تذبذب
خلف قُضبان الأوهام وشرنقة الشكوك والظنون ،يجلس منهك القوى،شارد التفكير،تتجاذبه الأفكار يمنة يسره،كمن يدور ضمن حلقةٍ مفرغة لاحدود لنهايتها،عبثاً يحاول اقتناص أحدها،عله يَنْعُم ولو بقليلٍ من راحة البال ليغفو بسلام.
وهاهو ذي يُلملم بقايا حِكايةٍ سجلتها ذاكرة الزمن،بل سطرتها رُسل الرب.
يقلب صفحات الماضي البعيدةِ منها والقريبه،وكمن يبوح لآخر بغصص تجرعها عبر سنين الزمن ،،راح يتهمُ الشهوة: كنتي لي كرُبان سفينتي،حتى خلتني عبداً مُطيعا،لايكاد يرفض أيّ مطلب،،بل لايبُصر غير مشورتكِ طريقاً.
الشيطان: وكنت سنداً للشهوة تميل حيثما مالت،ورغم صراحة وحي السماء وتكرار تحذيراته منذ بدايات إغوائك أبانا حيث الزمن البعيد،لازلت تتصدر مرتبة الطاعة العمياء.
الدنيا: وتتزينين بألوانٍ تأْسِرُ مُبصرها.
النفس الأماره: بين جنبات روحي تكمنين، وبإغوائيرل تتفننين،حتى غدوتُ كورقةٍ في مهب الريح.
عمرٌ بأكمله شارف على الإنقضاء وأنا أتلون في طاعتها أنى شائت وكيفما أرادت، وها أنا ذي أتعثر مراراً في دار دنيا،فكيف بيوم غدٍ حيث لاعُذْر.
وكمن ينوء بحملٍ ثقيل،للتو أراحه،راح يعاتب العقل في حنوٍ كمن يستجدي الاستعطاف: أولست رفيق الفطرة وحجة الرب،أين تُراكَ غُيّبتََ أوقات الغفله،وتحكيم الشهوة ،وساعات التجرد من الانسانية لأتلبس بصورة حيوان وحشي في لحظة غضب مقيت.
أتَراهُ ينتظر جواباٍ؟
أم هل ثمة من مُجيب؟!
وتتكررُ ذاتَ الحكاية لتكون أشبه بيوميات أحدنا عند يقظة ضميره واستفاقة وجدانه،وإلاّ فتيهٌ وضياع،تخبطٌ وإلتواء،يوميات تفرضها تفاهة التفكير وسطحية المعلومات وتسيرها شهوات وملذات لتغدوا متشابهة حدّ التكرار والفوضى في تغييب متعمدٍ للعقل ودوره الفاعل في توجيه الفكر وصقل العمل.
خطان يمثل أحدها عبادة الدْنيا،في إطاعة للشهوة حدّ العمى، لتغدوا الشهوة بمعونة شياطين وخدمة نفس أمارةٍ ودنيا، وحدها من تُطاعُ وتُتَبَعْ ،والآخر يتمثلُ في عبادة المولى عز وجل و الإتباعٍ الممنهج لرُسلِ الحق بدءاً بالحجة الباطنه حيث العقل وانتهاءاً بالحجة الظاهرة والارتباط بمنبع العصمة وكمالاتها،وبين هذا وذاك ثمة الكثيرون يتذبذبون.
وهاهُنا يبرز التساؤل،ليكون الحكم والفيصل،في قِبال رُسل الشر ومُدعيّ الباطل كيف السبيل للنجاة بالسير ضمن الخط المستقيم الذي رُسِمّ للبشريه،لتكون رُسلِ الرب طريقنا المُطاع للوصول للكمالات؟
ويْجيب الحق على لِسانِ محمد (إنّ الله لايُغير ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسهم)فالإرادة وحدها الكفيلة بقلب الصفحات وتغيير المسار.
إرادةٌ حين يعضدها طول فِكر ويسْنُدها تمثل رقابة الحق كُلَ حِين لاتُقهر أمام مستحيل فكيف بأمرٍ ممكن سعى له التواقون لنيل رضا الرب،فنالوا ماأملوا،نعم فمن أراد تمكن.
زينب علي غلاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق