من هو المثقف ؟وماهي صفاته ؟ وهل تحدث القرآن عن المثقفين وهل ذكر صفاتهم وملامحهم ؟
كلمة مثقف هي كلمة مستحدثة في اللغة العربية وقد ظهرت لأول مرة في نهاية القرن التاسع عشر في قاموس المحيط كترجمة لكلمة فرنسية بمعنى متعلم ولم يكن لها عند العرب والمسلمين ذلك الوزن الذي يعطى لها اليوم ولم ترد في القرآن بالمعنى المعروف حالياً إنما ذكرت في آيات القتال فقط (فاقتلوهم حيث ثقفتموهم)بمعنى وجدتموهم،
أما بالنسبة للمعاجم فقد ذكرت مادة ثقف بمعنى تسوية الشيئ المعوج أو بمعنى الظفر أو بمعنى سرعة الفهم هذا من الناحية اللغوية أما من الناحية الإصلاحية فإن المثقف هو ناقد اجتماعي همّه أن يرقى بمجتمعه إلى أعلى مستويات التقدّم والتطور والتغيير نحو الأفضل ، والمثقف الحقيقي ليس من تخرّج من الجامعات ونال أعلى الدرجات ولا من أحاط بالعلوم والمعارف ،إنما المثقف الحقيقي هو من يحمل العلم والإدراك والوعي بالإضافة لكونه ناقد اجتماعي قد يخالف الفكرة السائدة في مجتمعه وهمه الأول والأخير هو المنفعة العامة لمجتمعه ِ
ولقد ذكر القرآن صفاتهم وذكر نماذج عديدة لمثقفين ولكن ليس بلفظ مثقف ومن أمثال أولئك حبيب النجار مؤمن آل يس وهو الرجل المؤمن المذكور في سورة يس (وجاء من أقصى المدينة رجلٌ يسعى قال يقوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لايسألكم أجراً وهم مهتدون )وهو رجل آمن برسالات السماء ووقف جبلاً شامخاً في وجه الطغيان مدافعاً عن رسل الله ونال وسام الشهادة ذوداً عن الدين من خلال الآية الواردة بشأن هذا الرجل نستطيع أن نستخلص أبرز ملامح المثقف في القرآن :
١/ يرتكز على قاعدة عقائدية عميقة وأهم محور يدور حوله هو الله.
٢/ المثقف في القرآن يستطيع أن يفكر خارج الصندوق ويخالف المسلمات الخاطئة في مجتمعه.
٣/ المثقف في القرآن يمتلك حساً عاليًا بالمسؤولية ويمتلك حس المبادرة كمبادرة حبيب النجار إذ كان في أقصى المدينة وحين سمع أن حواريي عيسى تحت تهديد الملك أسرع يسعى من أقصى المدينة إلى مركزها مدافعاً عن رسل الحق.
٤/ يتميز بصدق العاطفة والمشاعر الصادقة تجاه مجتمعه وقضيته .
٥/ يتميز بالفطنة والذكاء وكمال العقل والحذر والدقة .
٦/ المثقف في آيات القرآن مصلحٌ اجتماعي يتسم بالمبادرة والمواجهة بأن يكون في الصف الأول دون تردد او تراجع .
٧/ المثقف في القرآن هو من يكون مدركًا واعياً محيطاً لمايجري من حوله ملماً بالعلوم .
٨/ الشجاعة والثبات من أبرز صفات المثقف في القرآن ففي الإنموذج المذكور نلحظ صفة الشجاعة واضحة جلية ، إذ واجه طاغوت زمانه وواجه الكثرة بمفرده ولم يستوحش في طريق الحق.
هذه أبرز ملامح المثقف في القرآن الكريم ، فالمثقف عنصرٌ طاهرٌ نقي عالم ٌ واعي لما يحدث في مجتمعه وهذا هو المثقف الحقيقي الذي يرضاه الله ورسوله.
الاخت :
ندى الخلف
المصادر:
كتاب الأمثل
الإنترنت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق