بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 21 ديسمبر 2014

في محضر الحبيب...

رويدكم يازائرات.. قصّروا الخطى.. وامشوا الهوينا بسكينة ووقار على ارض وطأتها أقدام الحبيب واشتاقت اليوم الى وقعها الشريف….
دعوا الأرواح تغتسل بطيب التسبيح والتهليل والتكبير وهي تلج جنة المصطفى.. استشعروا روحه الطاهرة تحفّ ارواحكم.. وتغلّف جمعكم بهالة من نور.. قدّموا تحياتكم وسلامكم بأدب واجلال ..واتركوا اللغو والجدال فإنكم في محضر الحبيب…
اعلم بأنكم تتحرّقون شوقا للثم ضريحه واحتضان اعتابه ولكن… أنّى لكم ذلك وقد نشرت المتأسلمة حرّاسها في كل زاوية ..وباتت الأعين تترصد أدنى حركة.. ولكن لابأس عليكم.. كل ذلك بعين المصطفى…
لذا حلّقوا إليه بأرواحكم وانأوا بها عن حدود المكان وماديته واستشعروا حضوره بينكم فهو يسمع الكلام ويرد السلام… فلا ترفعوا صوتا بالجدال.. بل قولوا سلاما كما كان ومازال سلاما للعالمين…
فلتخشع الأصوات عند حضرته ولتأنس القلوب في روضته…
سلّموا عليه سلام محب قد غاله البعد وأضنى قلبه.  لا البعد المكاني انما البعد المعنوي..
أين نحن من منهجية محمد ..أين نحن من حياة عاشها محمد لتكون لنا نبراساً ومشعلاً نهتدي بها.. لكنها للأسف أصبحت فقط كإطارٍ لصورة تعلّق في الجدران.. أو كسطورٍ تْقرأ وتحفظ في طيات الكتب فحسب.. 
أين نحن من محمد اقتداءا .واتّباعا….
اذا يمّمنا أرواحنا شطره.. واكتحلت نواظرنا بشباكه المحضور علينا مسّه..فايّ ألحاجات تحكى. وأيها تسطّر ?? أي الحاجات نطلبها ونرتجي تحقيقها بحقه على الله??
قد يقول قائل.… جئت اليك سيدي بأعبائي  مهموماْ محتاجاً وأرجو أن تتشفّع في قضاء حوائجي..
وقد يقول آخر.. جئت اليك مشتاقاً أرجو شفاعتك يوم الحساب..
لكن الحكمة قد تجري على لسان زائر قد عرف بحق زيارته فيقول… .. .
جئتك سيدي مشتاقاً..لكن اشتياقي ليس اشتياق عاشق يريد أن يكحّل ناظريه.. إنما اشتياقي هو القرب سيدي.. ليس قرب الخطى.. انما قرب القلوب.. اشتياق القرب من قلب محمد الرحيم العطوف.. اريد لقلبي أن يحيا بحب  محمد  وأريد لاخلاقي أن تستقيم بأخلاق محمد.. واريد لعقلي أن يسلك درب محمد… أريد القرب منك يارسول الله..
يوما ما بكى بأبي هو وامي.. فقال له أصحابه:  مايبكيك يارسول الله?  قال: اشتقت لأخواني ..قالوا :أو لسنا إخوانك يارسول الله.. قال: لا انتم أصحابي أما اخواني فقوم ياتون من بعدي يؤمنون بي ولا يروني…
سلام الله عليك أيها الرحمة المهداة. أتبكي شوقا لمرآنا..!! اتبكي شوقاً…!!
أخجل من نفسي وانا أقرأ هذه العبارة.…كيف تشتاق لي..?! ماذا لو عرضت عليك أعمالي وانا في خزي منها.?  ماذا لو رأيتني على حالة من الغفلة عما أوصيت به? .  ماذا.. وماذا. !!!
  أي اشتياق أستحق .??
تبكينا شوقا يارسول الله في دار الدنيا وكانك تقول لنا :  أمتي..  اشتاق قربكم من دين بعثت به لكم بشيرا ونذيرا ..أبكيكم شوقا أن تكونوا كما وصفكم الكتاب خير أمة أخرجت.. أبكيكم شوقا أن تكونوا من انصار ولدي القائم.. . …
وتبكينا يارسول الله خوفاً علينا يوم الحساب.. يوم ان ترانا حفاة عراة فتتوسل الى الله ان يكسينا حللاْ ليستر علينا..  فيستجيب المولى كرامة لك..  

سيدي يارسول الله ذلك اشتياقك لنا.. فما بال اشتياقنا لك.. فما بال اقبالنا عليك اليوم…

سيدي خذلتني ذنوبي وأتيتك مفلساً لا املك إلا حبك.. وحب أهل بيتك فاقبلني يارسول الله أقبلني وقرّبني اليك. … .

ابنة التراب.🌻

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق