*معرفة النفس*
*البحث الأول*
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمد وآل محمدوعجّل فرجهم يا كريم
*إنّ الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً، إنما يوعد حزبه ليكونوا من أصحاب السعير* سورة فاطر ٦
سنتعرف في هذا المقال عن الطرق والحملات التي يشنها الشيطان لإغواء الإنسان وانحرافه وأيضا سنتعرف على طرق اجتنابها وبعض الابحاث الأخرة التي سنتطرق إليها ..
في هذا البحث يحتاج التعرف منّا على عدة امور قبل البحث في كيفية اجتناب معصية الله سبحانه وتعالى
*أولاً* هو معرفة العدو الأساسي لنا
*ثانياً* معرفة خططه ومكائده
*ثالثاً* طرق مجاهدة النفس بعدم الانقياد لهذا العدو
أولاً: كمحور أول (معرفة النفس) عندما يعرف الانسان نفسه ومتطلباتها ،حاجاتها، أهواءها ومالذي يضرها؟ وماالذي ينفعها ؟ ماهو مرضها الروحي؟
نعلم أنّ أمراض الروح والقلب هي أفتك وأشد و أمَّر من الأمراض الجسدية لأن الامراض الجسدية نستطيع علاجها واستئصالها إن لزم الأمر أما الأمراض الروحية تحتاج لعدّة وجهوزية فهي كلما تراكمت واستفحلت لمدة طويلة لانستطيع التخلص منها بهذه السهولة .. لكن عندما يعرف الإنسان نفسه مدى خطورة هذا المرض ومدى شدته أو ضعفه في نفسه يستطيع التغلب عليه وعلاجه .
وبالإمداد الإلهي وطلب العون منه تعالى نستطيع الوقايه أيضا قبل الإصابة بهذا المرض أو أننا نستطيع علاجه واصلاح أنفسنا بعد ذلك وبعد معرفة عدونا الرئيسي .. فالإنسان بحدّ ذاته ماهو إلا عجز محض وفقر محض لايستطيع لنفسه نفعاً ولا ضراً
*معرفة النفس هي أول الطرق للإبتعاد عن الذنوب*
إذن الخطوة الأولى لمواجهة الشيطان هو معرفة النفس ومعرفة كيفية نفوذ الشيطان لأنفسنا (كوننا إذا عرفنا مواطن الضعف والقوة) نعرف بعدها منافذه إلينا ونتغلب عليه إذا جابهناه ووقفنا أمامه واعترضنا تحركاته.
*الوحي*
أول الطرق التي يستخدمها الشيطان للهجوم على الانسان وجذبه للإنحراف (الوحي) وللتوضيح لابد لنا من بيان أن الوحي يكون للأنبياء ويكون لغيرهم أيضا .. وهو مايسمى (الإلهام) كذلك هناك نوعين من هذا الوحي *١-الوحي الربَّاني* *٢-الوحي الشيطاني*
والإنسان باستطاعته أن يختار وأن يميّز هل هذا الوحي وحي رباني أم ماذا؟
*النكته المهمة* هنا أننا لانستطيع أن نصّم آذاننا عن سماع صوت الشيطان لأن صوته لن يكتم ولن يختفي سوى بظهور الإمام صاحب العصر والزمان .. لكننا نستطيع ان نربّي أنفسنا بحيث أننا نحفظ انفسنا من الشيطان والوقوع في مصائده أو قبول ولايته وإتباعه.
1 وللغلبة على الشيطان لابد لنا من *ذكر الله تعالى* والتوسل بأهل البيت عليهم السلام لأنهم سبلُ النجاة لنا وسفن النجاة في بحر المعاصي المتلاطمة.
كذلك 2 *التوبة* التي هي مفتاح الخير على النفس الإنسانية فبالتوبة يصل الانسان إلى ربه ومعرفة ضعف النفس ومعرفة الشيطان.
حتى لو تكررت أخطاءنا ومعاصينا (فكم أتوب وكم أعود) لابد لنا من عدم اليأس والقنوط
إذن: اذا عرف الإنسان الأسباب التي تؤدي به الى الذنوب *عرف نفسه* وحاول أن يتغلب عليها فهذا سبب لارتقائه ووصوله لله تعالى
3 *التحكم في الوارد على الإنسان* يشمل الغذاء والأمور المتعلقة بالحواس الخمسة مثلا: أكل المال يسهل في ارتكاب المعاصي والذنوب وعدم قبول الحق .. فعندما واجه الامام الحسين عليه السلام جيش عمرو بن سعد قال بأن السبب في عدم قبولهم لنصيحته عليه السلام هو أكلهم للمال الحرام فأكل المال الحرام يصل بالإنسان ان يقف ضد إمام زمانه ولا يقبل كلامه كذلك فإننا عندما نلعن شمراً لا نلعنه لشخصه فقط بل إننا نلعن صفاته الذميمة الأخرى كعبادته لبطنه و أكله للمال الحرام ونلعن حسده وطمعه وغيرها من الصفات الذميمة .
كذلك بقية الأعضاء كالعين والسمع فعلينا مراقبتها وابعاد انفسنا عن كل أمر يوصلنا للحرام حتى لو كان أصل الشيء وفي ذاته حلال كملك الشاب مثلا لكثير من السيارات الغالية والباهظة أصل هذا الشيء حلال لكن قد يكون مدعاة للسرقة او الربا أو غيره للحصول على مال أكثر ليحصل على رغباته
خلاصة ⬅️*مراقبة الأسباب المؤدية لارتكاب الذنوب والمعاصي*
4 *الذنوب تجلب ذنوب أخرى*
الذنب يجلب ذنبا آخر ويسهل عمل الذنب الآخر فلابد للإنسان ان لا ينظر ويصغر الذنب في نظره لأنه منشأ للذنوب الكبيرة
وعندما يراعي الإنسان أصول ترك المعاصي فإن وجدانه يبقى يقظاً كالمرآة الصافيه لا يشوبه شيء أما اذا كان ملوثا بالذنوب فإن احتمال عودته للذنوب موجوداً .
5 *أصل كثرة التسبيحات*
عن الامام الصادق عليه السلام في رواية .. قال إبليس خمسة أشياء ليس لي فيهن حيلة وسائر الناس في قبضتي من اعتصم بالله على نية صادقة واتكل عليه في جميع أموره ومن كثر تسبيحه في ليله ونهاره ومن رضي لأخيه المؤمن مايرضاه لنفسه ومن لم يجزع على المصيبة حين تصيبه ومن رضي بما قسم الله له ولم يهتم لرزقه
أ) على الانسان ان يتصل بحبل الله تعالى اذا لم يفلت الحبل من يده فإنه لن يقع في خدع الشيطان ومكائده إذن الطريق الأصلي هو التمسك بحبل الله وبالعروة الوثقى مثل ولاية أمير المؤمنين (دائم الذكر لله ودائم التوكل عليه)
ب) التسبيح في الليل والنهار دائما يكون معه الاطمئنان والسكينة واذا سكت الانسان في وقت النوم مثلا فإن قلبه يكون مسبحاً لله تعالى أما اذا كان الانسان في لغو وباطل فإن قلبه يكون أيضا كذلك .
ج) الحسد من صفات الشيطان وسبب من الأسباب التي تبعد عن الجنة لكن اذا كان الانسان عكس ذلك وتمنى لأخيه مايتمنى لنفسه فإن ليس للشيطان عليه سبيلا
د) في حالات المصيبة لاسمح الله وفي كون روحية الانسان ضعيفه يدخل اليه بحيث يعمل أعمالا تؤدي الى الشرك او يعمل عملا غير مقبول أساسا
ز) إنسان يسعى ويجتهد في الرزق ولكسب قوت يومه ويقنع بما كسبه وبما أعطاه الله إليه
فذكر الله تعالى في كل الأوقات من المستحبات كالإستغفار والتسبيح وعمل الأعمال المستحبة قربة لوجه الله كله يأتي من باب الذكر ومن كان في ذكر الله ذكره الله وكان معه وأعانه على الشيطان
الفرصة الذهبية في ترك المعاصي :- ان الانسان إذا ترك معصية ما يسهل عليه ترك المعاصي الاخرى لأن الفرد اذا اراد الهداية وخطى خطوة لله تعالى يهديه الله ويعينه ويكون سببا في تكامله .
على الانسان أن يكون قوياً ودقيقا في اكتسابه للفضائل يكتسب فضيلة بدقة بعدها يكتسب فضيلة أخرى وأول فضيلة على الانسان اكتسابها هي الصلاة في أول الوقت وبعدها احترام الوالدين .. وأهل السلوك يقولون اذا أردت أن تكتسب فضيلة ما عليك بالاستمرار فيها اربعين يوماً ونتحرك صعوداً في اكتساب الفضائل الأخرى *(مثل تسلق الجبل)*