الإمام الحسين ألم الدّهر
بقلم: زهراء المرهون.
رغم الألم الذّي يحزّ في النفوس ، واللوّعه المُحرقه في القلوب قبل العيون .إلاّ إنه لابد من إعادة العهد السّنوي مع الذكرى المفجعة ليبقى يوم عاشوراء السّهم الدّامي لكل المنصفين والمحبين وسيبقى مصابه لوّعه محرقه كل أرض وفي كل يوم لما استبيح فيه من الدماء الزكيه والتضحيات العظيمة بالشخصيات الربانية والنفوس الأبيه بإستشهاد الصفوة المختاره التي إغتالتها سهام العداوة والخديعة والموت
لقد واجه الامام الحسين في كربلاء معركة ضد المبادئ والاهداف الرسالية وبقي وحيداً مدافعًا عن عقيدته ورسالته بإيمان راسخ لحماية الدِّين الحنيف ومواجهة الأعداء الذين انتهكوا حرمة سيّد المرسلين وهدم قواعد العدل والإيمان .. إنه إعلان فاضح على أهل البيت الأطهار .الذي ستبقى ذكراه الحزينه الداميّه حية وشاهدة في كل مكان وزمان رمزاً وأيقونة يتغنى بها العاشقون للحسين وترنيمة ولاء وعشق للأحرار وعنوان لافت وسرمدي لكل فضيلة عرفتها البشرية
لأن الحسين ومعركته الخالدة عنوان للنفوس الشريفه وبقاء للمثل والفضائل وذكره كريحة عطره على نفوس الأخيار ، وبقائه يجدد اللّعنه على شرذمة ظالمة وجائرة تكاتفت مع الشيطان وأصبحت قرينة له في مخططاته ومارست الشرّ والظلم والتسّلط بعدائها وجورها على حرمات أهل البيت عليهم السّلام ، ترمي بذلك انتهاك الإسلام ووجوده ، وتجاوزت حدّها وضغائنها على الحسين وأصحابه عليهم السلام . محاولة إلغاء الدِّين ومحو شريعة الرسول محمد صلوات الله عليه واله تلهث وراء الدنيا ونعيمها الزائل حيث عمت أبصارها عن ابن السّادات وابن الغزوات والفتوحات فسعت نحو زرع فاسد في أرض بور يرويها حقد هؤلاء المنافقين والمخالفين والباغضين أبيه حيّدره علي عليه السلام فجنت بذلك عار الدنيا والآخره وبئس المصير
ففي يوم الحسين عليه السلام .. يوم العاشر من المحرم كان صراع بين أهل الجنة وأهل النّار وأهل البغي وأهل الحق .وإن كان نصر أهل البغاء هو المتحقق حينها بنصر ونشوة مؤقته وهيمنة سلطان جائر وغدرٍ لئيم إلا أنّ الإمام الحسين عليه السلام فتح بابًا للثورة والحق والعدالة ممتد حتى يوم القيامه فالنفوس الأبيّه ترفض قبول طريق مندّس تحت عرش الظّلم والإستبداد وإن كان النصّر حليف الشٌـّر ظاهرًا ولكنه على المدى البعيد توجيه للخير وإحياء للإنسانيه ورفض للذِّل والهوان ، لقد خلّفت شهادة الأحرار الأبرار حاضر أمة وحياة كرامة تسخط الباطل وترنو نحو الحقّ ،
لكن .. كيف نتعلّم من هذا الألم⁉
كيف نحوّل القضيه من قتالٍ وحربٍ إلى تجديد شريعة ونهضة فكريه ؟؟
يدعونا الإمام الحسين عليه السلام من خلال مقارعته الظلم ومواجهته الإنحراف العقدي في كربلاء أن يبقى الإسلام هو الحاكم
السائد القائم على كل ملّه ، وأن يكون رسالة الإسلام قاطعة ورافضة لكل ظالم متجبر برفض الرضوخ تحت سلطة عبادة الأصنام الذين يتقوقعون تحت أنفسهم وشياطينها وأن يكون هذا الألم محرك لولادة حياة جديدة وأن ننأ بأنفسنا الميّاله للشــّر بترويضها على فعل الخير وسحق شهوات الدنيا بمجاهدتها وأن لايكون هذا الدِّين معتقد لايطاق بل نفخر ونعتز بديننا وأمتنا وأن يكون هذا الألم للأمل والحياة بنهج الحسين ورسالته الخالدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق