بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 8 ديسمبر 2014

تأملات في زيارة الامام الحسن عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد

تأملات في زيارة الامام الحسن المجتبى عليه السلام

زيارة يوم الاثنين المخصوصة بالإمام الحسن والامام الحسين عليهما السلام

 ( السَّلَامُ عَلَيْكَ  يَا ابْنَ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نُورَ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صِرَاطَ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا بَيَانَ حُكْمِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نَاصِرَ دِينِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا السَّيِّدُ الزَّكِيُّ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْبَرُّ الْوَفِيُّ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْقَائِمُ الْأَمِينُ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَالِمُ بِالتَّأْوِيلِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْهَادِي الْمَهْدِيُّ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الطَّاهِرُ الزَّكِيُّ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْحَقُّ الْحَقِيقُ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهِيدُ الصِّدِّيقُ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .)

أنّ للإمام الرضا (عليه السلام)كلمة في زيارة مراقد المعصومين حيث قال: «إنّ لكل إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته، وإنّ من تمام الوفاء بالعهد زيارة قبورهم».

معنى (السلام عليك)؟

علاقتنا مع اهل البيت اساسها المعرفة

والتي مصدرها القران الكريم وأهل البيت عليهم السلام

وهذه المعرفة حتى تؤتي ثمارها يفترض بها ان تصل لمرحلة الصدق و التصديق لنصل بها لسلام الحقيقي  .

(مسعدة بن اليسع : قُلتُ لِأَبي عَبدِاللهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليهما السّلام : إنّي وَاللهِ لَاُحِبُّكَ ، فَأَطرَقَ ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ ، فَقالَ : صَدَقتَ يا أبا بِشرٍ ، سَل قَلبَكَ عَمّا لَكَ في قَلبي مِن حُبِّكَ ، فَقَد أعلَمَني قَلبي عَمّا لي في قَلبِكَ ) .  الكافي : 2 / 652 / 3.

الحسن بن الجهم : سَأَلتُ الرِّضا عليه السّلام فَقُلتُ لَهُ :. .. جُعِلتُ فِداكَ ، أشتَهي أن أعلَمَ كَيفَ أنَا عِندَكَ ؟ قالَ : اُنظُر كَيفَ أنَا عِندَكَ ) عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 2 / 50 / 192 ، الأمالي للصدوق : 312 / 360 ، تنبيه الخواطر : 2 / 165 ، روضة الواعظين : 418 ، إرشاد القلوب : 135 وفيه «اُحبّ أن أعرف» بدل «أشتهي أن أعلم» ، بحار الأنوار : 70 / 54 / 20.

ما معنى السلام عليكم عندما يسلم بعضنا على بعض ؟

قال الصادق عليه السلام : معنى السلام في دبر كل صلاة الامان ، أي من أدى أمر الله وسنة نبيه خالصا لله خاشعا فيه فله الامان من بلاء الدنيا ، وبراءة من عذاب الاخرة ، والسلام اسم من أسماء الله تعالى أودعه خلقه ،
ليستعملوا معناه في المعاملات والامانات و الانصافات ، وتصديق مصاحبتهم فيما بينهم وصحة معاشرتهم ، فان أردت أن تضع السلام موضعه ، وتؤدي معناه فاتق الله و ليسلم منك دينك وقلبك وعقلك ولاتدنسها بظلمة المعاصي ، ولتسلم حفظتك ألا تبرمهم وتملهم وتوحشهم منك بسوء معاملتك معهم ثم صديقك ثم عدوك فان من لم يسلم منه من هو أقرب إليه ، فالابعد أولى ، ومن لم يضع السلام مواضعه هذه ، فلا سلم ، ولا سلام ، وكان كاذبا في سلامه ، وإن أفشاه في الخلق .
واعلم أن الخلق بين فتن ومحن في الدنيا ، إما مبتلا بالنعمة ليظهره شكره وإما مبتلا بالشدة ليظهر صبره ، والكرامة في طاعته والهوان في معصيته ، ولاسبيل إلى رضوانه إلا بفضله ، ولا وسيلة إلى طاعته إلا بتوفيقه ، ولاشفيع إليه إلا باذنه ورحمته)مصباح الشريعة ص14.

 

 

السلام  في هذه الرواية يعني التقوى التي يحتاجها المرء ليسلم منه دينه وعقله وقلبه وصديقه وعدوه والتقوى مصدرها الثقلين كتاب الله وعترته فمنهما نتعلم التقوى

ومعنى السلام كتحية يتضمن الدعاء لمن نسلم عليه بأن يحفه الله عز وجل بالسلامة من جميع الآفات وكل مكروه وأن تكون هذه السلامة ملازمة له ببركة اسم السلام من اسمائه عز وجل وينزل عليه مع السلام الرحمة والبركات. كما وان السلام على شخص يتضمن تقديم عهد له بأن لا يصله اي مكروه او اذىً ممن يسلم عليه.

وعندما نطبق هذين المعنيين على أهل بيت النبوة –عليهم السلام- يكون في معنى السلام عليهم أولاً معنى الدعاء بان يحفهم الله عز وجل برحمته وبركاته وبالأمان من كل ما يكرهون وما لا يحبون لا نفسهم ولشيعتهم وهو بالطبع ما يكرهه الله عز وجل ولا يحبه لهم ولشيعتهم.

كما يتضمن السلام عليهم ثانياً تقديم العهود منا ان لا يصلهم ما يكرهون منا، أي ان في السلام عليهم عهداً بان تكون لهم شيعة صادقون لهم نلتزم بطاعتهم والتقرب الى الله عز وجل بولايتهم وبالعمل بكل ما يحبونه ويرتضونه للمؤمنين الصادقين.

 معنى السلام الخاص برسول الله صلى الله عليه واله :

عن محمد بن سنان ، عن داود بن كثير الرقي ، قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : ما معنى السلام على رسول الله ؟ فقال : إن الله تبارك وتعالى لما خلق نبيه ووصيه وابنته وابنيه وجميع الائمة ، وخلق شيعتهم .
أخذ عليهم الميثاق وأن يصبروا ويصابروا ويرابطوا ، وأن يتقوا الله .
ووعدهم أن يسلم لهم الارض المباركة ، والحرم الامن ، وأن ينزل لهم البيت المعمور ، ويظهر لهم السقف المرفوع ، ويريحهم من عدوهم ، والارض التي يبدلها الله من السلام ويسلم ما فيها لهم " لا شية فيها " قال : لا خصومة فيها لعدوهم وأن يكون لهم فيها ما يحبون وأخذ رسول الله صلى الله عليه واله على جميع الائمة وشيعتهم الميثاق بذلك .
وإنما السلام عليه تذكره نفس الميثاق ، وتجديد له على الله لعله أن يعجله عزوجل ، ويعجل السلام لكم بجميع ما فيه ).الكافى ج 1 ص 451 باب مولد النبى صلى الله عليه وآله .

وعليه يكون معنى الرحمة والبركات التي نطلب من الله عزوجل ان يحفهم بها هي مظاهر تحقق الوعد الالهي بأقامة دولتهم العادلة التي يملأ بها الارض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.

(السَّلَامُ عَلَيْكَ  يَا ابْنَ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ)

لماذا تبدا الزيارة بالسلام على الرسول صلى الله عليه واله والامام علي عليه السلام وسيدة نساء العالمين  الزهراء عليها السلام ؟

البشرية فيها شجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تسمى شجرة الاصطفاء لها مكانة روحية في الامة وأفضلية فكان الابتداء بالسلام تأكيد على الجانب النسبي للإمام والانتماء لتلك الشجرة

(السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ)

وعن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : « انّ الله خلقني وعلياً وفاطمة والحسن والحسين من قبل ان يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام قلت فأن كنتم يا رسول الله ؟ قال قدام العرش نسبحّ الله ونحمده ونقدّسه ونمجّده قلت على أيّ مثال قال أشباح نور حتى إذا أراد الله عزوجل ان يخلق صورنا صيّرنا عمود نور ثم قذفنا في صلب آدم ثم أخرجنا إلى أصلاً بالآباء وأرحام الاُمهات ولا يصيبنا بخس الشرك و لا سفاح الكفر يسعد بنا قوم ونشقي بنا آخرون فلمّا صيّرنا إلى صلب عبدالمطلب أخرج ذلك النور فشقّه نصفين محفل نصفه في عبدالله ونصفه في أبي طالب ثم اخرج النصف الذي لي الى آمنه والنصف الى فاطمة بنت اسد ، فاخرجتني آمنه واخرجت فاطمة ، علياً ثم أعاد عزوجل العمود الي فخرجت مني فاطمة ثم أعاد عزوجل العمود إلى علي فخرج منه الحسن و الحسين يعني من النصفين جميعاً فما كان نور علي فصار في ولد الحسن و ما كان من نوري صار في ولد الحسين فهو ينتقل في الأئمة من ولده إلى يوم القيامة » بحار الأنوار ج 15 / ص 3 إلى ص 35.

 

 (السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللَّهِ )

الاصطفاء له معنيين

 المعنى الأول: من الصفاء والصفو، ويعني الخلوص من الشوائب في مقابل الكدر.

المعنى الثاني: من الاصطفاء بمعنى الاختيار، مأخوذ من صفوة الشيء، يقال صَفوة صِفوة صُفوة بالحركات الثلاث، صفوة الشيء اختيار، وأخذ صفوة الشيء يقال له اصطفاء.

فاصطفاء الله يعني أنه عزّ وجل يقدم ويفضل هؤلاء الأشخاص وهذه العناصر، ويصفيهم ويجعلهم خالصين من الشوائب والقذارات؛

لماذا وردة كلمة الاصطفاء في الزيارة ؟

 لعدة أمور وهي:

أولاً: الإنسان المعاصر يعيش في زمننا الحاضر ويرى التطور الحضاري والتكنلوجي ويقدر قيمة العلماء والمخترعين الذين طوروا حياة الإنسان في بعدها المادي،  فيشعر بقيمة هؤلاء المخترعين والعلماء الماديين، ولكنه قد يغفل ويتجاهل قيمة القيم الروحية والقيادات المعنوية.. فماذا صنع الأنبياء؟ وماذا صنع الأئمة والأوصياء؟ وبماذا يفيدون البشر؟ ولماذا يجب أن نقدرهم ونقدسهم؟

 نحن نعرف إنجازات المخترعين والعلماء وحينما نحترمهم إنما لأننا نلمس شيء من انجازاتهم أما الأنبياء أوصياء الأمة ماذا صنعوا لنا ولماذا يجب أن نقدسهم ونقدرهم ونعظمهم؟ من هنا يجب أن يكون الحديث عن الاصطفاء وعن المصطفين حتى نعرف قيمة هذه القيم والقيادات الإلهية الروحية.

ثانياً: انسان اليوم  أصبحت له ثقة بعقله وعلمه فأصبح يقوّم الأشياء والأشخاص تقويماً مادياً محضاً ولذلك تكون نظرته وتقويمه للأشخاص على هذا الأساس فيرى أن كل شخص من الناس مكانته نسبية، قد يصيب وقد يخطئ، وقد يكون صوابه أو عظمته ضمن زمن معين وضمن فترة معينة.

لكن مفهوم الاصطفاء يؤكد لنا بأن هناك عناصر من البشر لا ينبغي أن ننظر إليهم على أساس التقويم النسبي الذي قد يصيب وقد يخطئ وأنه يمكن أن يكون مناسباً لزمن دون آخر، وهذا لأن النسبية تشمل فقط الناس العاديين أما المصطفين لهم معادلة أخرى، لأنهم يعيشون الكمال المطلق في عالم البشر.

ثالثاً: هناك حالة تعميم وخاصة بالنسبة لتاريخنا الإسلامي، النبي محمد صلى الله عليه وآله له مكانته، وهو نبي هذه الأمة جميعها، وهو خاتم الأنبياء والمرسلين، وقد أرسله الله رحمة للعالمين، ولكن ماذا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ؟

 هناك من يحاول أن يعمّم الأمور، فبعد النبي هناك الصحابة، وكلهم نجوم ﴿بأيهم اقتديتم اهتديتم﴾، والكلام الآن ليس عن مكانة الصحابة وفضلهم لكننا نريد أن نقول: هل هناك أناس مميزون أم لا؟

 هذه النظرة التعميم تلغي جانب التمييز وخاصة ذلك التمييز الإلهي من قبل الله سبحانه وتعالى. ومفهوم الاصطفاء يواجه هذه الفكرة وهذا التوجه نحو التعميم، فكلهم صحابة وكلهم جيدون وبأيهم اقتديتم اهتديتم ولا توجد هناك مشكلة.

هل هناك ميزات لبعضهم على البعض الآخر أم لا؟ وهل هناك أشخاص متميزون؟

 كل المسلمين يقولون بالتميز ضمن المقاييس الخارجية. فهذا الصحابي متميز لأنه جاهد أكثر ولأنه فعل كذا وكان كذا. لكن الكلام في أنه هل هناك تمييز إلهي من قبل الله سبحانه وتعالى أم لا؟

 مفهوم الاصطفاء يؤكد هذه الناحية ويقف أمام حالة التعميم ويقول بأن هناك عناصر مميزة ومصطفاة.

ما هو دور المصطفين وما هي مهمتهم؟

 دورين اساسيين لمن اصطفاهم الله تعالى:

الدور الأول: تبليغ شرع الله ورسالته سبحانه وتعالى.

الدور الثاني: ليكونوا قدوات للناس وللبشر

 ( السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللَّهِ)

اولا: ان كلمة (امين) هي من الامانة، بمعنى انه المؤتمن على الارض ومن فيها ولا يخص ذلك اتباعه ومحبيه فقط بل يعم الجميع.

ثانيا: ان كلمة (امين) هي من الامن والسلامة، فتعني ان طاعته واتباعه امان لمن في الارض بل والسماوات العلى، واؤكد هنا على ان (الطاعة) هي الامان لا مطلق اتباعه كما يدعي من ينتمون اليه وهم عصاة.

ثالثا: انه سلام الله عليه الامين على ارواح الناس، بمعنى معرفته بيوم الحياة والموت والنشور لكل فرد.

 ( السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ )

الحجة لغة : كل شيء يصلح أن يحتج به على الغير وذلك بأن يكون به الظفر على الغير عند الخصومة معه والظفر على الغير على نحوين :

" أحدهما " إما بإسكاته وقطع عذره وإبطاله .

" والآخر " وأما بأن يلجئه على عذر صاحب الحجة فتكون الحجة معذرة لدى الغير والحجة هي الدليل والبرهان .

والحجة ما يصح الاحتجاج به وما يحتج به المولى على العبد في مقام المنجزية ويحتج به العبد على المولى في مقام المعذرية ،

ولذا نجد أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) يقول في معرض بيان أن العباد لا بد لهم أن يتعظوا وينتفعوا بحجج الله تعالى فإنه لا ينفع أي شئ يوم القيامة إلا الإيمان المقرون بالولاية والعمل الصالح :

انْتَفِعُوا بِبَيَانِ اللَّهِ وَاتَّعِظُوا بِمَوَاعِظِ اللَّهِ وَاقْبَلُوا نَصِيحَةَ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْذَرَ إِلَيْكُمْ بِالْجَلِيَّةِ وَاتَّخَذَ عَلَيْكُمُ الْحُجَّةَ وَبَيَّنَ لَكُمْ مَحَابَّهُ مِنَ الْأَعْمَالِ وَمَكَارِهَهُ مِنْهَا لِتَتَّبِعُوا هَذِهِ وَتَجْتَنِبُوا هَذِهِ

والإمام المعصوم هو الذي يحتج به على الغير فهو حجة على الناس جميعا وإلا كيف يكون إمام يقصد ويحتج به

 

*الله تعالى خلق اهل البيت اول الخلق

لأنه اراد ان تكون الحجة اول الخلق

لذلك خلقهم قبل خلق الخلق انوارا حول عرشه

(بهم فتح الله وبهم يختم)

 لماذا كانوا اول الخلق؟

لله الحجة البالغة

لتبقى حجته على الخلق من بعدهم

هذا ميثاق اخذه الله تعالى من النبيين ومن الخلق

وبماذا تكون حجته بالغة ؟

بالكُمل من الخلق وهم محمد وال محمد

لا يمكن ان تكون الهداية كاملة دون ان يكون الهادي كامل واذا تعقلنا هذا فأن الكمل من الخلق هم محمد وال محمد

معنى ان الامام المعصوم حجة الله على الخلق اجمعين ؟

أي ان الله يحتج به في الدنيا والاخرة من خلال حسن تطبيقه لدين

مما يعني ان الدين الالهي قابل لتطبيق فيكون الامام المعصوم المثال الذي يحتذي به الناس

( السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نُورَ اللَّهِ)

يروي أبو خالد الكابلي أنه سأل الإمام الباقر

 حول قوله تعالى:{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا}

فأجاب الإمام الباقر عليه السلام قائلاً: يا أبا خالد النور والله الأئمة من آل محمد إلى يوم القيامة، هم والله النور الذي أنزل وهم والله نور الله في السماوات والأرض والله يا أبا خالد لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار وهم والله ينوّرون قلوب المؤمنين ويحجب الله نورهم عمّن يشاء فتظلم قلوبهم. والله يا أبا خالد لا يحبنا عبد ويتولاّنا حتى يطهر الله قلبه، ولا يطهر الله قلب عبد حتى يسلم لنا ويكون سلماّ لنا فإذا كان سلماً سلّمه الله من شديد الحساب وآمنه من فزع يوم القيامة الأكبر)باب ان الائمة هم نور الله الكافي الجزء الاول ص 194

( السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صِرَاطَ اللَّهِ)

عن المفضل بن عمر، قال: (سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الصراط، فقال: هو الطريق إلى معرفة الله عز وجل، وهما صراطان: صراط في الدنيا وصراط في الآخرة، فأما الصراط الذي في الدنيا فهو الأمام المفروض الطاعة، من عرفه في الدنيا واقتدى بهداه مر على الصراط الذي هو جسر جهنم في الآخرة، ومن لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه عن الصراط في الآخرة فتردى في نار جهنم ) البحار 8 : 66.

عن أبى عبد الله عليه السلام في حديث، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: (إن الله تبارك وتعالى لو شاء لعرف العباد نفسه ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله والوجه الذي يؤتى منه، فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا فإنهم عن الصراط لناكبون ) الكافي 1 : 184.

 أقوال العلماء في معنى الصراط: 1 - قال الشيخ الصدوق، (اعتقادنا في الصراط أنه حق، وأنه جسر جهنم، وأن عليه ممر جميع الخلق، قال الله عز وجل: وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا.

 والصراط في وجه آخر اسم حجج الله، فمن عرفهم في الدنيا وأطاعهم أعطاه الله جوازا على الصراط الذي هو جسر جهنم يوم القيامة، وقال النبي صلى الله عليه واله وسلم لعلي عليه السلام: (يا علي ! إذا كان يوم القيامة أقعد أنا وأنت وجبرئيل على الصراط فلا يجوز على الصراط إلا من كانت معه براءة بولايتك). بحار الانوار، ج 8: ص 70

 (السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا بَيَانَ حُكْمِ اللَّهِ )

قاعدة دستورية ثابتة تتعلق بالحكم مفادها : ان من شروط الحاكم بقانون الله وشريعته ان يكون عالما به مستقيما عليه وهذا الامر لا يتوفر الا في الامام المعصوم

وقد كلف الله تعالى المعصوم ان يحفظ  الرسالة بعد النبي وقد عرضهم على الناس ائمة هدى وفرض الاقتداء بهم

وبعد مرور تجارب معصومة من قبل الاثني عشر سواء في الاستنباط من الكتاب والسنة او في الرواية عن النبي او في المواقف العملية من الحوادث تكون الامة قد استوعبت تراثا هاديا وفكرا وسيرة

الا ان يد العابثين حاولت طمس الحقائق وتزييفها فكانت الزيارة بابا من ابواب التصريح والتوجيه الى من هو المعصوم فورد فيها السلام عليك يا بيان حكم الله لتبين ان الامام الحسن عليه السلام هو المبين لدين الله والموضح له

( السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نَاصِرَ دِينِ اللَّهِ)

في الشام حيث رَكَّز معاوية سلطته خلال عشرات السنين ، ولفَّقَ أكاذيب على الإسلام حتى كاد يخلق للناس ديناً جديداً .

وقف الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام ) يعارض نظامه الفاسد ، ويبيِّن أنه ( عليه السلام ) وخَطُّه أولى بالقيادة .

ويقصُّ علينا التاريخ الحادثة التالية :

رُوي أنَّ عمرو بن العاص قال لمعاوية : إنَّ الحسن بن علي رجل عَيِيٌّ ، وإنه إذا صعد المنبر ورَمَقوه بأبصارهم خَجَل وانقطع ، لو أذنتَ له .

فقال معاوية : يا أبا محمَّد ، لو صعدت المنبر ووعظتنا .

فقام ( عليه السلام ) ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمَّ قال : ( مَن عرفني فقد عرفني ، ومَن لم يعرفني فأنا الحسن بن عليٍّ ، وابن سيدة النِّساء فاطمة ( عليها السلام ) ، بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

أنا ابن رسول الله ، أنا ابن نبيِّ الله ، أنا ابن السراج المنير ، أنا ابن البشير النَّذير ، أنا ابن من بُعث رحمة للعالمين ، أنا ابن من بُعث إلى الجنِّ والإنس .

أنا ابن خير خلق الله بعد رسول الله ، أنا ابن صاحب الفضائل ، أنا ابن صاحب المعجزات والدَّلائل .

أنا ابن أمير المؤمنين ، أنا المدفوع عن حَقِّي ، أنا واحدُ سَيِّدَي شباب أهل الجنَّة ، أنا ابن الُّركن والمقام ، أنا ابن مَكَّة ومنى ، أنا ابن المشعر وعرفات ) .

فاغتاظ معاوية وقال : خُذْ في نعت الرُطب ودعْ ذا .

فقال ( عليه السلام ) : ( الرِّيح تنفخه ، والحرُّ يُنضجُه ، وبرد اللَّيل يطيِّبُه ) .

ثمَّ عاد ( عليه السلام ) فقال : ( أنَا ابنُ الشفيع المُطاع ، أنا ابن من قَاتَل معه الملائكة ، أنا ابن مَنْ خَضَعت له قريش ، أنا ابن إمام الخَلقِ ، وابن مُحمَّد رسول الله ) .

فخشي معاوية أن يفتتن به الناس ، فقال : يا أبا محمَّد انزل ، فقد كفى ما جرى .

فنزل فقال له معاوية : ظننتَ أن ستكون خليفة ، وما أنت وذاك ؟!

فقال الحسن ( عليه السلام ) : ( إنَّما الخليفة من سار بكتاب الله ، وسُنَّة رسول الله ، ليس الخليفة من سار بالجور ، وعطَّل السُنَّة ، واتَّخذ الدُّنيا أباً وأُمّاً ، ملك ملكاً مُتِّع به قليلاً ، ثمَّ تنقطع لذَّته ، وتبقى تَبِعَتُه ) .

ثمَّ إنَّ الحسن ( عليه السلام ) سكت ساعة ، ثمَّ نفض ثوبه ونهض ليخرج ، فقال ابن العاص : اجلس فانّي أسألك مسائل .

فقال ( عليه السلام ) : ( سَلْ عَمَّا بدا لك ) .

قال عمرو : أخبرني عن الكَرَم والنجدة والمُروءة .

فقال ( عليه السلام ) : ( أمَّا الكرم فالتبرُّع بالمعروف والإعطاء قبل السؤال .

وأما النجدة فالذَّبُّ عن المحارم ، والصَّبر في المواطن عند المكاره .

وأما المروءة فَحِفْظ الرجل دينه ، وإحرازه نفسه من الدَّنَس ، وقيامه بأداء الحقوق ، وإفشاء السَّلام ) .

فخرج الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، فعذل معاوية عمرو ، فقال : أفسدت أهل الشام .

فقال عمرو : إليك عنِّي ، إن أهل الشام لم يُحبُّوك مَحبَّة إيمان ودين ، إنَّما أحبوك للدنيا ينالونها منك ، والسيف والمال بيدك ، فما يغني عن الحسن كلامه .

كيف نصر الامام الحسن عليه السلام الدين ؟

إن نظرة أهل البيت ( عليهم السلام ) إلى الحكم كانت تنبع من أنه وسيلةً لتحقيق قيم الرسالة .

فإذا مالَ الناس عن الدين الحق ، وغلبَت المجتمع الطبقات الفاسدة ، وأرادت تحويل الدين إلى مطية لمصالحهم اللاَّمشروعة .

فليذهب الحكم إلى الجحيم ، لتبقى شعلة الرسالة متّقدة ، ولتصب كلُّ الجهود في سبيل إصلاح المجتمع أولاً ، وبشتى الوسائل المُتاحة .

فلقد عاش الإمام الحسن ( عليه السلام ) مَرحلة هبوط الروح الإيمانية عند الناس ، وبالذات في القبائل العربية التي خرجت من جَوِّ الحجاز ، وانتشرت في أراضي الخير والبركات ، فنسيت رسالتها أو كادت .

فترك ( عليه السلام ) السلطة حين علم بأنها لم تعد الوسيلة النظيفة لأداء الرسالة ، وأن هناك وسيلة أفضل وهي الانسحاب إلى صفوف المعارضة ، وبَثِّ الروح الرسالية في الأمّة من جديد ، عبر تربية القيادات ، ونشر الأفكار ، وقيادة المؤمنين الصادقين ، المعارضين للسلطة ، وتوسيع نطاق المعارضة ، وهكذا فعل ( عليه السلام ) .

 ( السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا السَّيِّدُ الزَّكِيُّ )

السيد معنى السيد أي رأس القوم أي الذي يقدم مصلحة العامة على مصلحته الشخصية فاستطاع ان يحفظ المسلمين عامة والشيعة واهل بيته بشكل اخص بتحمله اذيت شيعته حيث قدم مصلحتهم بالصلح الذي اعتبره بعض حواريِّه ذُلاًّ ، وزعَمَهُ أعداؤه جبناً واستسلاماً ، ولم يكن إلاَّ أروع صور النصر على الذات ، ومقاومة نزوة الهوى ، والمحافظة على دماء المسلمين ، وتحقيقاً لكلمة الرسول الصادق المصدَّق ( صلى الله عليه وآله ) حين قال : ( إنَّ ابني هذا سيِّد ، ولعلَّ الله عزَّ وجلَّ يصلح به بين فئتين من المسلمين ) .

 ( السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْبَرُّ الْوَفِيُّ )

إن البر يتجاوز العبادات إلى العادات ويحولها إلى عبادة ينتفع الأبرار ببرها وثوابها كما أن الأبرار يعملون في ثلاث اتجاهات يتحقق فيهم بر الإنسان بالإنسان عندما يبرون بإخوانهم،  ويتحقق فيهم برهم بأنفسهم عندما  يقيموها على الجادة،  ويتحقق فيهم برهم بربهم بتقواه وطاعته وتلقي شرائعه فما أوسع دلالات البر وما أحوج أمم الأرض إليه برهم وفاجرهم حتى يزداد الأبرار برا ويتخلى الفجار عن فجورهم ويلحقوا بالأبرار .

 ( السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَالِمُ بِالتَّأْوِيلِ )

يرى الآملي أنّ الإنسان لكي يتوفّر على حقائق القرآن وتأويله، لابدّ أن تتحقّق بينه وبين تلك الحقائق مناسبة و سنخية، ولمّا كانت تلك الحقائق أسراراً إلهية منزّلة من عالم القدس والطهارة، فلابدّ أن تكون النفوس المستلهمة منه والأوعية التي تقع فيها مطهّرة كذلك

و أنّ هذه الطهارة التي أشارت إليها الآيات لم تتحقّق إلاّ في الأنبياء والرسل والأئمّة والأولياء؛ ولم يبيّن القرآن مصداقاً للمطهّرين إلاّ أهل البيت عليهم السلام حيث قال تعالى : (إنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). وهي صريحة في (طهارة أهل البيت وتقدّسهم وتنزّههم من الذنب والمعصية).

( السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْهَادِي الْمَهْدِيُّ )

قال تعالى (قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)

كيف يتصور ان يكون هاديا مهديا وفيه مثلبة او منقصة!!

قال تعالى: ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ)

الرسول يقول :هذا هادي مهدي

مهدي مِن مَن ؟ مهدي من الذي هو اهدى منه

ان الله يهدي للتي هي اقوم الهداية من الله

فكان مهدي مسدد من الله

الله لا يعطي الهداية الا ولها قدر

معنى ان يكون هاديا؟

الرسالة الكاملة تحتاج للكُمل من الخلق ليهتدي بهم البشر فمهما بلغت عظمتها وعلا شأنها

ان لم يكن القّيم عليها بنفس المستوى من الكمال  فقدت قيمتها

ولذلك رب العالمين سدد الامام المعصوم  وجعله علم منصوب على هذه الامة ليكون حارسا وحاميا للقران حتى لا يحمله من ليس اهل لها ولتصنع على عيني

................................................................

المصادر

معجم اللغة العربية

موقع الشيخ حسن الصفار

برنامج الحق الحقيق قناة كربلاء

شرح الزيارة الجامعة الدكتور الغزي

موقع السيد مقتدى الصدر

مفاتيح الجنان

كتاب الكافي

كتاب الاسرار الفاطمية

مركز اهل البيت العلمي للمعلومات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق