحق والعدالة  ممتد حتى يوم القيامه فالنفوس الأبيّه ترفض قبول طريق مندّس تحت عرش الظّلم والإستبداد  وإن كان النصّر حليف الشٌـّر ظاهرًا ولكنه على المدى البعيد توجيه للخير وإحياء للإنسانيه ورفض للذِّل والهوان ، لقد خلّفت شهادة الأحرار الأبرار حاضر أمة وحياة كرامة  تسخط الباطل  وترنو نحو الحقّ ،

لكن ..  كيف نتعلّم من هذا الألم⁉
 كيف نحوّل القضيه من قتالٍ وحربٍ إلى تجديد شريعة ونهضة فكريه ؟؟

 يدعونا الإمام الحسين عليه السلام من خلال مقارعته الظلم ومواجهته الإنحراف العقدي في كربلاء أن يبقى الإسلام هو الحاكم 
السائد القائم على كل ملّه ، وأن يكون رسالة  الإسلام  قاطعة ورافضة لكل ظالم متجبر  برفض الرضوخ تحت سلطة عبادة الأصنام الذين يتقوقعون تحت  أنفسهم وشياطينها وأن يكون هذا الألم محرك لولادة حياة جديدة وأن ننأ بأنفسنا الميّاله للشــّر بترويضها على فعل الخير  وسحق شهوات الدنيا بمجاهدتها وأن لايكون هذا الدِّين معتقد لايطاق بل نفخر ونعتز بديننا وأمتنا وأن يكون هذا الألم للأمل والحياة بنهج الحسين ورسالته الخالدة

عاشوراء ملحمة الحب

*عاشوراء ملحمة الحب* 
بقلم: أميرة غلاب

الحب من أنبل العواطف الانسانيه ، وهو الطريق الذي نسعى فيه جاهدين ان نلتقي بمعشوقنا لننسى كل ما يؤلمنا و يحزُننا ، لنعيش في عالم اخر مختلف نتخلص فيه من الكراهية و نصل الى الحب الحقيقي وهو حب المخلوق للخالق 

 قال رسول الله محمد صلى الله عليه واله وسلم :
 (قل لا أسألكم عليه أجرًا الا المودة في القربى) 
هذه المودة هي التي تصان بها الحقوق و تتقارب فيها النفوس فيتحول مشهد القطيعة القاسي الى مشهد الوئام والانسجام والتقدير والاحترام وعندها تتحقق السعادة الحقيقية 
 ان اروع مافي عاشوراء هو مشاهد الحب والعشق لله فالامام الحسين في حركته الاصلاحية لم يكن داعية لسلطة كما يتصور البعض وانما كان قائد حركة الإصلاح ليّصلح ما فسد من نفوس وما انحرف من عقول

قال الله تعالى على لسان نبي الله يوسف :
 ( ان ربي الذي احسن مثواي)
اية 23يوسف

هذا هو التعبير عن الحب من المخلوق إلى الخالق وهذا ما جسده الامام الحسين عليه السلام في حركته الاحتجاجيه ضد الظلم وهمجية الطغيان والذي ترجمه ايضا حينما قال لأصحابه وهم خير الاصحاب :
( ان القوم يطلبونني ،اما انتم فهذا الليل فأتخذوه جملًا )
فأبوا و قالو لا والله يا ابن رسول الله حتى نفديك بأنفسنا 

 فترجم اصحاب الحسين هذا الحب الذي يسموا على حب الزوجة والاولاد والمال والدنيا ومافيها

الامام الحسين عليه السلام ترجم كل ذلك الحب عندما خرج ومعه اثنان و سبعون رجلاً فقط من اصحابه واهل بيته وهو يعلم ان هذه المعركة غير متكافئة بالمنظور المادي ولكن تالامام الحسين حول كل ذلك الى واقع ملموس تتفاعل معه النفوس وهذا ما لمسناه عندما يتحول القائد العسكري الحر الرياحي من معسكر يزيد الى معسكر الحسين عليه السلام 

وهكذا حملت عاشوراء كل معاني الحب والتضحية من اصحاب الحسين رضوان الله عليهم اجمعين وركبوا جميعًا مع سفينة الحسين و تعلقوا روحً وجسدًا بربان السفينه (الحسين مصباح الهدى و سفينة النجاة)
تعلقوا بالعاشق بالحقيقة الالهيه المقدسة فغدا الموت في سبيل الله سعادة 
هذا حال الحسين حينما ضحى بأهل بيته واولاده و قدمهم فردًا فردًا قربانًا لله تعالى ..
( ان كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى)
 فالامام الحسين جسدّ المعنى الحقيقي للحب الالهي لواقعة الطف.  
حيث قال في لحظات المخاض العصيبة ..

تركت الخلق طُرًا في هواك
     وأيتمت العيال لكي اراك 
فلو قطعتني بالحب اربًا 
       لما مال الفؤاد الى سواك

وقوله عليه السلام في دعاءه 
(ماذا وجد من فقدك وما اللذي فقد من وجدك) 

لقد انتصر دمك وانهزم السيف اللذي اراد ان يطفئ نورك و سناك 
قال تعالى ( يريدون ان يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كرهوا الكافرون) التوبة 32 .

فالقلوب والنفوس بفطرتها السليمة تجد فيها حب الخير و الجمال والكمال المطلق وكل قلب جُبل على حب منعمه وخير ما يوصلنا الى حب الله المنعم هو حب الحسين عليه السلام .

فمن اراد خير الدنيا والاخرة و سعادة الدين والدنيا والوصول الى الله سبحانه وتعالى فليستنير بهم اهل البيت سلام الله عليهم اجمعين فهم مصباح الهدى 
(اللهم ارزقني حبك وحب من يحبك وحب كل عملً يوصلني الى قربك) 

قدمت وعفوك عن مقدمي
حسيرًا اسيرًا كسيرًا ضمي


قدمت لأحرم في رحبتيك 
سلام لمثواك من محرمي

 فمذ كنت طفلًا رأيت الحسين
منارًا الى ضوئه انتمي 

فمذ كنت طفلًا رأيت الحسين 
ملاذًا بأسواره احتمي 

ومذ كنت طفلًا عرفت الحسين
رضاعًا والى الان لم افطم

سلام عليك فأنت السلام
وان كنت مختظبًا بالدم 


للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد

قديس محمد.

قديس محمد.
بقلم: فاخته اليوسف.

عرفته الإنسانية قرينا لها، وتمثلته الحرية في أعلى مراتبها، ودونته العزة بأسمى معانيها، وترجمته الكرامة بأرقى عباراتها.

مالت إليه النفوس شوقاً، والعقول معرفة وعلما، حتى تجاوز العقول فأصبح معشوقاوملهما ومعلما، لأرقى معاني الحب والعاطفة.

ذاك هو الحسين بن علي عليهما السلام.
الذي سار على نهج جده المصطفى وسيرته، فالناس عنده سواء لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى . ذلك الميزان الأوحد .

الذى لم تعرف القوانين البشرية سواه قانوناً يحفظ كرامة الإنسان وعزته .

نراه حين تقدم جون مولى أبي ذر ( رض) ، وكان عبدا أسود البشرة فقال له الحسين عليه السلام :
أنت في إذن مني، فإنما تبعتنا طلباً للعافية فلا تبتل بطريقنا.

فقال : ياابن رسول الله، أنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم و الله إن ريحي لنتن وإن حسبي للئيم ولوني لأسود ، فتفس علي بالجنة ، فتطيب ريحي و يشرف حسبي ويبيض وجهي. لاوالله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم .

من أخلاق الإمام الحسين ص  ٢٩٢عن البحار   ج ٤٥ ص  ٢٢

وحين تكون المصلحة الشخصية و الأهواء النفسية مقدمة على المجتمع والدين والرسالة عندها تتغير المعادلة وتنقلب الموازين وتخسر الصفقة ! .
وهذا ما حدث ورأيناه واضحاً جلياً في ظهيرة ذلك اليوم المشهود .
إذ لم  تدخر الشمس شيئاً من طاقتها الحرارية في تلك الصحراء القاحلة  فلا وجود للحياة هناك  إلا من بعض الأشواك التي تكيفت مع قسوة الظروف المناخية .
وإلى جانبها حشد  هائل من مسوخ الإنسانية وأشباه البشر ، من تأنف الإنسانية أن ينتسبوا إليها إذ كانوا يحملون بين جوانبهم قلوباً هي كالحجارة  بل هي أشد قسوة  لما ارتكبوه من فضائع وجرائم يندا لها جبين الإنسانية وتأبى فعلها البهائم مع من هم من بني جنسها .

أما على الضفة الأخرى فكانت الصورة مغايرة والمشهد عظيم .
حيث وقفت العزة والكرامة والعدالةو الإنسانية جنباً إلى جنب مع الإباء ورفض الظلم والتمايز الطبقي والعرقي حيث لاوجود للمطامع الشخصية والمادية مع قديس من دوحة محمد علي عليهما السلام
تربى في أحضان النبوة وارتشف  من معين الإمامة ونشأ على الأنفةو الحمية .

فلا غرابة حين نراه وقد تساقطت دموعه على وجنتيه كقطرات الندى في صفائها وهو ينظر الى أعدائه وقد زحفوا لقتاله وحين سؤل عن ذلك أجاب : أبكي على هؤلاء القوم يدخلون النار بسببي .

ورغم صعوبة الموقف وعظم الفاجعة وبشاعة المشهد وآلام الجراح تجلى شامخاً كالجبال الراسيات لم تحركه العواصف ! .


بعد أن تهاوت تلك الكواكب المشرقة من أهل بيته وأصحابه وأصبح وحيداً بلا ناصر  ، أشرقت قسمات وجهه النوراني ، إذ كان متصلا بنور السماء ممثلاً (لله العزة ولرسوله وللمؤمنين)  سورة المنافقون ايه ٨
حتى قال حميد بن مسلم : ( مارأيت مكثوراً قط قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشا ولا أمضى جنانا منه عليه السلام ) . الإرشاد للشيخ المفيد ص ١١١

وحين قرب وصال الحبيب وفي لحظاته الأخيرة تمتم بأقدس لغات الحب مناجيا معشوقه الأزلي مرتلا آيات حبه  .
تركت الخلق طرا في هواكا
وأيتمت العيال لكي أراكا
فلو قطعتني بالحب إربا
 لما مال الفؤاد إلى سواكا 

فالسلام على حبيب الله وبن حبيبه وصفي الله وبن صفيه يوم لد ويوم يموت ويوم يبعث حيا . ..

صناعة مختلفة

صناعة مختلفة
بقلم: ليلى الصادق

إن حياة الكائن الحي كاملة مختصرة بين فكر وحركة .فنحن ماإن ننفتح على الحياة وتبدأ حواسنا بالعمل. حتى يتنفس  الذهن حينها.فيستنشق الأحداث ليطلق زفيرها أفكار.
وهذه سنة الحياةللوجود كله مع إختلافات بسيطة بين العاقل منها وبين من لا عقل له.
فالإنسان لايملي عليه فكره أحد .فهو يعتنقها باختياره ويهجرها باختياره ايضا.
اما ماتبقى من كائنات فأفكارها مخزنة معها منذ وجودها فهي مبرمجة عليها.
فالتوحش مثلا فكر  صيغت على أساسه نمط حياة الحيوانات البرية.
والهجرة فكر تواجه به الطيور المهاجرة ظروف العيش المتقلبة.
وهكذا...
إذن نحن الوحيدون أصحاب الخيار على هذا الكوكب...وهذا امتياز وكل الامتياز لابد له من ضريبة.
وضريبة الفكر هي تحمل مسؤوليةرفع شعاره.
وفي منطقة الشعار يجتمع العقل والقلب معا.
فالشعار ينبثق من ذهن ليؤثر في ذهن آخر. آخذا بزمام القلب معه.
فالتاريخ ماصاغه العظماء الا بالشعار
والدين مانادى البشرية الا
 بالشعار.
والإنسان ماحاز إنسانيته إلا بلسان الشعار...هذا جزء من الحقيقة
ولكن الحقيقة كاملة تقول/كما ان هناك 
شعارات انتصرت لأصحابها هناك أخرى خذلتهم

فماهو السر؟
ولم بعض الشعارات يفتح لها الإنسان داخله على مصراعيه
والبعض الآخر لايعدو كونها نفاية موطنها منفاها؟
هذا يعني أن للشعار وجود قد يكون مقبول او مرفوض.
وهذا الوجود ليتحقق عليه أن يمر بمراحل ينمو من خلالها بسلاسة .فالطفرات وتخطي المراحل تعجل بحتف الشعار.
وهذا النمو يبدأ من ذهن صاحب الفكرة حتى تكون الولادة على أرضية تتم تهيئتهامسبقا.
فالشعار لايطرح الا اذا سبقته افكار تمهد له .والتي عادة تصطدم مع قناعات لأناس لايسمحون لك بالعبور داخلهم


هذا كله لنؤمن للشعار حركة آمنة.
واذا ماكتب له البقاء عندها سيدخل مرحلة المواجهة بالفكر القديم .ومدى  نجاح هذه المرحلة مترتب على سابقتها .
فالشعار في هذه المرحلة له خاصية ابتلاعية .فهو ماإن 
 يتفوق على الفكر القديم حتى يبتلعه فيزداد بذلك قوة وحجما .فكأنما يتغذى على مصارع الأفكار.فلا يبق على أرض الواقع غيره.

هذا كله لتصل الرسالة التي تعهد الشعار بأن يلامس بها فكر وشعور الآخرين.
وماإن تصل الرسالة حتى تتحول الى دعوة ثم الى حكم وقضاء يفرض قوانينه .
ليغدو  دستور..
 بدأ كفكرةفي ذهن صاحبه العظيم .
ذاك العظيم الذي لم يطق اصطناع الحياة .بل أراد ان يحيا واقعا .
لذا فقط كان الشعار لسان الأنبياء والأولياء .فقد واجهوا الكفر بشعار التوحيد .
وهاهو دستور الحياة
(القرآن)مليء بالشعارات والتي كانت لها اليد العليا في تكوين رؤانا وأفكارنا.
فهاهو يخاطب المؤمنين قائلا(ياأيها الذين ءامنوا ادخلوا في السلم كافة)
هذا شعار يبعث على الإطمئنان والراحة.
فهذه الآية زاخرة بالعاطفة التي تزرع مشاعرنا في مناخات رائعة.
ولكن شعارات القرآن لم تكن حكرا لهذه المشاعر الدافئة.
فمنها ماكان حاد ملتهبا ساخنا.
حرارة تكتسح المشاعر كقوله تعالى (وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة).

أمران اجتماعهما ضرب من الخيال.
ولكن هناك من عاش الضربين معا.
(انه الحسين بن علي)
وفي لحظات الحرب الدامية الحمراء.
كان يحيا ذروة الاطمئنان بالله.
ولا عجب أن يكون...
فهو ماخرج من مكة الى كربلاء إلا ليطلب الإصلاح في أمة جده .
جده الذي مهد بنبوته  لإمامة أهل بيته.
من هنا فإن اي كلمة  ينطق بها الإمام الحسين فهي كلمة الله.
فهو من تراجمةوحي الله و الكتاب الناطق للقرآن الصامت.
اي ان أقواله تتعدى مرحلة الشعار لتصل الى مرحلة القضاء الآلهي والمطلب الرباني.
الذي غير تضاريس الحياة .ورسم خارطة أخرى حدودها الله وسقفها الكمال باطنها أصيل وعمقها لايناله ضئيل.
انه المكان الذي لايطؤه إلا من حمل شعار 
(اني لاأرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما)

رحلة الحياة

رحلة الحياة
بقلم:زكيه ال جعفر.

محال أن تجد طريق معبد نحو الهدف بشكل كامل .. الطريق صعب وطويل ، كدحُ لابد لكل منا أن يسلكه فهناك في أيامنا القادمة وعوالمنا الأخرى لن نملك الكثير من العتاد الذي نستعين به لنشد و نثبت به أنفسنا إن لم ندخر له من آلان.                                                                                                                                                                                         علينا أن نعمل و نثابر رغم المصاعب والآلام .. ومواصلة المسير بعزيمة نغدو فيها بهمم عالية ، نكافح و نحث الخطى بأمل كبير نستلهمه من قوله تعالى (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور)

كما فعل ذاك الفتى الذي نُشرت قصته في الشبكة العنكبوتية حين افترش زاوية على أرض محطة القطار ليبيع الأقلام و في ذات يوم مر عليه رجل أعمال و وضع مالًا في كيسه وصعد القطار ، وإذا بنفس الرجل بعد برهة قصيرة ينزل و يتوجه للفتى وبأسلوب جميل يقول له لقد نسيت أخذ الأقلام . قائلًا للفتى : إنك رجل أعمال مثلك مثلي و لديك بضاعة بأسعار مناسبة  و انصرف .

أخذ الفتى يكرر مرارًا رجل أعمال جملة أعطته الكثير من الدعم على اثرها عمل كثيرًا وطور نفسه (جملة من كلمتين)                                                                                                                                                                                       لكنها هنا .. ذات وقع محوري،  فقد اعطت الفتى تعزيزًا ودعمًا دفعه للعمل .

هي الكلمات الهادفة تروي القلوب فكيف بالمحتاجة منها،  زراعة ثمارها تُحصد سريعًا كآيات الكتاب الحكيم التي لها وقعها ومكانتها الكبيرة في التربية.

نحن بني البشر لدى كل فرد منا كمالات و علينا التنبه لها لُتكتشف وتظهر إلى حيز الفعلية والوجود.                                                                           فقد أجمع العاملين في مجال التنمية بأن العنصر البشري هو العنصر الأساسي الذي تقوم عليه التنمية في كل مكان، ولا سبيل إلى تحقيق النمو الحقيقي إلا من خلاله ببناء العقل وتنمية الفكر والمساهمة في تطوير شخصية الفرد وتعليمه الكثير من المهارات، والبحث عن الطرق الصاعدة المواكبة للتطور. العلمي.

هكذا صدح أذان رسول الله صلى الله عليه وآله في الأمة الإسلامية حيا على الفلاح .. حيا على خير العمل ، لترسخ دعوة الفلاح مؤكدًا عليها بقوله تعالى ( قد افلح من زكاها )

فكانت أقوالًا جُسدت أفعالا لشجاع وقع صدى الآية في نفسه ، وبعزيمة قوية ونفس صافية ورثها عن اجداده .    
ثابر وعمل فملك القلوب منذ صغره فكان مصداقًا لما تلقاه من جده رسول الله صلى الله عليه وآله حمل دورًا جوهريًا وكان إنسانًا كوثريًا بطاقة فعاله استثمر فيها قواه وحقق أهدافه باقصى صورها فنال اللقب الذي يحلم ويكافح الكثير لأجل تحقيقه لكنه بتفوق حقق اعلى رُتبه فكان سيد الشهداء.

نحن هنا اليوم بحاجة إلى أب و معلم كرسول الله صلى الله عليه وآله يكتشف المواهب ويساهم في إبرازها بأفضل صورها ، لكنا إن لم نجد الرعاية والدعم من الوالدين أو اكتشاف المواهب من المعلمين .                            
هل نجعل كمالاتنا حبيسة أجسادنا ؟؟

بالتأكيد سيكون الجواب بالنفي ، فإن كُنا بالفطرة لسنا بحاجة إلى معلم يوضح لنا ماهية وكيفية الشعور بالجوع والعطش ألا تصلح الفطرة ذاتها لتكون مُحركًا لإخراج واكتشاف المكامن الباطنية لكمالاتنا في أنفسنا ؟ يقول أمير المؤمنين عليه السلام: ( أفضل المعرفة معرفة الإنسان نفسه )
ويقول أيضًا : (من تساوى يوماه فهو مغبون ، ومن كان أمسه أفضل من يومه فهو ملعون ، ومن لم يرى الزيادة في دينه فهو إلى النقصان ، و من كان إلى النقصان فالموت خير له من الحياة )

عند الإستلقاء على السرير مساءً وقبل الخلود إلى النوم علينا أن نحدث ذواتنا ونحاسب أنفسنا هل أضفنا لحياتنا شيئًا جديدًا أم لا؟ ليس هذا فحسب بل فلنجعل أنفسنا مقصرين ومرتكبين لخطيئة إن لم نضف جديدًا لكل يوم .

ولنتمكن من تحقيق نتيجة رائعة علينا اتباع طريقة التعلم الذاتي تاسيًا بمقولة أمير المؤمنين عليه السلام وبهذه الطريقة  :

١- تدوين الإيجابي وتنميته 
٢- تدوين السلبي وعلاجه أو ازالته.
مع الأخذ بنقطة مهمة تعتبر الفيصل في النجاح وهي عدم الاستسلام ، بجعل النفس في حاجة دائمة . عندها سيظهر الإبداع و يخرج النور منعكسًا من داخل اجسادنا المعتمة .
فلنصارع مع الحياة لننال ما نستحق...
كما كان سيد الشهداء عليه السلام فلنقرأ مواقفه  في مواجهة قوى الشر ومواقفه في تهذيب النفس فمذ آمن بأن الشهيد نموذج له المقدرة على احياء المجتمعات استمر بالعمل وجعل نصب عينيه الالتحاق بمعشوقه . لم يستسلم ولم يتوقف واستمر في مسيره إلى أن أريق دمه ودم كل من آمن بفكره و أجاب نداءه في كربلاء .       

 ومازال شيعتة مُذ ذلك اليوم يهتفون بحسرة (يَا ليتنا كُنا معهم فنفوز فوزًا عَظِيمًا )

نحن اليوم بدم سيد الشهداء أبصرنا قدرة نموذج الشهيد على التغيير والإصلاح بإنتصار الدم على السيف  في واقعة كربلاء ، وأن الدين حسيني البقاء لإن رسالة رحلة الحياة لسيد الشهداء وصلت بجودة عالية أدركها الجميع.

فلسفة الحب في مدرسة الحسين عليه السلام

فلسفة الحب في مدرسة الحسين عليه السلام.
بقلم: زاده الشرفا.

الحب من أنبل العواطف الإنسانية أودعها الله تعالى في المخلوقات لإستمرار البقاء، ولولا الحب ماوجدت الأشياء قائمة كما يجب، فهو أكسير الحياة والمنبه للخلايا الميته في الأجساد.

وعاطفة الحب بكل تجلياتها بما في ذلك حب الذات-مثلا- ليس أمراً مذموماً، فالإنسان مجبول على حب ذاته، ومن أحب ذاته فلا بد أن يحب ربه ولا يعصيه طرفة عين أبداً لأن عصيانه لربه فيه تعريض النفس للمهالك كما أن من عرف نفسه عرف ربه

وإذا كان حب الذات شيئاً جميلاً إذا وجه توجيها صحيحا فمن الأولى أن يكون حب الكمال جميلاً، لأنه يدفع الإنسان دائماً نحو الأمام والتطلع نحو الأفضل والسير لمواكبة الإبداع والتطور، وكما أنه محور الحياة ومحركها فإنه يندرج في صلب العقيدة الإسلامية الصحيحة لأنّ الله هو ملهم الحب ومصدره الأول ومن صفاته جل وعلا (الحب) ، فالمؤمن حينما يتذوق حلاوة حب المولى عز وجل لا يمكن أن يتحول إلى بديل عنه (من ذا الذي حلاوة حبك فرام منك بدلاً)، فعصارة حب الله تعالى وحب رسوله ص هو حب الحسين ع لأنه يرفع الحجب المانعة من الوصول إلى المولى عز وجل.

وحب الحسين عليه السلام تجلى في حياته كلها، فظهرت تلك التجليات في ولادته حيث استقبله جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والسرور يغمر محياه وقد عمت البشرى سماوات الله تعالى وأرضه، وأوحى الله تعالى إلى مالك خازن النار أن أخمد النيران على أهلها كرامة ومحبة لذلك المولود المبارك.

إنّ حب الحسين عليه السلام وبغضه مفتاح الإيمان والكفر كما أشار النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى ذلك( من أحبني فقد أحبهما ) إشارة للحسنين ع ، الارشاد للشيخ المفيد ج٢،ص٢٩ (ومن أبغضهما فقد أبغضني) الأمالي للشيخ الطوسي ص٢٥١، فأن يحب الإنسان أولاده ونسله فهذا أمر طبيعي أما أن يربط حبهم بحبه فهو أمر آخر غير متعارف، فالرسول صلى الله عليه وآله فرض الربط بين الحبين ، حب أولاده وحبه صلى الله عليه وآله.والسؤال: كيف يفترض وجود من يبغض الحسنين عليهما السلام؟ ولماذا صار مبغضهما مبغض لجدهما صلى الله عليه وآله؟
الجواب: تلخص في أن النبي صلى الله عليه وآله كان يعلم أن لا أحد من المسلمين يتجرأ بإعلان بغضه للنبي صلى الله عليه وآله إذ أنه يساوي الكفر بالرسالة ذاتها وبالمرسل أيضاً، فأراد النبي صلى الله عليه وآله أن يُظهر حسيكة نفاق هؤلاء بطريقة ثانية وذلك ببغض هؤلاء المنافقين للحسن والحسين عليهما السلام لما في ذلك من انتهاك للمثل ونبذ للمكارم التي يحتويانها،ورفض للشرائع التي تبعانها وهي نفس المثل والمكارم والشرائع التي عند رسول الله صلى الله عليه وآله، فحبهما كاشف عن حب جدهما عليه السلام كما أن حب الحسين عليه السلام أنتج شخصيات عظيمة أرخصت نفوسها فداء للحسين وتعلمت أبجدية الحب.

فمن تمسك بحبل الحسين عليه السلام في سيره وسلوكه وتذوق المحبة ومصاديقها في قلبه وجسدها في واقعه الخارجي فقد سلك أقرب الطرق للوصول إلى الله تعالى لأن الحسين عليه السلام اختار الطريق الذي رسمه الله تعالى له وعينه في صفحة الوجود في عالم الملك والملكوت والغيب والشهود،فقد جسد المعنى الحقيقي للحب الإلهي وبالحب ظهر الوجود وبرز الموجود وتميز العابد من المعبود. وخير مايوصلنا إلى حب الله تعالى هو حب الحسين عليه السلام.

فالسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام.

الوجدان الحي

الوجدان الحي
بقلم: عايده العريض.
 
اقتران وتشابه كبيرين بين الثقل الأكبر - القرآن الكريم - والثقل الأصغر - أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة  - لذا جعل النبي الأكرم  أحدهما عدلًا للآخر في حديث الثقلين ( إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدي ما إن تمسكتم بهما : كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإن اللطيف الخبير قد عهد إلي أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض )، فمن رحمة الله بنا أن ترك فينا أهل بيت النبوة  إمتدادًا لخط النبوة والرسالة، وشعاعًا من نور يبقى مابقي الدهر ويأبى الطمس والتغييب 
فنجد الإقتران  بينهما متجليًا في التجدد والثقافة التي تحدت كل عوامل التطور الزماني والمكاني ، وأبرز مصاديق هذا التجلي هو الذكر المتجدد لشعاع من أشعة هذا النور الإلهي - الإمام الحسين - فحضوره دائم في حياة الأحرار وعشاق الكرامة ، يُمثل وجدانًا حيًا متدفقًا في كل حين وآن، وثورته لخصت كل رسالات السماء وكانت إمتدادًا لها وبقيت وهجًا من نور مابقيَ الزمان،و من أبرز معالمها التي منحتها الوهج والإستمرارية ( إن شهادة الحسين  مثلت للخُلص من أتباع أهل البيت ، ولكل من يملك فكرًا حرًا مُنصِفًا عَبرة ودمعة ، وعِبرة وأُسوة ) 
- عَبرة تاريخها أرتبط بالحسين منذ بدء الخليقة ، فعندما خلق الله آدم ، ذكر له جبرائيل أسماء الخمسة الأطهار ( محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ) فقال له آدم : مالي إذا ذكرت الحسين تدمع عيني وتثور زفرتي ؟! 
وهكذا بقية الأنبياء ، فلم يبعث الله نبيًا ولا وصيًا على وجه الأرض إلا وذكَّره بمصاب الحسين فبكاه قبل استشهاده وأن النبي والزهراء وجميع الأئمة بكوه أشد البكاء حتى لُقب ب( صريع الدمعة الساكبة ) 
وكما لهذه العَبرة تاريخ قبل الحسين فلها تاريخ بعده إمتد لزماننا الحاضر وترتب عليها الأجر العظيم ... ولكن مالا ندركه أن لها بُعدًا ووظيفة تاريخية فهي ليست مجرد طقوس وشعائر تدفعها قوة العاطفة ، فكان لزامًا علينا معرفتهما لنكون على بصيرة. 
فهي تعبير عن حالة من الفزع الفردي والجماعي من سلطة جائرة تجرأت على قتل سبط النبي غير مبالية بمكانته ولا بالتمثيل به ومارست أبشع الممارسات من قطع الرؤوس وسبي النساءوالأطفال ، وهذه الحالة والتي تجسدت في الأئمة وعلى رأسهم زين العابدين سلام الله عليه شكلت فزعًا وقوة في وجه السلطة الجائرة .
ولا إختلاف أن دمعة الموالي تذكره ببشاعة وشناعة الجرائم التي ارتكبتها السلطة الأموية بحق الحسين وتمده بالقوة والإباء إن واجه سلطة شيطانية مماثلة فتجعله حصنًا منيعًا لا يُقتحم ، كما أنها تعبير صادق عن صفو النفس ومرونة القلب ليراجع صاحبها نفسه ويبنيها على أساس القيم والمفاهيم التي ضحى من أجلها الحسين سلام الله عليه .
- أما العِبرة والأسوة فنجدها متجلية واضحة في زيارة الإمام الصادق له يوم الأربعين ( وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة ، وحيرة الضلالة ) فهي ثورة إنسانية لم تختص بأمة ،  ،ولا فئة، ولاجيل ،ولامذهب  .
ثورة لانتشال الأمم والعباد -كل العباد - من الإنحدار والتخبط وإعادتهم لوضعهم الطبيعي ومسارهم الصحيح ، رافضة كل شذوذ وضلال ؛ ليسود الحق ، والقيم الإنسانية .
 فعلينا بإلتماس مايرفع شأن الإسلام والإنسانية ويوحد السلام منها . لا أن ننجرف في تيار الظلم والضياع وإن كان موازيًا لمصالحنا . 
فالحسين ليس ذكرى رجل ، بل ذكرى الإنسانية الخالدة ، أعطى للوجود قيمة ؛ لأنه ثار من أجل حق كل الشعوب مبتغيًا مرضاة الحق تعالى وحده . 

المراجع : 
الإمام الحسين ضمير الأديان    للشيخ عبد الشهيد الستراوي 
القرآن والحسين طراوة دائمة   للشيخ عبد الجليل المكراني 
الحسين العِبرة والعَبرة وسبيل التقدم .. لمحمد علي تقي 
الإمام الحسين موسوعة الإصلاح   للسيد فاروق أبو العبرة

مشيئة خُلْدت

مشيئة خُلْدت.
بقلم: فاطمه العيسى.

من ثنايا الروح شعّْ نور الإطمئنان رضاً وتسليماً..
راوياً حكاية شموخ نفس أبيَّة في عزّها الأبهج.. 
مستنكرة غصب حقّها المسلوب..
وبيعة قسر لنفسٍ ولَغت غيّاً وعدواناً
(خذ البيعة والا اقطع عنقه) 
فهي الأدهى والأمرّ.. تطاولاً على إمام زمانه. 
وتجبّراً وكبرياء في وجه الدين الأنصع...
ليأتي الرد صاعقاً إلى الجبروت الأرعن مُعلناً للحق 
كلمة (مثلي لايبايع مثله).. 
شتّان بين كلمة إمام حق وبين كلمة خليفة باطل فكلتاهما سطّرت مشيئة الهية خُلّدت بها رواية عشق وكأن نسج الخيال يصوّر حاله وهو يتنفس الصعداء مفوّضاً أمره لمولاه  ( شاء الله أن يراني قتيلاً) 
أويحبّ الله أن يرى وليّه قتيلاً بأرعب مشهد حتى يشاء قتله؟! 
حاشا لله أن يحبّ مايؤذي نبيّه في مُصاب فلذة كبده وريحانته ومايؤذي أولياءه المعصومين وشيعتهم الموالين لهم. 
ليس شرطاً أن تكون كل مشيئة هي أمر محبوباً لله تعالى، إن الله قد ينهى عن أمر ويشاء أمر آخر، لِحكمةيراها ،  فكما نهى نبيه آدم عن أكل الشجرة،وما أمر نبيه إبراهيم بذبح ابنه وقد شاء غير ذلك. 
إذاً ماهو معنى المشيئة؟!  
ولماذا قال (شاء الله) عِوضاً عن (أراد الله)؟! 
المشيئة :هي ابتداء الفعل.
  
وقيل الإهتمام بالشيء أي الهمّة لأداء الفعل وهل من الممكن أن نقول إن ّ الله همّ بفعل ما؟!

فلا نتصوّر هذا المعنى للمشيئة الإلهية(الهمّة) أنّ لها موقعاً في الذات الإلهية، فلأن هذه الذات هي عين العلم فلاحاجة لها للهمّة التي تعبّر عن الحاجة للتفكير في الشئ والعزيمة على فعله ، لأن لأن التفكير ينبأ عن الإنتقال من حالة الجهل إلى العلم وذات الله عالمة،   فالجهل والتفكير والهمّة من صفات عباده، وليس لها محلاًّ في ذاته المقدّسة، فالهمة هي من صفات العبد، فهو قبل الإقدام على أي فعل فهو يفكّر ويقرر ليعزم على الإقدام  عليه أم تركه، وهذه هي الهمّة.
 
فإذا لم يكن للهمّة موقع في الذات المقدسة فكيف إذاً نُسبت هذه المشيئة لله تعالى؟! 
إنّ مشيئته تعالى تمثّلت في إرادته لهذه الهمّة من عبده، أي أن هذا العبد لايمكنه أداء أيّ فعل إلا بقوّته تعالى ولوشاء لسلب منه القوة لتكون مانعاً يُعيقه عن تحقق الفعل.

وماهي إرادته؟! 
الإرادة هي إيجاد الفعل وتحققه بعد الهمّة بأداءه وربّما يقصد بالإرادة هي المشيئة أيضاً لقرب المعنى بينهما، إذ أن الإرادة تحقق
هذه الهمّة من العبد. 

لكي نفهم هذه المظلومية للإمام ومأساته الخالدة فإنّ عقولنا بأمسّ الحاجة أن تربط  تلك المجريات والأحداث بالمشيئة الإلهية كي تتبلور عقيدتنا بقيمة أنفس مما هي عليه.

فهناك وثاقة ارتباط متين بين مشيئة العبد ومشيئة المعبود
وإنّ قصد الإمام عليه السلام (شاء الله..) يشير إلى أنّ ظهور ملامح  المأساة قد بانت في خطّ الأفق، ألا وهي همّة يزيد "لع" 
بقتل الإمام "ع" في حال رفض البيعة له ، وهذه بداية الفعل أي المظلومية، إذاً هي سابقة للإرادة والعلم سابق عليهما أي أن 
هذه المشيئة صادرة من العباد بعلم الهي لإختيارهم. 
قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام)
"عَلِم وشاء وأراد وقدّر وقضى وأمضى بعلمه كانت المشيئة وبمشيئته كانت الإرادة
وبإرادته كان التقدير وبتقديره كان القضاء وبقضائه كان الإمضاء والعلم متقدّم على المشيئة والمشيئة ثانية والإرادة ثالثة" " ١" 

ولأنّ بها سينال رفيع الدرجات كمّا بشّره جدّه المصطفى
"صلى الله عليه وآله" في رؤياه، وعليها فقد اختار مشيئة الله رضاً وتسليماً، إيثاراً للشهادة وعشقاً لها على حبّ البقاء في دُنيا فانية،تحكمها طواغيت جائرة. 

لذلك فقد حزم أمتعة الرحلة الدامية مطالباً حق الأمة 
بإصلاحها  ( وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي) 
فكانت بداية الحكاية للمشيئة الحسينية في بذل الغالي والنفيس ليحقق فقط إرادة الله في ديمومة هذا الدين وحفظه من عبث الطواغيت، ويكسر جبروت الظّالمين ما دام الزمان ، لتبْقَى قِيمه وسمُو مبادئه رصينة لاثمّة ضعف يطالُها، ومادام هناك من يُضمر السوء لهذا الدين، فلا بدّ أن توجد أنفسٌ زكية  تُفدى له لبقاء نوره يشمخُ عزّاً ، كما قال تعالى:( ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) "٢"
وماكان لهذا الدين أن يُتَمّ نوره إلا بالدّم الطّاهر وبه أحيا هذا 
الدين الإسلامي كما قيل في حقه (الإسلام  محمدّي الوجود وحسيني البقاء). 

لذلك قد تحركت مشيئة الظاّلم  التي قد روتها أحداث الكوفة ومآسيها المؤلمة التي حكت  قصة الخذلان للإمام الحسين "عليه السلام" ونقض الميثاق  بعد دعوته للنصرة له وماشهدته من انقلاب الموازين رأساً على عقب، فصارت الكوفة طوعاً لرغبة الطاغية بعد أن كانت تسير لصالح الإمام "عليه السلام"، فتساقط الكثير في ساعة الإختبار رغباً ورهباً، فكانت ساحة امتحان صعب،  تمحّص فيها ثّلة مؤمنة راسخة القدم في قلّتها، و بهذا تكاملت دواعي المشيئة.

فقد تتباعت الأحداث في سيرها وفقاً لإختيار كل فرد شارك في هذا الحدث دون أن يكون مسيّراً. فهو بإرادته يختار صفّه الذي يرغب بالإنضمام فيه، إمّا ناصراً لإمام زمانه أو عدوّاً ناقضاً لعهده. 
إنّ تسارع هذه الأحداث لمأساة الإمام الحسين "عليه السلام"  لم تكن حديثة عهد ووليدة أيام بل كانت نتاج مخاضٌ انقلاب الأعقاب ومؤامرة السقيفة الخائنة، التي خلّفت وصيّة نبيّها وراء ظهرها، لِتطعن إمام زمانها بسهام الضغينة. 

وها هي قد بدأت ساعة ولادة الحقد الدّفين من جديد تقترب رويداً رويداً لترفع ذلك الرأس الشريف على القنا وبه تتم تلك المشيئة بقضاء الهي، لأن القضاء هو اتمام الحدث الذي بدأت به بوادر المشيئة وبه تكتمل حكايتها وغايتها في تخليد ذلك النور الساطع ليعلَم كل ذي لبّ إنّ عظمة هذا  الدين من عظمة هذا القربان الذبيح "عليه السلام" 

ولننتبه أنّ هذه المشيئة الإلهية لم تُجرى على يد أعداءه لأنه أمرٌ مكتوب وبناء عليه أن يُقتل ظمآنا غريباً بناء على ذلك المكتوب، فهذا الإعتقاد يلزمنا الوقوع في عقيدة الجبر التي تصوّر هذا الإنسان كمجرد آلة متحركة تنفذ المكتوب لها دون أن يكون لها القدرة على الإختيار، فقد احتج الظالمين وبرروا أفعالهم المُشينة بأنها من المكتوب الذي قد كُتب عليهم، فهذا الإعتقاد لاينبأ عن الإيمان السليم ، والصحيح هو أن للإنسان الحرية في اختياره، فمن الإختيار حبّ الإمام والأنصار للشهادة والسعي في الحصول عليها ، ومن الإختيار حب المناصب من سَفَلَة الأهواء، فكلا الفريقين اختار غايته  ليس لأنه مكتوباً، بل المكتوب يؤكد علم الله تعالى بمجريات الأحداث التي  تسير تبعاً لإختيار البشر وبإمكانهم أن يغيروا مجراها لو أرادوا، كماقال تعالى :( إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) "٣"وهذه الآية تنفي مبدأ الجبر و تكشف مشيئة الله في إختيار العباد لمصيرهم وأفعالهم، والقضاء تابع لإختيارهم وهذ قانون الهي جاري على جميع البشر وبإيديهم تبديل المصير إمّا للأحسن وإمّا للأسوء. 

فمشيئته تعالى في ذلك الأمر أنه لم يمنعهم من فِعل ما همّوا به من أمر عظيم  كما منع النار من احراق نبيّه ابراهيم عليه السلام، فلكل أمر حكمته الخاصة به، فلو منعهم لما تمحّصت دفائن النفوس المريضة التي هي من الغايات الإلهية التي تجري عبر امتحان البشر وذلك لايكون إلاّ بحريةالإختيار. 

ولأنّ الغاية من مشيئة العدو في قتل الإمام الحسين "ع" أنه يريد اطفاء نور الدِّين  مدى الزمان، فكانت الغاية الإلهية في هذه المشيئة هي  ( أن يتم نوره ولو كره الكافرون) ليكون مناراً مُشعّا مادام  الزمان باقياً  يجذب قلوب السالكين إليه. 

وبهذه المشيئة ومن قلب كربلاء وثّق الإمام الحسين " عليه السلام" أروع بطولات العشق الإلهي في العبودية لله تعالى، وفي كل موقف سجّل عنوان الإرادة الإلهية (وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) "٤"

أي أنّ الله تعالى أراد من عبده تحقيق سِمةالعبودية في البلاء كانت أم في الرخاء،  وجعلها عنواناً للطاعة المطلقة التي لايشوبها روائح الأنا الطاغية.  
وقد تجلّت هذه العبودية المطلقة على أرض كربلاء التي كانت فعلاً أرض مُحِّصت فيها النفوس تمحيصاً، وتجلّت فيها معادنها الخفيّة وجواهرها القيّمة بالكرب والبلاء، بكل معانيها ومصاديقها المتعدّدة ذائبة في ذات المعبود مُعلنةً الحرب على النفس قبل حرب العدو كما قال تعالى ( فاقتلوا أنفسكم)"٥"، فوثقت أروع القيم الخالدة التي سطّرت حكاية العشق الإلهي، فكانت تارةً تضحيةً بالمُهج تسليماً ينطق عن حبّ ربّها الذي يعلو فوق كل حبّ ، وتارةً بروح الإطمئنان في مواجهة التحديات التي تتحدث عن روح لا ينقطع رِباطُها بالله طرفة عين أبدا، والإيثار الذي يروي قوة جُند الله في وأدها حبّ النفس ، وصلابة الصبر والتحمّل بين فقد الأحبّة 
وغدر الخَوَنة ، وأجمل مشهد 
لذة المناجاة التي تعبًر عن استشعار العجز والحاجة إلى المدد المتواصل لِيخلّد تللك المشيئة بإخلاص المبادئ القيّمة بتقديم نفسه قّرباناً طاهراً بعبودية محضة في خُلوصها ويرحل
بختام مسك وهو  (حسن القضاء من حُسن الإختيار). 
...........................................
"١" كتاب التوحيد لعلاء الحسون ف١٢ إرادته تعالى ومشيئته
"٢"سورة التوبة ٣٢ 
"٣"سورة الرعد ١١
"٤"سورة الذاريات ٥٦
"٥" سورة البقرة ٥٤

بين دفتي الحرب

بين دفتي الحرب
بقلم: فاطمه القصاب.

إن الله تعالى جعل للمعصوم حق الطاعة على الأمة، وترك لكل امرئ حرية السير في الطريق الذي يريده ويختاره فمن اختار طريق الصلاح بطاعة المعصوم وجد المنفذ اليه، ومن اختار طريق الفساد بالكُفران والتمرد على الله تعالى ورسله سار إليه.
فالله سبحانه وتعالى لم يجبر أحداً على انتهاج طريق معين، بل أوضح له طريق الخير والشر بإرسال الرسل وبَعْثِ الأنبياء وإقامة الأوصياء، فقد قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) إبراهيم / آية 4. وكذلك وهب الله الإنسان العقل ليحكم على الأشياء ويختار ما بدا له، وعلى هذا يكون بلوغه بحسب اختياراته في الدنيا اما رضوان الله او سخطه قال تعالى: (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا). الانسان /آية 3.
وعلّق الاختيار على طبيعة علاقة العبد بربه، فمن أناب وتوجّه إلى الله عز وجل وأخلص إليه سدده في دروب الحياة إلى النجاة. قال تعالى: (وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ) الرعد /آية 27
ولما كان للإمام المعصوم حق الطاعة على الأمة وجب على كل فرد من أفراد الأمة الوصول إلى ذلك الإمام ومراجعته ومعرفة أوامره وتوجيهاته في كل صغيرة وكبيرة.
فخيار الأمة حين نهض الإمام الحسين عليه السلام يفترض أن يكون القيام معه ومساندته وحمايته والسعي لتحقيق أهدافه، لكونه إماماً مفترض الطاعة وصاحب حق، حارب لهدف ربّاني. فقال عليه السلام «إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر»
ومع ذلك لم يُجبر أحداً على القتال بل استحث الناس حتى الساعات الأخيرة فكان يهتف بقوله "أَمَا من ناصر ينصرنا، أما من ذابٍّ يذب عن حرم رسول الله (ص)".
ذكّرهم في كل موضع تسنح فيه الفرصة في مكة حين قام فيهم خطيباً ساعةَ قد عزم على الخروج إلى العراق فقال "من كان باذلاً فينا مُهجته ومُوَطّناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا فإنني راحل مصبحاً إن شاء الله".
وفي منطقة زُبَالا حين أتاه خبر استشهاد ابن عمه مسلم ابن عقيل وجد فسحة ليعيد فيها تذكير من سار معه على ما هم مقبلين عليه دون إكراه أو إجبار فأخرج الى الناس كتاباً وقرأه عليهم وفيه "بسم الله الرحمن الرحيم، أمّا بعد فأنه قد أتانا خبرٌ فظيع؛ قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة وعبد الله بن يقطر] بُقطر[وقد خَذَلَتنا شيعتُنا، فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف، ليس عليه منّا ذِمام" تاريخ الطبري المجلد الثالث.
ثم في مساء اليوم التاسع من المحرم، حين جمع عليه السلام أصحابه وقال "أمّا بعد فإني لا أعلم أصحاباً أصلح منكم ولا أهل بيتٍ أبرّ ولا أفضل من أهل بيتي فجزاكم الله جميعا عني خيرا. وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جَمَلاً وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي وتفرقوا في سواد هذا الليل، وذروني وهؤلاء القوم، فأنهم لا يريدون غيري."
لم يحارب إلا بعد الإبلاغ "لا تعجلوا حتّى أعظكم بما هو حق لكم عليَّ" والنصيحة والدعوة إلى الحق " إنما أدعوكم إلى سبيل الرشاد، فمن أطاعني كان من المرشدين، ومن عصاني كان من المهلكين " حتى شهد له عدوه معاوية بذلك أمام يزيد حين طلب منه أن يبيّن عيباً للحسين عليه السلام، فقال: (ما عسيتُ أن أعيب حُسيناً، وما أرى للعيب فيه موضعاً).
في ظروف الحرب التي يَصعُب فيها ضبط التصرّفات والتعاملات وفق الضوابط الأخلاقية والإنسانية، أثبت عليه السلام أن الالتزام بالقواعد الإسلامية المثالية التي وردت في كتاب الله ليست ضرباً من الخيال، بل هو أمر ممكن وقواعد واقعية يمكن تطبيقها، قال حميد بن مسلم: فو الله ما رأيت مكثوراً قط قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً ولا أمضى جناناً منه.
نقيض ذلك نراه من أهل الباطل كمعاوية ويزيد وزمرته، فكان من أعمالهم: 
• تكميم الأفواه، فلا يسمح بقول الحق أو الاعتراض على مظاهر الفساد
• استخدام المنطق الفرعوني (ما أُريكم إلا ما أرى) والذي اتضح في خطاب معاوية بعد صلح الامام الحسن عليه السلام حين قال للناس "يأهل الكوفة أترونني قاتلتكم على الصلاة والزكاة والحج وقد علمت أنكم تصلون وتزكون وتحجون؟ ولكنني قاتلتكم لأتأمّر عليكم وأَلِيَ رقابكم، وقد آتاني الله ذلك وأنتم كارهون).
• الإجبار على البيعة فحاول معاوية اتخاذ البيعة لابنه يزيد في حياة الإمام الحسن عليه السلام رغم العهود والأيمان والمواثيق، وحين فشلت لوجود صاحب العهد حياً قام بدس السم للإمام الحسن عليه السلام تمهيداً لبيعة ابنه يزيد. وبعد استشهاد الإمام الحسن عليه السلام أجبر معاوية البيعة ليزيد بأساليبه الظالمة، فعزل مروان عن المدينة حين عجز عن أخذ البيعة على أهلها ليزيد، وولى المدينة سعيد بن العاص، فأظهر الغلظة وأخذهم بالعزم والشدة، وسطا بكل من أبطأ عن البيعة ليزيد، فأبطأ الناس عنها إلا اليسير، لا سيما بنو هاشم، فإنه لم يجبه منهم أحد. وقام معاوية أيضاً بإسكات مروان بإغداق المال عليه وفرض له ألف دينار في كل هلال. وقدم معاوية الى المدينة، ومعه جيش من أهل الشام عدهم بألف فارس. وكان قد بلغ أنه ذكر الحسين وأصحابه وقال: لأقتلنهم إن لم يبايعوا. ثم خرج معاوية الى مكة، وسبقه الحسين بن علي وعبد اللّه بن الزبير وعبد الرحمن بن أبي بكر وابن عمر إليها. ولما كان آخر أيامه بمكة، أحضر هؤلاء وقال لهم: إني أحببت أن أتقدم إليكم، أنه قد أعذر من أنذر. إني كنت أخطب فيكم، فيقوم إليَّ القائم منكم فيكذّبني على رؤوس الناس، فأحمل ذلك وأصفح. وإني قائم بمقالة، فأقسم باللّه لئن ردَّ عليَّ أحدكم كلمةٌ في مقامي هذا، لا ترجع اليه كلمة غيرها حتى يسبقها السيف الى رأسه، فلا يبقينَّ رجل إلا على نفسه!
ودعا صاحب حرسه بحضرتهم فقال: أقم على رأس كل رجل من هؤلاء رجلين، ومع كل واحد سيف، فان ذهب رجل منهم يردّ عليَّ كلمة بتصديق أو تكذيب فليضرباه بسيفهما !!
ثم خرج وخرجوا معه، حتى أتى المنبر، فحمد اللّه وأثنى عليه!! ثم قال: إن هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم، لا يبتز أمرٌ دونهم، ولا يُقضى إلا عن مشورتهم. وإنّهم قد رضوا وبايعوا يزيد !! فبايعوا على اسم اللّه! فبايعَ الناسُ..

وبعد هلاك معاوية كتب يزيد إلى الوليد بن عتبة وكان أميراً على المدينة يأمرهم بأخذ البيعة على الإمام الحسين عليه السلام ويقول له: إن أبى فاضرب عنقه وابعث إلي برأسه.
• شراء أبدان الناس بإرهابهم رغم اعتراض القلوب، حين جنّد يزيد عشرات الآلاف بعد الاعتقال والتعذيب والقتل حتى عُبِّر عنهم للإمام الحسين عليه السلام بـ (قلوبهم معك وسيوفهم عليك).
• إغلاق جميع الطرق التي يمكن من خلالها أن يتسلل من يحاول اللحاق بركب الإمام عليه السلام، فعن هلال بن أساف قال: (أمر زياد فأخذ ما بين واقصة إلى طريق الشام إلى طريق البصرة فلا يترك أحداً يلج ولا يخرج).
هذا هو التفاوت الذي نجد تجلياته بين محارب وآخر، بين من يسعى في الأرض فساداً ويُهلك الحرث والنسل كيزيد وجنده، وبين من يراعي أن الإسلام نظام الحياة في جميع جوانبها السلمية والحربية فيجعل للحرب دستوراً وأخلاقاً يذكرها ويُذكر بها فيطلب من أصحابه قائل "اسقوا القوم، وارووهم من الماء، ورشفوا الخيل ترشيفاً " حين التقى مع جيش الحر بالرغم من علمه صلوات الله عليه بأنّهم قتلته، وأنّهم لا يسقونه قطرةً من الماء.
 كما يمتنع عن البدء بالقتال كما ورد في أكثر من موقف، منها خلال المسير إلى كربلاء حين وصل الإمام الحسين عليه السلام إلى نينوى ومانَعَه الحُرّ من السير فقال زهير بن القين: إني والله ما أراه يكون بعد الذي ترون إلا أشد مما ترون يا ابن رسول الله! إنّ قتال هؤلاء القوم الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا من بعدهم، فلعمري ليأتينا بعدهم ما لا قبل لنا به!
فقال الإمام عليه السلام "ما كُنت لأبدأهم بقتال". 
هذا وغيره من مظاهر أخلاق الإمام مما أوردته كتب السّيَر فعن نافع بن هلال البجلي ‏رأيت الحسين عليه السلام في ليلة عاشوراء يدور حول المخيم ويلتقط حسك السعدان من الأرض ‏فقلت له سيدي لعلي أكفيك هذا ‏فقال لي يا نافع غداة غدٍ تهجم الخيل على المخيم ويضرموا فيها النار فتفر النساء والأطفال وأخشى عليهم من أن يصيبهم حسك السعدان وأريد أن أُولي هذا الأمر بنفسي 
كلها تنبئ بالأخلاق العظيمة التي ترافق المعصوم في حِلّه وترحاله في حال الحرب والسلم ليُربّي الناس وليوصل رسالته إلى العالمين.
من بعد ذلك أيقن الناس على مر العصور أنّ ثورته عليه السلام مع أصحابه جاءت لإصلاح الواقع وتغييره، بعد أن جسّدت هذا الإصلاح وهذا التغيير في أخلاقياتها بل في كل مفاصلها وأبعادها. وبذاك آمن الناس بالحُسين؛ وبذاك استطاع أن يحقق النصر الحقيقي.
سلامٌ على الحسين يوم وُلِد وسلام عليه يوم استُشهد وسلام عليه يوم يُبعث حيّاً.

لذة التجاوب

*لذة التجاوب*
بقلم: عقيله شرف

عالم الطفل.. يحمل سمات الحياة بصورة مصغرة، في حربها و سلمها، في صخبها و أمنها، في إيمانها و جحودها، في سعادتها و شقائها، في صفائها و حقدها..
فيحتوي عالم الطفل على الكثير من الجوانب التي لابد من الإهتمام بها، وكل مرحلة من مراحل الطفولة تحتاج إلى نوع خاص من الإهتمام لنمو الطفل بشكل سليم  فيصل إلى مرحلة المراهقة بشخصية سليمة و سويه.
و المتأمل في حالة الأمة الإسلامية اليوم يجد أنها في أمس الحاجة إلى منهج تربوي و مخطط أسري يحيط بعالم الطفل ليخرجه مما وقع فيه من أزمات فكرية و انحرافات أخلاقية.
لذلك اهتم الدين الإسلامي في تكوين الطفولة المنسجمة مع مبادئه، من خلال ترسيخ مجموعة من القيم الأخلاقية و التربوية التي تنفتح على الإنسان لتخطيط لبناء جيل سليم نفسيًا و دينيًا و صحيًا و تربويًا و أخلاقيًا.. ليتحقق معنى وجوده لكونه الخليفة على الأرض.
فأرسل الله سبحانه و تعالى الرسل و أنزل معهم الكتب بغرض هداية الإنسان ليصل للكمال، فعملية التربية في صلب اهتمامات الدين وعلى رأس أولوياته، قد قال "ص" (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) فالسبيل الأفضل و ربما الوحيد في عملية التربية تتمثل في اعتماد المناهج المرتكزة على المبادئ الأخلاقية الدينية، فإذا بتّر هذا المنهج التربوي الإسلامي عن الواقع، فإنه سيصبح في الحقيقة صورة بلا روح.
فنحن نملك بين أيدينا منهجًا تربويًا لا يقارن بغيره من المناهج، فهو منهج متكامل مصدره ما أوحى به الله سبحانه و تعالى لنبيه "صلى الله عليه و آله و سلم" ثم أهل بيته عليهم السلام.
وقد قدر الله سبحانه و تعالى أن يكون نسل رسول الله "صلى الله عليه و آله و سلم" وذريته من فاطمة الزهراء "عليها السلام" فهي ربيبة الوحي والنبوه، تعرف جيدًا مناهج التربية الإسلامية، والتي تجلت في تربيتها لمثل الحسين" عليه السلام" الذي اختار التضحية بنفسه وجميع أهله وأعز أصحابه في سبيل الله، ومن أجل مقارعة الظلم والظالمين، ليروي بدمه شجرة الإسلام.
كذلك أبناء الحسين" عليه السلام" نشأوا في جو أسري ينتهج منهج تربوي إسلامي مرتكز على المبادئ و  القيم الأخلاقية الدينية.
فعزيزة الحسين" عليها السلام" نشأت في حضن أبيها الطاهر، وحجره المبارك، و تغذت من صافي معينه، وعظيم خلقه، وحظت بحنانه و عطفه و لطفه و رعايته.. ففي بيت الإمامة و الطهر نشأت،بأخلاق سامية و مبادئ سليمة.. فكانت تلك بداية نشأتها "عليها السلام".
فهي وردةٌ في بستان قلب أبيها.. يسقيها من معينه فتتجاوب معه..ذات يوم.. أصاب القلب سهام.. فرُسم على وجهها براءة امتزجت بحزنٍ و آلام.. وطُبع في ذاكرتها صور لأجساد القتلى و حريق الخيام.. ضربٌ بالسياط و شتائم الكرام.. سبيٌ و ظلمٌ على أيدي اللئام.. خربة بجوار عروش الظلام.. قدموا رأس الإمام..قتلوا الطفولة بالسهام..
فطار طيرٌ من طيور السلام..

-  وما هذا إلا لطيب نسل الإمام..

لماذا الحسين؟

لماذا الحسين؟
بقلم: منى المسلم

‏قبل خلق الخلق ،كانت هناك خمسة أشباح نور تسبح الله في الجنة.. أحيانا أمام عرش الرب ،أوفوق العرش أو تحته وحوله ،وفي كل حجاب من الحجب الأثنى عشر،وفي البحار و السرادقات ..
ومن بينها نور تعلق بشجرة في الجنة،‏وتعلق في أُذن الزهراء عليها السلام فكان أحد قرطيها ،وكان نوراً في ابهام آدم ..كان اسمه في أحد المسامير الخمسة التي جاء بها جبرائيل ليسمر نبي الله نوح جوانب سفينته..

‏جميع أمهات المعصومين عليهم السلام وقت حملهن يظهر في جبينهن نوراً، ولكن أمه عندما حملت به لم ترى النور في جبينها لأنها نور، وحملها به نور فكان نوراً على نور..
إنه نور الحسين ابن فاطمة..نورليث علي بن أبي طالب.

أوحى الله إلى حور العين والملائكة أجمعين أن تهيأوا لقدوم سبط محمد(ص)،وأن أهبطوا إلى الأرض كرامة لهذا المولود..

عندما عُرج برسول الله صلى الله عليه وآله وبلغ سدرة المنتهى انتهى إلى حجب النور فتخلف عنه جبرائيل  فلا يستطيع أن يتقدم ..فزُج رسول الله في النور وبلغ مرتبةً إلى حيث ما شاء الله ،عندها "لقد رأى من آيات ربه الكبرى " آيات الله .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : عندما عرج بي إلى السماء  رأيت عن يمين العرش مكتوب "الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة"..
‏لماذا الحسين هو المصباح، وهو سفينة النجاة التي من ركبها أمن ونجا؟
إن من يريد السفر لابد أن يتزود ويوفر وسيلة النقل المريحة والآمنه، والأهم من ذلك من يقودهذه الوسيلة؟
فالوسائل كثيرة ومتنوعة والطريق مليء بالأخطار والظروف القاسية.
ونحن في هذا الزمن العصيب ووسط الرياح العاتية والأمواج العالية بحاجةٍ إلى وسيلة تضمن لنا النجاح وإلى قائدٍ فذ متمكن، 
 ولكي لانقع ومن ثم نغرق في ظلمات الجهل والعقيدة فإننا  بحاجة إلى من ينتشلنا من ذلك وينير دربنا..
 ولا شيء هناك إلا سفينة الحسين ، والالتحاق والتمسك بها هو سبيل النجاة..
 فكما في سفينة نوح لم يركبها إلا كل من آمن بالله ،فكذلك سفينة الحسين لا يركبها الا كل من عرف حقه واتبع نهجه وتحلى بأخلاقه.
سئل الامام الصادق"ع":‏ألستم أنتم سفن النجاة؟
 قال :كلنا سفن النجاة ألا أن سفينة الحسين أوسع  وفي لجج البحار أسرع"
فأي عظمة تجلت في هذا المخلوق؟
فكل القيم تتمثل في حب الله ومعرفته وقد جسدها (عليه السلام)وبرزت في كربلاء وهو القائل :"إلهي ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك“
أخلص العمل لله،فأخلص الله له ود المؤمنين وحبهم وجعل قلوب الكثير  منهم تهفو اليه.
كان يزداد اشراقاً رغم أن قلبه يتفطر ألماً لرحيل أبنائه وأحبائه،فلو كان عنده ألفٍ من الأبناء لما تردد أن يضحي بهم في لحظة واحدة في سبيل الحق وإعلاء كلمة الله.
فالاسلام محمدي الوجود حسيني البقاء..
فهو خير من طبق الآية"أن أقيموا الدين"،"وماوصى به نوحاً وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد(عليهم السلام)
ولولاه لماكانت صلاة ولا صيام،فهو من حفظ الاطروحة الكاملة للإسلام الذي جاء به جده محمد.
لقد حُرفت جميع الديانات والشرائع وانتهت، لكن الشريعة المحمدية والدين الاسلامي حُفظ بدماء سيد الشهداء..
إن قيمته تكمن في أنه كان مخلصاً ،صفياً..
نعم ..إن خصوصية الإمام الحسين  فيه وفيما قدمه وفيما أعطاه وفي الأثر الذي تركه.
فمقامه لايمكن الإحاطة به وفهم أسراره من قِبل عقولنا المحدودة..
فلا يقاس مقامه ببحرٍ ولا أرضٍ ولاسماء..وأن لطاقاتنا الفكرية المحدودة أن تدرك عظمة هذا الامام؟
أعطى الله كل مايملك فأعطاه الله كل شيء فكان ذكره باقياً  ..
فكما أن القرآن  باقي لايبلى  ، فكذلك الحسين باقي لايبلى ..
إنهاقضية غيبية وليست بشرية..فلا نستطيع القول سوى أنه الحسين وكفى.



وصل الاخوة

وصل الاخوة
بقلم: فاطمه ال جعفر

(وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي)

العلاقة الأخوية من أجمل العلاقات وأقواها وأقدرها على البقاء ومواجهة الصعاب لإنها مبنية على علاقة الدعم والدم المساندة والإحتواء 
 علاقة الذكريات الجميلة التي تجمعهم  فالأخ هو الخليل وهو الحبيب وهو الصديق والسند ومصدر القوة والعزة 

وفي الحياة قد تتاثر علاقة الأخوة بأموار تجعلهم يعيشون في صراعات ومشاكل لا تنتهي وقد يقاطعون بعضهم ويختصمون فيحمل كل منهما غضبه وحقده على الاخر فتنشئ الامراض النفسية من الضغائن والأحقاد ، ومع تقاطع المواقف والمصالح تتضخم المشاكل وتننتهى العلاقة الاخوية الجميلة الى قطيعة وصد وعداوة قد تستمر لسنوات ويرثها الابناء والاحفاد جيل بعد جيل!!

السؤال الأبرز الذي يطرح نفسه ..
لماذا تصل العلاقة الاخوية الى هذا المستوى من الإنحدار و السوء؟
لماذا يتفشى هذا المرض العضال بين الإخوة ليدمر هذه اللحمة النبيلة بين الأشقاء ؟

إن معاني الأخوة من أجمل المعاني الإنسانية وأعظم  وأقدس مثال للأخوة الإيمانية تجسد في علاقة السيدة  زينب بأخيها الامام الحسين( عليهما السلام) 
دعونا نقف على بعض ملامح هذه العلاقة الصادقة التي جمعتهما
لنتعلم من الإمام الحسين كيف كان تعامله مع أخته الحوراء زينب (عليهما السلام ) لقد جاء في كتب التاريخ أن الإمام الحسين كان يقرأ القران الكريم ذات يوم فدخلت عليه السيدة زينب فقام من مكانه وهو يحمل القران بيده كل ذلك احتراماً وتقديراً لها.
لنتعلم منهما علاقة الحب والمودة والرحمة والانسانية فقد نقل في مشهد آخر أن الامام الحسين كان زائر أخته الحوراء زينب في دارها فوجدها نائمة وقد نشرت الشمس أشعتها على الحوراء فوقف الى جانبها ورفع ردائه ليظلل لها عن حرارة الشمس .

 لقد بقي هذا الموقف مسجلاً في ذاكرة زينب إلى أن جاء يوم العاشر والحسين مُلقى على رمضاء كربلاء

فواحدة تحنو عليه تضمه 
واخرى عليه بالرداء تظلل

للننهل من هذا الينبوع الصافي ونأخذ الدرس الحي لمعنى الأخوة  من الحسين وزينب (عليهما السلام ) ونحاول أن نربى أنفسنا وأبنائنا على الإقتداء بهم والتخلق بأخلاقهم لنحيي روح الأخوة ونحيي قيمها ومعانيها  علينا أن ننشر ثقافة الأخوة والتسامح والحب قبل فوت الاوان .

الأحد، 20 أكتوبر 2019

# كتابي بنكهة القهوة ||وأصبحت أماً هادئة||

# كتابي بنكهة القهوة ||وأصبحت أماً هادئة||،تلخيص ندى الخلف.

كتاب سلس جدا  يتميز بأسلوبه التحفيزي، غني بالتدريبات العملية المهمة والأشكال التوضيحية  والنصائح القيمة كتبته أم متخصصه في مجال تطوير الطفل بقلم يفيض حبا جمعت فيه تجربتها مع أطفالها الأربعة مع خبرتها المكتسبة وطعمته بتجارب أمهات أخريات.
 الكتاب عبارة عن خمسة فصول: 
_ الفصل الأول:  سلطت فيه الضوء على أسباب عصبية الأم الداخلية والخارجية والأضرار الناجمة عن مشاعر الغضب

_حرص الأم الزائد على المثالية ورفع سقف التوقعات هو أحد أسباب عصبية الأم 

_التغيرات الهرمونية وبعض الأمراض والأدوية لها علاقة مباشرة بعصبية الأم لذا ننصح بمراجعة الطبيب وإيجاد البدائل

 _من أضرار العصبية مشاعر الندم والألم النفسي بعد انقشاع ضبابة العصبية 

 _الفصل الثاني قسمت الطفولة إلى مراحل مبينة الطباع المختلفة لكل مرحلة عمرية وأسباب السلوكيات المزعجة للأطفال  في كل مرحلة عمرية مع إعطاء مفاتيح تربوية لكل مرحلة
_السبب الأساسي لسلوكيات طفلك المزعجة بمرحلة الطفولة هو عدم اكتمال نضج الدماغ 
_لاتأخذي سلوك طفلك بطريقة شخصية فهو لايتعمد مضايقتك 
_تفهمك لسلوك الطفل يجعل منك أما هادئة
_التربية بالقصة من الطرق الفعالة لتقويم سلوك الطفل
_سلوك المراهق يتأثر بالتغيرات الهرمونية والتغيرات الجسدية والنفسية 
_المشاكل في مرحلة المراهقة سببها الأساسي عدم تفهم الوالدين لاحتياجات المراهق ولطبيعة هذه المرحلة 

_الفصل الثالث عبارة عن أساسيات تعديل سلوك الأطفال 
_حددي السلوك المزعج
_ابحثي عن الأسباب
_مفاتيح تعديل السلوك متعددة عليك اختيار الأنسب 

الفصل الرابع 
_ مراحل تغيير السلوك مرحلة ماقبل العزم ..مرحلة العزم وهي مرحلة إدراك أن هناك مشكلة ..مرحلة التحضير والبحث عن الحلول ..مرحلة التنفيذ وأخيرا أهم مرحلة وهي المداومة التي ترسخ الصفة المطلوبة في شخصية الإنسان 
_في المواقف المزعجة تلقائيا العقل الباطن يعطي أفكار سلبية والحل هو رفع درجة وعيك بتفكيرك واتباع طريقة قف ..فكر ..تصرف 

الفصل الخامس يتحدث عن 
طرق للتحكم بالعصبية
-راقبي نفسك وفكري بإيجابية 
2_تنفسي بعمق
3_رددي عبارات إيجابية 
4_استعيذي من الشيطان 
5_حين لا تجدي الطرق المذكورة انسحبي من الموقف مؤقتا حتى تهدئي مع الإطمئنان أن الطفل في وضع آمن 

ذكرت أيضا طرق تخفيف الضغوط 
_حسن إدارة الوقت
_ تعلمي قول لا
_فضفضة لصديق أو على الورق 
_خصصي وقت لنفسك لاتكوني كالشمعه التي تحترق من أجل أطفالها بل كوني كالمصباح الذي ينير الطريق لك ولأطفالك دون أن تفني نفسك.
_ ممارسة الرياضة 
_تصالحي مع نفسك

( العمل والفاعلية طريق التقدم )الكاتب : الشيخ حسن الصفار

( العمل والفاعلية طريق التقدم  )
٩٦ص
الكاتب : الشيخ حسن الصفار 
تلخيص : فاطمة آل محمد 

كتاب صغير الحجم لكنه جميل المحتوى واضح الفكرة مفهوم الدلالة باعث لروح المسؤولية والعمل محرك نحو الإنتاج والعطاء ، من أجلك أيها الإنسان المتنامي ومن أجل مجتمعك لتنهض وتتغير وتحدث الأثر 

مجموعة من المواضيع ألقاها سماحة الشيخ الصفار في عدة مناسبات دينية جمعها تحت عنوان ( العمل والفاعلية طريق التقدم )

طرح عدة تساؤلات في مضانها أسباب لا يؤخذ بها وعوائق يضعها أبناء المجتمع ومبررات للركود والكسل !!!!
١/ ماذا ينقصنا من طاقات ومواهب ؟ وماأسباب العزوف 
٢/ لماذا نعيش التخلف والنقص في أساسيات ومقومات الحياة ؟ 
٣/ لماذا نفتقر للإكتفاء الذاتي ؟ 

أدار الكاتب رحى تساؤلاته بأجوبة شافية وعلاجات نجيعة يضع فيها أجوبته نحو الهدف المنشود 
وأول مابدأه بإرادة الإنسان وخلقها من ذاته 

كما أنه أوجد مسارات إيجابية تضعه نحو الهدف المنشود مهما بلغ ، منها عقيدته الصحيحة التي هي  ترجمان لسلوكه وفكره وأيضا أحلامه وخيالاته التي تطبع عمق آماله وتطلعاته

وأخيرًا إمتاز الكاتب بعدة لفتات جميله منها على نحو الإيجاز 
*تشذيب بحثه بعدة إحصائيات مختلفه ومتعدده لنعي حجم العجز الذي نواجهه 

* إسقاطاته كانت واقعية وملموسة وخصوصاً في مسألة التقدم العلمي والعملي وعرض التجربة الكورية واليابانية والأمريكية ومما زاد التميز في عرضه إستعرض الرؤية السباقه لأي تقدم وهي الرؤية الإسلامية وقرنها بحركة رسول الله محمد رائد كل نهضه وتغيير وكذلك هي سيرة الأئمة المعصومين 

الكتاب يعزو بمضامينه إلى  علو الهمة وترك الأثر الإيجابي وهذه ماتميز كتابات الشيخ الصفار حفظه الله

||الإمام الحسين( ع) مصباح هدى وسفينة نجاة|| لآية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي

||الإمام الحسين( ع) مصباح هدى وسفينة نجاة|| لآية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي،١٢٠ ص، تلخيص فاخته اليوسف.

تكلم الكاتب عن الزيف وغياب المسؤولية فعندما ترين على الأفئدة طبقة سوداء من الأفكار التبريرية والمعاذير الخادعة فيتحلل كل الناس عن مسؤولياتهم. فيقول البسطاء والمستضعفون إننا لا نعرف طريقاً لمقاومة الظالمين.
فكانت كربلاء مشعل كشف الزيف ورمز المواجهة بين الحق والباطل، وأصبح الحسين (ع) لواء" منشورا"
وهكذا أضاء الحسين (ع) على امتداد التاريخ درب المؤمنين المستضعفين.
وأية راية حق حاربت من أجل الله حملت شعار (يالثارات الحسين).
فهو أعظم من مجرد تراجيديا، كما أن كربلاء أسمى من مجرد فلكلور.
فالحسين (ع) لم يكن للجيل الذي عاش فيه، بل لكل الأجيال. وثورته خلاصة لثورات الأنبياء، وامتداد لرسالات الله.
ثم تطرق الكاتب إلى مدرسة كربلاء ووصفها بأنها مدرسة في بعدين. بعد الخير، وبعد الشر.
فعلينا أن نستلهم من بطولات الحسين (ع)، ومن وفاء أبي الفضل (ع)، وإقدام علي الأكبر (ع)، وشجاعة زينب (ع)، وإيمان الصديقين من أنصار الإمام الحسين (ع).
وفي الأخير تحدث الكاتب حول فلسفة كربلاء وأن الحسين (ع) علم الناس، بل أثار في أذهانهم أنه إنما قُتل ليتحمل بعض ذوي الضمائر الحية رسالته. ويرتفع مستوى وعي الجماهير وإيرادتها إلى قمة الإيمان والإلتزام.
فقضية كربلاء مازالت تحمل آفاقاً لم تُكشف بعد. وأبعاد"لم يهتد إليها الناس.
ولذلك تبقى الرسالة الإعلامية هي نفس الرسالة التي حملتها زينب (ع) في عصر الإمام الحسين (ع) وبالتأكيد فإن حركته (ع) كانت تمهيداً للثورات التي تفجرت من بعدها...

مايحتاجه الاطفال للنجاح في حياتهم للكتاب: بيتر ال.بينسونوجودي جيلبريسوباميلا ايسبيلاند

دائما ما يقلقنا صغارنا،وصغار جيراننا،وتلاميذنا في الفصول والشباب في النوادي،فنحن كثيرا مانشغل انفسنا بهذا النشء بصفة عامه.وكم يذهلنا مانسمعه من قصص مختلفه عن جرائم المراهقين وانتشارالعنف بين الصغار والفشل في الدراسه، وغير ذلك الكثير.
فهذا الكتاب القيم والمكون من 281 صفحه وطبع منه حتى الان570،000الف نسخه فهو الاختيار الاول للآباء
للكتاب: بيتر ال.بينسون
وجودي جيلبريس
وباميلا ايسبيلاند
وقد اعتمد كتابنا مايحتاجه الاطفال للنجاح في حياتهم على دراسات قوميه والتي تمكن من خلالها من تحديد 40 قاعده وليست هذه القواعد ماديه،ولكنها قواعد سلوكيه تعمل على تنمية وتطوير السلوك ومنها الدعم الاسري ،وتقدير الطفل لذاته،ومهارات مقاومة السلوكيات السلبيه.وكلما فرض على الشباب المزيد من القواعد في حياتهم، قلّت فرص انحرافهم عن الطريق القويم، والدخول في مشكلات.
ويحتوي الكتاب على 900اقتراح محدد وواضح يساعدك على بناء القواعد في البيت وفي المدرسه والمجتمع والمؤسسات الدينيه.
ويحتوي على نصائح خاصه موجهه للمراهقين،وهي فصول تم وضعها لمساعدة الصغار على خلق نجاحاتهم الخاصه.
فهو كتاب ارشادي وعملي وسهل القراءه،وهذا الكتاب الفعال ضروري لأي فرد يهتم بالشباب الصغير.

#تلخيص أميره غلاب

||كيف نقهـر الخوف، دراسة اسلامية من سيكولوجيا الرَّهـاب(الفوبيا)|| للشيخ حسن الصفار

||كيف نقهـر الخوف، دراسة اسلامية من سيكولوجيا الرَّهـاب(الفوبيا)|| للشيخ حسن الصفار، 165ص، تلخيص منى المسلم

التنمية الحقيقية تبدأ من الإنسان، بأن يثق بنفسه، ويكتشف قدراته،ويفجر طاقته،ويتحمل مسؤوليته في الحياة..
 _الخوف هو تلك الحالة النفسية غير الطبيعية التي تؤدي بالإنسان إلى الخوف من أشياء غير واقعية ، وهي حالة مرضية تقوم على أساس اختلاف التوازن النفسي سببه القلق والشعور بالذنب.
في علم النفس الرَّهاب (الفوبيا).
ومن أنواعه:
-رَّهاب الخلاء أو (الآغورافوبيا) الخوف من الأماكن المفتوحة.
-رَّهاب الاحتجاز،خوف من الأماكن المغلقة.
-رَّهاب الاحمرار،خوف من احمرار الوجه أثناء موقف ما.
-رَّهاب المرض أو توهمه.
ليس عيباً أن تخاف ، إنما العيب أن لا تتجاوز الخوف وتقمعه داخل نفسك.
 #ماذا يعني الخوف من الله؟
الخوف من الله منهج وسلوك.
 1-يعني الإلتزام بحدودالله وقوانينه.
2-الخوف من الله ومن الآخرة.
3-الخوف من الله يعني احتضان القيم الإلهية.

الخوف حالة طبيعية أودعها الله في نفس الانسان كي يحمي ذاته.

 _أسباب وجذور الخوف
الوراثة، مصاعب الحمل والولادة، التربية السيئة.
 _من مناطق الخوف في حياة الإنسان
 *الخوف من الفشل.
*الخوف من المشاكل.
* الخوف من الموت.
* المصير المجهول.          
#كيف ننتصر على الخوف؟
 -الارادة والتصميم.                        -الايحاء الذاتي.                           -قراءة سيرة الأبطال.                -الزهد في الدنيا.                      الاقتحام أفضل علاج لانتزاع الخوف من النفس، وأكثر عملية من جميع الأساليب الأخرى ، وكذلك توثيق الصلة بالله، 
والتسلح بالفكر الرسالي .. 
كونوا مع الصادقين.

كتاب المتساقطون على طريق الدعوة..كيف..ولماذا؟ لفتحي يكن

كثيرون هم من يتساقطون خلال مسيرتهم فيسلكون سُبلاً على غير الجادة لكنّ التيار لن يتوقف عندهم بل سيجرف معه كلّ من يتأثر بأفكارهم مما يشكلّ خطورةً عظمى..كتاب  المتساقطون على طريق الدعوة..كيف..ولماذا؟ لفتحي يكن عبارة عن دراسة تأملية تتسم بالعمق لظاهرة التساقط على طريق الدعوة وذلك:
_لأنها ظاهرة عامة متكررة على مرّ التاريخ.
_لأهمية الموضوع وخطورته فهذه الظاهرة لاتقتصر على الشخص ذاته بل تعتبر عامل مساعد لشيوع ظاهرة مرضية أخرى هي ظاهرة التعدد في العمل الإسلامي مما ينتج عنه سقوط العاملين في صراع على الساحة الاسلامية.
_لأنها تسببت في الكثير من الإساءات البالغة على الساحة الاسلامية ولازالت تتسبب في ذلك.
_تُسهم في هدر الكثير من الطاقات واشاعة الفتن وخسارة الأشخاص القريبي عهد بالإسلام والدعوة.

في البداية تحدث الكاتب عن خصوص ظاهرة التساقط في عهد النبوة والتي حسب مايرى أنها لم تظهر بالشدة ذاتها كما هو الحال في عصرنا الحديث وجلّ ماكان يحدث سابقاً سقوط أشخاص في أخطاء وإن كان بعضها جسيماً ،ثمّ أردفها بخمسة وقائع تاريخيه كشواهد حيّة على المتساقطين في تلك الفترة موضحاً أنّ أبرز المشكلات التي كان يعاني منها المجتمع الإسلامي آنذاك هي سوء التربية وعدم الإلتزام بشرع الله تعالى والوقوف عند حدوده.

ثمّ عرّج في حديثه لبيان أسباب التساقط بشيء من الاسهاب والتفصيل موضحاً أن ثمّة منها مايتعلق بالحركة نفسها وأُخرى يرتبط بالفرد ذاته وثالثة خارجة عن ذلك لكنها ضاغطة وبقوة. 

#تلخيص زينب غلاّب.

كتاب:اُمةٌ تأتلف،للدكتور فيصل عبد الله العوامي

كتاب:اُمةٌ تأتلف، ٥٥ص ،للدكتور فيصل عبد الله العوامي، تلخيص:عقيلة شرف.

يطمح الكاتب أن نصل لمستقبل أفضل تكون صورته أمةً مؤتلفة، لذلك طرح هذه الأطروحة وقسمها إلى ثلاث فصول:
١- تقرير مفهوم الائتلاف:
الائتلاف يعني انتفاء كل الصور التي يتجلى فيها الإفتراق.
لكن نفي الإفتراق بجميع صوره عند تقرير مفهوم الائتلاف لا يعني بأي حال من الأحوال التحجر الفكري ونفي التعدد والتنوع في المجتمع الواحد، فالإفتراق والتعدد" مفهومان متباينان"، ولا أقل بينهما عموم وخصوص من وجه،فحتى لو التقيا في بعض الصور لأسباب موضوعية-كما لو طرأت الفرقة على مجتمع متعدد فكريًا وساهمت في تحويل تعدده إلى احتراب-، فإنهما يفترقان في أغلب الصور، فقد يكون هناك مجتمع تشيع فيه الفُرقة بالرغم من أنه غير متعدد فكريًا ، وهذه حالة سلبية أخرى، وقد يكون هناك مجتمع متعدد لا افتراق فيه أبدًا، وهذه هي الحالة الإيجابية المنشودة، وهذا ما نعنيه من أن التعدد لا يلزم منه الإفتراق، وأن الائتلاف لا يلزم منه نفي التعدد مهما كان مستواه.

٢- الأسباب الموضوعية:
- نقيض هذه الأطروحة مشكلة كبرى في حد ذاتها، من غير أن نكون في حاجة للتدليل على واقعية أو خطورة هذه المشكلة، فالفرقة والتمزق آفة خطيرة يمكن تشخيصها بالوجدان.
- الفرقة كانت ومازالت عاملا ً أساسيًا في تعثر أو تعطل حركة التكامل في المجتمعات المصابة بهذا الداء.
- تحقيق الأهداف السامية لأي مجتمع رهين بتجاوز مشكلة الفرقة والتمزق وتجذير روح الائتلاف.
هذه الأمور الثلاثة تشكل الأسباب الموضوعية التي تدفعنا للمناداة بهذه الأطروحة في هذه الفترة الزمنية بالذات.فمجتمعاتنا الإسلامية في حاجة لتحريك عجلة التكامل المدني والحضاري، والعمل على تحويل أهدافها وتطلعاتها إلى إنجازات واقعية، وذلك لا يتم إلا بتجاوز مشكلة التفرق وتكريس الائتلاف النفسي والعملي.

٣- الخطوات العملية:
الخطوة الأولى : صناعة قادة يحظون بكاريزما وجاذبيةخاصة على المستوى الإجتماعي.
الخطوة الثانية: بث أكبر قدر ممكن من الثقافة الداعمةللأطروحة.

هذه أهم الخطوات العملية التي يتطلبها التحريك السلس لهذه الأطروحة اجتماعيًا في هذه الفترة بالخصوص، ويمكن أن تتفرع عنها بعض الخطوات التفصيلية في المستقبل، والله الهادي إلى سبيل الحق.

إرادة التقدم {{ للكاتب عيسى محمد العيد}}

إرادة التقدم  {{ للكاتب عيسى محمد العيد}}،تلخيص زهراء المرهون.
    
 الكتاب يحتوي ١٣٩ ص كل عنوان يحمل في جنباته شريحة من المجتمع وفيه كيفيه تبادل الثقافات المختلفه وتقبلها عند الطرف الآخر المؤيد والمعارض ، والتزود من خلالها بالأفكار المتجدده وبعد ذلك تتسيد المشهد الثقافي بين اسقاط الأفكار الأولى واستبدالها بالحديثة ،، 

 من أبرز عناوينه (( حالة المجتمع بين المسارين )) 
 ويمثل الصراع في كل المجتمعات من يؤمن بالتغيير 
    والنهوض والدفع نحو بناء الكفاءات وهناك التيارالنقيض الذي يحافظ على ماورثه من الآباء 
 ورأي الدِّين بأن يسلك المجتمع طريق التفكير وتحكيم العقل لأن الأنبياء أرسلوا ليثيروا دفائن العقول وهو خط الإصلاح في كل عصر

  أكثر ماجذبني في الكتاب ومايمثل واقعنا الحالي في المجتمع ونتعايش معه يومياً هي ثلاثة عناوين 

      ... المرأةودورها في التنميه المجتمعيه 
   ويطرح كيفية التعامل مع المرأة في مجتمعنا الذكوري أمام انجازاتها وثقافتها ،، وفرض اعتقاد بأن الزواج هو الإنجاز الأعظم لها ،، وتعطيل قدراتها وحصرها فقط في هذا الجانب .

     ... التسامح لغة إنسانيه 
       ويقف على حالات التعصب للرأي والإنحياز نحو 
           جماعة معينة،، ووأن التسامح هو مايحركة عجلة التطور الثقافي نحو الأفضل سواء تسامح فردي أو جماعي .
...جيران الحسينيات 
     مقولة يرددها البعض إن كنت جاراً لحسينية وقد طلبت يوماً ما خفض صوت المكبر الصوتي للخارج بأنه مزعج أحياناً (( هل الحسين يزعجكم )) ممارسة الشعائر الحسينيه ليست بالضروة تكون مصدر إزعاج لأي جار بل هي رسالة إنسانيه وسلوكية قبل أن تكون عاطفيه .

مخاضات الإصلاح وأنماط التفاعل المجتمعي. الكاتب ماجد السادة

مخاضات الإصلاح وأنماط التفاعل المجتمعي،تلخيص زكيه آل جعفر.

عبّر الكاتب ماجد السادة في ٣٠ ص عن معطايات التاريخ و ماتولده من أنماط للمجتمعات في تفاعلهم مع المصلحين 
حيث قسم السادة تفاعل المجتمعات الى ثلاثة نماذج :
١/ النموذج المكي 
المتصف بالجهل و السلبية وعدم الوعي كالأرض السبخة يقودها جهلها الى تكفير وتسقيط المصلحين واتهمامهم بالفساد " وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا......" بل و محاولة تصفيتهم و ضرّب مثالاً على ذلك أهل مكة وقوم نوح 
٢ / النموذج المدني
صفات رائعة تحمل علاقة من التبني والاحتضان نشأت على  الايمان فتولدت المناصرة والتضحية " الذين امنوا به وعزروه ونصروه..." وكان أهل المدينة المنورة منذ بيعة العقبة مثال جلي على ذلك 
٣/ النموذج الكوفي 
هنا نرى الإيمان والشعور بالحاجة الى الإصلاح والمصلحين وطلبهم إلا إنهم مجتمع يتصف بالخذلان لأنه يركن الى الكسل و الراحة فينقلب على عقبيه عند قيام المصلح 
بمجتمع كهذا تنتج مصائب عدة ويتكرر في كل زمان إلا أن أكثر مصائبه المًا  مصيبة مقتل الإمام الحسين عليه السلام 
 
في النهاية وجه الكاتب نصيحة للقارئ مفادها: علينا أن  نكون أرقى في تعاطينا مع العملية الإصلاحية كما هو وارد في دعاء العهد " اللهم اجعلني من أنصاره وأعوانه والذابين عنه.. "  مع ملاحظة أن المطلوب ليست النصره الاجمالية بل التفاعل وتقديم المعونة .

التربية الوقائية في الإسلام، فتحي يكن

التربية الوقائية في الإسلام، فتحي يكن ،١٠٦ ص،تلخيص عايده العريّض.

محاولة متواضعة من الكاتب لسبر أغوار ظاهرة متكررة ألا وهي قصور العملية التربوية وفشلها لاعتمادها نمط العلاج لا الوقاية 
تطرق في فصله الأول للفرق بين العلاج والوقاية مبينًا دور القرآن الكريم في إرساء دعائم الطب الوقائي دونما إهمال للنواحي العلاجية مماصنع من الإسلام منهجًا متفردًا على سائر المناهج 
تطرق في فصله الثاني إلى مميزات الحركة الآخذة بكل أسباب الإعداد العقائدي والفكري والتربوي .... واصفًا المنهج العلاجي بالمرض المزمن 
تطرق بعدها إلى الوقاية التربوية وأهداف العملية التربوية في الإسلام لإعداد شخصية قائمة على مفاهيم عقائدية وأخلاقية محددة 
كما وضح المواصفات المستهدفة للجيل الإسلامي ذاكرًا أسباب تنامي الظواهر المرضية واخفاق مناهج التربية في احتوائها ومنعها والهفوات التي يقع فيها المربي مستشهدًا على ذلك بشواهد من الواقع 
بعدها تطرق للنهج القرآني في التربية الوقائية وهو منهج قائم على تجنيب الفرد والمجتمع كل الأسباب والعوامل المرضية والمؤدية للمرض سواء عقائديًا  أم  نفسيًا أم فكريًا  .... 
بعدها تطرق للمنهج النبوي الذي يُعد ترجمةً وتفصيلًا للقرآن الكريم ذاكرًا ثراء السيرةالنبوية  بالوصايا الوقائية مما يؤكد هدف الإسلام في قطع الطريق على العلة قبل حدوثها 
واستعرض في نهاية الكتاب بعض النماذج للمنهج الإسلامي الفريد وكيفية تدرجه  في معالجة بعض الآفات الأخلاقية 
لقد وُفق الكاتب في اختيار الموضوع فحري بمناهج التربية على الساحة أن تستشف معالم هذا النهج القويم والفريد في جميع المراحل وتُعد المربي القادر على اتخاذ النهج السليم من بدايته خصوصًا في خضم انتشار وعودة السلوكيات المرضية بشكل كبير مما يُثبت فعلًا وجود خلل ما .

الإسلام ومتطلبات التغيير الإجتماعي للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي

الإسلام ومتطلبات التغيير الإجتماعي للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي،79ص، تلخيص ليلى الصادق.

الكتاب قيم بأفكاره.عميق رغم  بساطة طرحه.

تميزت اللغة بالسلاسة والرقي .
وتخلل نص الكتاب جمل قوية 
مثل قولة(حرية التفكير تطلق الإرادات لتتحد وتجتمع .....فما كان منهم إلا أن يتحكموا بالأفكار كي يتسنى لهم اللعب بالمقدرات)

كما ناقش الكاتب في هذا الكتيب مسألة مهمه وهي
 (التغيير الاجتماعي)
حيث وضع يده ع الجرح عندما كتب(اننا صحونا صحوة انسان لايزال يثقل جفونه النوم العميق فمنا من انبهر بفتات الافكار الغربية ومنا من لايزال يرى نفسه مرتبط بالفكر الشرقي الموروث)
لذا(عاشت شخصيتان متناقضتان في نفس شخص واحد لتسفر عن الإزدواج)

ثم دخل في صلب الموضوع وهو التغيير الإجتماعي .
موضحاً في البداية نقطة مهمة وهي(ان القواعد التي كانت توفر السعادة للإنسان البدائي وهو يعيش في كهفه ويصطاد في غابته لم تعد تصلح لعصرنا الحاضر)
من هنا أثبت الحاجة الى تغيير هذه القواعد والقوانين والأعراف بتغير المجتمع الإنساني.

 فبدأ  الكاتب بتوجيه الأنظار الى الإسلام وتعاطيه مع هذا العنوان العريض.

وتوسع فيه تدريجيا بادئا بطرح هذا الموضوع من وجهة نظر علم الإجتماع.
والذي شخص الاحتياجات والتي كانت الأساس في وضع القواعد والقوانين الاجتماعية وبتغير هذه الاحتياجات تتغير القوانين.

حتى وصل الى أساس التربية في المدرسة الإسلامية حيث أوضح ان الإسلام يضع من أفكار الإنسان وأعماله الفطريه أساسا للمنهج الذي ينبغي ان يسير عليه الفرد والجماعة من أجل مجتمع سامي.

ثم طرح الكاتب عدة عناوين بدراسة قرآنية مدعمة بالآيات
ومنها/الدين. الحرية

ثم عرض رأي القرآن في نظريتين اجتماعيتين مهمتين وهما/
تنازع البقاء  و  انتخاب الأصلح

وتوصل الى الأساس الذي يحكم المسيرة الإنسانية وهو أساس (الاستخدام)
وبهذا ينتهي الى تشكيل 
(مجتمع تعاوني)وكل أطروحة لا تتناسب مع هذا الأساس الغريزي فهي تؤدي الى هدم هذا المجتمع التعاوني وهو ماتذكره الآيات(الفساد في الأرض)
 
وختم الكاتب هذا الكتيب المهم 
بالحديث عن الحرية في كلام مقتضب مهم .

فكانت خلاصة القول (إن الإسلام حرر الإنسان من كل قيود العبودية لغير الله)
وأكثر من ذلك
فقد رفض القرآن إتباع اي عقيدة تقليدا بالمؤمنين بها دون ان ينطلق مايفعله ويعتنقه من الإيمان به.

 
في الختام 
انصح بهذا الكتاب لكل من حمل هم المجتمع على كاهله. فهو يؤسس لقواعد التغيير الاجتماعي.

انموذج الشاب المسلم في قصة يوسف عليه السلام، للدكتور محمد شاكر سعيد

انموذج الشاب المسلم في قصة يوسف عليه السلام
33ص، للدكتور محمد شاكر سعيد،تلخيص فاطمه القصاب
كتاب صغير في وريقاته كبير في محتواه حيث يفسر ايات من سورة يوسف مبين الجوانب الاخلاقيه في الاسلام والتي ظهرت جلية في قصة يوسف
وكان من ابرزها
-الاستعانه بذوي العلم والخبرة في حل المشكلات
-خطورة الانسياب العاطفي من الاباء نحو الابناء
-الصبر عند المصيبة وعدم الجزع
-اختلاف تقييم الناس للامور باختلاف نوعياتهم
-العفة رغم توافر المغريات القاهرة وشدة جاذبيتها
-التريث قبل اصدار الاحكام واتخاذ القرار
-الالتجاء الى الله وقت الشدة
-ابداء النصيحة كاملا لمن استشارك
-اذا كنت صاحب حق كن واثقا من نفسك
-الاعتراف بفضل الله ونعمه وعدم نسيان شكره

تحدي القراءة ||اخلع حذاءك|| لياسر حارب

تحدي القراءة ||اخلع حذاءك|| لياسر حارب،١٨٣ص، تلخيص زينب غلاّب.

كتاب سلس جداً أشبه بالوقفات أو الخواطر التي يسرد فيها الكاتب تأملاته البسيطة من بعض محطات الحياة في أربعون عنواناً متفرقة.

_يفقد المرء مروءته عندما يتحدى كل الصعاب حوله ويجبن عن مجابهة الصعاب التي تَلِجُّ في داخله.
_الحياة ليست من صنعنا،لكنّ الحبّ كذلك.
_عندما يحاول الإنسان معرفة كل التفاصيل الدقيقة قبل القيام بعمل جديد فإنه يُكرس التردد،وعندما يُعلي من قيمة تلك التفاصيل فإنه يمارس الخوف،ولذلك فإنّ المتردد لايثق بعقله،والخائف لايثق بقلبه.
_إنّ تكرار اللاءات في حياتنا جعل من السلبية حالة طبيعية.
_خاطب الناس على قدر عقولهم، ولا تحكم عليهم على قدر عقلك.
_من يكتب يتبرع بشيء من روحه للبشرية.
_ نكتب حتى نترك أثراً.
_حينما تمنح الحياة للناس فإنك تصير حياة.
_ تكمن السعادة أحياناً في ترك الأشياء أكثر من الحصول عليها.
_عندما يكون الإنسان ممتناً لكل شيء فإنه لايفتقر الى شيء.
_ لايهم حجم حلمك الذي تسعى وراءه، الأهم هو حجم الرغبة التي تدفعك إليه.
_لايوجد إنسان ضعيف،ولكن يوجد من لايعرف مكامن قوته.
_السقوط أولى مراحل الصعود،لأنه لايسقط إلاّ من يرتفع، ولايتعثر إلاّ من يستمر في المسير.

تحدي القراءة«كنت في فَانكوفر» للكاتبه أبرار حامد البار

تحدي القراءة،تلخيص فاطمه القصاب

«كنت في فَانكوفر» للكاتبه أبرار حامد البار
كتاب مذكرات تروي فيه الكاتبه تجربة شخصية عاشتها برفقة عائلتها الصغيرة خلال عشر سنوات من سفرها وإقامتها في مدينة فانكوفر الكندية،أرادت مشاركة القارئ لها التجربه بكل قيمها ومعانيها الحسية والنفسية والروحية. 
حاولت نقل الصورة الحقيقية لحياة المبتعث وكيف  استفادت من كل الإمكانيات المتاحة للحفاظ على هويتهم الدينية والعربية، 

طالبة في مجال الارشاد الاسري ،  فنقلت للقارئ ماعاينته خلال سنوات الدراسة والتطبيق من بعض الأمور السلبية والايجابية وكيف استفادت منها. 

مذكرة قيمة تحوي مادة مفيدة للأمهات والآباء بشكل عام وكل من نوى الإقامة والدراسة في دول المهجر بشكل خاص...

تحدي القراءة|| وصايا إلهية|| للشيخ محمد تقي مصباح اليزدي

تحدي القراءة|| وصايا إلهية|| للشيخ محمد تقي مصباح اليزدي،١٤١ص،تلخيص زينب غلاّب.

الكتاب عبارة عن جولة قصيرة عميقة المعاني برفقة مجموعة مختارة من الأحاديث القدسية التي خصّ الله تعالى بها نبيه موسى عليه السلام في جبل طور.

تسعة أحاديث قدسية استلهم منها الكاتب الوصايا بشكل تفصيلي دقيق على الترتيب التالي:
١-دور الآمال الطويلة وتأثيرها في قسوة القلب وظلمانيته.
٢-حياة القلب وخصائص أولياء الله في كلام الله تعالى.
٣-انعكاس الاعتقاد بحاكمية الله تعالى وتدبيره.
٤-الآليات الأساسية للروابط الاجتماعية في كلام الله تعالى.
٥-الارتباط بالله تعالى وطلب الدنيا ومناجاة العبد في كلام الله تعالى.
٦-ثمار الذكر في كلام الله تعالى.
٧-التجلّيات السلوكية للعبودية والاعتقاد بالتوحيد.
٨-مفهوم الخوف من الله تعالى وأهميته.
٩-الارتباط بالله تعالى وعدم مسألة الآخرين.

تحدي القراءة “لا تهتم بصغائر الأمور في العمل” لمؤلفه الأميركي د. ريتشارد كارلسون

تحدي القراءة،تلخيص فاطمه القصاب.

يطرح كتاب “لا تهتم بصغائر الأمور في العمل” لمؤلفه الأميركي د. ريتشارد كارلسون 446 صفحة طرقا بسيطة لتقليل ضغوطات العمل وصراعاته لتحقيق أفضل ما لدى الإنسان والحصول على أفضل ما لدى الاخرين
ويحوي مئة نصيحة من شأنها أن تغير من نظرتك للعمل وتخفف من مشاكله وضغوطه لجعل المكان الذي نعمل فيه اكثر راحة واستقرارا. 
ويرى الكاتب ان تبني اللامبالاة منهجا تجاه صغائر الأمور في العمل، يضع من يفعل ذلك امام مشكلات كثيرة ينبغي عليه مواجهتها ومعالجتها. 
وبدلا من التفاعل مع كل قضية بطريقة سلبية سوف تعرف كيف تتجاوب معها بكل يسر. كما أن مستوى التوتر سينخفض.
ومن النصائح التي قدمها الكتاب: لا لعقلية التنافس المحموم، لا تبالغ في المواعيد النهائية، أعط نفسك الراحة، لا داعي لتوقع الإجهاد، قدم الثناء على الآخرين، ضع قائمة بأولوياتك الشخصية، لا تعد بما ليس في مقدورك، كن دقيقا في اختياراتك، اطلب ما تريد لكن لا تصر على حتمية الحصول عليه، قم بالأمور التي تضايقك أولاً.

تحدي القراءة ||العلاج بالقراءة "كيف نصنع مجتمعاً قارئاً"|| لحسن آل حماده

تحدي القراءة ||العلاج بالقراءة "كيف نصنع مجتمعاً قارئاً"|| لحسن آل حماده،١٦٧ص، تلخيص زينب غلاّب.

يمثل الكتاب في حقيقته تطلعات رجل مثقف يحمل همّ المجتمع من منطلق الإحساس بالمسؤولية.

_ابتدأ بالمقارنه بين مجتمعاتنا والمجتمعات المتقدمة التي تتميز بكثرة إقبال أفرادها بمختلف مستوياتهم على القراءة وكأنهم في تعطش لها، أمّا نحن فحالنا صورة مغايرة نقيضة.

_نحن كثيري التذرع والتعذر بضيق الوقت،فترانا ننشغل بكل شي حتى التوافه منّها على أن نُمسك كتاباً، والحقيقة أن من يريد القراءة سيسعى لها ويعمل على اقتناص أقل الفرص.
_عرّج المؤلف بعد ذلك على ذكر أهم العوامل التي صيّرت منّا مجتمعاً لايقرأ:
١/الابتعاد عن القرآن الكريم وتعاليمه.
٢/قصور وضعف مناهج التعليم في الوطن العربي
٣/غياب مفهوم التعليم والتثقيف الذاتي عند الكثير من الطلبة.
٤/منافسة وسائل الاعلام للكتاب.
٥/العقلية الكروية لدى الشباب.
٦/حالة الاحباط واليأس التي يعيشها الإنسان.
٧/انخفاض المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للكثير من الأسر.
٨/الغزو الثقافي الغربي.
_ثمّ عرض جملة من النقاط التي تأخذ بأيدينا نحو قراءةٍ نهمة:
١/وعي أهمية القراءة.
٢/ازالة النفور من القراءة.
٣/القراءة الموجهة
٤/انتقاء الكتب المناسبة 
٥/وضع الكتب وعرضها بشكل لافت للنظر.
٦/محاورة العلماء والمثقفين.
٧/حرر صحيفة منزلية لتُشارك بقية أسرتك الكتابة فيها
٨/تحبيب القراءة والكتابة إلى النفس حتى تلزمها وتألفها.
٩/التقليل من جلسات السمر الطويلة.

_أسهب الكاتب بعض الشي عند الحديث عن القراءة الحرة لدى الشباب باعتبار أنّ القراءة تُسهم وبدرجة كبيرة في صقل شخصية الانسان والارتقاء بطريقة تفكيره ورسم واقعه الاجتماعي وتنمية الاتجاهات والقيّم المرغوب فيها لدى الشباب، وهيّ في واقع شبابنا تمثل علاقة سلبية، ومن الجدير بالذكر أن الكاتب اعتمد في هذا الفصل على دراسة للدكتور علي الحاجي بعنوان (واقع القراءة الحرة لدى الشباب في دول مجلس التعاون الخليجي)

_طرح تساؤلا مفاده..كيف نصنع مجتمعاً قارئاً؟ ليجيب بعد مقدمة أنّ هنالك العديد من العوامل التي من الممكن أن تلعب دوراً كبيرا في تنشيط عادة القراءة وهي: الأسرة، المدرسة، المجتمع، الإعلام، الدولة، متناولاً كل عاملٍ منها بشيء من التفصيل.

_انتقل بعد ذلك للحديث عن أهمية إنشاء مكتبة منزلية عارضاً في لذلك بعض الروايات الواردة عن أهل البيت ع.

_ثم تحدث عن العلاج بالقراءة في الأدب العربي مُشيراً الى أن هذا المصطلح وإن لم يُتعارف عليه قديماً إلاّ أن الناس كانت تركن الى أمثال هذه النوعية من العلاجات، ولعل العبارة القديمة (المكتبة طبّ النفوس) تعبر عن هذا المصطلح الحديث.

_استعرض الكاتب بعض الشواهد التاريخية لطريقة العلاج بالقراءة.

_تحدث عن بعض السلوكيات السيئة في التعامل مع الكتب تحت عنوان (العبث بالكتب) مستعرضاً جملة من الأسباب التي من شأنها تعزيز أمثال هذه السلوكيات.

_الصحيفة المنزلية..خطوة نحو القراءة والكتابة، تحت هذا تعرض الكاتب للحديث عن أهمية الصحيفة المنزلية التي من شأنها تطوير وصقل قدراتنا الكتابية، ولتوجيه أبنائنا من خلالها توجيهاً سليماً في زمن العولمة.

_خاتمة الكتاب بمثابة الحوار القصير جداً والذي يتضح فيما بعد أنه تصور لحديث الكتاب فيما لو كانت له القدرة على الحديث والذي يرمي الكاتب من خلاله التأكيد على أهمية المحافظة على الكتاب..ثمّ يطرح عدّة أسئلة عن التماهي في التعامل مع الكتب تاركاً الاجابة عليها للقارئ.

تحدي القراءة ||كم حياة ستعيش|| للكاتب كريم الشاذلي

تحدي القراءة ||كم حياة ستعيش|| للكاتب كريم الشاذلي 204 ص، تلخيص ندى الخلف. 

كتاب شيق عبارة عن تسعة وثلاثين إضاءة توعوية تعلمك كيف تحيا حياتك بشكل أفضل فهي حياة واحدة التي سنحياها ثم ينتهي السباق يظهر بغتة خط النهايةنبصر دون تحذير شارة التوقف فلا حركة ولانفس فليس من الذكاء أن نحياها ونحن نرتجف هلعا ورعبا وليس من الفطنة أن نحياها دون أن  نتعلم فيها ومنها فالحياة لديها رسائل تبعثها بشكل يومي لايتمكن من سماعها إلا من يمتلك وعيا عاليا وسمعا مرهفا فكم حولنا ولدوا وعاشوا وماتوا فلم يشعر بموتهم أحد كما لم يشعر بحياتهم أحد وعلى النقيض هناك من ولد ولم يمت برغم غياب جسده إلا أنه لازال حيا في ذاكرة الدنيا لذا على الشخص أن يبذل جهده كي يحيا حياته بأفضل مايمكن أن يحياها وفي هذا الكتاب إضاءات إرشادية قد يكون بعضها من البديهيات لكنها صيغت بأسلوب قصصي  تشبيهي مما يجعلها أكثر إقناعا ورسوخا كما دُعم الكتاب بعبارات تحفيزية في حواشيه
منسوبة لأشخاص معروفين
أذكر بعضا منها على سبيل المثال الحصر 

__من الرزق أن يشغلك عملك عن القلق في النهار ويشغلك النعاس عن القلق في الليل 

__عش كما لو كان هذا آخر يوم في عمرك فيوما ما ستكون محقاً

__كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم 

__إذا كنت ترغب في فهم دوافع شخص ما فعليك أولا أن تسير بحذائه بعض الوقت 

__سنندم عند موتنا على الصواب الذي لم نفعله أكثر من ندمنا على الخطأ الذي فعلناه

__الضروري لتغيير إنسان هو أن تغير فكرته عن نفسه 

ختاما كم حياة ستعيش سؤال يحمل من البراءة قدر مايحمل من الخبث سؤال قد يعيد لك رشدك أو قد يستخدمه إبليس ضدك فيفقدك صوابك

تحدي القراءة من أسرار القرآن الكريم الدكتور مصطفى محمود

تحدي القراءة،تلخيص زكيه ال جعفر

في *٧* محاور  تناول الدكتور مصطفى محمود في كتابه
 من أسرار القرآن الكريم
  عناوين متنوعة تجعل القارىء يتمعن في كتاب الله الكريم  
١/ *الحكمة الإلهية* التي أرادها الله للكفاح في دار الدنيا و الابتلاء فيها ،  بجذب و تسليط الأضداد الواردة في قوله تعالى ( وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ) 
بقانون الهي يحقق التوازن في القوى الطبيعية فيُبقي على الصالح ويقضي على الفاسد .
وهذا هو الإعتدال الإسلامي في أمة الوسط 
( *الوسط انتقائي* ) مثل ذلك بالشجاعة حيث تأخذ الحذر من الجُبن والإقدام من التهور 
وهكذا تجري السنن الكونية في خفاء .
ويضرب الكاتب مثال  يوضح الحكمة الإلهية والحماقة البشرية  بالحشرات فكلما تكاثرت حشرة أوجد الله لها عدوا من الطبيعة يقضي عليها 
إلا أن تدخل الإنسان بإستخدام المبيدات أخل بهذا التوازن ولوث البيئة.
٢/  *لغز الزمن*  وفيه تجد العديد من الأحداث في آيات القران الكريم لم تقع إلا أن القران يصفها بفعل ماضي على أنها وقعت 
لإنه سبحانه المتعالي فوق الزمان والمكان و وضح ذلك  من قصة نبي الله العزير ما يبين به  قبضه للزمن حين بقي الطعام صَالِحًا وبسطه للزمن وما حدث للحمار من تحلل  وهلاك
وعلينا ان نعي المراتب الزمنية قبل أن نموت
فالواحد منا يشعر بالحياة في زمن اللحظة وهي حياة الشهوات وآخرون يرتفعون الى زمن العقل عندما يعيشون التأمل والسكينة و هناك قسم آخر يرتقي في تسرمد روحي فـ يشُم ريح الجنة وهو على الأرض .
٣/ *التأمر على الأديان*     
 ذكر اليهود ومؤامراتهم وبعض من وصايهم في صفحات التلمود وما يظنونه أنهم الشعب المختار وكل ماعداهم  حيوانات ناطقة سخرها الله لخدمتهم
لكن وعد الله بسوء الخاتمة سيظهر لا محاله ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) 
٤/ * علم النفس القرآني* يوضح أنه ما ذكر اليهود إلا لُيبين لنا الفرق بين النور والظلام،  وبين المؤمن  والمادي  في اختلاف الصفات بينهم حين تتجلى ( السكينة ) التي تدل على انسجام عناصر النفس   عمل هادئ وبهمة عالية  كما البحر حين يطرح اللائى والأصداف 
وبين في ذلك الأخلاق بمعنيين:
• الواقعي : أن تشبع رغباتك بما لا يتعارض مع الآخرين 
• الديني : تقمع رغباتك وتخالف هواك لتكون خليفة الله في الأرض
والنتيجة جلية فكيف يسود الأرض من لايستطيع أن يتحكم في نفسه .
والكتاب يدعو القارئ للقرآن الكريم للتفكر في وجهة نظر العلم والدين في النفس بل ويثبت أن الدين وحده هو مصدر الأخلاق وبإمكانه الأرتقاء بالنفس من حضيض الشهوات الى ذروة الكمال عبر المرور بمراحل:  
١/ الأعتراف 
٢/ التوبة 
٣/مجاهدة الميول 
وبلوغ الذروة بإستشعار الحضرة الإلهية على الدوام 
وأن العلاج النفسي الحديث المرتكز على المسكنات و المخدرات ماهو إلا هروب من المشكلة .
و واجبنا أن نعطي العالم أجمع ما أعطانا الإسلام لإصلاح العصر.
٥/ الحروف والأعداد
الحروف المقطعة واحدة من عجائب القرآن  الكريم ، إلا أنا رسول الله (ص) ينهى بشده عن الإشتغال بعلم الحروف والأعداد ويُقر أنه كتاب لا تنقضي عجائبه .
٦/ التوسل 
 وضح القرآن الكريم العلاقة المباشرة بين العبد وربه في قوله (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ  ) 
وأن الشفاعة مظهر تشريفي من الله سبحانه للرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
٧/ قطع اليد في القرآن 
يوضح لنا الكاتب ان التراخي في تطبيق القوانين أخل النظام في العالم وبذلك انتشرت الجريمة .
وبالرغم من بشاعة قطع اليد إلا أنها الأساس في قطع الجريمة ويدعوا للتأمل والنظر في آل التعريف الوارده في الآية والحكمة منها ،
و يؤكد أن كل ما أنزله الله حَسن والإختلاف في وجوه فهمنا للآيات و واجبنا التأمل فيها.