بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 18 ديسمبر 2014

ولاية العهد بين القبول والرفض

ولاية العهد بين القبول والرفض

استغرق المأمون في تفكير عميق و رياح الحقد تعبث بسحابة الحمم المسمومة في عقله لينتفض من مكانه مرددا لا بد من سبيل للخلاص.
ياله من قرار  فقد كان بمثابة الصاعقة على قلوب المقربين له مثيرا لتساؤلاتهم:كيف يقدم على قرار  نقل الخلافة الى آل أبي طالب وهي ماآلت إليه إلاّ بعد صراع دموي وفكري وعقائدي والآن أبهذه السهولة يتنازل عنها إلى بني هاشم؟
لكن بنظرةٍ متأنيه للأحداث المعاصرة  نلمس أسباباً خفية كانت وراء تلك الخطوة الجريئة الخبيثة ومن أهمها:
1-إمتصاص النقمة وإقناع الرأي العام بالاعتدال
2-كسب الأنصار وتخفيف الضغط الذي ينوء به ضمير الامة جراء المعاملات الظالمة لحكام بني العباس
3-الوقوف بوجه التيار العلوي الثوري
4-إضفاء صبغة شرعية على حكمه.

في البداية وضع الإمام في قبضة الرقابة والأرصاد بعدها اخذ يستدعيه بالكتابات التي كان يرسلها والامام كان يرفض
اجتمع المأمون مع كبير وزرائه وهو الفضل بن سهل واخيه الحسن وأمرهم بالذهاب إلى الإمام الرضا عليه السلام واخباره بنية الخليفه وإن رفض يأتوا به مرغما ، توجها اليه وعرضا عليه الخلافة ولكن الإمام رفض فهددوه وأرغموه على الذهاب وحددوا له الطريق الذي يسلكه حتى لايمر بالطريق الآخر لكثرة الموالين لأهل البيت وقد يتسبب مروره به في اهتزاز لحكم.
أكمل الإمام المسير حتى وصل إلى مرو وكان في استقباله المأمون وقام بالترحيب به وانزله داراً خاصة والتقى به ودار بينهم الحوار التالي:
المأمون:إني رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة وأجعلها لك وأبايعك
الإمام:إن كانت هذه الخلافة لك وجعلها الله لك فلا يجوز لك أن تخلع لباسا ألبسكه الله وتجعله لغيرك وإن كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز لك أن تجعل لي ماليس لك
المامون:يابن رسول الله لابد لك من قبول هذا الأمر
الإمام:لست أفعل ذلك أبداً
فما زال يجهدبه الإمام حتى يئس من قبول الإمام للخلافة فعرض عليه ولاية العهد بدل الخلافة والامام لم يكن غافلا عن خطط المأمون.
قبل الإمام بولاية العهد بعد التهديد وكان قبوله لها بشروط:
1/ان لايولي أحداً ولايعزل أحداً
2/لايغير رسما ولاسنة
3/ان يكون في الامر مشيرا له من بعيد
هكذا كان المأمون يريد أن يظهر الإمام وليا للعهد أمام السواد الأعظم حتى لا يستطيع أياً كان  أن يتكلم أو أن يثور ضده فهذا هو كبيرهم أصبح وليا للعهد.
شاع عند الناس أن المامون سيعقد للإمام على ولاية العهد فاستبشروا خيراٍ بتحقيق العدالة بدل الظلم
أمر المأمون ولده العباس أن يكون أول المبايعين فرفع الإمام يده وقد جعل باطنها أمام الناس وظاهرها أمام وجهمما مما أثار دهشة المامون فقال أبسط يدك للبيعة فقال الإمام  إن رسول الله هكذا كان يبايع .
فسلام الله عليك سيدي ومولاي حياً وميتاً، ورزقنا الله زيارتك في الدنيا وشفاعتك في الآخرة.

المصادر
الإمام علي الرضا قيادة الامة وولاية العهد
الدكتور محمد حسين علي الصغير
............
بقلم الاخت
هدى المسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق