بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 25 ديسمبر 2019

وصل الاخوة

وصل الاخوة
بقلم: فاطمه ال جعفر

(وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي)

العلاقة الأخوية من أجمل العلاقات وأقواها وأقدرها على البقاء ومواجهة الصعاب لإنها مبنية على علاقة الدعم والدم المساندة والإحتواء 
 علاقة الذكريات الجميلة التي تجمعهم  فالأخ هو الخليل وهو الحبيب وهو الصديق والسند ومصدر القوة والعزة 

وفي الحياة قد تتاثر علاقة الأخوة بأموار تجعلهم يعيشون في صراعات ومشاكل لا تنتهي وقد يقاطعون بعضهم ويختصمون فيحمل كل منهما غضبه وحقده على الاخر فتنشئ الامراض النفسية من الضغائن والأحقاد ، ومع تقاطع المواقف والمصالح تتضخم المشاكل وتننتهى العلاقة الاخوية الجميلة الى قطيعة وصد وعداوة قد تستمر لسنوات ويرثها الابناء والاحفاد جيل بعد جيل!!

السؤال الأبرز الذي يطرح نفسه ..
لماذا تصل العلاقة الاخوية الى هذا المستوى من الإنحدار و السوء؟
لماذا يتفشى هذا المرض العضال بين الإخوة ليدمر هذه اللحمة النبيلة بين الأشقاء ؟

إن معاني الأخوة من أجمل المعاني الإنسانية وأعظم  وأقدس مثال للأخوة الإيمانية تجسد في علاقة السيدة  زينب بأخيها الامام الحسين( عليهما السلام) 
دعونا نقف على بعض ملامح هذه العلاقة الصادقة التي جمعتهما
لنتعلم من الإمام الحسين كيف كان تعامله مع أخته الحوراء زينب (عليهما السلام ) لقد جاء في كتب التاريخ أن الإمام الحسين كان يقرأ القران الكريم ذات يوم فدخلت عليه السيدة زينب فقام من مكانه وهو يحمل القران بيده كل ذلك احتراماً وتقديراً لها.
لنتعلم منهما علاقة الحب والمودة والرحمة والانسانية فقد نقل في مشهد آخر أن الامام الحسين كان زائر أخته الحوراء زينب في دارها فوجدها نائمة وقد نشرت الشمس أشعتها على الحوراء فوقف الى جانبها ورفع ردائه ليظلل لها عن حرارة الشمس .

 لقد بقي هذا الموقف مسجلاً في ذاكرة زينب إلى أن جاء يوم العاشر والحسين مُلقى على رمضاء كربلاء

فواحدة تحنو عليه تضمه 
واخرى عليه بالرداء تظلل

للننهل من هذا الينبوع الصافي ونأخذ الدرس الحي لمعنى الأخوة  من الحسين وزينب (عليهما السلام ) ونحاول أن نربى أنفسنا وأبنائنا على الإقتداء بهم والتخلق بأخلاقهم لنحيي روح الأخوة ونحيي قيمها ومعانيها  علينا أن ننشر ثقافة الأخوة والتسامح والحب قبل فوت الاوان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق