تمهيد الامام الرضا (ع) الى الامام المهدي (عج))
بِسْم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
أوصى الإمام الكاظم (ع) بالإمامة لولده الرضا (ع) لأن الإمامة مسؤولية إلهية كُبرى لا تكون إلا بتعيين وتنصب إلهي ونص من رسول الله (ص)، ولا اختيار للمسلمين فيها لعدم قدرتهم على تشخيص الإمام المعصوم الذي أكد الله عصمته بقوله تعالى ( لا ينال عهدي الظالمين )
وأكدت الروايات النبوية على هذه الحقيقة ومنها ما صرح به رسول الله (ص) في بداية الدعوة بقوله ( إن الأمر لله يضعه حيث يشاء ) ووردت روايات تؤكد أن الائمة من بني هاشم ومن تلك النصوص قول رسول الله (ص) ( بعدي أثني عشر خليفة ..كلهم من بني هاشم ) وعليه فالإمامة تعين بالوصية حيث يوصي كل إمامٍ إلى الإمام الذي بعده بعهد معهود من رسول الله ( ص) يتناقله كل إمام عن الإمام الذي قبله
ونرى جلياً وبكثرة إشارة للقائم من آل محمد عجل الله تعالى فرجه الشريف في رويات الإمام الرضا (ع)
ومن الشواهد العملية حين ألقى دعبل الخزاعي قصيدته المشهورة :
أفاطم لو خلت الحسين مجدلا
وقد مات عطشانا بشط فرات
إذا للطمت الخد فاطم عنده
وأجريت دمع العين في الوجنات
إلى أن وصل لبيت الظهور حيث قال:
خروج إمام لا محالة واقع
يقوم على اسم الله والبركات
يميز فينا كل حق وباطل
ويجزي على النعماء والنقماتِ
فالإمام الرضا (ع) وضع يده على راْسه كإستقبال وإجلال لقائم الآل ونحن اليوم نصنع ذات الأمر عند ذكر الإمام الحجة (عج) وهي من بركات الرضا (ع)
قام الإمام الرضا (ع) بالترويج لهذا المبدأ الإسلامي عند المقربين لديه .
وقد بلغت النصوص الخاصة بالإمام الرضا (ع) عن هذه القضية الإسلامية كما أحصاها الإمام الرضا (ع) ستة وثلاثون نصا .
وإليك نماذج منها :
١- عن محمد بن أبي يعقوب البلخي قال :
سمعت أبا الحسن الرضا (ع) يقول : إنه سيبتلون بما هو أشد وأكبر ،يبتلون بالجنين في بطن أمه والرضيع ، حتى يقال ، غاب ومات ،ويقولون :لا إمام ...)
فكان العباسيون يدركون أن قضيه الإمام المهدي (عج) حقيقةٌ لابد منها لدرجة أنهم كانوا يتخوفون من زوال حكمهم على يديه لذا كانت الروايات في شأنه في غاية السرية والكتمان ولعل إشخاصهم الأئمة (ع) إلى مركز حكمهم وعاصمتهم كان قائما على أساس ترقب ولادة المهدي (عج) والقضاء عليه في مهده إن لم يمكنهم الحيلولة دون ولادته
فكانت حركة الرواية والاتصال المباشر بالمحدثين نضجةً عند أهل السنه في عهد أبناء الرضا (ع) وهذا يُبين مدى شيوع وانتشار الروايات المشار إليها إلى الحد الذي غزت فيه ومن غير شك قصور وبلاطات الخلفاء العباسيين فهزتهم هزا عنيفا ودفعتهم بقوه إلى العمل الجاد على التعرف لهذا الشخص المصلح الذي يهدد ظهوره عروشهم وملكهم يقول الإمام الرضا (ع) قد وضع بني أميه وبنو العباس سيوفهم علينا لعلتين :
١- أنهم كانوا يعلمون ليس لهم في الخلافه حق فيخافون من ادعائنا إياها فتستقر في مركزها .
٢- أنهم وقفوا من الأخبار المتواتره على أن زوال ملك الجبابرة والظلمة على يد القائم منا وكانوا لا يشكون أنهم من الجبابرة والظلمة فسعوا في قتل أهل بيت رسول الله (ص) وإبادة نسله طمعا منهم في الوصول إلى منع تولد القائم أو قتله، فأبى الله أن يكشف أمره لواحد منهم، (إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون).
فكان دور الإمام الرضا (ع) لا يتحدد بحدود في المرحلة الزمنية التي يعاصرها بل يمتد بامتداد الزمان فله دور مرحلي ودور شمولي فكان دور الأمام (ع) ينصب في عدة مهام منها :
١- طرح الأفكار والعقائد الصحيحة وتبيان الأحكام الشرعية
٢- إصلاح الواقع طبقا للمنهج الإسلامي
٣- ربط ألأمه بالعناصر الواعية المخلصة القادرة على نشر الأفكار والعقائد والأحكام .
٤- تعيين الإمام التالي طبقا للنصوص والوصايا الواردة عن رسول الله (ص) والتي ينقلها إمام عن إمام .
وأيضاً من الأمور التي مهد عن طريقها الأمام الرضا (ع) الى الأمام المهدي (عج) توجيه الأنظار والقلوب الى المستقبل المشرق الذي سيقوده الإمام المهدي (عج) في أخر الزمان والتركيز على خصوصيات الإمام من حيث الولاده والنشأة والغيبة والمظاهر البارزه في دوره الرسالي
١- هجره الأمام الرضا (ع) إلى خراسان كانت من اكبر العوامل التي مهدت إلى الدولة المهدوية
حيث مهد الرضا (ع) الى ارضيه خصبه لتغيير ألأمه الى امه مواليه الى أمير المؤمنين (ع) كذلك حين لحقت السيدة المعصومة به وبعد وفاتها (ع) في قم المقدسه وإنشاء الحوزات الاسلامية التي أطاحت بأنظمة الإستبداد وخرجت أعاظم العلماء ونحن نعلم ان من خراسان تخرج الرايات السود والخرساني فالرضا (ع) هو الممهد لذلك كله .
٢- توضيح قضية الأمام الحجه في المجالس المعقودة للإمام الحسين (ع) ومدى أهميتها وإشارته (ع) في تلك المجالس (ع) للإمام المهدي (عج) ومثال على ذلك حين قال دعبل الخُزاعي قصيدته التي تقول :
مدارس آيات خلت من تلاوة
ومنزل وحي مقفر العرصات
أرى فيأهم في غيرهم متقسما
وايديهم من فيئبهم صفرات
وقبر ببغداد لنفس زكية
تضمنها الرحمن في الغرفات
وأتمها الإمام الرضا (ع) بقوله :
وقبر بطوس يا لها من مصيبه
توقد في الأحشاء بالحرقات
إلى الحشر حتى يبعث الله قائما
يفرج عنا الهم والكربات
٣- توضيحه لتلك القضية الغيبة من خلال الإجابة على التساؤلات والأحاديث التي يوردها المؤالف والمخالف مثال قول الإمام الرضا (ع) : (كأني بالشيعة عند فقدهم الثالث من ولدي يطلبون المرعى فلا يجدونه .فقال له علي بن الحسن بن فضال : ولم ذلك يا بن رسول الله ؟ قال : لان أمامهم يغيب عنهم .. لئلا يكون في عنقه لأحد بيعة إذا قام بالسيف).
٤- استخدام الأمام الرضا (ع) عامل التشويق لتلك الدولة من خلال تبيين عدالته وقسطه والأمان في دولته ومن خلال الدعاء لهم ( اللهم ادفع عن وليك وخليفتك وحجتك على خلقك ولسانك المعبر عنك والناطق بحكمتك ...)
وذلك كي يستعد ويشحذ المؤمنون الهمم بالإنتظار له واستقباله ونصرته .
مصادر البحث :
١- اعلام الهدايه
٢- تاريخ التشريع الاسلامي
٣- منتهى الأمال
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الأخت : نجيبه الجوهر ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق