اضواء حول خطبة الزهراء عليها السلام
السلام على الطاهرة المطهرة الحوراء البتول بضعة الرسول
إن قيمة الإنسان تتمثل بعطاءه الحضاري فالإنسان الذي لا يتبنى مبدأ في حياته يعيش من اجله ويخضع لمتطلباته ويكافح في سبيل تطبيقه او تثبيته هنا لا يكون هناك فرق بينه وبين الحيوان الذي يعيش بلا هدف ولا مبدأ ينتهجه في حياته
لهذا نرى أهل البيت عليهم السلام مارسوا حياتهم بمبدأ ينتهجونه لصالح منهج الإسلام
والزهراء سلام الله عليها كانت مدرسة ومنهج من اعلى المناهج وارقاها حيث انها اوقفت حياتها من كل جوانبها لخدمة الرسالة الإلهية ولذود عن الدين الإسلامي القويم رغم صغر سنها والفترة القصيرة التي عاشتها الا انها استطاعت ان تقدم لنا وللاجيال دستور حياة من سار في طريقه لم يضل ابدا
أكبر دليل على ذلك خطبتها التي نطقت بها صداحة في وجه الظلم التي تنم عن عظم شخصيتها حيث جسدت فيها المنهج الذي انتهجته من مدينة العلم وهو ابوها الرسول الاكرم فقد كانت خطبتها هي الشئ البارز في تراثها القويم
حينما نسلط الضوء على بعض ماحتوته هذه الخطبة العظيمة فانها كانت شاملة كاملة احتوت جميع محاور الحياة ففي البداية بداتها بالحمد فالإنسان مها يصاب بالمصائب لابد من ان يحمد الله عليها
أيضاً اشتملت على دروس عقائدية تبين فيها وحدانية الله (أشهدُ ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له كلمة جعل الإخلاص تاويلها وضمن القلوب موصولها وانار في التفكر معقولها الممتنع عن الأبصار رؤيته ومن الألسن صفته ومن الأوهام كيفيته بعدها بينت حال الأمة في الجاهلية الغوغاء والتيه والعمى الذي كانا يتخبطان فيه وماذا حل بهم بعد بزوغ نور محمد بالإسلام القويم وكيف استطاع تخليصهم من ضغائن الشرك والفساد (فراى الأمم فرقا على اديانها عكفا على نيرانها عابدة لاوثانها منكرة لله مع عرفانها فانار الله تعالى بأبي محمد ظلمها وكشف عن القلوب بهمها)
ولكن حينما نتمعن في الخطبة نراها تصب حديثا وتبيانا لمكانة الإمام علي وتبين أن هذه المكانة انما الله هو الذي اختارها له وكيف بهم تركو الحق واتبعوا الباطل وكيف عميت عليهم بصيرتهم والحق واضح امامهم (الا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين)
فهيهات منكم وكيف بكم؟ وانى تؤفكون وكيف استجابوا لنداء الشيطان وعملوا على اطفاء نور الحق
كذلك بينت احقية الإمام علي بالخلافة وقيادة الامة (ام انتم اعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي)
وقولها (وابعدتم من هو احق بالبسط والقبض
حيث وضحت ان عليا أعلم بالناس بعد النبي بمعرفة الرسالة واحكامها وقوانينها ولذلك هو احق وأولى برعاية الامة التي صنعها الوحي المقدس
وبالرغم من معرفتهم بمكانته واحقيته بالخلافة إلا انهم ارتكبوا مارتكبوا من الظلم
فقد كانوا يعترفون بمكانتها سلام الله عليها (وانت ياخيرة النساء وابنت خير الأنبياء صادقة في قولك
ومع ذلك اكالوا عليها ظلم وعدوانا
نعم هي الصادقة المصدقة العليمة التي كانت رغم ماتعانيه من الم وظلم إلا انها ابت إلا أن تثبت الحق أمام جاحديه حيث ركزت على امر الخلافة ولم توجه الضوء على ماالم بها وعظم المصاب الذي قاموا به تجاهها
فلماذا لم تذكر الزهراء ماساتها في خطبتها ولماذا لم تحتج أمام الناس على ماقاموا به من الهجوم واضرام النار وضربها واسقاط جنينها؟
فهي سلام الله عليها ماكانت تريد ان تمزج الأمور الشخصية بامر الرسالي فاثبات امر الخلافة امر مهم امام منكريه فهي توجهت بشكواهت الى بارئها وهالقها لم تتوجه إلى الناس وتستعطفهم فهي ترسم لنا دروس حتى ننتهجها في التوجه إلى الله أثناء كل معضلة تلم بنا
فقد كانت خطبتها تؤكد على مسألة الخلافة ومكانة امير المؤمنين (انى زعزعوها عن رواسي الرسالة وقواعد النبوة والدلالة ومهبط الوحي الأمين والطيبين بأمور الدنيا والدين ألا ذلك هو الخسران المبين
حتى تثبت انحراف الامة عن الطريق المستقيم وتوقظهم من السبات ليضل صوت الحق صداح في وجه كل ظالم
كذلك اثبتت لنا الزهراء عليها السلام ان البلاء سنة إلهية وهو أمر ضروري لقادة الأمة وهم محمد وآل محمد حتى يكونوا اسوة لشيعتهم وليزدادوا قربا من الله
فمانراه اليوم من الظلم والاضطهاد فماهو إلا امتداد لذلك الظلم الذي ابتداء من باب الزهراء
فالسلام عليك سيدتي يوم ولدتي ويوم استشهدتي
...............
الاخت : هدى المسلم
المصادر :
بضعة المصطفى ويعفى اثرها
فاطمة الزهراء من قبل الميلاد حتى مابعد الاستشهاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق