*عاشوراء ملحمة الحب*
بقلم: أميرة غلاب
الحب من أنبل العواطف الانسانيه ، وهو الطريق الذي نسعى فيه جاهدين ان نلتقي بمعشوقنا لننسى كل ما يؤلمنا و يحزُننا ، لنعيش في عالم اخر مختلف نتخلص فيه من الكراهية و نصل الى الحب الحقيقي وهو حب المخلوق للخالق
قال رسول الله محمد صلى الله عليه واله وسلم :
(قل لا أسألكم عليه أجرًا الا المودة في القربى)
هذه المودة هي التي تصان بها الحقوق و تتقارب فيها النفوس فيتحول مشهد القطيعة القاسي الى مشهد الوئام والانسجام والتقدير والاحترام وعندها تتحقق السعادة الحقيقية
ان اروع مافي عاشوراء هو مشاهد الحب والعشق لله فالامام الحسين في حركته الاصلاحية لم يكن داعية لسلطة كما يتصور البعض وانما كان قائد حركة الإصلاح ليّصلح ما فسد من نفوس وما انحرف من عقول
قال الله تعالى على لسان نبي الله يوسف :
( ان ربي الذي احسن مثواي)
اية 23يوسف
هذا هو التعبير عن الحب من المخلوق إلى الخالق وهذا ما جسده الامام الحسين عليه السلام في حركته الاحتجاجيه ضد الظلم وهمجية الطغيان والذي ترجمه ايضا حينما قال لأصحابه وهم خير الاصحاب :
( ان القوم يطلبونني ،اما انتم فهذا الليل فأتخذوه جملًا )
فأبوا و قالو لا والله يا ابن رسول الله حتى نفديك بأنفسنا
فترجم اصحاب الحسين هذا الحب الذي يسموا على حب الزوجة والاولاد والمال والدنيا ومافيها
الامام الحسين عليه السلام ترجم كل ذلك الحب عندما خرج ومعه اثنان و سبعون رجلاً فقط من اصحابه واهل بيته وهو يعلم ان هذه المعركة غير متكافئة بالمنظور المادي ولكن تالامام الحسين حول كل ذلك الى واقع ملموس تتفاعل معه النفوس وهذا ما لمسناه عندما يتحول القائد العسكري الحر الرياحي من معسكر يزيد الى معسكر الحسين عليه السلام
وهكذا حملت عاشوراء كل معاني الحب والتضحية من اصحاب الحسين رضوان الله عليهم اجمعين وركبوا جميعًا مع سفينة الحسين و تعلقوا روحً وجسدًا بربان السفينه (الحسين مصباح الهدى و سفينة النجاة)
تعلقوا بالعاشق بالحقيقة الالهيه المقدسة فغدا الموت في سبيل الله سعادة
هذا حال الحسين حينما ضحى بأهل بيته واولاده و قدمهم فردًا فردًا قربانًا لله تعالى ..
( ان كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى)
فالامام الحسين جسدّ المعنى الحقيقي للحب الالهي لواقعة الطف.
حيث قال في لحظات المخاض العصيبة ..
تركت الخلق طُرًا في هواك
وأيتمت العيال لكي اراك
فلو قطعتني بالحب اربًا
لما مال الفؤاد الى سواك
وقوله عليه السلام في دعاءه
(ماذا وجد من فقدك وما اللذي فقد من وجدك)
لقد انتصر دمك وانهزم السيف اللذي اراد ان يطفئ نورك و سناك
قال تعالى ( يريدون ان يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كرهوا الكافرون) التوبة 32 .
فالقلوب والنفوس بفطرتها السليمة تجد فيها حب الخير و الجمال والكمال المطلق وكل قلب جُبل على حب منعمه وخير ما يوصلنا الى حب الله المنعم هو حب الحسين عليه السلام .
فمن اراد خير الدنيا والاخرة و سعادة الدين والدنيا والوصول الى الله سبحانه وتعالى فليستنير بهم اهل البيت سلام الله عليهم اجمعين فهم مصباح الهدى
(اللهم ارزقني حبك وحب من يحبك وحب كل عملً يوصلني الى قربك)
قدمت وعفوك عن مقدمي
حسيرًا اسيرًا كسيرًا ضمي
قدمت لأحرم في رحبتيك
سلام لمثواك من محرمي
فمذ كنت طفلًا رأيت الحسين
منارًا الى ضوئه انتمي
فمذ كنت طفلًا رأيت الحسين
ملاذًا بأسواره احتمي
ومذ كنت طفلًا عرفت الحسين
رضاعًا والى الان لم افطم
سلام عليك فأنت السلام
وان كنت مختظبًا بالدم
للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق