بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 3 أبريل 2017

لامناص للتعري!!

*لا مناص للتعري !!*
مُفردة طاغية الفحوى بكل ماتحويه حروف هذه الكلمة من معانٍ و مُترادفات ، إحدى العوارض الفتاكة التي تطرأ على الفِطرة النقية ، المُطمئن إنها ذات شِباك عنكبوتية ، فعلى الرغم من عِشقها للإندساس بعيدًا عن الضوء ، إلا أن خيوطها المترهلة تبدو أشد سطوعا ، إذا ماتكشفت للبصير أُولى ضحاياها , فمن كلام الامام موسى الكاظم (عليه السلام ) لهشام ابن الحكم هذه العقلية الجبارة و الفيلسوف العظيم .. (يا هشام اعرف العقل وجنده ، والجهل وجنده تكن من المهتدين ، قال هشام : فقلت : جعلت فداك لا نعرف إلا ما عرفتنا . فقال عليه السلام : يا هشام إن الله خلق العقل وهو أول خلق خلقه الله من الروحانيين عن يمين العرش من نوره فقال له : أدبر ، فأدبر . ثم قال له : أقبل فأقبل . فقال الله عز وجل : خلقتك خلقا [ عظيما ] وكرمتك على جميع خلقي . ثم خلق الجهل من البحر الأجاج الظلماني ، فقال له : إدبر ، فأدبر . ثم قال له : أقبل ، فلم يقبل . فقال له : استكبرت فلعنه )".(١)

الحديث حول الجهل المقيت وكاريزماه  المُظللة ( الجاهل المثقف ) يحتاج لنفس طويل جدا ، لأنه الأرضة الشرهة التي تلتهم وريقات الفكر والعلم والمعرفة بقرف يدعو للتقيؤ , فكثرة التهم المنسوبة منه وإليه تفوق عدد الذرات على كوكب الأرض ، ( كَفى بِالجَهلِ ذَمًّا أن يَبرَأَ مِنهُ مَن هُوَ فيهِ ) !!  (٢)

عجبا أن يحتمل اللفظ مالا يطيقه , الثقافة روح الحياة , صانعة الإنسان السوي , هل يعقل أن تلوث وعلى مرأى ومسمع من رأس الهرم في الأمة ؟!
الإجابة على هكذا تساؤل استنكاري يستفز كل قارئ لأن ينتشل نفسه و واقعه من هكذا هوة خانقة , فيما مضى كان لقب المثقف لعبة بيد أصحاب الشهادات والمناصب العليا , دون أن يعلو صوت أحدهم , اليوم بات واضحا ان صاحب اليد الطولى  في هذا المضمار ( الآخذ من كل علم بطرف , و اللعبة باتت أشد ضراوة ، فبلإضافة لإدعائهم ما ليس لهم , باتو و بكل جسارة يجلسون على ضفافها علانيةً وفي وضح النهار , يتسكعون في معارض الكتب , يترأسون مؤسسات الثقافة والإعلام , دور النشر والطباعة , و يتبوأون مقاعدها الأمامية , و حين الجد و في أبسط الأمور الحوارية هم خارج دائرة التصنيف والتعريف , فالحديث لمن دونهم , وحين الهرج والمرج تعلو ضحكاتهم , كأنهم في رحلة استجمامية على إحدى اليخوت الباذخة (( إِنَّ شَرَّ الدَّوَآبِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ )) (٣).

أين مكمن الخطر؟!!!
سؤال تفجعي لا أكثر ، إذا كان أساس بعثة الأنبياء والأوصياء منصب في استنقاذ الناس من الضلالة وحيرة الجهالة , فوجود أمثال هؤلاء ماذا يمثل سوى المتردية والنطيحة في وجه تحقيق أهداف السماء , و هذا مابينه أمير المؤمنين واصفا ماآلت اليه الحال قبل طوفان من السنون : ( لا يَزكو مَعَ الجَهلِ مَذهَبٌ )(٤) , الزكاة بمعنى النماء , والحقيقة أن أي مشروع تنموي حضاري وفي أعلى درجاته المشروع الإلهي , إذا تلبس أحد أطرافه جاهلٌ ممن لايحسنون صنعا , فهو معرض للقهقري بلا شك !

الآن و بعد تفشي المرض لابد وأن صافرة الإنذار, ستطلق استغاثتها على جميع الأصعدة , ((يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ)) (٥) ، هنا يبرز دور المثقف المتدين في أعظم وظيفة عبادية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , فآحاد الناس و إن أعطو وبذلو مابذلو , تبقى القيادة بيد العالم العارف, فما أفرزه أشباه المثقفين من تدني ملحوظ في الفكر والسلوك , مما يندى له جبين العقلاء , في ما يطلق عليه بظاهرة التخلف الثقافي  , أمر لايمكن السكوت أو التغافل عنه والذي تعد أبرز صنائعه :
1/ شيوع حالة الخنوع والخوف الأفيوني  , بالإعتماد الكلي على استيراد العقول بنظرياتها من الخارج بدلا من تنمية وغربلة البيت الثقافي من الداخل .
2/ التشبث بالموروثات الهزيلة المنافية للدين والعقل بما يسمى بالخرافة .
مجمل ماكتب هنا و ستكتبه الأجيال لاحقا  , ليس تباكيا على أطلال ضُيعت في ليلة هرير باردة , فمجتمع يسوده البُكم بلا ريب مرمى للنهب و الحسرة , يتطلب منا كخير أمة أخرجت للناس , تحمل راية ( اقرأ ) تحركا سريعا ونافذا , لإنقاد ماتبقى , بإثارة السؤال لإستجلاب دفائن العقول ( لم , كيف , حتى متى..), إحدى المهارات التي تبناها القرآن بين دفتيه وأهل البيت في مجمل فصول حياتهم لتنمية التفكير الإبداعي لأكرم خلق الله وأشرفهم تفضيلا , وخاصة في مجال الإرتقاء بالمعرفة الفطرية عبر التذكر و المكتسبة عبر التعلم , بل و منذ رحلة الخلق والإيجاد ، مرورا بعالم الذر والعهد والميثاق والأرحام و.... (( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى )) (٦) , الإستفهام دواءٌ لصنوف  الأدواء التشريحية منها والسريرية , و التي أثبتت جدواها في نفير من القضايا العصيبة التي أردت برياحها كثير من المتقاعسين , ورفعت القلة القليلة الى أعلى عليين (( وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا )) (٧) , في الآية تقرير صريح بأن مدار النعمة اللآلٰهية طاعة الرسول ومن خلفه من بعده , أوليس هو القائل , وماينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى : "من منَّ الله عليه بمَعرِفةِ أهلِ بيتي و ولايتهم فقد جمع الله له الخيرَ كُله " (8), وعلى النقيض الجاهل لمعرفتهم خسر الدنيا والآخرة ..
الشواهد على نجوع هذه الطريقة أكثر من أن تعد أو تُحصر في عجالة هذه السطور ، [ تردد رجلٌ في يوم الجمل في أمر عليّ (عليه السلام) وطلحة والزبير وعائشة ، يقول في نفسه : كيف يمكن أن يكون مثل طلحة والزبير وعائشة على الخطأ ؟!  وذهب إلى الإمام علي (عليه السلام) وسأله : أيمكن أن يجتمع الزبير وطلحة وعائشة على باطل؟! فقال (عليه السلام) : (إنك لمبلوس عليك، إن الحق والباطل لا يعرفان بأقدار الرجال، اعرف الحق تعرف أهله، واعرف الباطل تعرف أهله ))..

على وقع إصطكاك أسنة الضياع و غياب نتجرعه ، لا مناص للتعري من المسؤليات ، فهل يرتدُ الأعمى بصيرًا ، فيُؤتي أُكله الأنيق سابق العهد ؟؟؟

بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١ - الصفحة ١٥٨
منية المريد : 110 ؛ و راجع المحاسن والمساوئ : 399 .
سورة الأنفال (22)
غرر الحكم : 237 ، 10542 ، 3856 ، 3444 . 
سورة الروم (19)
سورة الأعراف (172)
سورة النساء (69)
أمالي الصدوق: 383/ 9.

لعلهم يحذرون

*لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُون ..*
تخيل عزيزي القارئ ونحنُ نعيش في ظل الطفرة المعلوماتية ، والثوارن الحُقوقي ، وتآكل السلام شيئًا فشيئًا ، بأنكَ صحوت في إحدى صباحاتك باكرًا ، لتتفاجئ بأن غُرفتك استحالت الى جنةٍ غناء كل مامن شأنه الرخاء واللذة أمام ناظريك ، أتُفكر في التوجه ناحية الباب لتفتحه على غُصة الواقع ، أم تبقى حبيس النعيم ؟!
بالتجافِي عن صِراع الخيالات ، نحن بنو الإنسان مجبولون على رحلة النهم المعرفية ، لنُشبع عقولنا وأرواحنا وسائر حواسنا ، بما يخلُق عندنا حالة الرِضا أو الحد الأدنى من  الشُعور بالأمن ، ﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾ (1) .. 
بالعين الباصِرة ، لن نصل الى نعِم عُقبى الدار ، إلا بالتعايش مع الآخرين ، بعيدًا عن أمراض التعصب الفِكري والنِفاق الإجتماعي ، وهذان الأمران يتزاوجان مع أعلى الهرم وصاحبة الكف الراجحة ( الثقافة ) التي تكسي حاملها تاج المسؤلية فضلًا عن المُباهاة بها ، هُنا، لسنا بحاجة لأن نستغرق في تشعبات تعريفها كمفهوم ، بقدر مانحنُ بحاجة لأن نُسلط الضوء عليها كفريضة أو وظيفة ، ذات هدف يرقى بأُمة كاملة ، فقد جاءت بمعنى التهذيب والتشذيب والتسوية من بعد إعوجاج ..
يقول أحد المراجع العِظام سماحة السيد صادق الحسيني الشيرازي (2) في كتابه القيم الموسوم بالعلم النافع : ( إن مسألة الثقافة من أهم المسائل في كل أُمة وحضارة ، وقد يصح مايُقال بأن العالم يدور على عجلة الإقتصاد والسياسة ، ولكن الأصح من ذلك هو القول بأن الثقافة هي التي توجه الإقتصاد والسياسة ، فبقدر مايحمل الفرد من ثقافة وعلم في كلا المجالين ، فإنَّه لايخسر ولايُغلب ) ..
لَنَصدِق القول .. المُهمة صعبة ، وبحاجة لتضحيات جِسَام ، وأفكار ورُوئ ذات رواسي قوية لامُجرد هذرمات ثقافية ، لاسيما ونحن نُعايش بؤرة مُضللة ، وقوى نافذة ،  تُسمى بالإحتكار الثقافي ، حيثُ يُمكُننا التصريح بأن الصوت هو بيد صاحب السوط ، والبعض يُلوح بمشروعية هذا الأمر من قبيل ، من يعمل أكثر يحصد أكبر ، في حين أن المُحتكر يهدف علنًا أمام الجميع بتفرده بآليات الثقافة ، أكبرها المكتبات العامة ، والإعلام كمصدر لايستهان به لتصدير واستيراد الأفكار الضحلة ، لغرض السيطرة على الإنتاجية الأكبر ، بل ويُرضخ جميع الأطراف لقوانينه المستبدة ، فهل هذا من العدل بمكان ؟!!!
يقول أحد الكُتاب الأُردنيين علي القيسي (3) : ( الورم الثقافي ليس دليلًا على صحة المشهد الثقافي ) ، مما لايدع مجال للشك بأننا نتعرض لحرب شعواء من قبل المُسيطرين على الساحة الثقافية أصحاب النُفوذ والسُلطة ، وعلى ذات الصعيد هناك مُبادرة مغربية حية في وجه الهيمنة والإحتكار ، حيثُ قامو بتأسيس رابطة مستقلة لكُتَّاب المغرب ، وذلك يعود لإستئثار طيف واحد بمجمل الأنشطة الرئيسية ، داخل المعرض الدولي للكتاب ، وأعلنت هذه المبادرة الثقافية عن فتح أبوابها لكل المؤلفين على اختلاف أطيافهم ..
وواقعًا التنوع الثقافي هو جزء من الحقوق المُباحة دِينيًا بالقاعدة الفقهية ( الناس مسلطون على أنفسهم ) (4)، و دُوليًا وفق إعلان اليونسكو العالمي ..
ولكي نُحقق تجليات المعرفة الحقة ، التي من خلالها نصمد ، أمام مُختلف الصراعات و التحديات المُعاصرة ، لابُد من الوقُوف مطولًا عند شُطئان الثقافة ، الحُرة ، النزيهة ، ونمسك بالمعول المُتفايض بالنماء ، لما من شأنه الإنبات الصالح ، وأحد أهم وأبرز روافدها التفقه في الدِين ﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ (5).
في خضم الحديث إشارة الى خُطورة مايُسمى بالتبعية الثقافية كأحد ملامح الإحتكار ، فمامدى صحة ذلك ؟
لابُد من الإلتفات أولاً الى أننا مابين مفهومين يجب الفصل بينهما ، التبعية الثقافية ، و التنوع الثقافي ، إذ أن التنوع الثقافي هو الاختلافات القائمة بين المجتمعات الإنسانية في الأنماط الثقافية اختيارًا أو اكتسابًا , كاللون ، العرق ، اللغة ، الدين .... وهو من الضرورة بمكان ﴿ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ﴾ (6) ..
أما التبعية الثقافية فهي جرس الإنذار المُنبأ بوجود خطر يُحدق بالأُمة لأنها إنصهار تام و تحلل عن الثقافة الأم في حالة من التضييق الخانق من قِبل ثقافة غريبة و مُغايرة تمامًا كما أسلفنا ، ﴿ وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ (7) ، نلاحظ لم يقل الله تعالى (ولا ترضى) بل قال : ﴿ولن ترضى﴾ و"لن" كما هو المعروف في اللغة العربية تفيد تأبيد النفي ، فكأن الآية تقول : بأن هؤلاء الفئة لايرضون بالقليل من المجاملات كصورة من صور التعايش السلمي بل يعملون أبدًا على حرفكم عن المسار الصحيح واعتناق ملتهم ، وفي آية أخرى ﴿ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾ (8) ..
كمثال أستحضِرهُ من مُجمل القراءات ، ( قضية التنباك المشهورة ) ، حين وافقت حكومة الشاه ناصر الدين القاجارية سنة 1312 هجرية على منح إمتياز زراعة وتجارة التبغ في إيران للشركة البريطانية ، وهذه كانت بّوابة لدخول الإستعمار في بلاد الإسلام ، وفرض الهيمنة السياسية والإقتصادية والثقافية على المسلمين في ايران ، وبالتالي في غيرها من بلدان المنطقة ، فلم يمض على توقيع هذه المعاهدة الإستعمارية الخطيرة وقت طويل ، حتى تصدّى لها الإمام الميرزا الكبير المجدد آية الله العظمى السيد محمد حسن الشيرازي قدس سره (9) ، بإصدار فتوى حرَّمت استعمال التنباك وهذا نصّها : «استعمال التنباك والتتن حرام بأي نحو كان، ومن إستعمله كان كمن حارب الامام المنتظر عجل الله تعالی فرجه الشريف»..
هُنا تظهر مُهمة المُثقف حين يبرز أثر الدين في وعيه وقراءته للأحداث وما وراءها ..
ختامًا ، من وحي ثقافتنا الواجب عليَّ إبرازها والإعتزاز بها , الإنموذج الأبهر , الذي حقق التعايش السِلمي في أجلِ صِوره ، بل المؤسس للمشروع الثقافي ، وصاحب اليد البيضاء في هذا المِضمار ، إمام الفُقهاء الصادق من آل محمد، الذي أنشأ المدارس الفكرية في جامعة واحده تهوي إليه العُلماء على اختلاف مشاربهم  , وفق خُطة مدروسة , بحيث يُظهر معالم الحضارة الإسلامية مفندا كل الآراء والعلوم , بحجج دامغة , أذعن لها من أذعن , و أغض طرفه بعيدًا من حُرم اللُطف ، فقد روىَّ النجاشي في رجاله بسنده عن الحسن بن علي الوشاء في حديثٍ أنه قال : أدركت في هذا المسجد (يعني مسجد الكوفة) تسعمائة شيخ كل يقول حدثني جعفر بن محمد ، وكان عليه‏ السلام يقول : ( حديثي حديث أبي وحديث أبي حديث جدي وحديث جدي حديث علي بن أبي طالب وحديث علي حديث رسول الله صلى‏ الله‏ عليه‏ وآله وحديث رسول الله قول الله عز وجل ) ، و ماهذه إلا ثِمار شهية عمِل على تنشئتها الخُلفاء الماضون وعلى رأسهم مبعوثو الإنسانية محمد وآله الأطهار ، والصفوة من صحبهم ، ممن حذو حذوهم ، وتسمت الأمصار بأسمائِهم .. 
بقيَّ أن نكون متنبهين ومتأهبين دومًا ، اليوم .. لسنا بحاجة الى سياسة الإلقاء المُباشر فقط  كمنبر أوحد للثقافة ، بل يلزم الإرتقاء بما يُظهر عالمية ثقافتنا الإسلامية ويشد الآخرين نحوها ، وصرف الجهد والوقت والمال ماأمكننا في سبيل إنشاء مؤسسات ، وهيئات وأندية تثقيفية ميدانية تسمح لجميع الأطياف بولوج ساحتها ، وتفعيل مختلف الأنشطة التحفيزية من قراءة ، مسرح ، رسم ، قنوات فضائية وغيرها الكثير, ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾ (10) .
 
سورة الإنسان (3)
مرجع شيعي عراقي مقيم في مدينة قم الإيرانية
كاتب أردني و ناقد أدبي وصحفي
قاعدة فقهية ( التسلط ) بحار الأنوار : ج 2، ص 272، ح7، ب 33.
سورة التوبة (122)
(13) سورة الحجرات
سورة البقرة (120)
سورة البقرة (217)
رجل دين ومفكر شيعي عراقي
سورة الأنفال (60)