بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 10 مايو 2015

آلهة

آلهة

تعددت نظرة الإنسان الى الاله . فمنهم من لم يؤمن بوجوده في الأصل،وأرجئ ذلك الى سبب منشأ هذه الفكره.
وهو خوف ذاك الإنسان البدائي.
والذي منذ وطأت قدماه أرض تلك الغابة المعشوشبة المطيرة، التي تعج بالوحوش الضارية، والجوارح الطائرة.
وهمه الوحيد..
كيف يحمي بقاءه ويحفظ وجود ذاته ؟
وكيف يصارع كل هذه الأجواء ليصرعها؟
كل هذه الظروف فعلت في ذهن رجل الغاب ذاك فزعا مهولا، مااستقر الا عندما طرأ في رأسه فكرة(الآلهه)وهي تلك القوة الخفية المبهمه والتي تضمن له وجوده بل وامتداد هذا الوجود.
ولإن الخوف ليس آلهة.
أنكرت هذه الفئة وجوده بالأساس.
وبنت عقيدتها على أسس إنكار الاله لتفنيدها لهذه الفكرة.
هذا يعني ان وجود فكرة أنتج لنا فكرة اخرى.
وان كانتا كلتا الفكرتين لاتمت للصواب بصلة .إلا ان مضمون هذه الواقعة ،يحمل جانب من الصحة.
وهذا يتمثل في قضية هيمنة الفكرة.
فبالنظر الى الفكرة مجردة، نجد ان لها سلطة عجيبة على الكيان كله لدرجة انها تجسد في آلهة تعبد .
ويتضح لنا ذلك جليا .
فمع امتداد الزمن امتدت الأفكار الآلهة .
فنجد من يعبد آلهة الحب .وهناك من سيطر عليهم آلهة الموسيقى و الشعر .
هذا يعني ان الأفكار المتوهجة عند هؤلاء الملحدين تخطت مقامها بكثير .
ولا عجب فعند غياب الحق ،يكثر الباطل.
وبالخصوص اذا اجتمعت معه الحاجة .
فحاجة الإنسان لمعبود احتياج فطري يجتاح الفرد ويحثه للبحث عن هذا الإله.
كما الفكرة .
يحتاجها الرأس ليصبح ذهن .
وتعتمد عليها المفردة لتغدو معنى.
ويقوم عليها التصرف ليمسي حكمة.
ولاننسى ان الحاجة أم الاختراع ..كما يقال.
فالأصل هي حاجة الإنسان والذي انبثق منه فرع الفكرة.
ومن الغبن ان يسيطر الفرع على الأصل ليسيره كيفما شاء.
وان صح ماأقول .
هذا يعني ان الإنسان ماهو إلا جهاز تحكم تقلبه الأفكار كما تحب وتهوى.
و العكس هو الصحيح.
خصوصا للفرد الواعي.
والذي يتبنى بنات أفكارة مادامت صائبة ومتى تكشف له العكس ،هجرها ليتبنى غيرها.
فهو يعي ان تسلط الفكرة يعني تحجر الذهن.
كما يعي أيضا أن ثبات المبدأ يتمثل في الأنسان المحترم.
فالثبات على المبدأ نعمة .والثبات على الأفكار المتوهمة نقمة.

فلندع لنا مساحة ولو ضئيلة بيننا وبين أفكارنا .
فلا هي تتسلط علينا ولا نحن نتشبث ونلتصق بها.

بعد كل ما ذكرت.
قد يغزوا الذهن سؤال...
وهو :هل من التعصب أن أحب فكرتي واعتنقها؟؟
والأجابة :
التعصب هو أن تخسر من تحب من أجل فكرة متوهم بها.

من الجميل ان ننتمي لفكر.
ولكن لاتخسر من تنتمي لهم من أجل فكر.

فكن حذرا في علاقتك مع فكرتك.
ولا تجعل الحاجة لها تصيرها لك إله مفترض الطاعة.

قلم صغير✏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق