بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 5 مارس 2019

تحدي القراءة ||دين ضد الدين||للدكتور علي شريعتي، تلخيص

تحدي القراءة ||دين ضد الدين||للدكتور علي شريعتي، تلخيص أ/صباح عباس

للوهلة الأولى يبدو هذا العنوان لافتاً وغامضاً ، فالقناعة العامة والفكرة السائدة أن الدين كان دائماً ضد الكفر ، فيكون التعبير ب ( الدين ضد الدين ) منطوياً على الغموض والإستنكار !
لكن في البحث التاريخي تؤكد الحقائق عكس هذه القناعة ، ذلك لأن الدين لم يكن يواجه إلا بالدين .
فالمجتمعات البشرية في جميع مراحلها لم تخل من دين أبداً . ولا يوجد مجتمع عاش بدون دين في أي موقع وأي نقطة على وجه الأرض .
ومن المعلوم أن الذين وقفوا بوجه عيسى وموسى وإبراهيم هم مشركون وليسوا ملحدين ، وعليه فالمشرك يُعد إنساناً متديناً وإن أخطأ الهدف من حيث المصداق وسلك طريقاً مغلوطاً .
_في التاريخ البشري لا يوجد دين وكفر ، بل دين ضد دين ، ولقد حكم دين الشرك بإسم الإسلام وبأسم خلافة الرسول وبإسم القرآن كما حكم في القرون الوسطى بإسم عيسى وموسى اللذين أرسيا دعائم دين التوحيد في التاريخ .
إن الدين التبريري والدين التخديري والدين الرجعي والدين الذي لا يهتم بأمور الناس هو الذي يحكم المجتمعات البشرية عبر التاريخ .
فالذين قالوا أن الدين رجعي وتخديري وإقطاعي ذلك لأنهم استنبطوا ذلك من التاريخ . غير أنهم لم يعرفوا الدين حق معرفته ، لإنهم لم يكونوا متخصصين بمعرفة الدين ، بل كان تخصصهم التاريخ .
فالدين لم يصارع الكفر والإلحاد ، ذلك لإنه لم يكن في الماضي أي مجتمع إلحادي أو طبقة مُلحدة . وإنه على مر العصور كانوا متدينين في مسارهم الإجتماعي التاريخي .
فالكافرين الذين ناهضوا الإسلام بمعناه الأعم وحاربوا إبراهيم وموسى وعيسى هم كفار لا زنادقة 
صراع بين العبودية والعبودية ففي السورة القرآنية يأتي التأكيد [قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون] عبادة قبال عبادة وليس عبادة قبال زندقة .
_إن جميع الاديان تعتقد بوجود الله وأنه خالق الكون ففرعون ونمرود لم يدعّوا الخلق ، وإنما كانوا يدعون أنهم مالكون الناس
( أنا ربكم الأعلى ) أي أنا صاحبكم ومالككم .
إن محاربة دين الشرك عندما يكون مكشوفاً أمراً سهلاً لكن ستكون محاربته صعبة للغاية عندما يختفي خلف ستار التوحيد !!
وهنا يُطرح سوال في غاية الأهمية
إن شخصين أحدهما رسول الله محمد صل الله عليه واله والآخر الإمام علي عليه السلام أرادا أن ينشرا الدين ، فلماذا يخرج رسول الله منتصراً ، ويخفق الإمام علي ،برغم أن الدين الذي يدعون إليه واحد والمعبود واحد والقرآن واحد ؟!
لقد كان دين الشرك واضحاً وجلياً في عهد رسول الله صل الله عليه واله فكان النصر حليفه ، أما الإمام علي عليه السلام فإنه لم يشهر سيفه على قريش المشركه التي تدافع عن الأصنام ، بل شهره بوجه قريش المسلمه التي تدافع عن الكعبة !!
أخفق الإمام علي لإن دين الشرك كان متخفياً بستار دين التوحيد حيث كان يبني المساجد ويفتح البلدان ويقيم الجماعة ويقرأ القرآن .
فالكاتب لا ينتقد أصل الدين كما يتوهم البعض بل إنه يُصوب مساره ويسعى لتعديل دوره في خدمة الناس وإلى إيقاف الإسلام على قدميه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق