فمن قلب مكه ومن احد شعابها في بيت من بيوتاتها المنتشره .
بدأ العلم رحلته مع ثلاثة،هم:
رسول الارض والذي يخبر عن رسول للسماء
وصبي عظيم هو الوصي الوفي القوي .
وامرأة هي زوجه مخلصة محبه.
من هؤلاء الثلاثة عبر العلم الأزمنه.
وتصدر العقول والاذهان .
ومن عظيم لعظيم، امتدت الرحله .
حتى أطلقها قائد الفكر الأسمى (لو وددت ان اصحابي ضربت رؤوسهم بالسياط حتى يتفقهوا)
ومن هنا ،ومن صاحب المذهب الإمام جعفر بن محمد "ع"
انطلقت أول حوزة علميه .
من كل هذا يتضح لنا ان الحوزة عريقة بعراقة المذهب بل بعراقة الدين.
فمامعنى الحوزة وماهي أهم أدوارها؟
الحوزة /لغة:حاز الشيء اي ضم الشيء وجمعه.
اصطلاحا: كيان علمي بشري يؤهل للإجتهادفي علوم الشريعة الإسلامية ، وتحمل مسؤلية تبليغ الأمة وقيادتها.
من هذا التعريف المختصر ،نكاد نستشف أهم الأدوار الأساسيه للحوزة الدينيه، والتي بها ستواجه كل مايستجد من قضايا الأمه.
ولكن قبل ذكر الأدوار
فلنذكر مالذي يجب على الحوزة ان تمتلكه لتؤدي جميع أدوارها على أكمل وجه؟ والإجابة تتلخص في إمتلاك الحوزة لأهم فنيات القياده الرشيده، وهي النظرة الثاقبه للأمور ،وقراءة الوضع بالشكل الصحيح وبكل دقة لما يحصل من
قضايا على الساحة ،والتحرك في الوقت المناسب .
وهذه النظرة مهمه للغايه لمايترتب عليها من ردات فعل وأدوار مهمه.
وأي ضبابية أو تشويش في هذه النظرة سيتبعه ردة فعل خاطئه ،قد تكلف الدين والمجتمع الكثير.
وانطلاقا من كل هذا.
ماهي أهم قضايا الأمه والتي تستدعي من الحوزة التحرك السريع لحلها ؟
بمعنى آخر ماهو داء ودواء مجتمعاتنا المعاصره في وقتنا الحالي؟
للإجابه عن هذا السؤال
لنعرض أهم مايعطب هذا العصر ويضعفه من قضايا :
1/من المؤسف ان أهم قضايا المسلمين هو الإسلام ذاته.
فالصراع على الساحه الآن هو صراع بين الاسلام بجوهره النقي الصافي وبين الحركات المضاده والتي قد تتظاهر بظاهر إسلامي.
وكل هذا قد نختصره في جملة موجزه وهي
(نحن نفتقد التمحور حول الاسلام )
هذا داؤنا فمالدواء؟
الدواء يتلخص :
تقديم الحوزات لأطروحات واضحه وصحيحه للاسلام على كل الأصعده وفي شتى الإتجاهات والتي بدورها ستبين جوهر الاسلام الحق واتباعه .
وستكشف مثالب اعداء الدين وادعاءاتهم.
اما اهم ماقد تعانيه الامه في المرتبة الثانيه هي : وحدتها ، وحدتها في الشخصيه والثقافه
والتكامل ،تكامل الفرد بالمجموع والعكس،
تكامل في الطاقات والإمكانيات ،للنهوض بأمة هي الامة الناجية بإذن الله .
هذا الداء واما الدواء:
نهوض الحوزة للقضاء على معالم التخلف التي تضطرنا لكل هذه الصراعات والتي تجعل من الوحدة أمر صعب ،وذلك كله يتمثل في نشر الوعي عن طريق العلماء والخطباء والكتاب ،وعن طريق عقد مؤتمرات وقمم الهدف منها التقريب بين أفراد الأمة الواحدة.
وبعد ان تواجه الامة نفسها وتوحد صفوفها ،عليها ان تواجه غيرها من الأعداء.
ولكن كيف تتم المواجهة خصوصا مع ارتفاع درجة الحماس عند الجماهير ،وعند قيام الثورات؟
هذا داءنا ودواءنا هو:
على جميع الحوزات في خضم هذه الظروف والتي تعد مصيريه للأمة ، ان تستثمر كل لحظة ثورية لدى الأمة.
فعندما تمر الامة بثورة جماهيرية ،وتطغى حالة الحماس والإندفاع في أوساط الجماهير
هنا يجب على الحوزة ان تتحرك بدقة ووعي
لتواكب بذلك مايعتري الأمة من تحولات،
لتتم هذه الثورة برعاية حوزوية.
حيث تقوم الحوزة بهذه الثورة وتسير بها للنصر
وتضعف الجهة المناوئة لها.
وهذا ماعهدناه من حوزاتنا .
فلا ننسى مايحكيه التاريخ عن حوزات ،ودورها الرائد في خضم الثورات ،وخصوصا ماأثبته التاريخ من تصريحات اعداء الإسلام أنفسهم.
نذكر مثلا ما صدر من وزير الخارجية البريطاني(اللورد ويورد)
حيث صرح ان رجال الدين هم الطبقة الأقوى والمسيطرة في إيران.
ومن هنا بدأت محاولات بريطانيا لإحتواء رجال الدين ، وتأهيل آخرين للسيطرة على مصدر الفتاوى الدينيه.
ولكن هيهات من ذلك .
فحتى تعيد الحوزات أمجادها ويعيد التاريخ نفسه ،
ولا ينجح أعداء الدين في شراء رجاله .
يجب على الحوزات جميعها ان تتحد وان تصنع للدين سياجه المنيع ،
ولن يتم ذلك ابدا اذا بقت حوزاتنا حبيسة سجادة ومسبحه .
نشاطها الوحيد إقامة المناسبات الدينيه .
ومؤلفاتها لا تتعدى كتب الأدعيه .
فالحوزة يجب ان تمتلك نظرة مستقبلية بعيدة المدى وعميقة التأثير.
وكل هذا لصناعة قادة تقود الامة على الصراط المستقيم.
وذلك كله لان الحوزة هي قلب الدين .
في هذا موجز الحديث .
وأخيرا ...
لكل رحلة محطة وصول..
إلا العلم لا محطة وصول له.
بقلم الاخت
ليلى الصادق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق