بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 5 مايو 2016

بكاء الزهراء عليها السلام سلاح ووسيلة

بكاء الزهراء عليها السلام سلاح ووسيلة

هل البكاء على الميت محرم كما اعتقده البعض ؟

 

الزاوية الاولى   مشروعية البكاء:

لقد حث رسول الله صلى الله عليه واله على البكاء على الميت من خلال قوله صلى الله عليه واله (على مثل جعفر فلتبكي البواك  )  اذن بكى رسول الله صلى الله عليه واله على جعفر الطيار عندما مات      

فعل النبي صلى الله عليه واله :  

حيث انه بكى على ولده  ابراهيم بمرأى  ومسمع من الصحابة  

تقرير النبي صلى الله عليه واله:

والمراد انه عندما يشاهد عملا من الاعمال ولا يصدر النهي فيه نعلم ان النبي صلى الله عليه واله راضيا بهذا العمل  وهو داخل في الشريعة الاسلامية اذ لوكان الامر مرفوضا من قبل الله تعالى فلابد ان يصدر المنع من رسول الله   (ص) لأنه مصدر التشريع والمبلغ عن الله تعالى

الزاوية الثانية :  
   العلم الحديث :

البكاء سلاح اتخذه الانسان في بداية مراحله العمرية ليسترحم الوالدين وهو تعبير عما في خلد الطفل لقضاء حاجاته كما انه لغته الخاصة التي أطلق عليها الفلاسفة (لغة الطبيعة)         

هل بكت الزهراء عليها السلام على أبيها وهل بكائها على ابيها (ص)  منقصة لها؟     

في حين أن حزنها على ابيها كان حزنا رساليا  هادئا يتنافى مع ما ذكره البعض من جزعها لاسيما وانه اوصاها (اذا مت فلا تخمشي علي وجها ولا ترخي علي شعرا ولا تنادي بالويل ولاتقيمي  علي نائحة )  

اجاب سماحة اية الله السيد علي السيستاني في مركز الابحاث العقائدية على ذلك المتشكل بهذا الجواب:      

لقد وردت روايات صحيحة تخبرنا عن بكاء  سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام  على ابيها رسول الله (ص)  بعد وفاته ،  ويستفاد من هذه الروايات شدة تاثرها وحزنها لفراق  ابيها (ص)وكذلك للأحداث المؤلمة التي جرت بعد وفاته مباشرة ، ومن ذلك ما رواه الشيخ المفيد عن عبدالله بن سليمان الهاشمي عن جده عن زينب بنت علي بن ابي طالب عليهم السلام  قالت: لما اجنمع راي ابي بكر على منع فاطمة عليها السلام فدك والعوالي وايست من إجابتها لها عدلت الى قبر ابيها رسول الله (ص) فالقت بنفسها عليه وشكت اليه ما فعله القوم بها وبكت حتى بلت تربته بدموعها وندبته.

كذلك هناك الكثير من الأحاديث الدالة على ذلك .

ثم قال سماحته:  يظهر لنا ان القول بكثرة بكائها بعد ابيها (ص) لايخرج عن الصواب وان الروايات المصرحة  بذلك الواردة عن ائمة اهل البيت عليهم السلام يمكن الإعتماد عليها والإطمئنان بها وان لمتكن ترفى الى درجة الصحة ولذا جعلها علماؤنا موردا للقبول ولا يتنافى هذا البكاء والحزن المتواصل من سيدة النساء عليها السلام مع الشرع كما يريد البعض ان يوحي بذلك .

وعليه فإن بكاء الزهراء علبها السلام على ابيها (ص)  وفي الوقت الذي تزامنت فيه الأحداث الجسام من غصب الخلافة وغصب الإرث وكشف البيت الطاهر والإستخفاف بحرمة الدين واهله _, بل هو بكاء على الملايين من المسلمين الذين سيكونون ضحايا هذه المظالم وتبعات هذه الأحداث , والزهراء عليها السلام  تعلم بتلك الامور وما ستؤول اليه لذا كان البكاء عند الزهراء عليها السلام يتجاوز معناه العاطفي المحدود الى معاني اخرى من الإستنهاض والثورة على الظالمين وبعث رسالة الى اعماق التاريخ ان لا يغفلوا عن احداث هذه الفترة التي غيرت وجه الدنيا بانجرافها وميلها عن الحق فقد كان البكاء هو الوسيلة الوحيدة المتاحة امامها عليها السلام  لاعلان الحق ورفض الباطل واستمراررفض  الباطل .  

وكما صرح سماحة الشيخ محمد السند بان بكاء الزهراء عليها السلام يحمل  ابعاد وغايات هامة وسنة فاطمية عظيمة منها :      

بيان اهمية وعظمة النبي (ص)وضرورة التعلق بشخصيته وبالتالي التاسي والإقتداء به والإستنان بسنته وهو لايحصل الا بشدة تذكره في قبال اصحاب السقيفة (من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله       )فالبكاء يحمل طابعا اعتراضيا على نهج السقيفة  

ومنها بيان العلاقة وشدة تعلق الزهراء بابيها وهذه العلاقة فاقت العلاقة بين يعقوب ويوسف وهما نبيين       فكل ذلك تربية وتعليم للصديقة عليها السلام لكل البشر والمخلوقات ان التعلق بالنبي (ص)لابد ان يكون بعد التعلق بالله تعالى بهذا الحجم كما وكيفا لينال اكمل التكامل .

 المصادر:
بكاء الامام  السجاد اسرار ونتائج            
تاليف الشيخ زهير يوف الذروة    

 موقع مكتب سماحة المرجع الديني الشيخ محمد السند شبهات وردود

................
الاخت
زاده الشرفا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق