قراءة في فِكر الدكتور شريعتي
التشيّع العلوي والتشيّع الصفوي،٣١٣ص
#منى_المسلم
-الإسلام دين تجلى للإنسانية في صورة(لا)صدع بها وارث ابراهيم ومظهر دين التوحيد النبي محمد ص،فبها يبتدئ شعار التوحيد.
-أما التشيع فهو بمثابة(لا)ثانية،صدع بها عليّ وارث محمد ومظهر إسلام الحق والعدالة.
-الشيعي العلوي هو الذي يسير على خطى ونهج عليّ،وعلى قدر قابلياته واستعداده.
-ثمة مبدأ يتم التعاطي معه كثيراً على صعيد علم الإجتماع،وهو مبدأ تحول الحركة إلى نظام،وعادةً مايكون وراء هذه الحركة عناصر شابة تميل إلى التغيير،ضرب الكاتب مثالاً تاريخياً لهذه الحركة (الديانة الزردشتية)في العصر "الأشكاني"وهو ملك من ملوك العجم حكم إيران قبل الإسلام ولغتهم الپهلوية وديانتهم الزردشتية،كانت تمثل جبهة الثورة والتغيير ضد النظام السائد،لكن سرعان ماتبدلت وتحولت من جهة معارضة إلى جبهة الدولة ووصلت إلى أوج عظمتها السياسية، وازدهر موقعها الإجتماعي والديني، وشيدت لها المعابد الفخمة،وفي عنوان شموخها تعرضت إلى أقوى الضربات من الداخل والخارج،وكانت الضربة القاضية من نصيب الإسلام في التأثير على الإيرانيين.
-للتشيّع حقبتان تاريخيتان مختلفتان:
الأولى: من القرن الأول الهجري،كان التشيع معبراً عن الإسلام الحركي مقابل الإسلام الرسمي والحكومي الذي يتمثل في المذهب السني،إلى أوائل العهد الصفوي.
-الثانية: التي تحول فيها المذهب الشيعي من تشيع حركة ونهضة إلى تشيع حكومة ونظام.
-بعد قيام الصفوية تحول الوجود الشيعي إلى قوى كبرى تحكم البلاد.
-من هنا توقف الشيعي عن الحركة ليتحول إلى وجود اجتماعي،وهنا يتجسد قانون تبدل الحركة إلى نظام.
-لماذا أشهر التشيع إفلاسه وهو في أوج الإنتصار؟
لقد كان الإسلام والمسيحية يمثلان أكبر قطبين في العالم،وتمكنت الامبراطورية العثمانية من توحيد مختلف الأقوام والأجناس تحت راية الإسلام،وبينما كان العثمانيون منهمكون في دحر القوات الغربية ظهرت قوة جديدة على حدودهم الشرقية بقيادة أحد أقطاب التصوف( صفي الدين).
-التصوف في التاريخ الإسلامي نحى منحيين متضادين:
سلبي:بمعنى العزلة والانزواء والهروب من مواجهة الحياة
ايجابي:بمعنى الثورة والتمرد على الواقع.
-كان أحفاد صفي الدين من النوع الثاني،حيث يتصف بصفات المرؤة والفتوة،واشتهر أتباعه بـ(العيارون)
-لقد أمضى الشيعي عشرة قرون وهو يئن تحت سياط القمع والتعذيب من الخلفاء السنة.
-أرست الحكومة الصفوية دعائم حكومتها على أساسين مُحكمين:
1-المذهب الشيعي.
2-القومية الإيرانية.(الحركة الشعوبية الشيعية).
-الشعوبية: في بداية ظهورها حملت شعار (التسوية) اي مساواة العجم بالعرب،وبعد فترة تحولت من حركة تسوية الى حركة تفضيل العجم على العرب.
-الإعجاز الصفوي يعني الجمع بين ضدين:
1-ترويج التشيع وحفظه، ليشكل منه ركيزة لتسويق نظام حكمه.
2-عليه أن يبذل جهداً لشل حركة التشيع ومسخ حقيقتها.
-الحيلة الشرعية تعني خدعة على الله،حيث استطاع الروحاني الصفوي قلب الحلال حراماً والحرام حلالاً(إن الربا لايتحقق له مصداق إلا عندما يتبدل المورد مبادلة للنقدين_وعليه فمبادلة العملات الورقية أمر جائز،لإنها ليست نقداً(ذهب وفضة).
-عملت الصفوية لإعداد حالة مثالية لمثلث التحكم بالناس المؤلفة أضلاعه من:
1-الإستبداد(يربط الإنسان من رأسه).
2-الإستثمار(يقوم بتنظيف جيبه).
3-الاستحمار(يشرع بتقديم النصائح والمواعظ)..
-السر في نجاح التشيّع الصفوي وانكسار التشيّع العلوي هو هذا المعجون الثلاثي الصفوي،وكذلك هو العلة الرئيسية في انقلاب وجه التشيع والعامل الأساسي في قدرة الصفوية على تسويد لون التشيع الأحمر،وتبديل ثقافة الاستشهاد بثقافة الموت.
-عمِل رجالات التشيع الصفوي على تقريب التشيع من المسيحية،فقد عمد الشاه الصفوي إلى استرضاء المسيحيين وذلك بدعوتهم للهجرة إلى إيران،ثم استحدث نظام وزارة جديدة بإسم الشعائر الحسينية،فقام هذا الوزير بجلب هدايا الغرب لإيران ،وكان هذا بداية أول تماس حضاري بين ايران والغرب،واطّلع على المراسيم الدينية والطقوس المذهبيه في أوروبا الشرقية ،فاقتبسها وجاء بها إلى إيران ومنها: النعش الرمزي، والأقفال،والضرب بالزنجيل ،التطبير ،استخدام الآلات الموسيقية....وغيرها
-هذه الطقوس يُحيها المسيحيون في ذكرى استشهاد المسيح،وكلها تستمد وجودها من عصب صفوي يهدِف إلى تأجيج المشاعر الغير منضبطه.
-من هنا انحرف التشيع ليتحرر ويمسك بزمام الأمور ويأخذ له منحى آخر ،فأصبح التشيع الصفوي :حب ،بغض ،عاطفه.
والتشيع العلوي : عقل،منطق،استدلال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق