. هجروا ماكانوا فيه...
رياح شؤم عاصفه تعثوا في الأرض فسادا ، رياح تحمل معها روائح الدم الكريهه.
قادمة من ساحة تعذيب ذات ألغام خفيه،وأسوار رفيعه،تتوسطها مصقلة عالية تذبح فيها الانسانية في كل حين وبرهه.
قمع مدمر من أثرياء مرموقين،يقابله ثورة عصيان من عبيد مغمورين . تصريح وتنديد
في وجه اضطهاد وتعذيب .
كل ذلك من أجل الإنقلاب على الدين .
أحداث جديده على تلك المنطقة الهادئة.
فوضى عارمة ،اختلطت معها الاوراق المهمه.
فمن كانوا عبيد هذه الأرض، أصبح اليوم لهم رب .
أفراد قلة واجهوا تراث الأباء والأجداد،فلا عزة بعد اليوم ولا لات.
لاشيء سوى مادعانا له محمد.
إخلاص منقطع النظير .ثبات حديدي لمعتقد سكن القلوب حديثا وتأصل فيها.
ولأجل كل هذا ولبقائه .
أصدر القائد الأعلى قرار سياسي صعب يواكب أحداث أصعب.
فهناك...
حرب مصالح مدمرة ،صراع حضاري خطير،تحديات ضخمة لاتطاق .
كل هذا يهون مقابل الخوف على الرسالة السماوية العظمى.
لذا توجب الرحيل من جوار أرض الوطن الى حيث يسلم الدين .
وبدأ المسلمون ..
يرحلون تاركين وراءهم عين ترقب خطاهم وتدعوا لمسعاهم.
فمايقدمون عليه من إنسلاخ جديد عليهم وصعب.
ولكن المصلحة العامه تستوجب كل ذلك.
وهاهو الحراك ينطلق يقطعون به البحر و اليابس معا .
وتعدوا بمسيرهم حتى القارات .و حطت رحالهم في أرض غريبة عنهم وهم فيها غرباء.
انها الحبشه.
أمان الثوار، وملجأ المضطهدين من الفرار.
آفاق جديده فتحت لهم بالوصول .فهاهم يعيشون المدنيه من بعد القبائل البدويه.
حقوق تسترد من بعد ضياعها بين جبال مكه.
وحريات عادت بعد أن أسرت خلف الأسوار.
أنها ممتلكات ردت الى أصحابها.
ومسؤليات سماوية بدأت تنجز.
نعم فهؤلاء سفراء محمد.
حملوا على عاتقهم ماكان على عاتق محمد.
رسالة بشرية مقدسه بعثها القائد الأعلى عبر هذه السرية المتخفيه.
التي ظنت قريش انهم برحيلهم قد أنتهت المعضلة.
ان قريش لم ترى أبعد من طرف أنفها .
حيث انها لم تلحظ القوة التي اكتسبها هؤلاء المستضعفين من هذا الإبتعاد.
هكذا كانت الهجرة للرسول وصحبه قوة معده عند كل ضعف وشده.
ولذا تعددت الهجر خلال سيرة الرسول في كل حين.
ويكفي بالهجرة شرفا ان أحدى هذه الهجر هو مايؤرخ به زماننا الى الآن.
ولا نغفل ان المسلمين الأوائل ماهم إلا المهاجرين الأحرار.
وكل هذا ماكان إلا لشرف الهجرة.
فلما لا نأخذ لنا من سياسة الهجرة حكمة ودرسا.
فلكل من تكاتفت عليه الخطوب .
والتف حوله السوء والذنوب.
وزادت في رأسه الشكوك ،واشتبهت عليه الأمور ..فلينفي من رأسه الزيف بالعلم.
وليهجر ماكان في نفسه من سوء بالأيمان، ليحط بروحه على أصل الحق والحقيقه.
وهم محمد وآل محمد حتى يصلوا به للنجاة في المقر الأخير (يوم القيامه)
من بعد طول التهجير.
فالحياة هجرة لما سيأتي بعدها.
فيارب....
عمرني ماكان عمري بذلة في طاعتك
فإذا كان عمري مرتعا للشيطان فاقبضني اليك.
✏قلم صغير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق