قراءة في فكر الدكتور شريعتي
(الدعاء، 104ص،#فاطمة الكبرى المطرود)
بدأ الكاتب حديثه بالأسباب التي دعته للكتابة عن الدعاء ،وهما أمران:
الأول: أن من المتدينين والشباب المثقفين من يتوسل في الأغلب إلى الدعاء ويحمل عليه، مثله مثل عقار ومخدر فهو عندهم ضعف يسعى إلى القوة وهروب من الواجب كما أنه محفز للكسل (أن نطلب من الله مايكون بالعمل والسعي) والحقيقة أن الدعاء هو عكس ذلك تماماً،[ ليس الدعاء أن يحول الضعف قوة فحسب،ولكنه يزيد القوة قوةً ويمنح الخير بقاءً وديمومةً في بناء الفرد و المجتمع، أنا أعني أن لا مكان للدعاء حيث العمل وحيث الواجب ]
فالدعاء الإسلامي وجودٌ يأتي بعد العمل والكفاح، والذين خلّفوا لنا مُتون الدعاء هم النموذج الأمثل إذ كانو يُخوضون المعارك ومع ذلك كله كانوا يدعون .
-كان النبي ص يدعو ولكن بعد أن يعِّد للحرب ويحرِّض الناس ويجمع القوى ويمعِّن النظر في الخطة والهدف،ولم يكن دعاءه في أسباب الحرب المنطقية والسياسية والعسكرية والإقتصادية والاجتماعية،( اللهم إن خنّا أو جبنا أو عجزنا أو من جبروتِ السيف فررّنا،أو للعدو إستسلمنا ... فجد علينا بأن ننتصر على عدونا،فأنت القادر على شلِّه ومحوه )
الثاني:هو أنني وقبل أن أعتزم السفر إهتديتُ بقدرٍ مّا إلى الفيلسوف الفرنسي( الكسيس كارل ) الذي نال جائزتي نوبل،لم ينلهما في فلسفة، أو أدب، أو تاريخ، إنما نال الأولى كونه أول من ربط العروق ببعضها والثانية لأنه إحتفظ في مختبره بقلبِ دجاجة ٣٥ عاماً.
الكسيس هو فيزيائي وجراح عرف الكثير من الناس كما عرف تأثير الدعاء في الأنماط، الأبدان والأرواح لذلك كان لرأيه في الدعاء أهميةً كُبرى فالفلاسفة والمفكرين والكتاب المتدينين الذين تناولوا موضوع الدعاء بالبحث كُثر، إلاّ أن عالماً بالأحياء والأنسجة والخلايا يدرس الدعاء في الأمراض والعلاج بما لديه من الجرأة والتجربة لهو عالمٌ جدير بالإحترام.
-أشار أحصاء الجنايات إلى أن المجرمين هم في الأعم الأغلب قومٌ لايملكون من الدعاء شيئ أو يملكون اليسير منه في حين أن من لهم حظاً من الدعاء هم في حصنٍ من الجناية.
-يذكر أيضاً إحصاءً آخر عن عدد الذين تشافوا بالدعاء واعترف لهم الأطباء بالصحة والعافية.
-لئن كان الدعاء إرادة فهو من وجهة المنظور الإسلامي أعمق .
-ليس الدعاء آلة ووسيلة لتلبية حاجة،بل هو أن تتجلى المحبة بمحبة المحبوب ،حبّ يدعو إلى أن يهجر المضجع الدافئ فيبث شكواه في ذلك الليل البهيم.
-في الدعاء حاجات أبعد من حاجات المادة إن فيه تجلياً واسعاً إلى الأرفع والأشمل، فالدعاء الرفيع هو أبعد من أن نريد مانفتقر إليه في حياتنا التي لها وجود.
-ثم عرج الكاتب على ذِكر خصائص الدعاء من حيث الصحة، أن الداعي متى دعى لنفسه جاء بضمير أنا وإذا دعى للناس كان بضمير نحن وإن كان الدعاء لقومٍ هو منهم أولا كان الضمير هم. كما أن الداعي وقبل البدء يذكر صفات الله بما يُناسب المقام فإن كان عن الضيق والجوع ذكر الكرم والرزق وإن كان العفو ذكر الرحمة والعفو والغفران ،وإن كان الشخص هو الداعي لنفسه أو كان الآخرون هم الداعون له فحينها ينقسم إلى :
١) العفو عن الذنب فيصف نفسه أنه عاجز لا يستحق عدلاً ومن ثم يطلب الترحم عليه والعفو.
٢) الأمل وهو الهدى و الإرشاد والعناية الإلهية.
٣) إرادة الخير والرحمة والمحبة واللطف.
وأما الخاصية التي يستعمل فيها ضمير (هم) فإنها تخص المسلمين والمجاهدين الذين يدعون لهم بالبركة والتوفيق.
وفي الدعاء الشيعي ركن رابع هو (الجهاد) الذي يرى الانسان مسؤلاً عن مصير الناس لأنه اللسان الناطق عن الحق كما أنه يحافظ على الشعائر الإنسانية والأهداف الإجتماعية.
-إختتم الكلام حديثه بذكر نماذج من الدعاء.
بحث هذه المدونة الإلكترونية
السبت، 1 ديسمبر 2018
قراءة في فكر الدكتور شريعتي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق