بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 25 ديسمبر 2019

فلسفة الحب في مدرسة الحسين عليه السلام

فلسفة الحب في مدرسة الحسين عليه السلام.
بقلم: زاده الشرفا.

الحب من أنبل العواطف الإنسانية أودعها الله تعالى في المخلوقات لإستمرار البقاء، ولولا الحب ماوجدت الأشياء قائمة كما يجب، فهو أكسير الحياة والمنبه للخلايا الميته في الأجساد.

وعاطفة الحب بكل تجلياتها بما في ذلك حب الذات-مثلا- ليس أمراً مذموماً، فالإنسان مجبول على حب ذاته، ومن أحب ذاته فلا بد أن يحب ربه ولا يعصيه طرفة عين أبداً لأن عصيانه لربه فيه تعريض النفس للمهالك كما أن من عرف نفسه عرف ربه

وإذا كان حب الذات شيئاً جميلاً إذا وجه توجيها صحيحا فمن الأولى أن يكون حب الكمال جميلاً، لأنه يدفع الإنسان دائماً نحو الأمام والتطلع نحو الأفضل والسير لمواكبة الإبداع والتطور، وكما أنه محور الحياة ومحركها فإنه يندرج في صلب العقيدة الإسلامية الصحيحة لأنّ الله هو ملهم الحب ومصدره الأول ومن صفاته جل وعلا (الحب) ، فالمؤمن حينما يتذوق حلاوة حب المولى عز وجل لا يمكن أن يتحول إلى بديل عنه (من ذا الذي حلاوة حبك فرام منك بدلاً)، فعصارة حب الله تعالى وحب رسوله ص هو حب الحسين ع لأنه يرفع الحجب المانعة من الوصول إلى المولى عز وجل.

وحب الحسين عليه السلام تجلى في حياته كلها، فظهرت تلك التجليات في ولادته حيث استقبله جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والسرور يغمر محياه وقد عمت البشرى سماوات الله تعالى وأرضه، وأوحى الله تعالى إلى مالك خازن النار أن أخمد النيران على أهلها كرامة ومحبة لذلك المولود المبارك.

إنّ حب الحسين عليه السلام وبغضه مفتاح الإيمان والكفر كما أشار النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى ذلك( من أحبني فقد أحبهما ) إشارة للحسنين ع ، الارشاد للشيخ المفيد ج٢،ص٢٩ (ومن أبغضهما فقد أبغضني) الأمالي للشيخ الطوسي ص٢٥١، فأن يحب الإنسان أولاده ونسله فهذا أمر طبيعي أما أن يربط حبهم بحبه فهو أمر آخر غير متعارف، فالرسول صلى الله عليه وآله فرض الربط بين الحبين ، حب أولاده وحبه صلى الله عليه وآله.والسؤال: كيف يفترض وجود من يبغض الحسنين عليهما السلام؟ ولماذا صار مبغضهما مبغض لجدهما صلى الله عليه وآله؟
الجواب: تلخص في أن النبي صلى الله عليه وآله كان يعلم أن لا أحد من المسلمين يتجرأ بإعلان بغضه للنبي صلى الله عليه وآله إذ أنه يساوي الكفر بالرسالة ذاتها وبالمرسل أيضاً، فأراد النبي صلى الله عليه وآله أن يُظهر حسيكة نفاق هؤلاء بطريقة ثانية وذلك ببغض هؤلاء المنافقين للحسن والحسين عليهما السلام لما في ذلك من انتهاك للمثل ونبذ للمكارم التي يحتويانها،ورفض للشرائع التي تبعانها وهي نفس المثل والمكارم والشرائع التي عند رسول الله صلى الله عليه وآله، فحبهما كاشف عن حب جدهما عليه السلام كما أن حب الحسين عليه السلام أنتج شخصيات عظيمة أرخصت نفوسها فداء للحسين وتعلمت أبجدية الحب.

فمن تمسك بحبل الحسين عليه السلام في سيره وسلوكه وتذوق المحبة ومصاديقها في قلبه وجسدها في واقعه الخارجي فقد سلك أقرب الطرق للوصول إلى الله تعالى لأن الحسين عليه السلام اختار الطريق الذي رسمه الله تعالى له وعينه في صفحة الوجود في عالم الملك والملكوت والغيب والشهود،فقد جسد المعنى الحقيقي للحب الإلهي وبالحب ظهر الوجود وبرز الموجود وتميز العابد من المعبود. وخير مايوصلنا إلى حب الله تعالى هو حب الحسين عليه السلام.

فالسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق