بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 20 فبراير 2018

قراءة في فِكر آية الله جوادي آملي أسرار الصلاة

قراءة في فِكر آية الله جوادي آملي
#أسرار الصلاة ،100ص# تلخيص فاطمه القصاب.

يعتبر كما صنّفه المؤلف وجيزةً حول أسرار الصلاة
مما ورّثها من السلف الصالح  للخلف الفالح
وحيث أنّ الصلاة عمود الدين إن قُبلت قُبل ماسواها وإن ردت ردّ ماسواها ،فإنّ أسرارها أعمدة أسرار الدين.
-مايُميز الكتاب لغته الأصولية المنطقية الراقية مع ملخصٍ يختتمْ به كل عنوان.
-تمهيد الكتاب كان توضيحاً لمرادفات كلمة السر،والإستدلال على أن للصلاة أسراراً.
-ابتدأ الكاتب ببيان أسرار مقدمات الصلاة بعنوان (الفاتحة) بالتمييز بين ثلاثة مفردات;  السر، الحكمة والأدب ،قائلاً أن سرّ العبادات كالصلاة يرجع إلى ملكوتها ومافوقه ومايؤول إلى باطنها
أمّا حكمتها فهي الغاية المترتبة عليها من العروج والنجاة عن الهلع،أمّا أدبها فيرجع إلى حضور قلب المصلي وإستدامته لذكر مولاه، وعليه فلا تُنال أسرار الصلاة إلاّ بحفظ الأدب ،فالآداب عللٌ لنيل الأسرار. 
-أوضح الكاتب بإيجاز تحت مُسمى فقه الحديث مايحويه الحديث من معانٍ ظاهرة وباطنة عن الوضوء وأن سرّه هو الطهارة الكبرى من أيّ رجس ورجز مُفسراً قول الله تعالى {ومايؤمن اكثرهم بالله الاّ وهم مشركون} فالشرك هنا بمعنى القذارة الباطنية وإن كان المؤمن طاهراً ظاهراً ؛وذلك لأن مشاهدة غير الله والاعتماد على غيره والثقه والاستناد الى غيره شركٌ في الباطن فعلى المتوضئ أن يتطهر من ذلك الرجس الباطني حتى يصير مُوحداً خالصاً صالحاً لأن يُناجي ربه كي يُناجيه ربه.
-عنوان "الصلة الأولى " في أسرار تكبيرة الإحرام،بيّن الكاتب أن صورة الصلاة واحدة يشترك فيها جميع المصلون،ولكن سيرتها وسرّها متفاوت،كما رويّ عن الرسول ص [إنّ الرجلين من أُمتي يقومان في الصلاة وركوعهما وسجودهما واحد،وإنّ مابين صلاتيهما مثل مابين السماء والأرض].
-شُرِّعت آداب الصلاة في المعراج وكان السر هناك مُتجلياً حين كان النبي ص يخرق الحجب السبعة فكانت العلة من التكبيرات السبع الإفتتاحية فكلما كبّر المصلي تكبيرةً إقترب إلى مولاه في المناجاة قُرباً لم يكن ليحصل عليه قبلها على أنّ ذلك لايختص بالمعراج ولا بالرسول ص  ويظهر ذلك من أن[ الصلاة معراج المؤمن] فكل من صلى صلاةً كصلاة النبي فقد عُرِّج به ،وفي ثنايا العنوان يُذكرنا برواية عن امير المؤمنين علي ع حين سأل رجلاً قائماً يُصلي عن مدى معرفته بتأويل الصلاة ؟ مما قد حيّر المسؤول فلم يحرّ جواباً سوئ أللصلاةِ تأويلٌ غير العبادة؟؟
فكان جواب الإمام ع :إي والذي بعث محمداً ص بالنبوة،مابعث الله نبيه ص بأمرٍ من الأمور إلاّ وبه تشابه وتأويل وتنزيل...فبيّن تأويل مافيها من الأقول والأفعال وختمها بقوله ع من لم يعلم تأويل صلاته هكذا فهي خداج"
-عنوان الصلة الثانية،"في سر النية" والمقصود منها خُصوص قصد القربة من الله
للنية درجات وللصحة مراتب ولكل مرتبة ثواب مختص بها وقرب يحصل منها وإن كانت مشتركة في أصل الامتثال فالمواقف يوم القيامة ثلاثة الجنة والنار والرضوان، والشؤون العملية للنفس الإنسانية ثلاثة غضب دافع للمنافي،وشهوة جاذبة للملائم ،وعقل شائق للكمال ،فلذا صارت العبادة ثلاثة أقسام والعُبّاد ثلاثة خائفٌ من النار فتلك عبادة العبيد،مشتاقٌ للجنة فتلك عبادة الحُرصاء
محباً لله تعالى فتلك عبادة الأحرار.
-كل واحدة من هذه العبادات صحيحة الاّ أن الامتياز بينها أن الخائف مع انه لايعبد الاّ الله لكنه لم يتحرر بعدُ من رقية الغضب وليس بمقدوره أن يطلب من معبوده سِوى النجاة من النار،وكذا الحريص مع انه لايعبد الاّ الله الاّ انه لم يتحرر بعدُ من قيد الشهوة فهو لايتمنى من معبوده سوى الفوز بالجنة،أمّا العاقل لرضا مولاه فهو الحرّ الذي يعرف مايريد.
-طريقة الجمع بين أفضلية أحمز الأعمال وبين كون النية خيرٌ من العمل، أن النية روح العمل  وبما أن المطلوب فيها هو الإخلاص وهو صعب لذلك كانت النية أفضل من العمل.
-تحدث الكاتب عن الفاصِل بين الإيمان والكفر وهو قلة العقل أو زواله كما يتضح ذلك من رواية أبي عبدالله ع [ليس بين الايمان والكفر الاّ قلة العقل ،قيل كيف ذلك يابن رسول الله ؟قال ع :إنّ العبد يرفع رغبته إلى مخلوق فلو أخلص نيته لله لآتاه الله الذي يُريد في أسرع من ذلك].
-أمّا الاخلاص فهو سرٌ إلهي يودعه الله قلب محبوبه والمهم في النية أن تنبعث روح الانسان من العادة الى العبادة بحيث تكون حركاته وسكناته ناتجة من البعث القلبي وهذا لايتماشى إلاّ مع قلبٍ ليس فيه سوى الله وذاك هو(القلب السليم)
-الصلة الثالثة "في سر القراءة" بيّن فيه أن سورة الحمد تحميدٌ ودعاء وهي كافلة للمعارف الثلاثة المبدأ والمعاد ومابينهما والعبادة والاستعانة محصورةٌ لله تعالى ،واليقين يحصل بالعبادة ويتحقق بوجودها ويدوم بدوامها ويزول بزوالها فاليقين ليس حدّ العبادة أو الهدف منها فزواله مقرون بزوال العبادة.
-إنّ سورة التوحيد هي نسبة الربّ وسورة القدر نسبة أهل البيت والترتيب قي قراءة السورتين واستحبابهما القدر في الركعة الاولى والتوحيد في الثانيه ترتيبٌ لقوس الصعود الذي يبتدأ بأهل البيت ويؤيده مافي الزيارة الجامعة [ ...من أراد الله بدأ بكم..] وقوس النزول فالربّ مدينة الحق والتحقق والإنسان الكامل بابها.
-الصلة الرابعة "في سرّ القيام والركوع والسجود" سرّ القيام حال الصلاة هو الإعلام بالاستقامة تجاه أيّ عدو ،إنّ من أحيا كلمة الله فهو قائم وان كان قاعداً ،ومن قصّر في إحيائها فهو قاعد وإن كان قائماً.
-إنّ خشوع القلب يتجلى في الجوارح لأنها امته والقلب أمامها.
-أمّا الركوع والسجود فهو يُمثل الانقياد لله تعالى
وتعدد السجود تمثيل للبدء من التراب والعود فيه والنشور منه.
-مايُميّز السجود عن الركوع بعد اشتراكهما في أصل التذلل هو أن السجود أخفض فيكون العبد أقرب لمولاه.
-الاهتمام بالسجود قد أورث مكان المصلي مسمى المسجد دون غيره من الأجزاء، والمسجد هو المبدأ للإسراء أولاً وللمعراج ثانياً.
-الصلة الخامسة"في سر القنوت والتشهد والتسليم.." أنّ القانت لله غير خائب لأن المسؤول جواد لايخيب سائله،الصلاة الفاقدة للقنوت غير كاملة.
-أمّا التشهد فقد تمثّل أصله في المعراج وأُلهم الرسول ص بما قال فيه وتأويله تجديد الإيمان والاقرار بالبعث بعد الموت وتأويل التحيّات تعظيم الربّ عما نعته الملحدون.
-إنّ سرّ التورك هو إقامة الحق وإماتة الباطل
-إنّ الصلاة الفاقدة للصلاة على أهل البيت ع غير مقبوله.
-إنّ الجلوس قبل النهوض إلى القيام توقيرٌ للصلاة وتركها جفاءٌ لها.
-أمّا السلام هو ترحمٌ وأمان.
-الخاتمه"في أسرار تعقيبات الصلاة"
قوام الصلاة المناجاة مع الله تعالى  والمصلي المعترف بفقره إلى الله تعالى لايجد في نفسه الاّ فيض مولاه المحيط به ،والتعقيب مُوجِب لدوام الصلاة وامتدادها ،وقلب المؤمن مرآة صدق ، يرى السالك مالله عنده وماله عند الله تعالى
والدعاء مستجاب حال التعقيب وتركه موهمٌ للاستغناء عن الله وله مراتب ومادام المصلي في حالة طهارة فهو في تعقيب.
-تسبيح الزهراء ع هو الذكر الكثير. 
-سجدة الشكر من ألزم السنن في التعقيب ،فإنّ السجود تمثل للذلة ،كما أنّ الركوع تمثل للعظمة .
-إختتم المؤلف كتابه بوصيةٍ مفادها أن الذهول عن الله رين وأن الصلاة لكونها ماء الحياة سبب لغسل الدرن والرين ،فالذكر الذي يحصل بالصلاة مزيل لأي رين .
ثم عرّج علئ صلاة الجمعة والسرّ في الاهتمام بها والتركيز عليها لكونها مصداقاً كاملاً للذكر.

الجمعة، 9 فبراير 2018

قراءة في فِكر الدكتور شريعتي الإمام السجاد أجمل روحٍ عابدة

قراءة في فِكر الدكتور شريعتي
الإمام السجاد أجمل روحٍ عابدة، ١٤٣ص #فاخته_اليوسف
-سلّط الكاتب الضوء على الفرق بين رؤيتنا الحالية و رؤية المسلمين الأوائل في إستخدام أسماء و صفات للأئمة ع لم تذكرها كتبنا القديمة المعتبرة و إنما هي نتاج ذهنيتنا و أذواقنا التي شكلتها ثقافة عصرنا .
-ضرب مثالاً لذلك ما نستعمله اليوم كصفةٍ غالبة و مشهورة لقائدنا العظيم الإمام السجاد ع والذي يكشف عن مرض في إيماننا و عقيدتنا والاّ فما معنى القائد العليل؟
وقائد من؟ قائد مذهب أسس تاريخه على الجهاد و الصراع الدامي و الاعتراض الدائم على السلطة الحاكمة وتشكّل تاريخه على اساس الشهادة و الآن نجد أن الصفة البارزة هي العليل!
-ثم يذكر الكاتب أبرز صفة للإمام  ع والتي تُظهر فضله على كافة قادة التاريخ الانساني، الامام الغير جبّار، السجاد.
-استشهد الكاتب بحديث الكسيس كاريل الفيزيولوجي الكبير (طبيب فرنسي معروف) حول الدعاء على أنه مظهر  لنوعٍ من الاحساس و الاشراق وأروع تجلي لروح و معنويات الانسان.
-ثم تحدث الكاتب عن الدعاء و أنه ليس مجرد مخدر ومسكن للآلام وانّ الراحة و الاطمئنان التي يبعثها الدعاء في الانسان تعمل على إرواء روح الانسان المضطربة الحائرة و اشباع لحاجاتها الفطرية العميقة ويمدّ الانسان القوة و يبعث فيه النشاط و الحيوية كما انه عامل مهم في تفتح احاسيس و عواطف و طاقات الانسان الباطنية الغامضة و على هذا قسّم الكاتب الدعاء الى نوعين ينبثقان من نوعين من الحس الانساني: حس الحاجة و العوز
وحس العشق العرفاني
-حافظ الاسلام على هذين البعدين و اضاف لهما بُعداً ثالثاً وهو البعد التوعوي الفكري .
-ثم بين الكاتب النظرة الخاطئة للدعاء التي تجعل منه بديلا عن تحمل المسئولية او العمل او اداء الوظيفة فمن المسلمات ان طريق الدعاء اكثر راحة و يسرا فالدعاء احيانا ما يكون بعنوان طلب شيء ما من الله ولكنه لا يكون بديلا عن الفكر والعلم والعمل وتحمل المسؤولية والعذاب والمشقة وبذل الجهد بل يكون في صف هذه المسؤوليات  فالدعاء هو مقدمة من المقدمات للحصول على الشيء ،لا أنه بديل عنها ، وهذا هو المنظور الإسلامي والعلمي للدعاء .
-بعدها تطرق الكاتب إلى دراسة تأثير الدعاء على نفس الداعي وسلوكه وخلقه .
-من المؤسف أن نرى البشر على مرّ التاريخ قد توجهوا نحو العقل وتنميته وأهملوا الكثير من الطاقات الموجودة في فطرة الانسان ووجدانه وحسه العرفاني مما أدى إلى إصابته بنوع من الانتروبيه،وشيئاً فشيئاً تذوي هذه القوى وتضعف وتموت على اثر عدم الاستعمال الدائم لها وفي المقابل هناك بشر اهتموا وانشغلوا بشكل كامل بتنمية القوى الباطنية والجوانب المعنوية والحس العرفاني ووصلوا في ذلك إلى أعلى المراتب والمقامات ولكن انشغالهم المحموم هذا بالمعنويات انعكس على نموهم العقلي.
- ثم تحدث الكاتب عن سجون الأنسان الأربعة كما يسميها:
١/ سجن الطبيعة والتي تعمل في الانسان كما تعمل في سائر الموجودات الاخرى على حسب قوانينها وسننها التي أودعها الله فيها .
٢/ التاريخ ،إن تبعات واحداث الماضي تترك اثرها على شخصية الانسان .
٣/ المجتمع، طبيعة العلاقات الطبقية والاقتصادية والسياسية تترك اثرها على تكوين الفرد النفسي والذهني.
٤/وهو أشدّ السجون وأمنعها وهو سجن النفس والتي تحبس في داخلها تلك الأنا الإنسانية الحرة.
-بالعلوم الطبيعية يمكننا التحرر من السجون الثلاثة أمّا السجن الأكبر والأصعب فهو سجن النفس ولا يمكننا التحرر منه بالعلم ولهذا فإننا بحاجه إلى سلطان آخر يحررنا، إنه العشق ،تلك القدرة الكامنة في أعماق الانسان وتلك الروح والنفحة الالهيه التي نفحت فيه العشق .
-يقول الكاتب حان الوقت لنعطي تعريفاً للمناجاة أنها تجلي ومظهر لحاله من الاهتمام والاضطراب الانساني المحموم ومظهر الى الروح التي تعيش الوحدة بمعنى النأيّ والابتعاد عن الأحبة لا بمعنى العيش وحيداً فريداً بلا صاحب ولا جليس بمعنى الفراق والبين لا بمعنى العيش بلا أحد .
-تحدث الكاتب أخيراً حول الصحيفة السجادية  ذكراً أن الامام ع ركز على الجانب التعليمي أكثر من طلب الحاجات و المسائل ،وبشكل أكثر إيضاح عنى أن الدعاء لم يكن وسيلةً لطلب الحاجات و إنما كان للتعليم و التربية فقط.

قراءة في فِكر الدكتور شريعتي محمد خاتم النبيين

قراءة في فِكر الدكتور شريعتي
محمد خاتم النبيين،190ص
هدى المسلم

كتاب تاريخي يتحدث عن حياة الرسول الأكرم من الهجرة الى الوفاة
إبتدأ الكاتب بالحديث عن حياة المجتمع المنغلق ومحدوديته،فالإنسان فيه لايستطيع أن يرى ماوراء هذه الحدود وبناءً على ذلك يكون راكداً لايتطور ولايرتقي بفكره فقد قوقع نفسه داخل مجتمعه.

ثم بيّن أن الحصار على أوروبا فتح لها آفاقاً كبيرة بسبب الحروب الصليبية ثم بدأت النهضة تدب فيها.

أثبت بعد ذلك أن الهجرة منحت المجتمع رؤية شاملة فهي تدعوه الى البحث عن الرقي والتكامل فقد كان وراء كل حضارة هجرة.

وضح الكاتب خلال حديثه أنواع الهجرة(  فكرية -عقائدية )مشيراً لدعوة الإسلام إلى مثل هذه الهجرة ،وأن من حسن مسؤلية الفرد الفِرار بحثاً عن الحرية وأن لايركن للظلم فيقيد نفسه ويرزخ تحت وطأته.

طرح الكاتب نوعاً آخر من الهجرة وهي (الهجرة من الداخل) وهي سفر في عمق الروح وهجرة من خارج سفره على الأرض.

ثم تحدث عن النبي ص وكيف كان نبعاً فياضًا من الحبّ والإيمان ،عمِل كمفكر ،خاض سلسلةً من المعارك خلال مسيرة حياته،تلقى خلالها الأذى والألم ليقف بعدها بكل قوة وإيمان أمام القلوب الهائمة فيه سائراً معهم الى حجة الوداع
ليصل بعدها لوداع هذه الدنيا مُخلفاً فيهم كتاب الله وعترته.