طاعة الإمام ولاية الله..
من الأهداف الإلهيةالتي من أجلها خلق الكون بأكمله،سماواته وأرضه ومابينهما من جبال شامخة أوتادا للأرض ،وجعل القمر ضياء والشمس سراجا ،وزين السماء بتلك النجوم المتلألئةالنور في الظلام الدامس لحكم الهية وعلامات ترشد من أراد الطريق..
فكل هذا الإبداع هو آية من آيات أعظم وأكبر قدرا ،تفتح الآفاق في معرفة تلك الآيات العظيمة التي تسوق النفس إلى معرفة الكمال المطلق جل وعلا..
فهذه الآيات الإبداعية تتصاغر في قبال أعظم الآيات خضوعا لها ،كما أنها لا تكفي وحدها للوصول إلى الكمال الحقيقي ،وإنما هي وسائط لحصول البصيرة..
فالآيات العظمى التي تهدي إلى معرفة الله تتمثل في الإمام المعصوم الذي فرض الله طاعته على جميع الناس من غير تقييد لطائفة أو مذهب معين ،بل هو يحقق مشيئة إلهية من هدف الخلقة ويؤدي دور الهداية..
فبعد رحيل سيد البشرية محمد"ص"انتقل إليه هذا الدور العظيم ،فطالما كان الرسول "ص"يكثر من توصيته بالعترة من بعده وضرورة طاعتهم كما في حديث الثقلين (إني تارك فيكم الثقلين ماإن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا )وكذلك آية التبليغ (ياأيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)..
فهي تبين الأمر الإلهي الجازم في وجوب تبليغ الناس لما يترتب عليه من مصالحهم وسعادتهم الدينية والدنيوية ،فوجوب التبليغ يكشف عن وجوب اتباع الإمام بعد الرسول "ص"ولم يجعل الله لهم حظا في اختيار الإمام ،بل جعله اختيار الهي وفرض عليهم طاعته وولايته ،فمن تولاه فقد دخل في ولاية الله كما قال الرسول (اللهم وال من والاه وعاد من عاداه).
فمن رفض هذه الولاية فقد رفض ولاية الله وبالتالي فقد ابتعد عن أصل التوحيد الذي يمثل أول أصول الدين ..
فمن أهمية طاعة الإمام انه كفيل بتحقيق الهدف الإلهي الذي خلقت الناس من أجله (خلقت الخلق لكي أعرف) ولايمكن معرفة الله إلا بطاعة الإمام الطاعة المطلقة لأنه الوساطة إليه وخزانة أسراره ..
فطاعته واتباعه يهب النور الذي به يفرق بين الحق والباطل،والرشاد من الضلال ،والهدى من الزيغ ..
فهدف الإمام من هدف الرسول أي يتحدان في وحدة الهدف في بناء الإنسان بناء ربانيا فالإمام كالنجم الذي يهتدى به ،والوتد الذي يثبت إيمان العبد ،ونورا يضيء القلب ،فقد كانت صفاته تناغي الفطرة الإنسانية في عشقها لجمال الصفات الإلهية وتلك الصفات لم تتجسد إلا في الأئمة وهم أهل البيت عليهم السلام ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق