بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 4 ديسمبر 2017

قراءة في فكر الدكتور شريعتي (الأمة والإمامة)

قراءة في فكر الدكتور شريعتي
(الأمة والإمامة،٢٤٠ص)

تناول الكثير مسألة الإمامة كلامياً أو فلسفيًا وجعلوها قضية عقائدية في حين أنها ترتبط إرتباطاً كاملاً بحياة الإنسان.
الدكتور علي شريعتي أوضح في بدايات حديثه أنه سيتناول هذه القضية في ضوء علم الإجتماع.  
بدأ بالحديث عن المؤمنين التقليديين بـ ( الإرث) وهم الذين يرفضون أيّ رؤية ‏جديدة بل يعتبروها كفراً وبذلك منعوا أن تتحول القرية إلى مدينة.
-بعد ذلك عرج إلى الإصلاح الديني موضحاً أنه قاعدة النهضة. 
-رفض الإسلام المطروح في الميدان لأن كثيراً من المرتكزات مازالت مبهمه فيه، وفِي هذا القرن أدرك المسلمين حاجتهم إلى الإصلاح وإحياء الإسلام الأصيل،وتكمن الخطوة الاولى في تنقية التفكير الديني .
-ضرب مثالاً بنهضة أوربا في القرن ١٦من خلال توضيح الفرق بين الكاثوليك والبروتستانت 
فالكاثوليك كانوا يحملون حياتهم على الزهد وأن القرب من الله يتم بالإعراض عن الدنيا،كانت زيادتهم في أيّ مكان تزيد التخلف والركود وبالعكس تماماً بالنسبة للبروتستانت.
-الإصلاح الحقيقي يكمن في إعادة نظرتنا ورؤيتنا للدين وليس إعادة النظر في الدين ذاته.
-بالرجوع إلى القرآن الكريم نرى عظمة كتاب الله  فنجده افُتتح بإسم الله وخُتم بالناس وباتباعه نستطيع إنشاء نهضةً إسلامية لأن أساس الإسلام  يعتمد على كلمة الله وكلمة الناس.

-(الأمة والإمامة) ،بعد البحث في ألفاظ هذه الكلمة في العديد من اللغات وصل  الى أن (أم) تتركب من ثلاثة معانٍ (الحركة/الهدف/الاختيار )وتنطوي في أصلها على مفهوم التقدم لذا أضحت كلمة الأم بأربع معاني والرابط الأساس بينها هو المسير .
الأمة : جامعة إنسانية يشترك جميع أفرادها في هدف واحد وقد التف بعضهم حول بعض لكي يتحركوا باتجاه هدفهم المرجو على أساس قيادة مشتركة .
الإمامة : هداية تلك الأمة إلى ذلك الهدف،فلا أمه بلا إمامة .
-في كل الأنظمة ثمّة رؤيتين للحكم
إرادة المجتمع ، هداية المجتمع
-عرج في حديثه إلى التعصب موضحاً كيف كان سداً منيعاً للسور الآسيوي والإفريقي إلى الوقت الذي هجم فيه الغرب علينا متخفياً ومنطلقاً بمسمى التجديد والتحرر .
-ثم طرح تساؤلاً مفاده(  أليس التجديد إجراء جيد) ؟ نعم،لكن ماحدث هو تحويل الناس إلى قطيع مطيع من أشباه المثقفين الذين  فُرِّغوا من ثقافتهم  وجُعِلوا أبواقاً ببغائية فارغة .... حولوهم وتحولنا!
ثم أوضح أن التعصب يُضيف الى الإنسان تكاملاً فردياً فهو لا يعيش الأنا بصورة مستقلة إنما ثمة رابطة تربطه وتنظم علاقته بالآخرين. 
-العلاقات بين الناس منذ القرن ١٩هي (الإنسانية /الطبقية /وحدة الفكر وهي أرقى رابطة بين أبناء الإنسانية إلاّ أنه أضاف وحدة الأمة وجعلها أرقى العلاقات،فهم جمع متحدون فكراً وعقيدة ومذهباً وطريقاً وعملاً يسيروا بالمجتمع إلى ما يجب أن يكون عليه .).
-شكل الإمامة وموضوعها/  الإنسان لا السيادة على الإنسان .
-جزم الكاتب أنه وعلى طول خط التاريخ ثمّة فهم واستعمال خاطىء لمفهوم السياسة لذلك حلّ الظلم والإستبداد،فتعلق البشر وآمنوا بالمخُلص وهو البطل الذي ينقلهم من الوضع السيء الى الهدف الجميل .
لكن لماذا الجميع يبحث عنه ؟طرح الكاتب ثلاثة أسباب رئيسية:
١- الاستياء من الانسان الناقص.
٢- الحاجة لتجسيد القيم المعنوية.
٣- الإجابة على الاستفهامات .
وبعد ذلك قرّر أنه يجب أن تكون هنالك قيادة للأمة
لأنه لاأمة بلا إمام ، فكيف يعين القائد ؟
طرح مقدمات لأهمية معرفة الإمام
• قول الإمام الباقر ع  ( كل من دان لله عز وجل بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول  ...)
•قصة الحر في معرفة الإمام والتحولات التي حصلت له.
•بعض الديانات مثل الهنود اذا لم يجدوا لهم قدوة
يذهب الشخص مع نفسه ويكتشف امكانياته ويبنيها بالرياضة الروحية، إلا أنه لا يستغني أن يجعل صنماً بجانبه.
-المفكرون على مدى التاريخ كانوا يريدون مدناً مثالية :( المدينة الفاضله )لـ أفلاطون /( مدينة الله) لـ توماس
رسموا شكل الطبقات وسلوك وعلاقات الأبناء وسمات الحكام والمحكومين ومميزات النساء والأطفال ولَم ينجحوا ،لكن الدين استطاع أن يصنع المدينة والتاريخ والثقافة خلافهم لأنهم أرادوا المدينة ديناً بلا إمام .
-جاء في الرواية ( تخلقوا بأخلاق الله ) للإنسان إستعدادات تُمكنه أن يرقى الى القمة،  لذا من الضروري وجود النماذج المثالية ليسلك الإنسان سبيل التكامل .
ولكن كيف يُعين القائد ( الإمام )؟
الترشيح  أو الانتخاب و لـ التعيين  أشكال 
١- الانقلاب (داخلي)
٢ - الغلبة (خارجي)
٣- الوراثة ( الروح الجمعية للشعب أو المجتمع )
٤- الثورة ( إرادة الجماهير)
الاّ أن الإمامة حق ذاتي ناشئ من ماهية الشخص وليس عاملاً خارجياً فهو إمام نُصب أم لا ، كان في سجن المتوكل أو على منبر رسول الله.
-ثم تحدث عن الفصل بين الإمامة والخلافة
والتفكيك بينهما يعني تبرئة الخلافة في غصب حق أهل البيت أو اقناع أهل السنة بإمامة أهل البيت...
ورفع شعار وحدة الصفوف موضحاً أن عامل التفرقة هو التعصب و تجهيل الناس والاّ فالكثير من العلماء من الطائفتين محترمين ومحبوبين أمثال السيد محسن الأمين وطه حسين
-الكاتب لا يُوافق قضية الفصل بالشكل المطروح لإن أي شخص مطلع على روح الإسلام لا يوافق ذلك ،فصورة الإمام يجب أن تُشبه النبي الذي  يمتطي الخيل ويضرب بالسيف ويمارس كافة أعماله بنفس البساطة التي يمارس فيها تعليم الدين وهداية الناس ،وهذا الفصل أبعد عالم الدين عن دوره في المجتمع، ففِي الاسلام قائد المعركة هو ذاته إمام الصلاة. 
-ثم عرج الكاتب إلى الخطأ في لفظة سلب الخلافة من الإمام علي (ع) في فكرنا ولغتنا لإن نفْس علي حق وإنما المغصوب هنا حق الناس في علي (ع)
-للإمام في الثقافة الشيعية معنيان :
١- النموذج وهو حامل الإسلام المرئي والمحسوس،وهو حيٌ باستمرار، إمام على الدوام قبل الموت وبعده،حاكماً كان أو محكوما،ًمنتصراً أو منكسراً .
٢- القائد والقدوة المسؤولة عن هداية الناس.
وفِي هذا المعنى تتضح الإمامة بمعناها القرآني الأسمى من الرسالة،فالرسالة هي إبلاغ النداء والإمامة تجسيد ذلك النداء،فالمسيح رسول فقط و محمد (ص) رسول وإمام ومن هنا كانت الختامية في نبوته لا في إمامته، وإمامته لابد من تحقيقها في سنين بعد وفاته، ولو كانت السقيفه  عام ٢٥٠ بدل السنة ١١ لكان للتاريخ شكل آخر .
ومن هنا حُرمت الأمة بعد النبي (ص) من القيادة الديموقراطية( البيعة والشورى)و القيادة الثورية ( الوصي والامام ) .
 
              
                  # زكية آل جعفر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق