بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 12 مايو 2015

طاعة الإمام ولاية الله..

طاعة الإمام ولاية الله..

من الأهداف الإلهيةالتي من أجلها خلق الكون بأكمله،سماواته وأرضه ومابينهما من جبال شامخة أوتادا للأرض ،وجعل القمر ضياء والشمس سراجا ،وزين السماء بتلك النجوم المتلألئةالنور في الظلام الدامس لحكم الهية وعلامات ترشد من أراد الطريق..
فكل هذا الإبداع هو آية من آيات أعظم وأكبر قدرا ،تفتح الآفاق في معرفة تلك الآيات العظيمة التي تسوق النفس إلى معرفة الكمال المطلق جل وعلا..
فهذه الآيات الإبداعية تتصاغر في قبال أعظم الآيات خضوعا لها ،كما أنها لا تكفي وحدها للوصول إلى الكمال الحقيقي ،وإنما هي وسائط لحصول البصيرة..
فالآيات العظمى التي تهدي إلى معرفة الله تتمثل في الإمام المعصوم الذي فرض الله طاعته على جميع الناس من غير تقييد لطائفة أو مذهب معين ،بل هو يحقق مشيئة إلهية من هدف الخلقة ويؤدي دور الهداية..
فبعد رحيل سيد البشرية محمد"ص"انتقل إليه هذا الدور العظيم ،فطالما كان الرسول "ص"يكثر من توصيته بالعترة من بعده وضرورة طاعتهم كما في حديث الثقلين (إني تارك فيكم الثقلين ماإن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا )وكذلك آية التبليغ (ياأيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)..
فهي تبين الأمر الإلهي الجازم في وجوب تبليغ الناس لما يترتب عليه من مصالحهم وسعادتهم الدينية والدنيوية ،فوجوب التبليغ يكشف عن وجوب اتباع الإمام بعد الرسول "ص"ولم يجعل الله لهم حظا في اختيار الإمام ،بل جعله اختيار الهي وفرض عليهم طاعته وولايته ،فمن تولاه فقد دخل في ولاية الله كما قال الرسول (اللهم وال من والاه وعاد من عاداه).
فمن رفض هذه الولاية فقد رفض ولاية الله وبالتالي فقد ابتعد عن أصل التوحيد الذي يمثل أول أصول الدين ..
فمن أهمية طاعة الإمام انه كفيل بتحقيق الهدف الإلهي الذي خلقت الناس من أجله (خلقت الخلق لكي أعرف) ولايمكن معرفة الله إلا بطاعة الإمام الطاعة المطلقة لأنه الوساطة إليه وخزانة أسراره ..
فطاعته واتباعه يهب النور الذي به يفرق بين الحق والباطل،والرشاد من الضلال ،والهدى من الزيغ ..
فهدف الإمام من هدف الرسول أي يتحدان في وحدة الهدف في بناء الإنسان بناء ربانيا فالإمام كالنجم الذي يهتدى به ،والوتد الذي يثبت إيمان العبد ،ونورا يضيء القلب ،فقد كانت صفاته تناغي الفطرة الإنسانية في عشقها لجمال الصفات الإلهية وتلك الصفات لم تتجسد إلا في الأئمة وهم أهل البيت عليهم السلام ..

الأحد، 10 مايو 2015

شفرة ألم

شفرة الم
عقارب الساعة قد تجمدت لتكون اللقطات حاضرة من قبل روح تجاوزت الحدود لتصل ..

حركتها فلم تتحرك ناديتها فلم تجب ارتعش جسدي خوفا ماذا حصل حينها انهال المطر ،وتساقطت اوراق الشجر وتفجر البحر فسرت وأنا خائفة اريد من يجيب ، ولكن فات الأوان فقد شاء القدر ..

طفلة انتزعتها مادون الرحمة لتكون بالموت من عداده ..
دماء متناثرة ..اشلاء مبعثرة ..آهات وأنات تنزف باستمرار قد دام ، اهذا هو حالهم أم في الماضي كان حال ؟!
فسيطرة الظلم والعدوان تبينت بالجور والطغيان ..
عدنا مع ما نتهبته الأيام من الروح الإنسانية لتدفن كعارا لوجودها بجاهلية صماء لاتصغي لنور الحق والبيان ...

عدنا لتاريخ عارم بقسوته لتذكر
بنات الرسالة ومنهم سبط الأنبياء محمد صلى الله عليه واله لتكون السهام تترا عليه لتواكب موطن نبضه بانتزاع تلك الروح المقدسة ...
لتبقى الثورة كما في الحب رابطة وطيدة صرعتهم شهداء دون ذنب

الم يقل بلسانه الناطق ( إنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي محمد )

فالصمت والحديث بابان مفتوحان لأسلحة الإعدام
كثيرون هم من يحيطون بنا فمنهم من اعتق فكره بعيدا عن الإسلام لصدى قد ترسب بمسماه ظاهرا ، ومنهم من اعتنق وشاحا احمر ليدمر العالم بنفثات السم ..

فقد كنا بالأمس ولازلنا نعاني

بقلم ..نوف ال يوسف

مابين العقل والقلب ( قصة )

مابين العقل والقلب ( قصة )

في مساحة حرة يستعد فيها القلم للإفصاح عن المعاني لتكون الوقفة مختلفة بعض الشئ ، ومنها ماأخذ بمنظار الاعتبار لطبيعة بشرية قد سيطرة الشهوات عليها لتبتعد اكثر من موطن العقل ..

فالإمام الصادق عليه السلام يقول
(من كان له عقلا كان له دين ومن كان له دين دخل الجنة )
فالجنة حقيقة ساطعة تبتغي عقلا يتهامس بالبعد عن حب الدنيا ومغرياتها فلكل منا جسد يحتويه العقل والقلب ، ومع ذلك هل يستطيع القلب بسيطرته التغلب على العقل وحكمته أم يكون الوضع معاكسا ؟؟

فهنا ستكون سلسلة المغامرات متصلة على صفحة الواقع فبين مايهم
حسم الأمر ليكونا مبتدأين من زاوية واحدة ..

فالقلب اقتطع الزمن بقفزات متتابعة ملؤها شهوة الحب المحرمة ، اما العقل قد انبسطت له المسافة ليخوض باتجاه مختلف دونه ، وبكل ادراك ووعي ليبتعد عن عثرات الهوى ومردودها ...

قد كان صوت الريح زامورا حاكما ليرتفع بسرعة النبضات
ايعقل أن يكون القلب فقط موطن النبض ؟؟

كلاهما قد وصلا ولابد لخط النهاية ولكن برأيك الخاص أيهما قد يستحق الوصول اولا ليكون مفترض الطاعة ؟؟!

بقلم نوف ال يوسف

الهه هواه…

الهه هواه…

لازالت ملامحهن تسكن صفحات الذاكرة.. وسنّي أيامهن مميزة من بين السنوات.. فثمة علاقة زمالة جمعت بينها وبينهن.. كنّ متفاوتاتٍ سناً.. ومختلفاتٍ وطناً.
ومابين عزباء هادئة معطاءة الى ذات بعلٍ قد بان ذلك على محياها.. وأخرى قد تبرّجت بشتى انواع الزينة حتى غدت عروساً قد تزف الى عريسها كل يوم.. ورابعة تنوء بحمل ثقيل قد أوهن كاهلها..
ثلة عاشت معهن زمناً ليس بالقليل كان كفيلاً بأن تتعرّف عليهن الواحدة تلو الاخرى معرفةً تنفذ الى الباطن وتتعدى حدود الظاهر…
جلّ ماكان يشغلهن وعليه تدور أحاديثهن كان ذلك الهم المتبادل والذي جعلنه للأسف مفترض الطاعة في حياتهن..
وحول تلك الطاولة المستديرة كنّ يجتمعن كل يوم بين دفاتر التحضير وسجل الدرجات وهموم الطالبات.. وكان لفاكهة الحديث طعمٌ آخر.. طعمٌ لا يمل منه.. كمن كان يأكل من العسل ولم يشعر بحلاوته فطلب المزيد.. وكأنهن أصبحن مصداقاً واضحاً لقوله تعالى.. (ألهاكم التكاثر. حتى زرتم المقابر)

سعيٌ حثيث وطلبٌ دؤوب فهناك شئ ما لم يحصلن عليه بعد ..ولا زلن يندفعن وراءه ولايعلمن إلى أين سينتهي بهن المطاف ..كنّ انموذجاً مصغراً لفئةٍ انتشرت في مجتمعاتنا. ..فقد اتبعن هوى الموضة ..وأصبن بهوس الأناقة والتمدّن.. أصبحن يبحثن عن آخر صيحاتها وغرائب طقوسها حتى وان كانت لا تمتّ للذوق والعرف بصلة..
ثمة عوامل كانت تقف خلف هذا الاندفاع الملحوظ ..قد يكون عند البعض بسبب الايغال في الاهتمام بالمظهر ظناً بانه وحده المسؤول عن تقدير الذات.. وقد يكون مجاراة للقرناء واقتفاء أثرهم دون تثبت أو روية..
وقد يكون ابرازاً للقدرات المالية والتباهي بالثراء الذي بات فاحشاً ومثيراً للانتباه وللاشمئزاز سوية… 
لقد تناست هذه الفئة بأن الاهتمام بالمظهر لاشك مهم وضروري لكنه لايقل اهمية عن الاهتمام بالجوهر الداخلي والذي ينعكس ظاهراً على سلوك الفرد وتصرفاته..
وأن الانجرار وراء هوس الموضة يجعل صاحبها سطحي التفكير خاوي الهدف اناني لايأبه بأحوال الآخرين..  وقد يودي به هذا الطريق الى نهايات مأساوية..فقد أثبتت التقارير أن هوس الموضة أصبح داءً عالمياً انتهى ببعض اصحابه الى الانتحار نتيجة الديون التي تراكمت عليه بسبب عادات الشراء المرضية..
ما أجمل أن تهتم المرأة بجمالها ومظهر أناقتها لكن الجلوس حول طاولة مستديرة و المبالغة في الحديث عن صرعات الموضة  مخجلةُ قبال طاولةٍ أخرى يحتفل أصحابها بنجاحهم وانتصارهم على مجتمع اسلامي جعلوا من المرأة فيه ضحية للفقر والجهل والغفلة…
أفلا.. نعي خطورة تلك المخططات ونحذر ان نكون ممن اتخذ الهه هواه…. ??

                               
أفراح آل ابرهيم

بـــَوح

بـــَوح

خلف بوتقةَ الزمان،وأستار المكان، هناك بعيداً حيث اللاحدود،على مسرحٍ من خيال،وفي حلبةٍ كان البقاء فيها دُوماً للأقوى،تناهى صوتٌ يُنذر بالبدأ،وبدأت الجولة الأولى( ثرثرةٌ وصمت)ْ.

وكما هو ديدنُ الكثير من مُبارزاتنا راحت الثرثرةُ وبإعتبارها الأقوى تتباهى بعضلاتها في إستهزاءٍ مقيت بالصمت.

وبدا الصمت مُنزويا،ً كمن يُعلن الاستسلام قبل البدء ،في إنهزاميةٍ متعمدة ،لكنه سُرعان ماقرر الخوض في معركة خُيِّلَ له أن نتيجتها باتت واضحهٍ .
وبعد لحظاتٍ طويله من الإنتظار نطق أخيراً ،ليخرج من بوتقته الضيقة ظاهراً،الرحبة واقعاً،وأفصح عن مكنوناته ليُعري الثرثرة كُلياً أمام الملأ،قائلاً بكل ثقة:
لن أحذو مسلك الجدل،فهو لاريب عقيمٌ هاهُنا ،سأنحى منحىً آخر مختلف،رُبما لايُحبذه كلينا، لكن رسالتي لابُد أن تصل لأسماعكم.
يلتفت ناحية الثرثرة مُكملاً :تُرى مارأي مُبارزتي أن نبوح بخفايا ضيّقت حدَّ الخناق علينا،أثقلت كواهلنا وأرقت مضاجع قومٍ كُنا ذات يومٍ مصاديق جلساتهم.
سأبددُ صمتي، وأصرخُ عالياً، فقد ضُقت ذرعاً وهاقد آن أوان بوحي .
مُنْذُ بداياتي،وأنا ألْمُسُ جوانبَ مظلمةً كانت ديدن الكثير من الصامتين، تلك الثلة التي فهمت الصمت خلاف واقعه، أو لنقل خِلاف ما يستوجب.
فثمة من إنزوى عن الحديث،مُنهزماً من أول لقاء ،في حِين يتوجب على ذوي العقول نُصْرَةَ الحق، فالصمت في غير موقعه لاشك خاطئ.
وآخر كان بجواره من يَطْرُقُ مكامن الروح في حاجةٍ ماسةٍ لإستنطاقه، فقابله بصمتٍ مُطْبِقْ، لاشيء سِوى بقايا روحٍ تتحدث داخله،كمن يُصارعَ الحروف لتنطق، لتخبوا ذُبالةَ الأمل فيه بعد حين ،فغدا كمن يستنطق حجراً أصم.
أما مسلكَ الأغلب فالتقهقر والتراجع وإيثار الصمت في خُنوعٍ واستسلام،حين يغدوا المتحدث كسيافٍ يقْتَطع من أحشاء الغائبين مالذَ وطاب.
أما كتمان مايختلج القلوب من مشاعر فتلك أشد آلامي.
وكمن أُسْقِط من شاهق،طأطأ رأسه ،وراح يُتمتمُ : آااااه ماأسوأ حالي حينئذٍ ،،فهل للصمت هاهُنا من طريق!! ؟

من البعيد وفي حُنْوٍ، يتناهى صوتٌ يهمس للصمت: لمَّ تكيل لنفسك كل هاتيك الإتهامات؟ ،أين الخجل؟ روح الانهزامية؟ إنعدام الثقة… وماشئت فسمي،أليست بأجمعها كفيلةً بلحظاتِ الصمت تلك؟!
الصمت: رُويدك ياصاح!!إن ماذكرت من أسباب رُبما اجتمعت أو تفرقت لن يُغير النتيجة، فهي واحدة يجمعها عنواني لا غير.

وكمن أذعن لحديثٍ لابد من بوحه.
بدأت الثرثرة حديثها بإمتعاضٍ شديد :إن كُنت وأنت مشهودٌ لك بالفضل تمتلك من السيئ ماتطأطأ له رأسك،فما حالي ياتُرى؟

نماذِجُ تتكرر تِباعاً كل حين تنوء بجراحاتٍ لوقع ثرثرتي ،باتت مشاعر الآخرين أسفل قدمي أدوسها حيثما شئت وكيفما أردت،مُتغافلةً وقع الكلمات الجارحة وإرتسامها في الذاكرةِ وإن تطاولت السنين، أما ثرثرة الباطل ولغو الحديث فحدث ولاحرج.

كمن يستدرك الحديث.
الصمت: إاااايه ياصاح! لكلٍ منا جانبٌ مظلم،رُبما لانُبصر سِواه ،كنا وسنبقى رهن إشارةِ بني البشر ،والعاقل الحصيف من يُدرك أسرارنا ويُحسن استخدامنا.

تُرى هل للبوح من بقية!!

خيّم سكونٌ رهيب أثار جلبةَ الحكم والجمهور، فهاهي الثرثرة لاتنبسُ بِبنت شفه،كمن إختارت أن تكون النقيض!
تُرى أين سرح بها الفكر؟! أتَراها إنشدت لحديث الصمت وأثرت فيها كلماته الأخيره؟!
أخالُها تذكرت لحظات السعادةِ ،قهقهات الفرح وجلسات السمر،حيث يحلو البوح وتتعالى الضحات..
أما صاحبنا الصمت،فكان هو الآخر يسترجعُ ذكرياتٍ من ماضٍ قريب،ليُبْحِرَ بين نظراتٍ كان لِبَوحها حديثٌ لاتستوعبه كل الحكايا والكلمات، وبين إغْضاءٍ عن محادثةِ لغوٍ لا طائل من المشاركة فيها.

همسة..

عندما لا تستطيع رؤية الجانب المشرق من الحياة، لمّع الجانب المظلم.

                           زينب علي غلاب.

اللهم اجعلني من الشاكرين لآلائك

اللهم اجعلني من الشاكرين لآلائك

ما إن تمضي بضع ساعات وينتهي مفعول العلاج الذي يتناوله يومياً حتى يعود لحركته الأشبه برفرفة الطيور.
فهو مفعم بنشاط مفرط،وتشتت انتباه،وعدم تركيز.
لايعبر عن آلامه أو حتى رغباته،يكره أن يغير نمط حياته أويبتعد عن الأماكن التي اعتاد عليها.
ورغم ذلك فلديه روح تنافس الملائكة في شفافيتها،ويكن في طياته طيبةً أرق من النسيم على وريقات الشجر ،يملك جوهر الوفاء والإخلاص.
إياك أن تغضب ،أوتضرب، أو تتشاجر مع أحد أمامه،فلن يقبل ولن يسمح لك بذلك ،وهذا مايثير غضبه.
كل هذا الطباع اتسمت بها شخصيته البريئة .
عمره الآن خمسة عشر عاماً، ولكن ذكاءه ربمالطفلٍ لم يتجاوز الأربع سنوات.
ففي بداية السنة الدراسية لهذا العام بقي ينتظر باص المدرسة لساعتين ونصف ، في جو شديد الحرارة والرطوبة دون أن أعلم.
لاأخفي عليكم كم شعرت بالضيق والضجر...
كيف له أن يتحمل الوقوف هذه المدة وفي هذا الحر؟
ولكن عندما تفوه والده بقوله:الحمد لله.
قلت: الحمد لله.
عندها شعرت بأن هناك شيئاً أثلج صدري.
الحمد لله..عندي ما لا يملكه غيري أويحلم به.
لدي ولد يعتمد على نفسه في نظافته ،بينما هناك من هو طريح للفراش ويجلب لأهله التعب من أجل نظافته.
الحمد لله..إبني كامل الخلقة ،وحسن الصورة ،وجميل الخُلق.
الحمد لله ..إنه بعافية تامة،فأي طفل يولد في مثل الظروف التي ولد فيها قد يكون معوقاً ،
ولا أنسى كيف كان لونه مائلاً للبنفسجي ،لأنه لم يلفظ أنفاسه الأولى ويبكي كبقية المواليد.
لم أسمع صرخاته الأولى وهو يقبل على هذه الحياة...كما لم أسمع صرخات أخيه الأخيرة وهو يودع هذه الحياة.
وكلاهما كانت الأيدي تقلبهما ليبكيا،وفي كلتا الحالتين لم أيأس من رحمة الله بهما،فما يكون لهما هو لطف من الله وخير لي ولهما.
الأول.. أطلق أولى صرخاته ليستقبل بها الحياة بعد عمل غسيل للمعدة له،لتقر عيني بإبن لي بعد فتاتين ،وبعد مرور سبع سنوات تخللتها فترات من العلاج أتحفني الله بعلي، لأسجد لله شكراً على هذه النعمة.
وبعد سبع سنوات أيضاً رزقت بالثاني...محمد.
وفي بداية السنة السابعة من عمره وبعد جهد الجميع وجهد الأطباء، إلا أن محاولاتهم باأت بالفشل لإطلاق صرخاته ،
فأبت إرادة الله إلا أن تكون ووحه محلقة في عالم الملكوت ،في جنة الفردوس مع الولدان المخلدين ،لأسجد لله شكراً على هذه النعمة.
نعم..نعمة لم يحظى بها غيري.
ليبلوني أأشكر؟...ليبلوني أأصبر؟.
إنها هبات الباري التي يتحفنا بها كل حين..
ولازالت صفحات حياتي تزدحم بتلك النعم التي لاتحصى وبذلك المداد الإلهي الذي لاينتهي،وكما أمرناالله تعالى في قوله"وأما بنعمة ربك فحدث".
اللهم اجعلني من الشاكرين لآلائك،ومن الصابرين على بلائك ، ومن الراضين بقضائك.

..........
منى المسلم

أءنت ممن بايع الضب؟

أءنت ممن بايع الضب؟

بدأ يتخبط في طريقه لايعلم أين يضع خطواته ولا إلى أين يتجه.
يظل ينتظر لعل هناك من يرشده أويسمع صوتاً أويرى ضوءاً،فيحاول السير فلايجد نفسه الاقد هوى في وحلٍ أشد صعوبة من ذلك الظلام.
فتبدأ رحى ذاكرته تدور ليتذكر ذلك اليوم عندما مد يده هو ومن معه ليبايعوا ذلك الضب بقولهم:أنت والله إمامنا مابيعتنا لك ولعلي بن أبي طالب إلاواحدة وإنك لأحب إلينا منه.
ماهذا ومن معه إلا من الآلاف التي بايعت ذلك الضب...
ماهذا إلامثالاً من صور تحدث كل يوم .
ليس شرط أن تبايع ضباً،فربما مددت يدك لتبايع سلطاناًج جائراً ،أوأغمضت عينيك لتنقادخلف دنيا مخادعة،أواستسلمت لنفس جهولة،فتصبح عبداً لأحدهم ،وتنصاع لأوامره ،فيفرض سيطرته ليكون سيداًعليك.
ليبحث كل منا عما في داخله ،عن من هو سيده،من هو المفترض الطاعة؟
يوم يأتي ذلك اليوم "يوم ندعو كل أناس بإمامهم" أي إمام سأكون معه؟
أي إمام بايعته على السمع والطاعة والولاء والتبري من أعداءه؟
ربما ذلك الضب ،فأعمالي هي من تقرر...قيمي ومبادئ وأخلاقي هي من تقرر.
أي ضياع إن لم أعرف من هو المفترض الطاعة؟
علي أن أعلم حتى لأموت ميتة الجاهلية.
     
        منى المسلم

وحبسني عن نفعي…

وحبسني عن نفعي…

خلف قضبان الأسى حطّت رحالها متهالكةً تجرّ أذيال الخيبة والخسران..لتنعى عمراً طالما بعثرت فيه أياماً وضيّعت فيه فرصاً شتى..
ماتصوّرته بالأمس سعادة وهناء تراءى لها اليوم ألماً وشقاء..
لطالما ربتتْ على أكتاف الضمير وطمأنته بالتسويف وطول الأمل.. فهناك متّسعً من الوقت.. دعني.. دعني.. أعيش العمر جلّ ساعاته راحةً وحبوراً..
تلك هي النفس استيقظت بعد سبات عميق وهي تئن بين أغلال الذنوب وقيود المعاصي ذليلة مكبّلة.. بعد أن زيّن لها الشيطان تلك الصغيرة بأنها صغيرة ..مجرد صغيرة ..حتى كبرت.. وكبرت شيئاً فشيئاً..وأصبحت تلك الصغائر كبائر الذنوب وآفات المعاصي.. فكيف الخلاص منها.. وقد أطبقت عليها بملئ فمها.. وكأنني بها تتمتم وقد أوهنها الاعتراف الممزوج باليأس (وقعدت بي أغلالي).. اذ أنها لم تكتف بالمعاصي فحسب.  بل صنعت لها من الأهواء والشهوات سلاسل طوال تجرها الى مستنقع الأنا حتى وقعت عندئذ ارادتها في وحل المحظورات ..ولم تجد ملاذاً للهروب من التبعات. كيف لا وهي لم تستجب لنداء الضمير يوماً ..فكلما استسلمت لشهوةٍ انجرّت وراء اخرى.. وهكذا.  
همست واهنة ..(وحبسني عن نفعي بعد آمالي). هي لاتعلم متى تدق نواقيس الرحيل لذا عوّلت على طول الامل.. الذي خدعها بحبائله ..فأصبح التسويف لها عادة.. وعبادة النفس أيما عبادة. .
حتى نسيت آخرتها واكتفت بدنياها. متناسية قول أمير المؤمنين ع. (من أطال الأمل أساء العمل.)
هاهي تحاول الخلاص من قيودها ..علّها تجد بصيصاً من نور الأمل بالله فلاتجد ملاذاً إلا التضرع خاشعة حيث الناس نيام.. (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )
.........
افراح ال ابراهيم

لجام

لجام

نحن نعيش في أيامنا هذه ثورة علمية مذهلة،اجتاحت العالم كله.
ولم تختص بفئة دون أخرى ،وبقوم دون آخرين.
مع وجود فارق جلي.
وهي ان البعض مصدر لهذا العلم خبيرا به.
والآخر مستوردا له متعلم عليه.
وبون شاسع بين الأثنين.
فالأول له القدرة على التفكير والتصور وقد تعداه للتطبيق والإنتاج.
والأخير خالي من اي قدرة تذكر.وقد يحالفه الحظ   فيتوصل الى بادرة لتصورات شتى. ولكنها خالية من اي وجود خارج رأسه وذهنه.
ومن هنا ينشىء عدم التوازن بين التصور والتحقيق على أرض الواقع .
وهنا تكمن الطامة الكبرى.
فإن الشعور بالحرمان على مستوى الإنجاز يسحق صاحبه المتطلع ويبيده ،حتى يصل الى مرحلة يغبط فيها ذاك الحيوان الذي تتساوى عنده مساحة فكره مع مساحة استعداده البدني للإنتاج .
فالإنسان مع وقف التنفيذ هو إنسان يعيش مرحلة الفناء.
ومايزيد الأمور سوءا وبلتها مطرا.
ان الإنسان مفطور على حب البقاء والأبدية.
فهو يرفض فكرة رحيله ،وان تيقن بذلك فهو يمضي قدما لتخليد ذكراه عبر تمثال الإنجازات .
والذي يزول هو ولا يزول.
ولكن خيالاته تلك  وأوهامه كلها تزول عندما يرتطم بجدار صلب يدعى الواقع.
فأي لذة بعد الموت سيستشعرها هذا المتوهم؟
وماذا سيجد في بريق الشهرة بعد ان يفقد أنوار الحياة؟

اذا كيف يتحقق البقاء والخلود والذي يمثل  أمل الشعوب الذي تستبق اليه الفطرة البشرية لتحقيقه؟؟؟

ولكن كما توزعت الأدوار في العلم ،في البقاء توزعت  ايضا .والبقاء هذه المرة للأصلح.
والأصلح هنا هو الدين والايمان بالله.
لان الخلود معه لامع غيره.
فبعد ان نختم صفحة الحياة هذه ،لايطوى كتاب البقاء بل يستمر لنحيا في صفحة أخرى.
ومن هنا يعيش صاحب العقيدة والدين أطمئنان البقاء.
لأنه لا ينهي مرحلة الا ويستأنف غيرها.
وهو يسخر السابق ليؤسس اللاحق منها.

ولكن فيم تغلب الدين على العلم ليكون هو الأصلح؟
ببساطة شديدة .
لان العلم وان أعطانا عقل قوي ، لكنه لايهبنا قلب بمثل قوته.
وهو ان مكننا من التخطيط الدقيق ،إلا انه لا يوفر لنا الأهداف السامية التي تواكبه.
وان قدم لنا المنطق ،الا انه غير ملزم بإلهام ذواتنا الأفكار المشرقه.
اذن ففراق العلم للدين،
فيه خسارة كبيرة .وان كان الدين متحمل لجزء ليس بقليل منها.

ويذكر ان انشتاين والذي كان سابق لعصرنا بعصور.
(ان الانسان قد طوى المراحل المقدرة لحياته.ولاتمضي الا سنوات قليلة ليبيد نفسه ويقضي عليها بقدراته العلمية نفسها)

وكأن أنشتاين يعاصر مانعانيه مع هواتفنا الذكيه وأجهزتنا العبقرية والانظمة السياسية والاجتماعية الحديثه.
فالبعض يلاحق كل جديد علمي .مخلفا وراءه لجام الدين.
لذا يعيش هؤلاء تفسخ رهيب.منذ سلخ العلم عندهم عن دينهم.
وهم بذلك لم يلحقوا بالعلم ولم يحصلوا على الدين.

وللأسف أمسى علم الآخرين وحل جهل نتحرك فيه ببطء شديد  ...
لنزداد قذارة كلما تحركنا فيه.

وتغافلنا ان مبيد الجاهلية كان منا، ومن ارضنا انطلق ،وبعقيدتنا تحدث ونطق.

قلم صغير✏

آلهة

آلهة

تعددت نظرة الإنسان الى الاله . فمنهم من لم يؤمن بوجوده في الأصل،وأرجئ ذلك الى سبب منشأ هذه الفكره.
وهو خوف ذاك الإنسان البدائي.
والذي منذ وطأت قدماه أرض تلك الغابة المعشوشبة المطيرة، التي تعج بالوحوش الضارية، والجوارح الطائرة.
وهمه الوحيد..
كيف يحمي بقاءه ويحفظ وجود ذاته ؟
وكيف يصارع كل هذه الأجواء ليصرعها؟
كل هذه الظروف فعلت في ذهن رجل الغاب ذاك فزعا مهولا، مااستقر الا عندما طرأ في رأسه فكرة(الآلهه)وهي تلك القوة الخفية المبهمه والتي تضمن له وجوده بل وامتداد هذا الوجود.
ولإن الخوف ليس آلهة.
أنكرت هذه الفئة وجوده بالأساس.
وبنت عقيدتها على أسس إنكار الاله لتفنيدها لهذه الفكرة.
هذا يعني ان وجود فكرة أنتج لنا فكرة اخرى.
وان كانتا كلتا الفكرتين لاتمت للصواب بصلة .إلا ان مضمون هذه الواقعة ،يحمل جانب من الصحة.
وهذا يتمثل في قضية هيمنة الفكرة.
فبالنظر الى الفكرة مجردة، نجد ان لها سلطة عجيبة على الكيان كله لدرجة انها تجسد في آلهة تعبد .
ويتضح لنا ذلك جليا .
فمع امتداد الزمن امتدت الأفكار الآلهة .
فنجد من يعبد آلهة الحب .وهناك من سيطر عليهم آلهة الموسيقى و الشعر .
هذا يعني ان الأفكار المتوهجة عند هؤلاء الملحدين تخطت مقامها بكثير .
ولا عجب فعند غياب الحق ،يكثر الباطل.
وبالخصوص اذا اجتمعت معه الحاجة .
فحاجة الإنسان لمعبود احتياج فطري يجتاح الفرد ويحثه للبحث عن هذا الإله.
كما الفكرة .
يحتاجها الرأس ليصبح ذهن .
وتعتمد عليها المفردة لتغدو معنى.
ويقوم عليها التصرف ليمسي حكمة.
ولاننسى ان الحاجة أم الاختراع ..كما يقال.
فالأصل هي حاجة الإنسان والذي انبثق منه فرع الفكرة.
ومن الغبن ان يسيطر الفرع على الأصل ليسيره كيفما شاء.
وان صح ماأقول .
هذا يعني ان الإنسان ماهو إلا جهاز تحكم تقلبه الأفكار كما تحب وتهوى.
و العكس هو الصحيح.
خصوصا للفرد الواعي.
والذي يتبنى بنات أفكارة مادامت صائبة ومتى تكشف له العكس ،هجرها ليتبنى غيرها.
فهو يعي ان تسلط الفكرة يعني تحجر الذهن.
كما يعي أيضا أن ثبات المبدأ يتمثل في الأنسان المحترم.
فالثبات على المبدأ نعمة .والثبات على الأفكار المتوهمة نقمة.

فلندع لنا مساحة ولو ضئيلة بيننا وبين أفكارنا .
فلا هي تتسلط علينا ولا نحن نتشبث ونلتصق بها.

بعد كل ما ذكرت.
قد يغزوا الذهن سؤال...
وهو :هل من التعصب أن أحب فكرتي واعتنقها؟؟
والأجابة :
التعصب هو أن تخسر من تحب من أجل فكرة متوهم بها.

من الجميل ان ننتمي لفكر.
ولكن لاتخسر من تنتمي لهم من أجل فكر.

فكن حذرا في علاقتك مع فكرتك.
ولا تجعل الحاجة لها تصيرها لك إله مفترض الطاعة.

قلم صغير✏