لحظة صمت.
فيافي جريحة ،قلبها ينزف دماء زكية .
فضاؤها يعج بالارواح الطاهرة رغم أراضيها الخاويه.
وبهدوء قاتل كان المكان كله يحتضر. و الوجود كاد ينقضي بأكمله.
وكأن الزمن بدأ يتوقف ،والتاريخ يلملم احداثه الشنيعه معلنا للرحيل .
أصبح الجو خرافيا من كثرت الاسى .
ووسط كل هذا العذاب، وصل لهذه الصحراء أناس حقيقيون.
بشر تجري في عروقهم دماء الحياة وان كانت باهته.
وتسري في صدورهم أنفاس البقاء وان كانت متقطعه.
خلود منقطع النظير ...وعد بالوصول بدأ للتو يتحقق .
كوعد اله موسى له باللقاء العظيم في الطور المعظم بعد تمام الأربعين.
وهاهي أربعين اخرى قد تمت ،وبها حطت قافلة الحزن الرسالي أرضا صعبة المراس .
نفضت فيها غبار الألم والاشتياق.
وألقت على كثبانها أثقال قد انهكت قواها. وبثت في أجوائها آهات عميقه وزفرات حارة محرقه.
صواااعق وقعت على رأس التاريخ ،حتى انتبه اخيرا من غفوته البائسه .
وأخذ يحدث وقائعه وأحداثه مالذي جرى خلالي؟
ومالذي جناه الآخرين في صفحات أيامي؟
ماج التاريخ منتفضا بماحتواه متأثرا.
أراد ان يكفر عن أخطائه ،فهو نادم.
أراد ان يثبت ماغاب من حق .ولا يتغاضى عن ماوقع من باطل خلاله .
أراد ان يخط للأجيال دروس العظماء فهو مواكب للحدث آنا بآن.
فلقد سجل كيف انطلقت قافلة الرسول من شام الشماتة والخذلان، وحطت رحالها في كربلاء القربان.وفجأة ودون سابق إنذار
حبس التاريخ الأنفاس وتوقف في لحظة صمت . فقد نزلت عقيلة الطاليين أرض المصاب.
فانحنى معزيا(زينب)
زينب التي فارقت هذه الأرض قبل أربعين يوما، وهاهي تعود اليها.
وتقبل على عزيزها بعد فراق.
تقبل بخطوات رسمت بها للبشرية ماتعيشه الان .
حيث وضعت بتلك الخطوات العظيمه حجر الأساس لهذه المسيرات المليونيه
التي ترعب بخطواتها المتعبة، طواغيت البشرية .
فالعالم كله يتساءل مندهشا:
ماهذه القوة التي بإمكانها ان تسير بشرية بأكملها؟
هذه البشريه التي لم يتمكن من ضبط زمام أمورها فرعونا او طاغية قط.
لان الشر لا يحكم ابدا مهمافعل...وكل مايقدر عليه هو ان يهلك نفسه بنفسه لانه يظهر لنا الخير أكثر فأكثر .
يظهره جليا نيرا . يعشي سنا ضوئه المنافقين والمتشدقين .
ويضيء دروب الأنصار الحقيقين ....هؤلاء الأنصار الذين هم في هذه الايام تظلل على قلوبهم قبة حوت الكون وماحواها.
قبة تحركت في فضائها حضارات الامم .
قبة تنحدر منها أجيال تقف دائما لحظة صمت لما جرى على صاحبها .
وهل هناك قبة كقبة الحسين !!!؟؟.
وهل ماجرى على الحسين جرى على غيره ؟
لذا فأن أربعين الحسين أسطورة خلدتها أرض الواقع
فهي كانت ولا زلت حدث ليس كغيره.
قلم صغير✏
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق