قراءة في فكر الدكتور شريعتي
(مسؤولية المرأة،ندى الخلف)
الكتاب عبارة عن ندوة ألقاها الكاتب ليلة مولد السيدة الزهراء (ع)
تحدث فيها عن مُجمل القضايا التي نعيشها في حياتنا المعاصرة..
ابتدأ الكاتب حديثه تحت عنوان (حقوق المرأة) وتطرق إلى أنه بعد الحرب العالمية الثانية في القرن الثامن عشر والتاسع عشر طرحت قضية حقوق المرأة على بساط البحث في الأوساط العلمية وأحدثت هزة روحية عنيفة وهذه الموجة تدعو لتحرير المرأة تحت مسمى حقوق المرأة وقد بدأت تلك الموجة في الغرب وأيدتها القوى العظمى وتفشت في المجتمعات البشرية كافة لدرجة أن الأوساط الدينية المحافظة لم تستطع الصمود أمامها،والسبب الذي يقف وراء عجزها ذاك لأنها واجهت هذه الهجمة الكاسحة بأساليب بالية تتسم بالتعصب الأعمى بل إن طريقة المجتمع المحافظ المتعصبة ساهمت بشكل غير مقصود في تمهيد الأرضية لهذه الأفكار ،كما ساعدت الغرب بشكل غير مباشر على تحقيق أهدافه إذ أن هذه الفئة حرمت المرأة من حقوقها الإنسانية والدينيه وكبّلتها بالأغلال والقيود مما دفعها إلى الرغبة في التحرر ،وقد أشارت الإحصائيات إلى أن الدعوة الغربية أحرزت نجاحاً في المجتمعات المحافظة يفوق ماأحرزته في باقي المناطق.
وفي مناسبة هذا الكلام تعرض الكاتب إلى مسألة هامة جداً وهي أنه يجب عدم الخلط بين الدين والتقاليد فبعض المحافظين يُدافعون عن التقاليد بدل الدفاع عن الدين وفي المقابل نجد بعض المثقفين الحديثين يُحاربون القيم الإسلامية في نفس الوقت الذي يحارب فيه التقاليد ويعزز ذلك إلى عدم قدرة المحافظ ولا المثقف الحديث على التمييز بين الدين والتقاليد التي لاصلة لها بالدين و مهمة المثقف الواعي هو استخلاص الدين الأصيل ، ومن حسن الحظ أن مجتمعاتنا الإسلامية وإن لم تنجح في صد الهجمة الإستعمارية الغربية بوعي إلاّ أنها تملك تاريخاً وديناً كاملاً يمكن من خلال إحياءه والتعويل عليه تحصين الجيل الجديد من الهجمة الغربية فإن لدينا شواهد تاريخية وهناك ماهو أفضل من تلك العوامل وأكثر تجسيداً من التاريخ نفسه وذلك هو التصوير العيني للشخصيات المثالية الموجودة في تاريخنا باسم الإمام أو الأسوة فكل واحد من أهل البيت هو تجسيد حي لأفق من آفاق الحياة
والسيدة الزهراء (ع) تقع في قمة تلك القدوات
فالسيدة فاطمة الزهراء هي الأنموذج الأكمل للمرأة لذا يجب معرفتها بشكل دقيق وإحياء ذكراها
وليس المقصود من المعرفة معرفة السيرة التاريخية وحسب إنما ينبغي التحدث عن كيفية فهم واستقاء الدروس من حياتها،وقد ضرب الكاتب بعض المواقف من حياة السيدة(ع) التي نستقي منها دروساً في تحمل المسؤلية
فقد تحملت ع المسؤولية إزاء الرسالة منذ صغرها فكانت تقف إلى جانب أبيها دائماً وقبل وفاتها طالبت بفدك ليس بإعتبارها قيمة مادية أو اقتصادية إنما لأجل إحقاق حق أمير المؤمنين واثبات أحقيته في الخلافة إذ شعرت بالمسؤولية تجاه الأمة والانحراف والظلم الموجود في المجتمع كما كان لها حضوراً فاعلاً في قلب الأحداث الاجتماعية فلم تلتزم الصمت حتى لحظة وفاتها حيث أوصت عليا (ع) بدفنها ليلاً إحتجاجا على الظلم وهذه المرأة ذاتها كانت أنبل زوجة لأمير المؤمنين تسانده وتقف معه وهي أروع أم وربة منزل إذ تخرج من مدرستها أبطالاً كالحسن والحسين وزينب ولو تأملت المرأة في حياة الزهراء ستعلم قطعاً أن المرأة العصرية تتمثل في هذه القدوات.
ثم انتقل الكاتب للحديث عن المظاهر الدينية كالحجاب والصلاة والزيارة وقال إن هناك ظاهرة مشتركة في الآباء والأمهات وهي أنهم يبلغون الدين وكأنهم ينفخون في البوق من نهايته الأخرى ضرب مثالاً كيف أن الطفل الصغير يتلهف للزيارة ولارتياد المسجد والصلاة وماأن يكبر حتى يتلاشى هذا العزم عنده ،والآباء والأمهات من موقع الأبوة والأمومة يضغطون على الأبناء وهذا الأسلوب خاطئ اذ ينبغي معرفة أسباب رفض هذا العمل أو ذاك فمعرفة السبب نصف العلاج.
ثم تطرق الكاتب إلى كيفية علاج ظاهرة ابتعاد الشباب عن الدين وقال إن الحل موجود في سيرة النبي (ص) وهو التدرج في تلقين الأحكام والعقائد فالرسول لم يبلغ أحكام وعقائد رسالته خلال سنة بل طرحها تدريجياً على مدى 23 سنة
فطرح عليهم أولاٍ قولوا (لاإله إلا الله تفلحوا) وبقي يركز على زرع هذه الفكرة فقط لمدة 3 سنوات من غير أن يُضيف لها أي كلمةٍ أخرى فلاصلاة ولا صوم ولاحج
-الجهاد طُرح في السنة 2 للهجرة
-الخمس في السنة 3للهجرة
-الحجاب في السنة 7 أو 8 للهجرة أي بعد مايقارب 20 سنة من الدعوة
-حُرِّم الخمر في السنوات الأخيرة على 3 مراحل
1/قال (لاتقربوا الصلاة وأنتم سكارى)
2/المرحلة الثانية فيها عتاب رقيق (فيهما إثم كبير ومنافع للناس)
3/عندما بلغت الدعوة الإسلامية ذروتها جاء الأمر قاطعاً (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه)
اذاً مسؤليتنا هي التدرج في تلقين أحكام الدين للشباب وإيضاح معانيها وحقائقها وإلى ماذا ترمز وهم تلقائياً سيفهمون مايجب عليهم فعله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق