بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 26 ديسمبر 2016

لكي نميّز المثقف..

لكي نميّز المثقف ..

العقل أعظم ذخيرة وهبها الله للإنسان ليصعد به أعلى قمم مجد العلم والمعرفة ليقاوم تحديات الحياة ..

فمن هذا الميدان (العلم والمعرفة) يشترك المتعلم مع المثقف ومنه يفترقان من حيث تحديد الهدف ..
من حقل المتعلّمين  والمثقّفين تتنوع أهداف كلٌّ منهما  !!

ولكي نستطيع تمييز أهداف المثقف الحقيقي عن أهداف الحقل المتنوع للمتعلّمين وإدراك بُعْد الرُؤية
لديه!!

علينا أولاً أن نحدّد الفارق العام بين كلاً من المتعلّم والمثقف الحقيقي من خلال التعريف..

المتعلم هو الذي يأخذ العِلم من مجال علمي خاص.. كخريج الجامعة ، حملة الشهادات العلمية بمختلف مراتبها ..

أمّا المثقف الحقيقي كما عرفه( أحمد جويد )..

هو الشخص الذي يستطيع اقناع الآخرين بشجاعة والإيمان بفكره ،ويستخدم ثقافته كوسيلة في رقي المجتمع وتطوره وتحقيق أهدافه..

إن  الأهداف تتنوع لدى حقل المتعلّمين ، و المثقفين ،هناك رؤية خاصة تعبّر عن الهدف للمثقف الحقيقي تميّزه عن غيره من المتعلّمين ،وممّن يتغنّج بهذا اللقب (المثقف) لتنأى عنه أصابع الإتهام ويغضّ العيون عن أغراضه الشخصية  ؟!

هدف المتعلم من العِلم هو التخصص في المجال الذي يرغب فيه والوصول إلى المهنة التي تناسب مجاله ..

أما  المثقف الحقيقي فهو شغف دؤوب هدفه طلب الحقيقة ، لا يقنع بأقل منها ..

ان المثقف هو رجل العقل بينما المتعلم هو رجل الذكاء ، كل عاقل هو ذكي وليس كل ذكي عاقل ..

المتعلِّم بشتى أنواعه يوجّه ذكاءه في مجاله التخصصي ،سواء كان مهنة طب أم هندسة أم معلّم أو أي مجال آخر ..

النبوغ في العلم ليس مقياساً للعقل دائماً ، لربّما نجد عالِما نابغاً في علمه بينما تجد سلوكه متبع لمصالحه
الشخصية وميوله الغرائزية ..

أما المثقف الحقيقي هو من يتّصف بالعقل لأنه لايفكر كالعوام من الناس وبعض المتعلّمين سواء كانوا من فئة السذّج أوالمتعصّبين، بل هو متحرّر الإعتقاد من المسلّمات الخاطئة ، ومن التسليم للأفكار السائدة في أوساط المجتمع ..

بينما نجد بعض المتعلّمين يعتمد على ذلك و يستند في آراءه كثيراً على  الأفكار الجاهزة أمّا المثقف الحقيقي يعتمد فيها ع البحث والتحرّي ..

ويقرأ قراءة الناقد لا قراءة من يتشرّب الأفكار كالإسفنجة ، يبحث دائما عن الأدلة والبراهين التي تثبث أو تفنّد أي قضيّة تواجهه لكي لايقع ضحيّة مايقرأ..

لايغيّب عقله ولايصدّق مايقرأ بسهولة كبعض المتعلّمين المتعصّبين لفكرهم  فهم يسعون وراء معلومات تؤيد آراءهم دون تحرّي ، لايقبلون رأيا
ً مخالفاً لهم ..

أما المثقف الحقيقي يمتاز بمُرونة رأيه وباستعداده لتلقّي كل فكرة مخالفة له ليستكشف وجه الصواب فيها ..

أمّا بعض المتعلّمين فكره يحوم حول ذاته فقط بينما المثقف الحقيقي فكره يدور حول اصلاح نفسه والمجتمع ..

ومن النماذج التي تلألأت في سماء الثقافة حيث جمعت بين النظرة الثاقبة في وعيها وبين سلوكها
القيّم في بحر العطاء ،ومنهم في عصرنا الحاضر الشيخ حيدر حبّ الله
وهو ينتمي إلى المذهب الشيعي
من لبنان ، ذو الأطروحات المتميّزة
والفِكْر الوضّاء..

وكلّ من سعى في خدمة الإنسانية دون أن يهدف من ذلك مصالح أخرى تختبئ وراء ذلك ، بل كلّ غرضه هو الصعود بالمجتمع فكراً وتحضّراً
ونماءً في جميع أبعاده ومستوياته .

فمقياس الثقافة هو القيم الحاكمة على السلوك الإنساني وكذلك الوعي الذي يصنع الرؤية الواضحة لكونه هو فلسفة الثقافة والتطبيق العملي لها ..


فاطمه العيسى

الأحد، 25 ديسمبر 2016

انعزال المثقف

انعزال المثقف  

{لاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه } تلك كانت رسالة الامام علي عليه السلام لمن قرر أن يسلك طريق الحق لأنه يعرف أن هذا الطريق موحش ،  طويل  يسير الانسان فيه غالبا وحيداً .
رسالة حية يحي بها النفوس التى حملت هم أمتها ويحيي بها القلوب التى أدماها طول الطريق  والضمائر التى أضناها الجفاء .

هذه العقول الواعية والنفوس الأبية والضمائر الحية التي حملت هم أمتها واختارت الابتعاد والانزواء .
لقد اختارت أن تبقى تحت الظل , لأن البقاء في الواجهة أو في خط المواجهة يعنى خيارين لا ثالث لهما .. إما الخضوع والإستسلام لتيار الظلم والاستبداد وبيع الضمير وقتل الروح وموت القلب فيصبح صوتاً جديدًا من أصوات الظلم.

أو يتحول إلى شيطان أخرس لايعين مظلوما ولا يقف في وجه ظالم .

الأسباب كثيرة التى تجعل الإنسان الواعي ـالمثقف - أمام هذين الخيارين ، لكن على كثرتها وتنوعها , هي أسباب إما ترجع إلى نفس المثقف أو إلى المجتمع.

الأسباب المتعلقة بالإنسان ـ المثقف ـ:ـ

-المثالية الزائدة عن حدها الطبيعي التي يعيشها المثقف سواء على المستوى الشخصي أو الاجتماعي فهو يطالب المجتمع بمختلف فئاته الثقافية والعلمية أن يكونوا واعين مدركين مثله تماما أن يكونوا بمستوى مثاليته.

ـ افتقاره إلى الذكاء البيئي والاجتماعي للمجتمع الذي يعيش فيه , فيصعب عليه الاندماج وحتى الاختلاط بالمجتمع , فكيف بطرح أفكاره واستجابة المجتمع له .

ـ اصطدامه ببعض المثقفين من أمثاله , الذين يتوقع منهم أن يكونوا إلى صفه لكن للأسف كانوا هم مع المجتمع ضده .

ـ افتقاره للمرونة والقدرة على الإنسجام مع تغيرات المجتمع وتحولاته السريعة .

ـ صعوبة أو استحالة تطبيق بعض أفكاره وقناعاته على أرض الواقع  .

ـ عدم انسجامه شخصياً مع المجتمع والمحيط الذي يعيش فيه  , أو انسجام  أفكاره وتطلعاته مع واقع المجتمع  .

أسباب تتعلق بالمجتمع : ـ

- عدم وعي المجتمع بالمستجدات فكيف يقبل التغيير إذا كان جاهلا بالمعطيات .

ـ تمسكه  بالعادات والتقاليد البالية فيرفض التغيير خوفًا من فقدان الهوية  .

ـ عدم وجود لغة اتصال أو حوار مناسبة بين المثقف والمجتمع , فالمجتمع لايفهم اللغة التي يتحدث بها المثقف .

ـ تقديس المجتمع لبعض الشخصيات المجتمعية باعتبار أنها القدوة  في الحياة فيرفض أي فكر أو طرح مناقض أو معارض لأفكار ومعتقدات تلك الشخصيات .

إن هذه الاسباب بعضها أو كلها خلقت هوة كبيرة بين المثقف والمجتمع .
وأكبر خطأ يرتكبه المثقف أن ينزوي أو ينعزل عن الساحة .

على المثقف أن يصلح نقاط الضعف التي لديه ويقوي نقاط القوة بالإنخراط الفعلي في المجتمع ، فقدرته على التغيير مرهونة ببقاءه في المجتمع وقدرته على العطاء بالمزيد من التضحيات المخلصة والخالصة لوجه الله تعالى ,

لابد له من الاستمرار والبقاء في الساحة ، ولو كان تأثيره بسيطا ، فقطرات الماء على الصخر تحدث أثرًا وإن طال الزمان.

إن طريق الحق طويلٌ موحش ، ومرتاديه  كثر , لكن في هذا الطريق يسقط الكثير ويتعثر الكثير , لكنه يبقى طريقا سالكاً، واضحاً ، مستقيماً لاعوج فيه , وهو طريق الصفوة المقربون الذين وصفهم القرآن الكريم

[ ثلة من الاولين وقليل من الاخرين ]

مريم ال ام فاطمه

الأحد، 11 ديسمبر 2016

المثقف بين طيات القرآن

من هو المثقف ؟وماهي صفاته ؟ وهل تحدث القرآن عن المثقفين وهل ذكر صفاتهم  وملامحهم ؟

كلمة مثقف هي كلمة مستحدثة في اللغة العربية وقد ظهرت لأول مرة في نهاية القرن التاسع عشر في قاموس المحيط كترجمة لكلمة فرنسية بمعنى متعلم ولم يكن لها عند العرب والمسلمين ذلك الوزن الذي يعطى لها اليوم ولم ترد في القرآن بالمعنى المعروف حالياً إنما ذكرت في آيات القتال فقط (فاقتلوهم حيث ثقفتموهم)بمعنى وجدتموهم،
أما بالنسبة للمعاجم فقد ذكرت مادة ثقف بمعنى تسوية الشيئ المعوج أو بمعنى الظفر أو بمعنى سرعة الفهم هذا من الناحية اللغوية أما من الناحية الإصلاحية فإن المثقف هو ناقد اجتماعي همّه أن يرقى بمجتمعه إلى أعلى مستويات التقدّم والتطور والتغيير نحو الأفضل ، والمثقف الحقيقي ليس من تخرّج من الجامعات ونال أعلى الدرجات ولا من أحاط بالعلوم والمعارف ،إنما المثقف الحقيقي هو من يحمل العلم والإدراك والوعي بالإضافة لكونه ناقد اجتماعي قد يخالف الفكرة السائدة في مجتمعه وهمه الأول والأخير هو المنفعة العامة لمجتمعه ِ

ولقد ذكر القرآن صفاتهم وذكر نماذج عديدة لمثقفين ولكن ليس بلفظ مثقف ومن أمثال أولئك حبيب النجار مؤمن آل يس وهو الرجل المؤمن المذكور في سورة يس (وجاء من أقصى المدينة رجلٌ يسعى قال يقوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لايسألكم أجراً وهم مهتدون )وهو رجل آمن برسالات السماء ووقف جبلاً شامخاً في وجه الطغيان مدافعاً عن رسل الله ونال وسام الشهادة ذوداً عن الدين من خلال الآية الواردة بشأن هذا الرجل نستطيع أن نستخلص أبرز ملامح المثقف في القرآن :

١/ يرتكز على قاعدة عقائدية عميقة وأهم محور يدور حوله هو الله.
٢/  المثقف في القرآن يستطيع أن يفكر خارج الصندوق ويخالف المسلمات الخاطئة في مجتمعه.

٣/  المثقف في القرآن يمتلك حساً عاليًا بالمسؤولية ويمتلك حس المبادرة كمبادرة حبيب النجار إذ كان في أقصى المدينة وحين سمع أن حواريي عيسى تحت تهديد الملك أسرع يسعى من أقصى المدينة إلى مركزها مدافعاً عن رسل الحق.

٤/  يتميز بصدق العاطفة والمشاعر الصادقة تجاه مجتمعه وقضيته .

٥/ يتميز بالفطنة والذكاء وكمال العقل والحذر والدقة .

٦/  المثقف في آيات القرآن مصلحٌ اجتماعي يتسم بالمبادرة والمواجهة بأن يكون في الصف الأول دون تردد او تراجع .

٧/ المثقف في القرآن هو من يكون مدركًا واعياً محيطاً لمايجري من حوله ملماً بالعلوم .

٨/ الشجاعة والثبات من أبرز صفات المثقف في القرآن ففي الإنموذج المذكور نلحظ صفة الشجاعة واضحة جلية ، إذ واجه طاغوت زمانه وواجه الكثرة بمفرده ولم يستوحش في طريق الحق.

هذه أبرز ملامح المثقف في القرآن الكريم ، فالمثقف عنصرٌ طاهرٌ نقي عالم ٌ واعي لما يحدث في مجتمعه وهذا هو المثقف الحقيقي الذي يرضاه الله ورسوله.

الاخت :

ندى الخلف

المصادر:
كتاب الأمثل
الإنترنت

السبت، 10 ديسمبر 2016

ماراثون صعب

ماراثون صعب.

الاخت:
ليلى الصادق

يقول غسان كنفاني:
(المثقف أول من يقاوم وآخر من ينكسر)
عبارة موجزة أختصرت قصة كفاح
بل سيرة حياة فرد نذر عمره ولحظات قوته وضعفه لدور أسطوري ..

دور يربط فيه الفكر بالمجتمع، فهو همزة وصل بين أعظم موجودين أقلتهما الحياة ، وهاهو يحمل على عاتقه هم المجتمع ، ويعدو به في ماراثون صعب وسط تغيرات الحياة وتقلباتها .
فهو كما يقال رجل المهمات الصعبة،
وخصوصا في هذا الوقت ، إذ باتت هذه المهمة أقرب إلى المستحيلة عوضاً عن الصعبة.
إذ لو تأملنا قليلاً في البيئة الفكرية الحالية ورصدنا أجواء الساحة الثقافية سنجد انها ملئية بالضوضاء
تعج بالزبد الفكري والتزييف الثقافي .
صيغ وتنظيرات ..أزمة إزدحام ولكن هذه المرة  إزدحام ثقافي ، ومن هنا ومع  كل هذا تتضاعف مسؤولية المثقف في مثل هذه الأجواء
المشحونة المتأججة.
والذي سيتوجب عليه عندها أن يفرغ كل هذه الشحنات السالبة ،واستبدالها بسيل من الشحنات الموجبة.
وهذا شيء صعب ،أشبه بإشعال نار راقدة تحت رماد المجتمع المحتضر.

المجتمع المحتضر.. نعم هذا أصدق مصطلح قد يطلق على مثل هذه الأعراض ، وماأوصلنا لهذه الحالة، هو مايلي:

1/ التمكّن من التوصل للمعلومة الغثة والسمينة بسهولة، ودون أدنى تعب او مشقة  عبر محركات البحث الإلكتروني.

2/توفر أدوات فنية يسّرت أمر الكتابة على أنصاف المثقفين وغيرهم  .

3/تحويل عملية التأليف الى عملية( قص ولصق) يمارسها كل من حوى أدنى معرفة بالأساليب الحديثة .
في حين كان يجب ان تكون عملية علمية .

كل ماتقدم  ..
ولّد ثقة مفرطة بالنفس وإعتزاز غير متوازن بالذات ، جعلها تقدم وتستمر في مثل هذه العملية وتنشر كل  ما تقوم  بتأليفه دون مراعاة الشروط الحقيقيه للبحث و  التحقيق .
وبالتالي تتّضح لنا حقيقة مؤلمة وهي ماأكثر المثقفين حين تعدّهم وفي العمل الحقيقي  قليل.

وهكذا طابق حال المثقف حال المجتمع ..وليس محض صدفة هذه المطابقة ، فقد أصبحنا وللأسف نواجه أزمة بطالة وفقر ثقافي.
ولن نتخطى هذه المحنة الا على يد بيضاء تعطي بلا إنقطاع ؛ لنقضي على متسولي الثقافة وشحاذي الشهرة ومروجي الهباء.

مختصر القول...
نحن بحاجة إلى نقل كل هذه المؤسسات الثقافية إلى الطرقات والأسواق والمقاهي ..إلى المدارس والبيوت ليرتادها أكبر شريحة من المجتمع، وبمثل هذا الإسقاط نضمن الحصول على أكبر قدر من الفعالية ونتمكن من بلوغ الهدف.
ومنها الخروج من هذه السراديب الغائرة إلى المنارات العالية، رافعين رايات الحق صادحين بصوت مسموع فصيح معلنين الإنتصار .

وهذا كله  يبدأ من:
1- استقطاب اهتمام المجتمع لا من واقع (خالف تعرف) ، ولا من منطلق(المعلومة المثيرة )، انما من موقع الطرح الجديد .
وإثارة حالة نقدية عقلانية للوضع حتى تهتز هذه الثوابت والتي توهم أصحابها انها لن تتحرك قيد أنملة.

2_ثم يبدأ بنشر الوعي عبر إثارة النقاش ، مع ملاحظة أن إثارة النقاش شيء و الجدل والشغب والفتنة وإثارة البلبلة  شيء آخر.
    وهذه المهمة صعبة تحتاج إلى وعي ، إلى تخطيط مسبق، إلى الوقت المناسب للإنطلاق و تحديد  نقطة ارتكاز ثم معرفة محطة الوصول.

3_والمثقف في هذه المرحلة لا يحتاج إلى شعارات،بل إلى شعور حقيقي يولد هذا الحراك .ومنه يستمد القوة والدافع ويضمن له الإستمرارية .
هذا هو بحق حراك المثقف الواعي.
لهذا فقط لا لغيره كان على المثقف أن يكون أول من يقوم وبإذن الله لاينكسر.

وقد قالها سيد البلغاء والعارفين أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب ع
(فقم بعلم ولا تطلب له بدلاً
فالناس موتى وأهل العلم أحياء)

الثلاثاء، 14 يونيو 2016

وضوح الرؤيا

وضوح الرؤيا

انتشر الجهل والظلام  عاشوا الظلم والاستبداد .. بحثوا عن الطريق تمنوا النجاة  وانتظروا المنقذ

مؤمنين تبينوا هدي النبي محمد (ص) تجلت لهم الحقائق وقفوا على جادة الطريق زال الغموض فاتضحت المعاني واتسعت المفاهيم  كانوا اليد اليمنى قام بهم الإسلام

صفوة مختارة بقوة إيمانها وثباتها على الحق مثلوا بقوة مفردة قرآنية وردت حين قال عيسى ابن مريم (عليه السلام): " يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصارالله" (الصف 14)
الحواريين ‎في اللغة: هم الذين أُخْلِصوا ونقوا من كل عيب
انهم اناس نورانيون مهمتهم ان يُخرجوا الناس من الظلمات الى النور.  طاهرون و يطهرون من حولهم من الذنوب و المعاصي , و وظيفتهم الاخلاص في طاعتهم لله و لانبياءه و لاولياءه

‎وقد سمى الله سبحانه أنصار عيسى بالحواريين؛ لأنهم أخلصوا لله تعالى نياتهم، وطهروا سرائرهم من النفاق والغش، فصاروا في نقائهم وصفائهم كالشيء الأبيض الخالص البياض، النقي من الشوائب. و لقوة إيمانهم وصفاء نفوسهم، لبوا نداء الحق، وتركوا الباطل ورائهم ظهريًّا، ولم يخشوا في ذلك لومة لائم، دافعهم إلى ذلك نصرة دين الله، والدفاع عن الحق
‎
‏‎  كذالك كان اربعة من صحابة أمير المؤمنين وسيد البلغاء والمتكلمين الإمام علي بن أبي طالب وصي النبي محمد بن عبد الله رسول الله (ص)  في قوة إيمانهم  وصفاء نفوسهم فـ أُطلق عليهم نفس اللفظ المستمد من كتاب الله
فاجتمعوا في تطبيق الآية الكريمة ‏(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )
خاضوا غمار الصعاب في حياة امامهم
  لنخوض غمار حياتهم

‏ ‎فكان عمرو بن الحمق الخزاعي
‏من الصحابة الَّذين بُشِّروا بدخول الجنَّة قبل إسلامه، في قصة واردة لكرمة وإحسانه للضيف وذلك لمَّا بعث رسول الله جماعة من اصحابة في امر .
وأسلم بعد الحديبية ،وتعلّم الأحاديث من النبي ( ص ) .
وشارك مع رسول الله في غزواته .وذات يوم سقى عمرو بن الحمق النبيَّ النبي (ص)فقال النبي (ص) : 
‏‎اللهم متعه بشبابه. 
‏‎فمرت عليه ثمانون سنة لا ترى في لحيته شعرة بيضاء.
‏‎كان من الصفوة الذين حرسوا ( حقّ الخلافة ) بعد رسول ‏الله ( صل) ، فوقف إلى جانب أمير المؤمنين ( ع) بإخلاص
‏وشهد معه مشاهده: كلّها: الجمل وصفين والنهروان.
‎ذكر أهل السير أنَّه مِن الَّذين شاركوا في قتل الخليفة عثمان بن عفان
ومن شواهد إخلاصه أنَّه قال مخاطباً أمير المؤمنين(عليهالسلام) : والله ما جئتك لمال من الدنيا تعطينيها ولا لالتماس السلطان ترفع به ذكري إلا لأنك ابن عم رسول الله صلوات الله عليهما وأولى الناس بالناس، وزوج فاطمة سيدة نساء العالمين (عليها السلام) وأبو الذرية التي بقيت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ،وأعظم سهما للإسلام من المهاجرين والأنصار، والله لو كلفتني نقل الجبال الرواسي ونزح البحور الطوامي أبداحتى يأتي عليّ يومي وفي يدي سيفي أهز به عدوك وأقوي به وليك ويعلو به الله كعبك ويفلج به حجتك ما ظننت أني أديت من حقك كل الحق الذي يجب لك عليّ.
‏‎فقال أميرالمؤمنين(عليه السلام) : اللهم نور قلبه باليقين واهده إلى الصراط المستقيم، ليت في شيعتي مائة مثلك.
‏‎ولما قتل أمير المؤمنين(عليه السلام) كان معاوية بن أبي سفيان يتحرّى عن أصحاب أميرالمؤمنين ويقتلهم، فهرب عمرو بن الحمق إلى الموصل،فقام معاوية بن أبي سفيان وسجن آمنة بنت الشريد زوجة الصحابي عمر بن الحمق، في سجن دمشق لمدة سنتين، فقد كان النظام الأموي قاسياً في تعذيب شيعة عليّ(عليه السلام) حتَّى النساء كانت تُعَذَّب وتُسْجَن وتُؤْخَذ كرهائِن للظفر برجالهنَّ، وهذه الظاهرة غريبة عن الإسلام بل غريبة عن عادات الجاهلية أيضاً
‏‎ثمَّ إن عبد الرحمن ابن أم الحكم ظفر بعمرو بن الحمق، فقتله وبعث برأسه إلى معاوية، وهو أول رأس حمل في الإسلام.
‏‎وقبره مشهور بظاهر الموصل يزار وعليه مشهد كبير

‏ ‎وكان محمد بن أبي بكر 
ولد في حجة الوداع ، وكانت علاقته بأمير المؤمنين (ع) علاقة أبوية لأنَّ أم محمد بن أبي بكر ( أسماء بنت عميس الخثعمية) تزوجها عليٌّ (ع) بعد وفاة أبي بكر، و كان محمد بن أبي بكر آنذاك طفلاً صغيراً لم يتجاوز السنتين من عمره ، فعاش في بيت عليّ (ع) ، وتربَّى في حجر أمير المؤمنين (ع)، ولمـَّا كبر شارك مع عليٍّ (ع) في حرب الجمل وكان قائداً على الرجالة،وشهد معه أيضاً حرب صفين، وكان رضي الله تعالى عنه مِن حواريين أمير المؤمنين ، ومن السابقين المقربين منه ، وقد ولَّاه أمير المؤمنين (ع) مصر ،وكتب في ذلك كتاباً وجهه إلى أهل مصر ، ومما جاء في آخر الكتاب :‎ (أحسنوا أهل مصر مؤازرة محمد أميركم واثبتوا على طاعته ، تردوا حوض نبيكم ‎صلى الله عليه وآله ، أعاننا الله وإياكم على ما يرضيه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) .
‏‎فلما ولي مصر سار إليه عمرو بن العاص فاقتتلوا حتَّى استشهد محمد بن أبي بكر وأحرقه معاوية في جوف حمار ميت.
‏‎فتألم أمير المؤمنين (ع) لشهادته
‏‎وكان لمحمد بن أبي بكر ولداً اسمه القاسم ، وهو من أصحاب الإمام السجاد(ع).
‏‎وكانت شهادة محمد بن أبي بكر سنة ( 38 )من الهجرة ودفن في مصر.
‏‎
وكان ميثم بن يحيى الاسدي 
‏‎كان يبيع التمر في الكوفة فلُقّب بـ « التمّار ». مولى أمير المؤمنين علي عليه السّلام وخاصّته وحواريّه، ومستودع أسراره ومَغرس علومه، وقد أطْلَعَه (ع )على علمٍ كثيرٍ وأسرارٍ خفيّة مِن أسرار الوصيّ
‏‎كان عبداً لامرأة مِن بني أسد، واشتراه عليّ بن أبى طالب(ع) منها وأعتقه.
فلازم ميثم التمار أمير المؤمنين(ع)،وتعلَّم منه الكثير فكان من السابقين المقربين منه والمخلصين له حتَّى كلَّفه هذا الحب حياته، 
‏‎ولقد رأى ميثم معاجز أمير المؤمنين(ع)، ونبوآته الصادقة مما زاد في تمسكه بولاية أميرالمؤمنين(ع)، وتعلَّم الكثير منها حتَّى كان يخبر الناس بما سيحصل في المستقبل، ومِن شواهد هذه المسألة ما رواه الشيخ أبو جعفر الطوسي في كتابه اختيار معرفة الرجال قال: أخبرني أبو خالد التمار، قال: كنت مع ميثم التماربالفرات يوم الجمعة فهبت ريح وهو في سفينة مِن سفن الرمان، قال: فخرج فنظر إلى الريح فقال:
‏‎شدوا برأس سفينتكم انّ هذه ريح عاصف مات معاوية الساعة، 
‏‎قال: فلما كانت الجمعة المقبلة قدم بريد مِن الشام فلقيته فاستخبرته، فقلت له: ياعبدالله ما الخبر؟ 
‏‎قال: الناس على أحسن حال توفى معاوية وبايع الناس يزيد،
‏‎قال: قلت أي يوم توفى؟ قال: يوم الجمعة.
‏‎وكان ميثم التمار يقول: 
‏‎دعاني أمير المؤمنين(ع)فقال: 
‏‎كيف أنت يا ميثم إذا دعاك عبيد الله بن زياد الى براءة مني ؟ 
‏‎فقلت: إذا والله لا أبرأ منك يا مولاي، 
‏‎قال(ع): والله ليقتلنك ويصلبنك. 
‏‎قلت: إذا أصبر وذلك والله قليل في حبك.
‏‎قال: يا ميثم إذا تكون معي في درجتي. 
‏‎وأخبره بصفة قتله؛ فقال علي(ع):إنك تؤخذ فتصلب وتطعن بحربة فإذا جاء اليوم الثالث ابتدر منخراك وفوك دمًا،فتخضب لحيتك وتصلب على باب عمرو بن حريث
الى ان حبسه ابن زياد وحبس معه المختار بن عبيد،
‏‎فقال ميثم للمختار: إنك ستفلت وتخرج ثائراً بدم الحسين فتقتل هذا الذي يريدأن يقتلك، فلما أراد عبيد الله أن يقتل المختار وصل بريد من يزيد يأمره بتخلية سبيله فخلاه، وأمر بميثم أن يصلب فلما رفع على الخشبة عند باب عمرو بن حريث قال عمرو: قد كان والله يقول لي إني مجاورك.
‏‎فجعل ميثم يحدث بفضائل بني هاشم، فقيل لابن زياد قد فضحكم هذا العبد.
‏‎قال: ألجموه، فألجم بلجام شريط من نحاس ، فكان أول من ألجم في الإسلام فلما كان اليوم الثالث من صلبه طعن بالحربة، فكبر، ثم انبعث في آخر النهار فمه وأنفه دما وكان ذلك قبل مقدم الحسين العراق بعشرة أيام.
‏‎فهنيئًا لك الشهادة وهنيئًا لشجاعتك و تمسكك بولاية عليّ عليه السلام.
‏‎مرقده بالكوفة ,غربي مسجد الكوفة الاعظم قريب  منه

‏‎وهكذاكان ختامهم أويــس بن عامر بن جزء بن مالك بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن المذحجي المرادي.
‏‎ُولد في مدينة (قَرْن) إحدى مدن اليمن ، ولذلك لقَّب بالقرنيّ.
‏‎
‏‎أويس أحد النّسّاك والعبّاد المقدَّمين ، ومن سادات التابعين.
‏‎دخل الإسلام مع غيره من النّاس الذين دخلوا دين الله أفواجاً.
‏‎وكانت رعاية الإبل مهنَته ... وهكذا كان يُمضي أيّامه في القفار ، خلف الإبل ، ينتجع الكلأ و المرعى. و كان يعيش مع والدته التي كان يكرمها غاية الإکرام ، ويحترمها احتراماً عجيباً، فلم يفارقها في آخر أيّامها ، إلا للضّرورة القصوى. 
‏‎ولعلّ انصرافه إلى القيام بواجبه تجاهها ، کان الحائلَ بينه و بين لقاء النبيّ (ص) . وعندما استأذنها في السّفر للقاء النبيّ (ص) والسّلام عليه، أذنت له ، ولكن بشرطٍ هو العودة المباشرة، سواءً وجد الرسولَ (ص) أم لم يجده.
‏‎وهكذا كان!.
‏‎فقد تجهّز أويَس للسّفر لِلُقْيا الرّسول (ص) والسّلامِ عليه ، وقصَدَه في منزله، ولمّا لم يجده عاد أدراجه ، دون التَّمَكن من مشاهدته. و عندما عاد النبىّ (ص) إلى منزله ، قال لأهل بيته بأنه يجد في البيت نوراً غريباً لا عهد له به، فمَن قَدِم في غيابه؟!
‏‎ويُقال له : أوُيس القَرنيّ!.
 ‎كانت لأويس منزلة رفيعة عند النبي والأئمّة (ع)، وسنبيّن تلك المنزلة من خلال الروايات:
‏١- قال رسول الله (ص): (ليشفعن من أمّتي لأكثر من بني تميم وبني مضر، وأنّه لأويس القرني).
‏‎
‏٢- قال الكشي في رجاله: (كان أويس من خيار التابعين، ولم يرَ النبي (ص) ولم يصحبه، وهو من الزهّاد الثمانية الذين كانوا مع علي (ع) ومن أصحابه، وكانوا زهادًا أتقياء).
‏
ينقل أنه كان أحد الأشخاص يسب أويسا كلما مر به اوألتقاه وفي أحدى المرات رآه أويس يقبل من بعيد فغير طريقه ؟
وعندما سألوه عن سبب ذلك أجاب :لـــــــــــئلا يقع ذلك الشخص – الساب - في المعصية.أذن فلنقتد بمثل هذه النماذج الخيرة لننال رضا الله تعالى ورسوله وأئمتنا الطاهرين
كان العدد الـ١٠٠ الذي انتظره أمير المؤمنين ع يوم صفين ‎
قاتل أويس القرني (رضوان الله عليه) بين يدي أمير المؤمنين (ع) في وقعة صفّين
حتّى استشهد أمامه، فلمّا سقط نظروا إلى جسده الشريف، فإذا به أكثر من أربعين جرح بين طعنة وضربة ورمية. وكانت شهادته (رضوان الله عليه) في اليوم الثامن من صفر 37 هـ.

لتكن لنا في أويس القرني قدوة وعبرة فأن هذا العبد الصالح لم يوفق لأن يدرك الرسول (ص)مع أنه كان في عصره .فقد كان يعيش في اليمن وعندما توجه منها الى المدينة لرؤية الرسول (ص) وزيارته لم يدركه الوقت
وحين سمع بان الرسول قد أستشهد تأثر أويس لذلك كثيرا ولكن هل تعلمون أن أويسا هذا مُقدم على كثير ممن صحبوا الرسول (ص)؟؟‎
‏‎كان  زاهدًا معرضًا عن ملذّات الدنيا وزخارفها، وروي أنّه كان لديه رداء يلبسه، إذا جلس مسَّ الأرض، وكان يردد قول: اللهم إنّي أعتذر إليك من كبد جائعة، وجسد عارٍ، وليس لي إلاّ ما على ظهري وفي بطني.

كان نصيبهم الفوز بالشهادة عندما اجتمعوا بإيمانهم ومعرفتهم الحق خلدت أسمائهم ووصلتنا قصصهم لعلنا نعتبر  ولكن أين نجد انفسنا منهم ماذا فعلنا؟ وماذا قدمنا؟ السنا مثلهم شيعة لأمير المؤمنين بحبه وولايته نرجو الخلاص !
اخشى ان يرد علينا بالآية عندما( قَالَتِ ٱلْأَعْرَابُ ءَامَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا۟ وَلَٰكِن قُولُوٓا۟ أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ ٱلْإِيمَٰنُ فِى قُلُوبِكُمْ ۖ)

المصادر /
مواقع الانترنت  
شبكة السراج 
الحيدري 
الشيرازي
الكفيل
ــــــ
الاخت
زكية ال جعفر