بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 10 مايو 2015

لجام

لجام

نحن نعيش في أيامنا هذه ثورة علمية مذهلة،اجتاحت العالم كله.
ولم تختص بفئة دون أخرى ،وبقوم دون آخرين.
مع وجود فارق جلي.
وهي ان البعض مصدر لهذا العلم خبيرا به.
والآخر مستوردا له متعلم عليه.
وبون شاسع بين الأثنين.
فالأول له القدرة على التفكير والتصور وقد تعداه للتطبيق والإنتاج.
والأخير خالي من اي قدرة تذكر.وقد يحالفه الحظ   فيتوصل الى بادرة لتصورات شتى. ولكنها خالية من اي وجود خارج رأسه وذهنه.
ومن هنا ينشىء عدم التوازن بين التصور والتحقيق على أرض الواقع .
وهنا تكمن الطامة الكبرى.
فإن الشعور بالحرمان على مستوى الإنجاز يسحق صاحبه المتطلع ويبيده ،حتى يصل الى مرحلة يغبط فيها ذاك الحيوان الذي تتساوى عنده مساحة فكره مع مساحة استعداده البدني للإنتاج .
فالإنسان مع وقف التنفيذ هو إنسان يعيش مرحلة الفناء.
ومايزيد الأمور سوءا وبلتها مطرا.
ان الإنسان مفطور على حب البقاء والأبدية.
فهو يرفض فكرة رحيله ،وان تيقن بذلك فهو يمضي قدما لتخليد ذكراه عبر تمثال الإنجازات .
والذي يزول هو ولا يزول.
ولكن خيالاته تلك  وأوهامه كلها تزول عندما يرتطم بجدار صلب يدعى الواقع.
فأي لذة بعد الموت سيستشعرها هذا المتوهم؟
وماذا سيجد في بريق الشهرة بعد ان يفقد أنوار الحياة؟

اذا كيف يتحقق البقاء والخلود والذي يمثل  أمل الشعوب الذي تستبق اليه الفطرة البشرية لتحقيقه؟؟؟

ولكن كما توزعت الأدوار في العلم ،في البقاء توزعت  ايضا .والبقاء هذه المرة للأصلح.
والأصلح هنا هو الدين والايمان بالله.
لان الخلود معه لامع غيره.
فبعد ان نختم صفحة الحياة هذه ،لايطوى كتاب البقاء بل يستمر لنحيا في صفحة أخرى.
ومن هنا يعيش صاحب العقيدة والدين أطمئنان البقاء.
لأنه لا ينهي مرحلة الا ويستأنف غيرها.
وهو يسخر السابق ليؤسس اللاحق منها.

ولكن فيم تغلب الدين على العلم ليكون هو الأصلح؟
ببساطة شديدة .
لان العلم وان أعطانا عقل قوي ، لكنه لايهبنا قلب بمثل قوته.
وهو ان مكننا من التخطيط الدقيق ،إلا انه لا يوفر لنا الأهداف السامية التي تواكبه.
وان قدم لنا المنطق ،الا انه غير ملزم بإلهام ذواتنا الأفكار المشرقه.
اذن ففراق العلم للدين،
فيه خسارة كبيرة .وان كان الدين متحمل لجزء ليس بقليل منها.

ويذكر ان انشتاين والذي كان سابق لعصرنا بعصور.
(ان الانسان قد طوى المراحل المقدرة لحياته.ولاتمضي الا سنوات قليلة ليبيد نفسه ويقضي عليها بقدراته العلمية نفسها)

وكأن أنشتاين يعاصر مانعانيه مع هواتفنا الذكيه وأجهزتنا العبقرية والانظمة السياسية والاجتماعية الحديثه.
فالبعض يلاحق كل جديد علمي .مخلفا وراءه لجام الدين.
لذا يعيش هؤلاء تفسخ رهيب.منذ سلخ العلم عندهم عن دينهم.
وهم بذلك لم يلحقوا بالعلم ولم يحصلوا على الدين.

وللأسف أمسى علم الآخرين وحل جهل نتحرك فيه ببطء شديد  ...
لنزداد قذارة كلما تحركنا فيه.

وتغافلنا ان مبيد الجاهلية كان منا، ومن ارضنا انطلق ،وبعقيدتنا تحدث ونطق.

قلم صغير✏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق