قراءة في فكر الدكتور شريعتي
(منهج التعرف على الإسلام،61ص)
#فاطمه العيسى
الكتاب يتضمن محاضرتين للدكتور جُمعتا في كتاب واحد
#المحاضرة الأولى بعنوان (المنهج والتشكل الحضاري)
-يتحدث عن أهمية المنهج الذي يُعتبر أعظم من الفلسفة والعلم والموهبة وهو(أسلوب المعرفة الصحيحة لكشف الحقائق)
-ثم بيّن أن سبب تفجير الحركة والتقدم ليس النبوغ,فأرسطو كان نابغةً لكنه كان سبباً لركود القرون الوسطى بينما من كان أقل نبوغا ًوتوسطاً في العلم إستطاع أن يصل إلى الحقيقة..
-ثم انتقل إلى ضرورة إدراك مسؤوليتنا ووعي واجبنا نحو هذا الدين العظيم وأن نعرفه بالشكل الصحيح وبطريقه منهجية , وذلك لأننا لانتمكن أن نقدس شيئاً لانعرفه أو نتعبد بعقيدة نجهلها،ولأننا نعتقد بالإسلام فلابد أن نعرفه جيّداًً ولاتكون المعرفة الحقة إلاّ باختيار المنهج الصحيح ..
فماهو المنهج الصحيح لمعرفة الإسلام؟!
توجد طريقتان :
1/دراسة القرآن الذي يُمثل الآثار الفكرية للإسلام.
2/معرفة التاريخ الإسلامي وتتبع التطورات التي حدثت منذ بداية البعثة المحمّديه إلى اليوم وماحدث بينهما ..
-ثم دوّن الكاتب رسالة للمسجد مفادها:لو أن المسلمين اليوم حوّلوا المساجد إلى مراكز فعالة للبحث والتحقيق واعتمدوا على هذين الأصلين الأصيلين _القرآن والتاريخ_في إعداد برامج التوعية الجماهيرية لأمكنهم ذلك من بناء القاعده الأساسيه لأكبر نهضه إسلاميه فكرية ..
وهناك أيضاً منهج ثالث لمعرفة الإسلام :
وهو العلم عن طريق تصنيف القضايا والمقارنه بينهما كالمقارنه بين كل دين ولأجل معرفة الإسلام بشكل جيد يجب استخدام هذه المراحل الخمسة :
1/يجب معرفة الله واستقصاء أسماءه وصفاته عن طريق مراجعة الكتاب والسنّة والتفكّر في الكائنات والمقارنه بين صفات الله في الإسلام وغيره من المذاهب الأخرى.
2/معرفة القرآن ومايحتويه من مختلف الأبعاد الإنسانيه والأخلاقيه والتربويه والإجتماعيه ومقارنته بين الكتب للأديان الأخرى..
3/معرفة النبي الأكرم "ص"باعتباره نبي
هذا الدين, لأن دوره كان عظيماً وفعّالاًً جدّاًً لم يكن يملكه أحد
ولكن كيف نعرف الرسول "ص"؟!بالنظر إلى جميع جوانب حياته وتأملها ودراستها من حيث بعده البشري والإنساني والمعنوي وقدراته المستمدّة من وراء الطبيعة ,كملاحظة اسلوب
حديثه وطريقة عمله وتفكيره وعلاقته مع الآخرين وانتصاراته وهزائمه وكل حركاته"ص".
4/دراسة كيفية ظهور النبي "ص" وبعثته ومقارنة هذا الظهور مع جميع الأنبياء سواء الصادقين أم المدّعين ،لأنها تساعد على معرفة اتجاه وحقيقة وأهداف هذه الأديان ..
5/معرفة الوجوه البارزه والنماذج البشرية التي
صنعها الدّين أو ذاك كمثل هارون في حياة موسى وبولس في حياة عيسى وكل النماذج الذين تخرجوا على يد الرسالات ودراسة مواقفهم وأدوارهم فالدّين مصنع الإنسانية .
#المحاضرة الثانية بعنوان(أدلجة الفعل الإصلاحي)
إن أغلب المفكرين تصوروا أن الحديث عن الداء لايُجدي شيئاً،قائلين أننّا مازلنا نتحدث عن الآلام دون أن نُحرك ساكناً،وانطلاقاً من هذه النظره يجب أن نبدأ مرحلة العمل في اصلاح المجتمع والبلد والأسرة ..
يُكمل الكاتب أننا إلى الآن لم نعرف آلامنا ,كنّا نئن من الألم فقط .. وكيف ندّعي بأنّنا نعرف أمراضنا ومشاكلنا الإجتماعية ويجب أن تكون أسس مجتمعنا اسلاميه والحال أنّنا لم نعرف إلى الآن ديننا وإسلامنا بعد،فيجب أن يكون المبدأ أساساً لتفكيرنا وعملنا ،فهو أول وظيفة يجب
علينا تأديتها.
ثم أوضح أهم مشكلةٍ في علم الإجتماع وهي معرفة العامل الأساسي للتغيير الإجتماعي والتحول والنهضة في المجتمعات !!
ذاكراً رأي بعض المدارس في الإجابة على هذا التساؤل،فالفوضوية ترى أن العامل هو الصدفة ؛والمادية تؤمن بأن الجبر أساس التغيير وهو الذي يحكم حياة المجتمع،أمّا الإسلام والقرآن يجد أن النبي "ص" لم تعرض شخصيته كعامل وحيد وأساسي للتغيير الإجتماعي وإحداث التحول التاريخي ،بل يُعتبر مُبلّغاًً يبلغ الرسالة ويوضح الحقيقة للناس وتنتهي الرساله عند هذا الحد (إنّما عليك البلاغ)وبعدها للناس أن يختاروا الحقيقة والرسالة أو لأ.
وفي القرآن نجد أن العامل الأساسي والمؤثر للتغيير هم الجماعة التي يخاطبها الدّين
ويتوجه إليها كل نبي وهم المخاطبين في القرآن (الناس)فهم عامل الرقي أو الإنحطاط ،وهم من يتحمّل مسؤولية التغيير ..
أمّا عامل الصدفة فإنّ تأثيرها في المجتمع كعامل اضافي ثانوي ،وإنما هي أربعة عوامل في الإسلام تشترك في التغيير ( الشخصيّة,السنّة,الصدفة ,
الناس)
نرى الإسلام يقترب قليلاً من الجبرية لكنه يقول شيئاً آخر وهو أنّ المجتمع مسؤول عن تعيين مصيره :(إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
وفي علم الإجتماع يوجد عاملان:
1/يؤكد مسؤولية وحرية الإنسان في تغيير مجتمعه وتطويره.
2/القوانين الجبريه والقطعية والعلميه الخارجة عن اختيار الإنسان .
قد يبدو أن هذان العاملان متناقضان لكنهما ليسا كذلك ,بل يكمل أحدهما الآخر
- بيّن الكاتب ذلك بمثالٍ من الطبيعة:
كما أن المهندس الزراعي مسؤول عن تثمير الأشجار وتنمية النباتات واستخراج أحسن
الثمار فهو مسؤول أيضاً أن يعلم قوانين علم النبات التي يتوقف عليها تطور النبات والثمار لأنها قوانين ثابتة وجبرية لا تتغير،و يمكن للإنسان أن يستخدم القوانين الموجودة بشكل أحسن بالتوسع في العلم ، لأنه لايمكنه أن يضع قانوناً جديداً أو أن يُبطل قانوناً ثابتاً،وكذلك مسؤولية الإنسان في المجتمع فهي قائمةً على أساس السنن الإلهية فهو ينمو ويتكامل ولا يمكنه أن يتخلص من المسؤولية معتمداً على الجبريه ..
فالقرآن كما يعترف بأن المجتمع يسير على وفق قوانين ثابته لاتتغير فإنه لم ينفِ المسؤوليه عنه..
(لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين)
#زبدة القول أوضح الكاتب المنهج الصحيح لمعرفة الإسلام ،والإستفادة من هذا المنهج في تغيير المجتمع .
#أي أنّ تغيير المجتمع يستند إلى منهجية صحيحة مرتكزة على علوم الدين الإسلامي ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق