بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 6 فبراير 2016

علاج العنف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطاهرين

ورد في دعاء الصباح لأمير المؤمنين عليه السلام : " وأدب اللهم نزق الخرق مني بأزمة القنوع "

 

ما المقصود بهذه العبارة ؟

النزق هو ا لطيش والخفة

الخرق : هو معالجة الأمور بالعنف والشدة وهو من جنود الجهل

أزمة القنوع : أزمة الشيء تعني ( مقوده )

القنوع : التذلل والتخشع

ومعنى هذا المقطع من الدعاء هو الطلب والتوسل بالله تعالى أن يساعدنا في ترويض أنفسنا التي يسمها الغضب والغلظة إلى التذلل والخشوع وأن يجعلنا متذللين لينين في سلوكنا وليس حمقى وأشداء ,  قال تعالى : " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"

المتتبع  لسيرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وسيرة أهل بيته يجد زخما هائلا من مواقف الرفق واللين ويجد منظومة أخلاقية متكاملة في التعامل والعلاقات العامة

فمن القرآن الكريم  ومن هديهم وسيرتهم نستشف الحلول التي تحد من مشكلة العنف

وقبل طرح هذه الحلول لابد أن نستعرض بعض دوافع العنف وجذوره الخفية حيث أن علاج أي مرض يتم أولا عبر تشخيصه ومعرفة أسبابه وبالتالي القضاء على تلك الأسباب ليندحر المرض.

 

فما هي دوافع السلوك العدواني ؟

1-الجهل وغياب الوعي والثقافة الدينية والأخلاقية

 فالبعض يفتقر إلى الثقافة الدينية الصحيحة التي تؤهله للتعامل الأمثل مع الناس وبالتالي قد يسيء الظن ويغتاب ويتنابز ويسخر وكلها أشكال وصور ومظاهر مختلفة للعنف بل تسبب وتهيج الأطراف الأخرى فعندما يسخر قوم من قوم فإن ذلك يدعوهم للعنف ويتسبب في رد فعل عنيف من جهتهم ، لذا كان الحل هو :

نشر الوعي والثقافة الدينية والأخلاقية ، بدءا بالأسرة فهي اللبنة الأساسية لبناء المجتمع فعلى كل الآباء الاهتمام بتنشئة جبل واعي أخلاقيا ودينيا عن طريق النصح وعن طريق كونهم قدوة حسنة .

كذلك على الآباء أن يثقفوا أنفسهم أولا تربويا ليتعرفوا على أسباب العنف والعدوان النفسية ، وعلى السلوكيات الخاطئة كالدلال الزائد ، والقسوة، والحرمان ، وغياب التقدير للطفل ، وعدم الاهتمام بحاجاته ...الخ  كل ذلك أسباب تدعو للعنف فعلى الوالدين معرفة دافع العدوان عند أولادهما ليتمكنوا من علاجه .

وكذلك يجب ألا يكتفي الفرد المسؤول  بتربية أولاده ، ونشر الثقافة الدينية والأخلاقية في بيته فقط بل لا بد أن يساهم في نشرها على قدر استطاعته وكل بحسبه  سواء كان ذلك عن طريق الندوات أو الحوارات أو الخطابة أو الكتابة أو عبر استغلال وسائل التواصل الاجتماعي  ...الخ

كما يجب أن تكون الثقافة الرسالية – ثقافة القرآن الكريم وثقافة أهل البيت - هي الثقافة السائدة ويجب أن تسلط الأضواء باستمرار على الآيات والروايات التي تدعو لإصلاح ذات البين وللتعامل بالأحسن حتى نقتلع جذور العنف .

ومن أمثلة ذلك قوله تعالى :

" قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم "

" ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم "

" لا يسخر قوم من قوم "

أو كقول الباقر عليه السلام :  "من كظم غيظاً وهو يقدر على إمضائه حشا الله قلبه أمناً وإيماناً يوم القيامة"

وغيرها من الآيات والروايات  

2-غياب العدل والمساواة

سواء في البيت أو المدرسة أو المجتمع بشكل عام, فعندما يغيب العدل بين أفراد المجتمع الواحد يشعر الأفراد المتميزين بالغطرسة والتعالي فيميلون للعدوان ويشعر الأقل منهم بالدونية فينشأ لديهم الحسد والشعور بالغبن وبالتالي تتولد لديهم النزعة العدوانية كاستجابه تعويضيه لذا كان الحل في العدل والمساواة,والبحث عن مواطن التميز والتفرد لكل شخص

3-ثقافة سلبيه خاطئة تصور العنف وتظهره بمظهر القوة

ويظهر هذا الدافع جليا بشكل خاص عند فئة الشباب والمراهقين ويلعب الاعلام دورا خطيرا في تصوير العنف كمظهر من مظاهر الرجولة أو القوة والحل يكون في التعرف على طريقة تفكير الشخص المراد تعديل سلوكه العنيف عن طريق كسب قلبه أولا وفتح باب الحوار الهادئ الهادف بشكل فطن ( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه )

4-أهواء ومصالح وميول نفسية

كحب الظهور ,التفوق ,الجنس ,الأنانية,الغيرة والغضب كل هذه الأهواء أو النزعات من أسباب العنف  والعلاج هو في تمرين النفس وترويضها كذلك يمكن التأثير على النفس وعلى الآخرين عبر مخاطبة العقل الباطن بواسطة القصص كقصة هابيل وقابيل وقصة النبي يوسف مثلا أو من خلال الأدعية اذ انها تخاطب اللا وعي للانسان وتكون بمثابة ايحاءات للخير والصلاح والسكينة فالدعاء يصفي القلب ويساعد على ترويض النفس الهائجة

اللهم صل على محمد وآل محمد وارزقنا لين العريكة وخفض الجناح وسكون الريح وطيب المخالقة وصلى اللهم على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين

المصادر:السلم الاجتماعي
للشيخ حسن الصفار.

 الاخت
ندى الخلف

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق