بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 29 فبراير 2016

ايجابيات وسلبيات الاعلام

ايجابيات وسلبيات الاعلام

 

تمهيد

تشكل وسائل الإعلام تحدِّيًا لدور الأسرة ودور المربين، وتكاد تسحب البساط من الوسائل التربوية التعليمية الأخرى؛ إذ تشير إحدى الإحصائيات إلى أن الطفل يقضي وقتاً يعادل الوقت الذي يقضيه في المدرسة.

في استطلاع لأهم الأولويات التي يضعها الطلاب في اهتماماتهم أثناء الإجازة المدرسية جاءت النتيجة: أن 30% يضعون التلفاز في أولى اهتماماتهم، و11% فقط للقراءة[1] ، فيما تشير دراسة أخرى إلى أنه عندما يُتِمُّ الطفل المرحلة الثانوية يكون قد قضى 22 ألف ساعة أمام التلفاز، و11 ألف ساعة في المدرسة[2] ، فإذا أضفنا وسائل الإعلام الأخرى: (إنترنت، صحف، مجلات، أقراص مدمجة، الإذاعة...إلخ)؛ فلن يكون هناك وقت لنشاط آخر.

فمن ايجابيات الاعلام:

زيادة الوعي لدى المتابعين: تستيطع هذه الوسائل أن تقدم للمشاهدين سلسلة من الآراء، وتكون هذه الآراء وفقاً لمتابعين ومحللين مشهود لهم بذلك، وتترك للمشاهد حريّة اختيار الرأي الذي يراه صواباً، أو الذي يشتعر من خلاله هو الأقوى، وهيتعد موجه للرأي العام.

تكوين العالم كقريّة بسيطة: تمكنت من الزحف بشكلٍ سريع، بحيث يمكن لأي شكل عبر هذه الوسائل معرفة آخر الأخبار، والأحداث، والمؤتمرات التي تحدث في نفس الوقت وهو في مكان آخر، عن طريق نقلها لهذه الأحداث من خلال مراسليها.

التعليم: تخصيص مواد إعلاميّة متخصصة للأطباء، والسياسيون، والمعلمون، أي أنّ الطبيب يستطيع الحصول على آخر الأخبار، والمواد الإعلاميّة التي تخص الطب، وآخر ما توصل إليه الزمن من علاجات.

التسلية: توفر من خلال البرامج التي تبثها إلى المتابعين كالأفلام، والمسلسلات، وبرامج المسابقات، وأفلام الكرتون للأطفال اللاتي يعتبرن من البرامج الهادفة، والمسليّة، كما أنّها تملئ وقت الفراغ الذي يكاد يقتل الكثير من الأشخاص.

حل المشاكل: يوجد بعض البرامج التي تبث عبر أثير الإذاعات، والشاشات المتلفزة التي تهتم بشؤون المواطنين، وتسعى دائماً إلى توفير الحلول للمشاكل المتعددة التي يُعانون منها في حياتهم، وتعد هذه البرامج كوسيط بين المواطنين وأصحاب السلطة في البلاد التي يقطنون فيها.

بالرغم من كل الفوائد لهذه الوسائل فهي تحتوي على مجموعة من السلبيات التي تثكل كاهل الأمة كإضاعة الوقت الثمين على أمور غير مهمّة، بالإضافة إلى وجود بعض الوسائل التي تهتم بالسبق الصحفي تقوم بنقل أخبار زائفة توهم أفراد المجتمع

 

 

إن وسائل الإعلام من بركات العِلم، ومن أهم الوسائل الحديثة التي توصَّل إليها، وابتكرَها العقل البشريُّ الخلاَّق، نحن لا ننكر ذلك، ولا ندَّعي خلافَه، بل لا نُماري إذا قلنا: إنَّ هذه الوسائل من أهمِّ الأمور التي سهَّلَت التَّواصل بين بنِي الإنسان، فقرَّبت القاصِيَ وأدنت الدَّاني، حتَّى أصبح العالَمُ قريةً صغيرة يعلم كلُّ واحد منها كلَّ ما وقع فيها، بل ويقع في اللحظة ذاتِها، كما أنَّ هذه الوسائل يسَّرَت سبُلَ البحث العلميِّ، وجعلَتْه في متناول الجميع بأسهل الوسائل وأقرب الطُّرق.

ولكن كلُّ عمل يقدِّمه العقل البشري لا بد له من سيِّئات ونقائص، إلى جانب الحسَنات الذي يقدِّمها
لقد تعدَّدت سلبيات وسائل الإعلام وتَشَعَّبَتْ، حَتَّى أصبحت طَافِحَةً على سطح المجتمع، ولامَسَتْ جوانب متعددة من حياتهم، سواء أكانت عقائدية أم اجتماعيَّة، أم تربوية أم غير ذلك، وها هنا ذكر لبعض تجلِّيات هذه السَّلبيات على هذه الجوانب حسب نوعها ويمكن أن نقسمها إلى خمسة جوانب:

الجانب العقدي - الجانب الاجتماعي الأخلاقي - الجانب التربوي - الجانب النفسي - الجانب الصحي.

 

الجانب العقدي:

• نشر المذاهب الفاسدة، والعقائد الباطلة، والتَّرويج لها عن طريق تلميع صورة معتنِقيها، وإبراز شعائرهم، وتخليد ذِكْرها.

• الإيحاء بقدرة بعض الخلق على مضاهاة الله في الخلق والإحياء والإماتة، وذلك بإظهاره في صورة ذلك البطَل الذي لا يُقهر

الجانب الاجتماعي الأخلاقي: 

• الدعوة إلى الجريمة بعرض مشاهد العنف والقتل، وظهور مُصيبة الاغتِصاب التي عمَّت بها البَلوى، وتأذَّى منها الصَّغير والكبير، والرجل والمرأة، بشهادة الواقع والغربيِّين أنفُسِهم، فقد أثبتَت دراسات أمريكيَّة أنَّ الأطفال الذين يشاهدون التِّلفاز وبخاصَّة الأفلام الإباحيَّة يقعون في زِنا المَحارِم، ويعتَدون عَلى أخَواتِهم الصِّغار جنسِيًّا،

• السعي إلى خلع رداء الحياء، والترويج لذلك، وجعل العلاقة بين الجنسَيْن في قمة التحرُّر من كلِّ قيد ديني او اخلاقي او غيره
 

• انتشار العنف، وجعله أمرًا طبيعيًّا على أرض الواقع؛ حيث إنَّ المُجرم يُعرض في المسلسلات والأفلام كالبطل والنَّجم الساطع الذي لا يُبلَغ جنابه، فيكون ذلك سببٍا لمحبَّتِه من لدن المتابِعين، وتصبح الجريمة والقتل آنذاك أمرًا عاديًّا يوحي إلى البطولة والشموخ،

• تشويه معنى القدوة والأسوة، التي تعتبر من أهمِّ مرتكزات إصلاح المجتمع؛ إذْ أصبحت تلك الراقصة التي تعرِّي عن جسدها، والمغنِّية التي تكشف عن مَحاسنها، والممثِّلة التي انسلخَتْ مِن كلِّ مبادئ الحشمة والحياء - أصبحَتْ هي القدوةَ المُثلى بالنِّسبة للفتيات
 

الجانب التربوي: أمَّا بخصوص الجانب التربوي، فهناك أيضًا مجموعة من السَّلبيات، منها:

• التأثير على حياة الأطفال الاجتماعيَّة وعلاقاتِهم بالأسرة، وبِهذا يَقِلُّ اكتسابهم للمعارف والخبرات من الأهل والأصدقاء، كما يصرفه أيضًا عن اللعب، ومتعته مع أقرانه.

• تمرُّد الأبناء على الآباء بفعل المَشاهد التي يرونها في وسائل الإعلام، والتي كان يشارك في مشاهدتِها الأبُ نفسُه، وهذه نتيجةٌ حتميَّة، على الأب أن يَجني ثِمارَها

• ضياع الأوقات، وذهابُها هدرًا، بفِعل تلك الأوقات الطويلة التي يقضيها المتعلِّم أمام هذه الوسائل،

• دُخُول الأطفالِ عالَمَ الكبار قبل الأوان فيما يسمَّى بـ"اختراق المرحَلة العمريَّة"
 

الجانب النفسي:

• إفساد واقعية الأطفال، وتشويه عالَمِهم الجميل البسيط الذي يؤمن في هذه المرحلة بالملموس الواقعيِّ، وذلك بعرض المَشاهد المنافية للواقع، والمخرِّبة للفطرة.

• تربية الطِّفل تربية مشوَّهة غير منتظمة، لا تراعي البُعد الحضاريَّ للطفل، ولا تعير اهتمامًا لمرجعيَّاته الدِّينية والأخلاقيَّة، ولا تحترم خصوصيَّات الوسط الذي يعيش فيه،

• ضعف الشخصيَّة، وتردُّدها في كلِّ ما تُقْدِم عليه، وعدم الرُّسوخ على موقف معيَّن؛ بسبب الاستهلاك السَّلبِي لوسائل الإعلام،

 

الجانب الصحي:

• ضعف البصَر؛ بسبب الإضرار به عن طريق كثرة تعريض العين للأشعَّة التي تبعثها وسائلُ الإعلام المرئية؛ مثل: الحاسوب والتلفاز؛ وذلك ما أكَّده الأطِبَّاءُ والواقع، إذْ إنَّ أغلب الذين يعانون من ضعف في البصر يحصل لهم ذلك بسبب كثرة الإدمان على مُشاهدة وسائل الإعلام المرئيَّة فتراتٍ طويلة، خصوصًا في الفترة اللَّيلية التي تحتاج فيها العين إلى جهد مضاعَف؛ من أجل النظر. 

• الإصابة بالأَرَقِ وَالسُّهاد، والإحساس بأوجاع على مستوى الرأس؛ بسبب السَّهر، والمداومةِ على مشاهدة بعض هذه الوسائل خلال ساعات متأخِّرة من الليل. 

• كثرة النِّسيان وعدم التركيز أثناء حضور حصة أو مناقشة؛ بسبب الإعياء الشديد الذي تُسبِّبه قلة النَّوم، وعدم تمكين الجسم من حقِّه الطبيعي من هذا النوم.

 • تأخُّر الطفل في النوم، والجلوس أمام التلفاز لساعاتٍ طويلة؛ مما يؤدِّي إلى اعتلال صحة الجسم، ويتسبَّب أيضًا في الخمول الذهني، وتعطيل ذكاء الطفل.

 

• الانصراف عن مُمارسة الرِّياضة البدنيَّة، والإصابة بالكسل والخمول والسِّمنة؛ لقلَّة الحركة، واكتساب العادات السيِّئة، وتدهور الصحة العامة

 

الاخت
فاطمه العيسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق