قراءة في فكر الدكتور شريعتي
(فاطمه هي فاطمه،235ص ،أم محمد زاده)
يتحدث الكاتب عن شخصية فاطمة الزهراء ع والفائدة التي لحقته من هذه الشخصيه وتأثيرها على الإسلام والعدالة والمرأه..
-في البدء تحدث عن بعض ملامح حياة السيدة ع
- أدرك الشعب أنّ الحق مع علي،وأن جِهاز الخلافة غاصب،كما عَرِف كم من الدماء ستُهدر وكم من الجهود ستُبذل.
-إنّ أول ضحايا هذا الاستحمار هم الناس.
-التشيع يعني الإسلام الخالص،وليس الشيعه هم الذين أضافوا العدل والإمامه للإسلام، إنمّا يكون الإسلام بدونهما ناقصاً وماحرب الشيعة والسنه في الماضي إلاّ حرب الإمامة.
-التشيع هو أكثر المذاهب الإسلاميه تسنناً والخلاف إنما هو لأن علياً وأصحابه يريدون الوقوف بوجه امتداد البدع والحفاظ على السنة.
-لقد اختلطت الأمور وخيّم إسلام الجور والخلافة على العالم في تلك القرون المظلمة في نفس الوقت الذي كان فيه اسلام العدل والامامه غارقاً في بحر الدم والشهادة.
-لم يكن الحديث عن علي وفاطمة أمراً سهلاً فهذا دعبل يقول ( حملت خشبة إعدامي على ظهري خمسين عاماً )وكذلك ابن السكيت في قضيته المعروفة.
-لقد كان التشيع تجلياً للحبّ والحماس والدم والشهاده في نفس الوقت الذي كان فيه فكراً ومعرفةً وثقافةً علمية وعقلية متميزة ونهضة فكريه قوية.
-عاش أتباع التشيع حالة من التعذيب والسجن فقد كان الطغاة يُخرسون كل لسانٍ ينطق بإسم علي ويُهدرون كل دم يغلي بحبه.
-اليوم مازال شعبنا مخلصاً لهذا البيت(بيت علي وفاطمه )ومازال متشبثاً بجدار فاطمه يبكي عليها.
-تحدث عن البكاء وأثره في النفس واصفاً إياه بكلام العين الذي هو أصدق من كلام اللسان مشيراً إلى الفرق بين البكاء باعتباره عملاً واجباً ووسيلةً من أجل الوصول الى هدف، فالدمعة التي تسيل والبكاء الذي يترعرع رويداً رويداً في القلب ويقطع طريق التنفس هو اللغة الصادقة لشوق الانسان وحبه وحزنه،أمّا الذي يعد البكاء مشروعاً وبرنامجاً ويعتبره هدفاً له ليبرز على شكل عادة وتقليد فليس الاّ مستغلاً مخادعاً.
-يدخل مجموعة من الشباب المدرسة من أجل دراسة العلوم الاسلاميه خصوصاً الفقه فيُوفق قسم منهم بعد تعب سنين عدة فأصبحوا فقهاء ومجتهدين وانحصر تعليمهم في الحوزات وابتعدوا عن الناس ،قسم آخر لايملك الذكاء ولا الفطنه لكنه يملك صوتاً جميلاً طرق باب التبليغ في المجتمع ،وهناك قسم ثالث حُرِم الموهبتين فلا هو بفقيه ومجتهد ولاهو بصاحب صوت جميل طرق باب التقدس فوُفق أكثر من أيّ فريق
وهذا هو السبب في أن شعبنا لديه الإيمان والعشق والقرآن ونهج البلاغة وعلي وفاطمه وتاريخاً أحمراً لكن مصيره أسود، لديه حضارة ودين لكنه ميت.
-اذا كانت المرأة منّا تبكي على فاطمة وزينب لكنها لاتعرفهما ولم تقرأ حتى سطراً واحداً من سيرتهما ولاتتذكر فاطمه الاّ في اللحظه التي تكون فيها خلف باب بيتها ويُكسر ضلعها لاتتذكر من زينب الاّ خروجها من الخيمه بعد استشهاد الحسين ع ،وتنتهي معرفتها بزينب في الوقت الذي تكون رسالة زينب قد بدأت للتو.
-ذنب من!! إذا كان الشاب والفتاة المثقفان يحكمان على الدين بالعقم وعدم الفائدة لأنه دين البكاء والنواح والعزاء.
-ذنب من!! اذا كان مثقفينا لايعرفون التاريخ ولايرون العقيدة في المدينة وبيت فاطمه ومحل استشهاد الحسين عليه السلام بل يروها في الحسينيات.
-ذنب من!! اذا كان شعبنا يعتقد أن محض حبّ علي وولاية علي دونما معرفة أو عمل له تأثير كيميائي وخاصية حمضية تُزيل كلّ السيئات والمنكرات وتبدلها الى حسنات.
بكلمةٍ واحدة( العالِم )لماذا ؟!
لأن السبب الأساسي في بقاء إيماننا بإسلام محمد وطريق علي وعمل الحسين شيئاً عقيماً هو أننا لانعرفهم ،نحن نعشقهم لكننا لانُدركهم،حبّ بدون معرفة.
-الدين هو دين الحياة،لكنه لايهب الحياة لشعبنا إذاً العالِم هو الذي يجب أن يُعرِّف بعلي وعقيدة علي.
-حمّل الكاتب العالِم مسؤولية مايحدث.
-ثم تحدث عن المرأة،ثمّة ثلاثة وجوه للمرأه :
١ / الوجه التقليدي.
٢/ وجه المرأه الحديثة المتأثره بالغرب.
٣/وجه فاطمه.
فالمرأه تتغير بالإجبار بتغير المجتمع وتحوله وتبدل اللباس وتغير الافكار.
-في السابق كانت الفتاة نسخةً مكررة عن أمها وكان الاختلاف في القضايا الفرعيه في الحياة او الإنحراف والفساد الأخلاقي،أمّا في عالم اليوم فقد إبتعدت الفتاة عن أمها دون أن تكون منحرفه وكلاهما غريبتين عن بعضهما.
-أمّا من حيث الدين أو التقليد فهناك من يسعى جاهداً في الحفاظ على ماكان عليه الآباء الأولون معتبراً أن كل قديم( ديني )،وأن التغيير بأيّ شكل كان وفي اي أمر حتى الملابس والزينه كفر وأنّ الهروب من التجدد والابداع هو الإسلام،وأن الدين هو من أراد للمرأه ذلك.
-إحدى مميزات الإسلام هي قبوله للواقع العيني والجبري لأي مجتمع ففي المذاهب المثاليه يكون الإعتماد مختصراً على القيم الساميه والمثاليات المطلقه، فالمسيحيه مثلاً تحرِّم الطلاق وتمنعه والواقع يقول أن ثمّة من لايستطيع الاحتفاظ بهذا الرباط المقدس وقد يحدث ان يبتعد اثنان عن بعضهما فيحصلان على السعاد، لكن هذا الواقع تنكره المسيحيه بإسم تقديس العلاقة الزوجية لينشأ عن ذلك علاقات غير مشروعه ومايتبع ذلك من ويلات.
-إننا بحاجه إلى مساعٍ حثيثة وكبيره من أجل التدخل المؤثر فيما يحدث،فالخطر عميق مدمر والمسؤوليه تتطلب التضحيه والإيثار،فإننا نرى الفتيات اللآتي تربين في عوائل محافظة والاتي لم يكن يجتزن عتبة بيوتهن كيف يغرقن في بحر الانحلال الخُلقي حين يُفتح لهنّ الباب فجأة، وكيف يشرعن للتعويض عن الحرمان بانحرافات خُلقيه متأخرة.
- اليوم لم يعد كالأمس والعائلة ليست قلعة مغلقه فإذا أنت سجنت ابنتك في الحجرة الخلفية ستستطيع الاذاعة والتلفزيون المحلي والغير محلي من الدخول اليها والتغلغل في وجودها.
-استطاعت الحسناء السويديه المترفة ( رزاس دولا شايل )التي أوقفت حياتها أكثر من أي عالم من علماء الإسلام على إكتشاف الرجل الذي أخفته أحقاد العدو وحيّل المنافقين وحصلت على أصح خطوط وجه علي وأحست بآلامه ووحدته متعرفةً بذلك على علي المحراب والمسجد والليل ،على علي أحد وبدر وحنين، وعالجت نهج البلاغه واستطاعت هذه الكافره أن تجمع مانُقل عن علي مُبعثراً هنا وهناك فقرأته وترجمته.
-المرأه في الفكر القروصطي منبوذة وعاجزة و محرومه من التملك وبعض هذه العادات تأثر بها المجتمع في ايران.
-الاستقلال الاقتصادي والاجتماعي والروحي عوامل أساسية في وحدة المرأه وانفصالها عن الآخرين.
-ثم تحدث الكاتب عن تكوين الأسرة في الغرب قائلاً أن المرأة و الرجل يقضيان فترة القدرة الجنسيه في المراقص والمنتزهات بكل حريه حتى ينتبها وقد فات الأوان فتنبعث في اعماقهما ميل نحو تكوين الأسره على أساس من خوف المرأه من الضياع والوحده وملل الرجل وتعبه.
-المرأه في النظام الاستهلاكي، الجنس بدل الحب ،سلعةً اقتصادية تُباع وتُشترى حسب جاذبيتها الجنسية.
-في الشرق يصل الشاب الشرقي الى النضج الجنسي قبل وصوله الى سن البلوغ.
-في مسألة المرأه،من الظالم ومن المظلوم ؟؟
نحن الذين ساعدنا المرأه على الهروب منّا كي تكون سهلة الاصطياد فقد لقبناها بالضعيفه الجارية،أم الأطفال،الماعز،فصلنا خلقها عن الانسان،كانت تُحرم من الدراسه ولم يكن لديها مكانة في المجالس الدينيه وأعمال التبليغ وماكان مسموحاً لها الاّ بالجلوس في مجالس التعزية كي تبكي وتلطم على صدرها وتضفي على المجلس جواً ساخناً.
-المرأه التي دورها في البيت انتاج الأطفال وفي المجتمع انتاج الدموع ،هل من الممكن أن تكون قدوتها فاطمه التي كان نتاجها بنتاً كزينب التي شهدت قتل أخيها وأحبتها ووقفت أمام الطغيان!
-حُرمت المرأه من كل شيء فما كانت تستطيع ان تُنافس الرجل في مستواه العلمي فالجهل والتخلف وسيطرة الأب والعُقد الجنسيه والنفسيه اتفقت على تشكيل شبكةٍ معقده ابتلت بها المرأه بإسم التشبه بفاطمه، وحُبست المرأه بإسم العفه على اساس أن وظيفتها الوحيده هي تربية الأطفال.
-وهناك المرأه( اللاشيء )فهي ليست ربة بيت ، ولاتطبخ،لديها خادمه ومرضعه وطبّاخ ولأنها أميه فهي لاتُفكر ولاتكتب ولاتقرأ فهذه ليس لها دورٌ في العالم،شغلها الاستهلاك، الحسد، التظاهر الزينه،التنافس.
-يهتف نداء الاستعمار في المرأه قائلاً تحرري.
-تتحرر المرأه ولكن لا بالكتاب والعلم والثقافه والوعي بل بقص الحجاب وخلعه.
-ماذا يجب علينا فعله تجاه هذا التحول الفكري!
إنّ التي تستطيع ان تقوم بعمل مفيد وتساهم في الانقاذ ليس هي المرأه التقليديه الراقده في القوالب القديمه ولاهي المرأه الدميه الحديثه بل تلك التي تكسر التقاليد القديمه المتحجره، لاتخدعها الشعارات المستورده،ترى بوضوح خلف أقنعة الحريه وجوهاً كريهه،إنها تنشد قدوة لها.
-ثم انتقل للحديث عن الجاهليه ومافيها من عادات سائدة كوأد البنات مستعرضاً بعض أسبابه.
-في جوٍكهذا وعصر كهذا كان القدر يُخطط لثورة تقتلع الجذور أُنتخب لتنفيذها وجهان أب وابنته
-استعرض الكاتب بعض ملامح التاريخ من زواج النبي ص بالسيدة خديجة وولادة السيدة فاطمة الزهراء ع، علاقة فاطمة وعلي ع منذ الصغر ثم حكاية زواجها....
-ثم عرج الكاتب عن علاقة الإمام علي ع بأبناء فاطمة ومدى حبه وعنايته بهم.
-ثم استعرض تفاصيل وفاة النبي الأكرم ص وماتلا ذلك من حوادث أليمه.
-ختم الكاتب حديثه بتصوير الحالة التي أُستشهدت عليها السيدة الزهراء ع( كانت تزداد شوقاً للموت كلما مرّ يوم ،وهذا الانتظار هو نافذتها الوحيدة من أجل الهروب من الحياة)
(بعد موتها ع بدأت حياة أخرى في التاريخ فكل ضحايا الجور والخداع اتخذوا من اسم فاطمه شعاراً لهم).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق