وضوح الرؤيا
انتشر الجهل والظلام عاشوا الظلم والاستبداد .. بحثوا عن الطريق تمنوا النجاة وانتظروا المنقذ
مؤمنين تبينوا هدي النبي محمد (ص) تجلت لهم الحقائق وقفوا على جادة الطريق زال الغموض فاتضحت المعاني واتسعت المفاهيم كانوا اليد اليمنى قام بهم الإسلام
صفوة مختارة بقوة إيمانها وثباتها على الحق مثلوا بقوة مفردة قرآنية وردت حين قال عيسى ابن مريم (عليه السلام): " يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصارالله" (الصف 14)
الحواريين في اللغة: هم الذين أُخْلِصوا ونقوا من كل عيب
انهم اناس نورانيون مهمتهم ان يُخرجوا الناس من الظلمات الى النور. طاهرون و يطهرون من حولهم من الذنوب و المعاصي , و وظيفتهم الاخلاص في طاعتهم لله و لانبياءه و لاولياءه
وقد سمى الله سبحانه أنصار عيسى بالحواريين؛ لأنهم أخلصوا لله تعالى نياتهم، وطهروا سرائرهم من النفاق والغش، فصاروا في نقائهم وصفائهم كالشيء الأبيض الخالص البياض، النقي من الشوائب. و لقوة إيمانهم وصفاء نفوسهم، لبوا نداء الحق، وتركوا الباطل ورائهم ظهريًّا، ولم يخشوا في ذلك لومة لائم، دافعهم إلى ذلك نصرة دين الله، والدفاع عن الحق
كذالك كان اربعة من صحابة أمير المؤمنين وسيد البلغاء والمتكلمين الإمام علي بن أبي طالب وصي النبي محمد بن عبد الله رسول الله (ص) في قوة إيمانهم وصفاء نفوسهم فـ أُطلق عليهم نفس اللفظ المستمد من كتاب الله
فاجتمعوا في تطبيق الآية الكريمة (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )
خاضوا غمار الصعاب في حياة امامهم
لنخوض غمار حياتهم
فكان عمرو بن الحمق الخزاعي
من الصحابة الَّذين بُشِّروا بدخول الجنَّة قبل إسلامه، في قصة واردة لكرمة وإحسانه للضيف وذلك لمَّا بعث رسول الله جماعة من اصحابة في امر .
وأسلم بعد الحديبية ،وتعلّم الأحاديث من النبي ( ص ) .
وشارك مع رسول الله في غزواته .وذات يوم سقى عمرو بن الحمق النبيَّ النبي (ص)فقال النبي (ص) :
اللهم متعه بشبابه.
فمرت عليه ثمانون سنة لا ترى في لحيته شعرة بيضاء.
كان من الصفوة الذين حرسوا ( حقّ الخلافة ) بعد رسول الله ( صل) ، فوقف إلى جانب أمير المؤمنين ( ع) بإخلاص
وشهد معه مشاهده: كلّها: الجمل وصفين والنهروان.
ذكر أهل السير أنَّه مِن الَّذين شاركوا في قتل الخليفة عثمان بن عفان
ومن شواهد إخلاصه أنَّه قال مخاطباً أمير المؤمنين(عليهالسلام) : والله ما جئتك لمال من الدنيا تعطينيها ولا لالتماس السلطان ترفع به ذكري إلا لأنك ابن عم رسول الله صلوات الله عليهما وأولى الناس بالناس، وزوج فاطمة سيدة نساء العالمين (عليها السلام) وأبو الذرية التي بقيت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ،وأعظم سهما للإسلام من المهاجرين والأنصار، والله لو كلفتني نقل الجبال الرواسي ونزح البحور الطوامي أبداحتى يأتي عليّ يومي وفي يدي سيفي أهز به عدوك وأقوي به وليك ويعلو به الله كعبك ويفلج به حجتك ما ظننت أني أديت من حقك كل الحق الذي يجب لك عليّ.
فقال أميرالمؤمنين(عليه السلام) : اللهم نور قلبه باليقين واهده إلى الصراط المستقيم، ليت في شيعتي مائة مثلك.
ولما قتل أمير المؤمنين(عليه السلام) كان معاوية بن أبي سفيان يتحرّى عن أصحاب أميرالمؤمنين ويقتلهم، فهرب عمرو بن الحمق إلى الموصل،فقام معاوية بن أبي سفيان وسجن آمنة بنت الشريد زوجة الصحابي عمر بن الحمق، في سجن دمشق لمدة سنتين، فقد كان النظام الأموي قاسياً في تعذيب شيعة عليّ(عليه السلام) حتَّى النساء كانت تُعَذَّب وتُسْجَن وتُؤْخَذ كرهائِن للظفر برجالهنَّ، وهذه الظاهرة غريبة عن الإسلام بل غريبة عن عادات الجاهلية أيضاً
ثمَّ إن عبد الرحمن ابن أم الحكم ظفر بعمرو بن الحمق، فقتله وبعث برأسه إلى معاوية، وهو أول رأس حمل في الإسلام.
وقبره مشهور بظاهر الموصل يزار وعليه مشهد كبير
وكان محمد بن أبي بكر
ولد في حجة الوداع ، وكانت علاقته بأمير المؤمنين (ع) علاقة أبوية لأنَّ أم محمد بن أبي بكر ( أسماء بنت عميس الخثعمية) تزوجها عليٌّ (ع) بعد وفاة أبي بكر، و كان محمد بن أبي بكر آنذاك طفلاً صغيراً لم يتجاوز السنتين من عمره ، فعاش في بيت عليّ (ع) ، وتربَّى في حجر أمير المؤمنين (ع)، ولمـَّا كبر شارك مع عليٍّ (ع) في حرب الجمل وكان قائداً على الرجالة،وشهد معه أيضاً حرب صفين، وكان رضي الله تعالى عنه مِن حواريين أمير المؤمنين ، ومن السابقين المقربين منه ، وقد ولَّاه أمير المؤمنين (ع) مصر ،وكتب في ذلك كتاباً وجهه إلى أهل مصر ، ومما جاء في آخر الكتاب : (أحسنوا أهل مصر مؤازرة محمد أميركم واثبتوا على طاعته ، تردوا حوض نبيكم صلى الله عليه وآله ، أعاننا الله وإياكم على ما يرضيه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) .
فلما ولي مصر سار إليه عمرو بن العاص فاقتتلوا حتَّى استشهد محمد بن أبي بكر وأحرقه معاوية في جوف حمار ميت.
فتألم أمير المؤمنين (ع) لشهادته
وكان لمحمد بن أبي بكر ولداً اسمه القاسم ، وهو من أصحاب الإمام السجاد(ع).
وكانت شهادة محمد بن أبي بكر سنة ( 38 )من الهجرة ودفن في مصر.
وكان ميثم بن يحيى الاسدي
كان يبيع التمر في الكوفة فلُقّب بـ « التمّار ». مولى أمير المؤمنين علي عليه السّلام وخاصّته وحواريّه، ومستودع أسراره ومَغرس علومه، وقد أطْلَعَه (ع )على علمٍ كثيرٍ وأسرارٍ خفيّة مِن أسرار الوصيّ
كان عبداً لامرأة مِن بني أسد، واشتراه عليّ بن أبى طالب(ع) منها وأعتقه.
فلازم ميثم التمار أمير المؤمنين(ع)،وتعلَّم منه الكثير فكان من السابقين المقربين منه والمخلصين له حتَّى كلَّفه هذا الحب حياته،
ولقد رأى ميثم معاجز أمير المؤمنين(ع)، ونبوآته الصادقة مما زاد في تمسكه بولاية أميرالمؤمنين(ع)، وتعلَّم الكثير منها حتَّى كان يخبر الناس بما سيحصل في المستقبل، ومِن شواهد هذه المسألة ما رواه الشيخ أبو جعفر الطوسي في كتابه اختيار معرفة الرجال قال: أخبرني أبو خالد التمار، قال: كنت مع ميثم التماربالفرات يوم الجمعة فهبت ريح وهو في سفينة مِن سفن الرمان، قال: فخرج فنظر إلى الريح فقال:
شدوا برأس سفينتكم انّ هذه ريح عاصف مات معاوية الساعة،
قال: فلما كانت الجمعة المقبلة قدم بريد مِن الشام فلقيته فاستخبرته، فقلت له: ياعبدالله ما الخبر؟
قال: الناس على أحسن حال توفى معاوية وبايع الناس يزيد،
قال: قلت أي يوم توفى؟ قال: يوم الجمعة.
وكان ميثم التمار يقول:
دعاني أمير المؤمنين(ع)فقال:
كيف أنت يا ميثم إذا دعاك عبيد الله بن زياد الى براءة مني ؟
فقلت: إذا والله لا أبرأ منك يا مولاي،
قال(ع): والله ليقتلنك ويصلبنك.
قلت: إذا أصبر وذلك والله قليل في حبك.
قال: يا ميثم إذا تكون معي في درجتي.
وأخبره بصفة قتله؛ فقال علي(ع):إنك تؤخذ فتصلب وتطعن بحربة فإذا جاء اليوم الثالث ابتدر منخراك وفوك دمًا،فتخضب لحيتك وتصلب على باب عمرو بن حريث
الى ان حبسه ابن زياد وحبس معه المختار بن عبيد،
فقال ميثم للمختار: إنك ستفلت وتخرج ثائراً بدم الحسين فتقتل هذا الذي يريدأن يقتلك، فلما أراد عبيد الله أن يقتل المختار وصل بريد من يزيد يأمره بتخلية سبيله فخلاه، وأمر بميثم أن يصلب فلما رفع على الخشبة عند باب عمرو بن حريث قال عمرو: قد كان والله يقول لي إني مجاورك.
فجعل ميثم يحدث بفضائل بني هاشم، فقيل لابن زياد قد فضحكم هذا العبد.
قال: ألجموه، فألجم بلجام شريط من نحاس ، فكان أول من ألجم في الإسلام فلما كان اليوم الثالث من صلبه طعن بالحربة، فكبر، ثم انبعث في آخر النهار فمه وأنفه دما وكان ذلك قبل مقدم الحسين العراق بعشرة أيام.
فهنيئًا لك الشهادة وهنيئًا لشجاعتك و تمسكك بولاية عليّ عليه السلام.
مرقده بالكوفة ,غربي مسجد الكوفة الاعظم قريب منه
وهكذاكان ختامهم أويــس بن عامر بن جزء بن مالك بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن المذحجي المرادي.
ُولد في مدينة (قَرْن) إحدى مدن اليمن ، ولذلك لقَّب بالقرنيّ.
أويس أحد النّسّاك والعبّاد المقدَّمين ، ومن سادات التابعين.
دخل الإسلام مع غيره من النّاس الذين دخلوا دين الله أفواجاً.
وكانت رعاية الإبل مهنَته ... وهكذا كان يُمضي أيّامه في القفار ، خلف الإبل ، ينتجع الكلأ و المرعى. و كان يعيش مع والدته التي كان يكرمها غاية الإکرام ، ويحترمها احتراماً عجيباً، فلم يفارقها في آخر أيّامها ، إلا للضّرورة القصوى.
ولعلّ انصرافه إلى القيام بواجبه تجاهها ، کان الحائلَ بينه و بين لقاء النبيّ (ص) . وعندما استأذنها في السّفر للقاء النبيّ (ص) والسّلام عليه، أذنت له ، ولكن بشرطٍ هو العودة المباشرة، سواءً وجد الرسولَ (ص) أم لم يجده.
وهكذا كان!.
فقد تجهّز أويَس للسّفر لِلُقْيا الرّسول (ص) والسّلامِ عليه ، وقصَدَه في منزله، ولمّا لم يجده عاد أدراجه ، دون التَّمَكن من مشاهدته. و عندما عاد النبىّ (ص) إلى منزله ، قال لأهل بيته بأنه يجد في البيت نوراً غريباً لا عهد له به، فمَن قَدِم في غيابه؟!
ويُقال له : أوُيس القَرنيّ!.
كانت لأويس منزلة رفيعة عند النبي والأئمّة (ع)، وسنبيّن تلك المنزلة من خلال الروايات:
١- قال رسول الله (ص): (ليشفعن من أمّتي لأكثر من بني تميم وبني مضر، وأنّه لأويس القرني).
٢- قال الكشي في رجاله: (كان أويس من خيار التابعين، ولم يرَ النبي (ص) ولم يصحبه، وهو من الزهّاد الثمانية الذين كانوا مع علي (ع) ومن أصحابه، وكانوا زهادًا أتقياء).
ينقل أنه كان أحد الأشخاص يسب أويسا كلما مر به اوألتقاه وفي أحدى المرات رآه أويس يقبل من بعيد فغير طريقه ؟
وعندما سألوه عن سبب ذلك أجاب :لـــــــــــئلا يقع ذلك الشخص – الساب - في المعصية.أذن فلنقتد بمثل هذه النماذج الخيرة لننال رضا الله تعالى ورسوله وأئمتنا الطاهرين
كان العدد الـ١٠٠ الذي انتظره أمير المؤمنين ع يوم صفين
قاتل أويس القرني (رضوان الله عليه) بين يدي أمير المؤمنين (ع) في وقعة صفّين
حتّى استشهد أمامه، فلمّا سقط نظروا إلى جسده الشريف، فإذا به أكثر من أربعين جرح بين طعنة وضربة ورمية. وكانت شهادته (رضوان الله عليه) في اليوم الثامن من صفر 37 هـ.
لتكن لنا في أويس القرني قدوة وعبرة فأن هذا العبد الصالح لم يوفق لأن يدرك الرسول (ص)مع أنه كان في عصره .فقد كان يعيش في اليمن وعندما توجه منها الى المدينة لرؤية الرسول (ص) وزيارته لم يدركه الوقت
وحين سمع بان الرسول قد أستشهد تأثر أويس لذلك كثيرا ولكن هل تعلمون أن أويسا هذا مُقدم على كثير ممن صحبوا الرسول (ص)؟؟
كان زاهدًا معرضًا عن ملذّات الدنيا وزخارفها، وروي أنّه كان لديه رداء يلبسه، إذا جلس مسَّ الأرض، وكان يردد قول: اللهم إنّي أعتذر إليك من كبد جائعة، وجسد عارٍ، وليس لي إلاّ ما على ظهري وفي بطني.
كان نصيبهم الفوز بالشهادة عندما اجتمعوا بإيمانهم ومعرفتهم الحق خلدت أسمائهم ووصلتنا قصصهم لعلنا نعتبر ولكن أين نجد انفسنا منهم ماذا فعلنا؟ وماذا قدمنا؟ السنا مثلهم شيعة لأمير المؤمنين بحبه وولايته نرجو الخلاص !
اخشى ان يرد علينا بالآية عندما( قَالَتِ ٱلْأَعْرَابُ ءَامَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا۟ وَلَٰكِن قُولُوٓا۟ أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ ٱلْإِيمَٰنُ فِى قُلُوبِكُمْ ۖ)
المصادر /
مواقع الانترنت
شبكة السراج
الحيدري
الشيرازي
الكفيل
ــــــ
الاخت
زكية ال جعفر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق