بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 6 ديسمبر 2014

بحث حول حياة الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام في جوانب ثلاثة  العلمية , السياسية , الروحية

بحث حول حياة الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام في جوانب ثلاثة
 العلمية , السياسية , الروحية

الجانب الروحي :ـ

كان عليه السلام يلبس أفخر الثياب , فكان يلبس في الشتاء الخز , فإذا جاء الصيف تصدق به أو باعه وتصدق بثمنه , وكان يلبس في الصيف ثوبيه من متاع مصر ويتصدق بهما إذا جاء الشتاء , وكان يقول : ( إنني لأستحي أن آكل ثمن ثوب قد عبدت الله فيه )

-  قال الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام : ( كان لأبي في مواضع سجوده آثار ناتئة وكان يقطعها في السنة مرتين , في كل مرة خمس ثفنات , فسمي ذا الثفنات لذلك )

في رواية أخرى أنه جمع الثفنات في كيس وأوصى أن تدفن معه .

-  من ألقابه التي أشتهر بها ]ابن الخيرتين[ كان يقينه بهذا اللقب ويقول ( أنا ابن الخيرتين ) إشارة لقول جده رسول الله (ص) : ( لله تعالى من عباده خيرتان , فخيرته من العرب هاشم , ومن العجم فارس ) .

- كان عليه السلام شديد الحلم ومن بوادر حلمه أن وغداً لئيماً استقبله بالسب والشتم بلا سبب فقابله الإمام باللطف قائلاً له : ( يافتى إن بين أيدينا عقبة كؤودا . فإن جزت منهما فلا أبالى بما تقول , وإن أتحير فيها فأنا شر مما تقول )

- لقد كان الإمام مشغولاً بعواطفه ومشاعره نحو الله والفزع من أهوال الدار الآخرة التي لاينجو منها إلا المتقون .

كان يرى الصبر من الغنائم والجزع من الضعف .

-  سمع ناعيه في بيته , وكان عنده جماعة , فنهض ليرى ماذا حدث ! فأخبر أنه قد توفي أحد ابنائه , ورجع إلى مجلسه وأخبر أصحابه بالأمر , فعجبوا من صبره فقال لهم : ( إنا أهل بيت نطيع الله فيما نحب , ونحمده فيما نكره )

- كرمه وسخاؤه وتعامله مع الفقراء :

1- إذا أعطى سائلاً كان يقبله لئلا يرى عليه اثر الذل والحاجة .

2- إذا قصده سائل رحب به وقال : ( مرحباً بمن يحمل زادي إلى دار الآخرة ) .

الجانب العلمي :ـ

1- لما أستقر الإمام في المدينة , رأى أن الحكم الأموي جاء في إمامته الشريعة الإسلامية فلم يعر أي اهتمام لأحكام الدين وراح يدعو إلى إحياء الشعر الجاهلي وصرف الناس عن كتاب الله العزيز .

فقام الإمام زين العابدين بدور إيجابي متميز , فأسس حوزة علمية معظمها من الموالي الذين اشتراهم الإمام واعتقهم , فأخذ يلقي عليهم محاضراته في الفقه الإسلامي وفي آداب الشريعة وغير ذلك .

وقد أحاط به العلماء لا يفارقونه يسجلون ما يفتي به من الأحكام وما يلقيه عليهم من غرر الحكم والآداب ، ومن الجدير بالذكر أن معظم فقهاء الأمصار قد تخرجوا من مدرسته .

2- للإمام ثروة هائلة في ميادين العلم والفكر والأخلاق وهي أدعيته التي عرفت مرة بـ ( زبور آل محمد ) ومرة بـ ( انجيل آل محمد ) وعدوها بعد القرآن الكريم ونهج البلاغة في الأهمية . احتلت مكانه مرموقة عند الأوساط العلمية فعكفوا على دراستها وشروحها , وقد تجاوزت شروحها أكثر من 65 شرحاً , كما ترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية .

المصدر: كتاب نفحات من سيرة المعصومين لباقر شريف القرشي ص 270 .

الإمام الصادق يقول عن تلك الفترة : ( ارتدت الناس قليل منهم , كما ارتد الناس بعد رسول الله )

- الفتح شيء والتوسع شيء آخر , الفتح كان في عهد أمير المؤمنين , التوسع الهدف منه جمع أموال , جمع أراضٍ الهدف لم يكن إسلامياً .

3- تغيير البنى التحتية , ماذا قدم ؟ صياغة الصحيفة السجادية (54) دعاءً هي ردود عقائدية , فلسفية , تربوية , أخلاقية في قوالب أدعية .

4- إطلاق النهضة الحقوقية (50) حق ابتدأها بحق الله وختمها بحق أهل الذمة .

5- صناعة القدوة .

 

 

الجانب السياسي :ـ

مواجهة الإمام السجاد لخطرين محدقين بالأمة الإسلامية :

أ- الخطر الذي نجم عن انفتاح المسلمين على ثقافات متنوعة وأعراف تشريعية وأوضاع اجتماعية مختلفة بحكم تفاعلها مع الشعوب التي دخلت في دين الله أفواجا وكان لابد من عمل على الصعيد العلمي يؤكد في المسلمين أصالتهم الفكرية وشخصيتهم التشريعية المتميزة المستمدة من الكتاب والسنة . وكان لابد من حركة فكرية اجتهادية ومن تأصيل للشخصية الإسلامية ومن زرع بذور الاجتهاد وهذا ماقام به الإمام علي بن الحسين فقد بدأ حلقة من البحث والدرس في مسجد الرسول(ص) يحدث الناس بصفوف المعرفة الإسلامية من تفسير وحديث وفقه .

- استقطب الإمام عن هذا الطريق الجمهور الأعظم من القراء وحملة الكتاب والسنه حتى قال سعيد بن المسيب : ( إن القراء كانوا لايخرجون إلى مكة حتى يخرج علي بن الحسين فخرج , وخرجنا معه ألف راكب ) .

ب- فقد نجم عن موجة الرخاء التي سادت المجتمع الإسلامي في أعقاب ذلك الامتداد الهائل لأن موجات الرخاء تعرض أي مجتمع إلى خطر الانسياق مع ملذات الدنيا والإسراف في زينة هذه الحياة المحدودة , وانطفاء الشعور الملتهب بالقيم الخلقية والصلة الروحية بالله وباليوم الآخر , وقد أحس الإمام بهذا الخطر وبدأ بعلاجه واتخذ الدعاء أساساً لهذا العلاج , والصحيفة السجادية من نتاج ذلك .

استطاع الإمام زين العابدين بما أوتي من هذه المواهب أن ينشر من خلال الدعاء جواً روحياً في المجتمع الإسلامي , يساهم في تثبيت الإنسان المسلم عندما تعصف به المغريات ويشده إلى ربه عندما تجره الأرض إليها .

المصدر : كتاب أئمة أهل البيت عليهم السلام ودورهم في تحصين الرسالة الإسلامية ص 570     

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق