بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 7 ديسمبر 2014

دور الرساليين في مظلومية الامام الحسن عليه السلام

دور الرساليين في مظلومية الإمام الحسن عليه السلام

بنظرة منا إلى العالم الحديث نلاحظ عدداً من الأمور:

1/ العالم اليوم أصبح عالماً مفتوحاً على مصراعيه ، سواء أكان  انفتاحاً ثقافياً علمياً أو سياسياً - ومن الملاحظ أن الأحداث تتداخل وتؤثر في بعضها البعض - أو انفتاحاً اقتصادياً وما شاكل.

2/ حالة الصراع والتنافس الذي يكون في غالبه غير محمود ، ودليله تزايد الأطماع وارتفاع الرغبة في السيطرة على المقدرات سواء ماكان منها تحت اليد أو ماخرج عنها..

3/ افتقار الأمم إلى النظرة الصائبة للمقدرات العلمية وللقادة الذين يمتلكون جميع المؤهلات العالية لقيادة العالم نحو الأمان.

وفي خضم هذه المتغيرات تتفاقم المشاكل وتصعب الحلول ، ويثقل كاهل العاملين ،  بحيث أنهم يكدحون إلى ربهم كدحاً ولا شك أنهم يلاقوه.

فتتضاعف مسؤولياتهم وتزداد حالة استشعارهم واستنفارهم للعمل..

ولكن في ضوء ذلك كله إلى ماذا يحتاج العاملون أولاً؟؟

حين نريد أن نكون رساليين علينا أن نقتفي أثر الرساليين وقبل ذلك نعرف من هم؟؟

هناك نقطة ارتكاز يعتمد عليها كثيراً العاملون في حقول التغيير، وهي أن يعمل الإنسان وفق منطلقات وثوابت تكون بمثابة القاعدة الأساسية التي يبتني عليها عمله ومسيره.

 وحاجته إلى انتهاج الخط الرسالي تتمثّل عبر حاجته إلى السير على خط القائد الذي تجاوز التاريخ المقيّد بزمان ومكان معين ّ، وجعله منطلقاً بلا حواجز.

الإمام الحسن عليه السلام الأنموذج الواضح :

الإمام الحسن عليه السلام لا أقول في حديثي عنه  لفظة( كان ) لأنها تعني الماضي ، ولأني أرى حضوره قوياً ومتجدّدا ً، لذلك ابتعد حتى عن دلالة الألفاظ الظاهرية.

الإمام الحسن عليه السلام هو امتداد الخط الرسالي الطاهر والمكمّل لدور جدّه وأبيه ،  والمؤسّس لقاعدة الثورة في كربلاء بما ربّى من كوادر صالحة ومهيّأة لتحمّل ثقل هذه الثورة ذات العمق والأثر..

فحين ننظر لشخصه القائد نلاحظ عدداً من الأبعاد ، ومن أهمها ثلاثة:

1/ البعد السماوي : الذي تمثّل في كونه إنسانا  سماويا يترفّع عن عناصر التراب، ويحلّق دوماً في الملكوت، وهذا مالمسناه في أواخر لحظات حياته عليه السلام، حيث طلب من أهل بيته أن يخرجوه إلى صحن الدار ليتأمّل في الملكوت.

2/ البعد الغيبي : الذي تمثّل في جانب العصمة التي حوتها روحه المقدسة ، فكان يعمل لا وفق هوىً أو غيره، بل كان بأمر من الله عزوجل وإرادة منه.

3/ البعد الإنساني :  الذي تجلّت أبعاده في تعامله مع الأقربين والأبعدين والأعداء.

نحن في مثل هذا اليوم نعيش يوماً من أيام الله تعالى ، التي يهبنا منها النفحات، ولكوننا نسلك مسلك آل محمد عليهم السلام وننتهج نهجهم الرسالي ، لابد من أن تكون لنا الريادة في المسؤولية والوصول إلى الهدف، فما هو دورنا في مظلومية الإمام الحسن عليه السلام؟؟

1/ رفع هذه الظلامة والتي استمرت طويلاً ومن أقرب المقربين له عليه السلام، فعلينا أن نكرّس طاقاتنا وجهودنا لدراسة هذا الإمام العظيم الذي جهل مقامه حياً وميتاً.

2/ دفع كل الشبهات التي تراكمت في أذهان الناس حتى أن البعض وللأسف الشديد أصبح يرى الإمام ضعيفاً سياسياً وعسكرياً مما يضعف قيادته في الأمة.

3/ تحمّل المسؤولية في بيان ملابسات جميع قضاياه، وأن نقرأ الإمام بلغة العصر وللأجيال المتحضرة بلغة يفهمها أهل التعقّل من المسلمين أو غيرهم.

4/ إبقاءه حياً في جميع نواحي حياتنا من خلال استحضار سيرته ومواقفه ، فكما أننا نذكر سيد الشهداء روحي فداه بشكل يومي وفي أبسط الأعمال كشرب الماء وغيره ، علينا أن نذكر الإمام الحسن بمواقفه الصارمة في الحق ..

لقد كان لأهل البيت جميعهم  عليهم السلام في تعاقبهم وتتابع أزمانهم تنوّع أدوار ووحدة الهدف.

5/ أن لا نقف عند العقبات بل نتجاوزها كما كان سبط محمد الأكبر عليه السلام ، ومع ذلك ماانثنى يكمل دوره الذي بدأه حتى غفت روحه بسلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق