الهه هواه…
لازالت ملامحهن تسكن صفحات الذاكرة.. وسنّي أيامهن مميزة من بين السنوات.. فثمة علاقة زمالة جمعت بينها وبينهن.. كنّ متفاوتاتٍ سناً.. ومختلفاتٍ وطناً.
ومابين عزباء هادئة معطاءة الى ذات بعلٍ قد بان ذلك على محياها.. وأخرى قد تبرّجت بشتى انواع الزينة حتى غدت عروساً قد تزف الى عريسها كل يوم.. ورابعة تنوء بحمل ثقيل قد أوهن كاهلها..
ثلة عاشت معهن زمناً ليس بالقليل كان كفيلاً بأن تتعرّف عليهن الواحدة تلو الاخرى معرفةً تنفذ الى الباطن وتتعدى حدود الظاهر…
جلّ ماكان يشغلهن وعليه تدور أحاديثهن كان ذلك الهم المتبادل والذي جعلنه للأسف مفترض الطاعة في حياتهن..
وحول تلك الطاولة المستديرة كنّ يجتمعن كل يوم بين دفاتر التحضير وسجل الدرجات وهموم الطالبات.. وكان لفاكهة الحديث طعمٌ آخر.. طعمٌ لا يمل منه.. كمن كان يأكل من العسل ولم يشعر بحلاوته فطلب المزيد.. وكأنهن أصبحن مصداقاً واضحاً لقوله تعالى.. (ألهاكم التكاثر. حتى زرتم المقابر)
سعيٌ حثيث وطلبٌ دؤوب فهناك شئ ما لم يحصلن عليه بعد ..ولا زلن يندفعن وراءه ولايعلمن إلى أين سينتهي بهن المطاف ..كنّ انموذجاً مصغراً لفئةٍ انتشرت في مجتمعاتنا. ..فقد اتبعن هوى الموضة ..وأصبن بهوس الأناقة والتمدّن.. أصبحن يبحثن عن آخر صيحاتها وغرائب طقوسها حتى وان كانت لا تمتّ للذوق والعرف بصلة..
ثمة عوامل كانت تقف خلف هذا الاندفاع الملحوظ ..قد يكون عند البعض بسبب الايغال في الاهتمام بالمظهر ظناً بانه وحده المسؤول عن تقدير الذات.. وقد يكون مجاراة للقرناء واقتفاء أثرهم دون تثبت أو روية..
وقد يكون ابرازاً للقدرات المالية والتباهي بالثراء الذي بات فاحشاً ومثيراً للانتباه وللاشمئزاز سوية…
لقد تناست هذه الفئة بأن الاهتمام بالمظهر لاشك مهم وضروري لكنه لايقل اهمية عن الاهتمام بالجوهر الداخلي والذي ينعكس ظاهراً على سلوك الفرد وتصرفاته..
وأن الانجرار وراء هوس الموضة يجعل صاحبها سطحي التفكير خاوي الهدف اناني لايأبه بأحوال الآخرين.. وقد يودي به هذا الطريق الى نهايات مأساوية..فقد أثبتت التقارير أن هوس الموضة أصبح داءً عالمياً انتهى ببعض اصحابه الى الانتحار نتيجة الديون التي تراكمت عليه بسبب عادات الشراء المرضية..
ما أجمل أن تهتم المرأة بجمالها ومظهر أناقتها لكن الجلوس حول طاولة مستديرة و المبالغة في الحديث عن صرعات الموضة مخجلةُ قبال طاولةٍ أخرى يحتفل أصحابها بنجاحهم وانتصارهم على مجتمع اسلامي جعلوا من المرأة فيه ضحية للفقر والجهل والغفلة…
أفلا.. نعي خطورة تلك المخططات ونحذر ان نكون ممن اتخذ الهه هواه…. ??
أفراح آل ابرهيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق